ما وراء الخبر

دلالات التصريحات الإيرانية بشأن الإسلام وميزان القوى الإقليمي

ناقشت الحلقة التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن الإسلام وميزان القوى بالمنطقة، من زاوية السياق الإقليمي الذي جاءت فيه، وهل هذه رسالة بشأن دور إيراني لا مناص منه في أي ترتيبات إقليمية؟

طالب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بالتفريق بين ما وصفه بالإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأميركي، الذي اعتبره عمالة للأجنبي.

وتأتي التصريحات في سياق تطورات إقليمية متسارعة، واجتماعات إقليمية ودولية تبحث كيفية التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق خاصة، وسط صراعات سياسية -وحتى عسكرية- في عدد من الدول العربية.

هذا السياق لم تغب عنه إيران بأي حال، بل وصلت الأمور إلى حد إطلاق نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني تصريحات يقول فيها إن ميزان القوى في المنطقة تغير لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حلقة الخميس (3/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذه التصريحات من زاوية السياق الإقليمي الذي جاءت فيه، وتساءلت: هل هذه رسالة بشأن دور إيراني لا مناص منه في أي ترتيبات إقليمية محتملة؟

ليست جديدة
حول هذه التصريحات، يقول ما شاء الله شمس الواعظين مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية إن هذا الخطاب لخامنئي لم يأت كخطاب جديد في هذه المرحلة ولكنه خطاب قديم أسسه الخميني عندما قسم القراءة للدين الحنيف إلى قسمين: الإسلام المحمدي الأصيل، والإسلام الأميركي.

واعتبر ما شاء الله أن خامنئي كان يريد بتصريحاته أن يركز على القراءة الدينية الرسمية الأصلية والإسلام الذي تدعمه وتسانده أميركا المسالم والذي يرضى بالمساومات مع الأعداء، مؤكدا أن هذا الخطاب له جذور في التاريخ الديني الإيراني.

ويرى شمس الواعظين أن ما حدث في السنوات الأخيرة هو أن كل الدول التي لم تتعرض لهزات بسبب الاحتلال أو الربيع العربي حاولت توسيع نفوذها، وليست إيران وحدها التي وسعت دائرة نفوذها في الشرق الأوسط، فهناك تركيا التي توسع نفوذها وتتصرف في الإقليم في سوريا والشمال الإفريقي، وكذلك السعودية، بحسب رأيه.

في المقابل، أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي عن أسفه لما وصل إليه مستوى "التنابز" في المنطقة لدرجة أن تقوم إيران بتقسيم الإسلام إلى نوعين، مؤكدا أن هناك استخداما للطائفية والمذهبية من قبل إيران، وتصريحاتها هذه تأتي استمرارا للاستفزاز في أجواء الحرب الباردة التي تعيشها المنطقة.

مستفزة ورعناء
ويرى الشايجي في التصريحات الجديدة تصعيدا للخطاب الديني والعسكري في إيران، ووصف التصريحات بأنها "مستفزة ورعناء" وتأتي في وقت تفقد فيه إيران قوتها الناعمة.

ويفسر الشايجي التصريحات الإيرانية بالتقارب الأميركي الخليجي خاصة في المجال العسكري والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مما أثار ارتباكا لدى الإيرانيين، خاصة مع انكسار "الهلال الشيعي" بسبب تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بحسب قوله.

وفي السياق نفسه، يرى رئيس مركز الخليج للدراسات والأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر في تصريحات المرشد محاولة لترويج الإسلام الإيراني الذي يستخدم الدين للتوسع والتدخل في محاولة لبناء نفوذ الدولة القومية.

واعتبر بن صقر أن التصريحات تمثل مغالطة كبيرة للواقع، وأعرب عن تعجبه من أنها خرجت من المرشد بهذه الطريقة، مما يفسر دعم إيران للإسلام الطائفي في العراق وسوريا واليمن ولبنان.