ما وراء الخبر

الدور المصري في أحداث ليبيا

تساءلت حلقة 22/10/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” عن حقيقة وطبيعة الدور المصري في أحداث ليبيا، في ضوء أنباء عن مشاركة مصرية بقصف بنغازي ضمن هجوم قوات حفتر.

طالبت مصر في وقت سابق" المليشيات" بإخلاء مؤسسات الدولة في العاصمة الليبية طرابلس وتسليمها لحكومة عبد الله الثني، بهدف عودة ما سمتها السلطات الشرعية التابعة لحكومة الثني.

وقد ناقشت حلقة 22/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" مع ضيوفها ما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية وأبعاد الدور المصري في ليبيا.     

وصف الكاتب والباحث السياسي الليبي صلاح البكوش الدور المصري في ليبيا بأنه "تدخل سافر"، وقال إن القاهرة تتدخل سياسيا وعسكريا على الأرض من خلال دعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي قال إنه لا يستطيع لولا الدعم المصري تنفيذ ضربات جوية على بنغازي وطرابلس وغيرهما. وأشار إلى أن حفتر نفسه أعلن أنه ابن المؤسسة العسكرية المصرية.

وتحدث البكوش عما اعتبرها أدلة على التدخل المصري في الشأن الليبي، منها العثور على أوراق هوية لمجندين مصريين وعلى أسلحة في جبل نفوسة كانت قادمة من مصر.

وأكد مصدران حكوميان مصريان ونائب في مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق مشاركة طائرات مصرية في قصف مدينة بنغازي شرقي ليبيا ضمن هجوم لقوات حفتر يستهدف "تحرير بنغازي من المتطرفين"، بيد أن القاهرة نفت مشاركة سلاح الجو المصري في قصف المدينة.

وتساءل ضيف حلقة 22/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" عن معنى وعواقب التدخل المصري في ليبيا، وحذر في السياق من أن يؤدي الدور المصري، في حال عدم تراجعه، إلى تأثير سلبي على العلاقات بين طرابلس والقاهرة. وقال إن الحكومة المصرية ستواجه "يمنا ثانية" لو قامت بالتدخل في ليبيا.

غير أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة استبعد أي تدخل عسكري مصري في ليبيا، واستشهد بنفي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق لهذا التدخل، واعتبر نافعة أن مصر تتابع بشكل دقيق ما يحدث في ليبيا، لأن الصراع في هذا البلد يؤثر على أمنها الوطني.

ورأى أن بيان الخارجية المصرية الأخير يأتي لكون القاهرة تعتبر أن "المليشيات" تعتدي على الشرعية وعلى الشعب الليبي.

وبينما قال إن أطرافا تريد توريط مصر في الشأن الليبي، اتهم نافعة صراحة قطر وتركيا بالتدخل في ليبيا من خلال مد "المليشيات" بالمال والسلاح. كما أكد أن الخلاف الداخلي في ليبيا هو الذي يجلب التدخلات الخارجية، وأن ما يهم مصر هو أن يختار الشعب الليبي حكومة موحدة تعبر عن إرادته.

يذكر أن القاهرة تعترف بحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا. واستقبل الرئيس المصري مؤخرا الثني، واتفق الطرفان على تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك تدريب القوات الموالية لحكومة الثني التي تعتبرها مصر القوات المسلحة الليبية الشرعية.