ما وراء الخبر

هل يعالج تشكيل الحكومة العراقية مشكلات الإقصاء؟

ناقشت الحلقة التشكيل الجديد للحكومة العراقية، وقدرة الحكومة الجديدة على محاربة تنظيم الدولة، وهل يعد التشكيل الجديد إعادةً لإنتاج حكومة سابقة تسببت في إقصاء المكون السني؟

وافق النواب العراقيون على تعيين وزيرين جديدين للدفاع والداخلية، ليكتمل بذلك تشكيل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، التي تقاتل ضد تمدد تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي العراقية.

حلقة الأحد (19/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" تساءلت عن الجديد الذي جاء به التشكيل الجديد للحكومة، وقدرته على محاربة تنظيم الدولة، وهل يعد التشكيل الجديد إعادةً لإنتاج حكومة سابقة تسببت في إقصاء المكون السني؟

وكان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية العراقية قد اكتمل أخيرا بعد موافقة البرلمان على تعيين وزيري الداخلية والدفاع. وزارة الداخلية تولاها محمد الغبان، وهو عضو في منظمة بدر الشيعية، أما وزارة الدفاع فتولاها خالد العبيدي، وهو سياسي سني.

هذه الخطوة رآها البعض أساسية  ًفي مواجهة تنظيم الدولة، ولكن آخرين طرحوا تساؤلات عن مدى قدرة هذه الحكومة على إرضاء السنة الذين عانوا من الإقصاء في ظل الحكومة السابقة.

أزمة سياسات
حول هذا الموضوع، يرى مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية يحيى الكبيسي أن الأزمة في العراق أعمق من قضية تشكيل الحكومة، وهي أزمة نظام سياسي وليست أزمة أشخاص.

وأضاف أن المشكلة كانت تغول السلطة التنفيذية في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لافتا إلى أنه لا توجد مؤشرات على أي تغيير حقيقي على أرض الواقع، ونحن أمام خطابات فقط، وليست هناك معالجات حقيقية لجذور الأزمة ولكن المعالجات لنتائجها، بحسب قوله.

واعتبر الكبيسي أن ممثلي السنة في البرلمان وصلوا عبر تحالفهم مع المالكي وعبر المال السياسي، ولذلك كانت هناك أزمة تمثيل حقيقي للسنة في البرلمان.

وأضاف أن السلطة اليوم لم تعد حتى تلك التي كانت قائمة في ظل المالكي، والآن أصبحت المليشيات المدعومة من إيران جزءا من هذا النظام كبديل عن الجيش والمؤسسات الأمنية، ووزير الداخلية جزء من هذه المليشيات التي أنشئت في إيران.

واعتبر أن هناك أوجها عديدة للمشكلة أبرزها انعدام ثقة مطلقة من السنة في السلطة في بغداد، كما أن هناك رفضا مطلقا لمليشيات هي أكثر خطرا من تنظيم الدولة، وبالتالي فالحل يكمن في إعادة هيكلة النظام السياسي والقوات الأمنية والعسكرية، ومعاقبة هذه المليشيات التي ترتكب جرائم حرب، بحسب وصفه.

المكون السني
من جهته، قال مدير المركز الإعلامي العراقي في بيروت عباس الموسوي أن المشكلة في العراق ليست مشكلة سياسيين، لكن الطرف الآخر لا يزال يعيش في عقدة الحكم والسيطرة، وأحلام العودة للحكم، معتبرا أن الطرف السُني غير متفق على قيادة واحدة في العراق حتى الآن.

وأكد الموسوي أن العراق يعيش الآن وفق آلية ديمقراطية، وأبناء المناطق السنة انتخبوا نواب البرلمان الذين يمثلونهم عبر صناديق الانتخابات.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سابقاً بي جي كراولي فأوضح أن كل متعلقات السياسة هي مقتضيات محلية، والتقييم يعتمد على الأداء، ولذلك فالحكومة العراقية عليها أن تحسن من أدائها على المستويين السياسي والأمني.

وأضاف أن هناك قضايا لم يتم حلها حتى اليوم في العراق، حيث لم يتم التوافق مع الأكراد والسُنة، حتى إنه لم يتم التوافق على الأدوار التي يجب أن تسند للحكومة المركزية.