ما وراء الخبر

دلالات تكرار البشير الدعوة للحوار الوطني

تناولت الحلقة دلالات دعوة الرئيس السوداني عمر البشير للحركات المسلحة إلى الحوار رغم رفضها المعلن، وما هو مستقبل السودان في ظل المعطيات السياسية الراهنة؟

خلال افتتاح أعمال مؤتمر الحزب الحاكم في السودان، دعا الرئيس عمر البشير الحركات المسلحة إلى الانضمام إلى الحوار الوطني، ووصف الحوار بأنه أساس التداول السلمي للسلطة.

حلقة الخميس (23/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع وتساءلت عن دلالات دعوة الرئيس البشير للحركات المسلحة رغم رفضها المعلن، وما هو مستقبل السودان في ظل المعطيات السياسية الراهنة؟

وخلال كلمة له اليوم الخميس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، نبه البشير إلى وجود تحديات كثيرة تواجه السودان، أجملها في كيفية استكمال التوافق والتراضي الوطني، والتأمين على نجاعة الحوار والسلام لحل القضايا المختلفة، مع تحديد موعد للحوار الجامع لكل فرقاء السودان.

ولفت البشير -الذي رشحه حزبه الحاكم لولاية رئاسية خامسة- إلى وجود آثار سلبية أحدثتها ردة الانتصار بالبعد العرقي والقبلي والجهوي في البلاد، معلنا أن الأمن القومي السوداني يستدعي وقفة مراجعة تشمل كل جوانب الممارسة السياسية في الفترة الماضية.

لا جديد
عن دعوة البشير، يرى عضو الهيئة العامة لتحالف الإجماع الوطني المعارض ساطع محمد الحاج أنها لا تعني شيئا، وهي ليست جديدة، وقبلنا الحوار من قبل بجدية كاملة ووضعنا ورقة كاملة حول هذا الموضوع طالبنا فيها بتوفير المناخ اللازم، لكننا اكتشفنا أن هدف السلطة كان التمديد السلمي للسلطة وليس التداول السلمي، وكان غير جاد في إحداث حوار بمشاركة كل القوى السياسية.

وأضاف الحاج أن القبضة الأمنية في السودان تعلو فوق أي صوت سياسي، والحزب الحاكم لم يعط المعارضة في البلاد أي إحساس بأنه يهتم بالحوار.

واعتبر الحاج أنه بعد قرابة عام من دعوة البشير الأولى للحوار لم تحدث أية اختراقات حقيقية في المشهد السياسي، بل خرجت أحزاب من الآلية أبرزها حزب الأمة والحزب الناصري وغيرهما.

وأكد أن المعارضة تمثل طيفا كبيرا جدا من الشعب السوداني، وتتعامل بمسؤولية كبرى، وقبلنا من قبل دعوة الحوار التي جاءت من الطرف الذي كرس الحكم الشمولي، باعتبارها محاولة حقيقية لترتيب الأوضاع داخل البيت السوداني.

واستطرد الحاج بأن حزب المؤتمر الوطني رفض كل الشروط التي تقدمنا بها، معتبرا أن ترشيح البشير للمرة الخامسة يعني أن الحزب الحاكم فشل في إحداث تداول سلمي للسلطة، وقال إن الأوضاع الحالية تتطلب تكتل كافة القوى السياسية في السودان لإسقاط النظام بالطرق السلمية السياسية.

شرذمة قليلون
في المقابل، اعتبر القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطي أن الذين قبلوا بالحوار "طيف واسع جدا من الشعب السوداني"، مدللا على ذلك بالجماهير التي حضرت مؤتمر اليوم التي قال إنها "جاءت من كل حدب وصوب".

ووصف عبد العاطي المعارضين بأنهم "شرذمة قليلون"، وأن من حضروا المؤتمر الوطني اليوم يمثلون غالبية الشعب السوداني، مشددا على أن باب الحوار مفتوح ولن يغلق.

ونفى القيادي في الحزب الحاكم ما تردده المعارضة، مؤكدا أن دعوة الحوار أعقبها تحركات لتنقية الأجواء، وكانت هناك العديد من الموضوعات الكبيرة على جدول الحوار، لكن هذا لا يعني أن هناك رأيا يعلوا على رأي، أو طرفا يطلب والآخر ينفذ.