ما وراء الخبر

تواتر الانتهاكات بحق النساء في مصر

ناقشت حلقة الأربعاء 28 أغسطس/آب خطورة التجاوزات التي تتعرض لها النساء في مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي، لا سيما بعد زيادة حالات القتل والاعتقال واتهام بعضهن بحيازة أسلحة “آر بي جي”.

ناقشت حلقة الأربعاء 28 أغسطس/آب خطورة التجاوزات التي تتعرض لها النساء في مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي، لا سيما بعد زيادة حالات القتل والاعتقال واتهام بعضهن بحيازة أسلحة "آر بي جي".

وأكد عضو الهيئة العليا لحزب التيار المصري محمد عباس وجود "منهجية" من قبل السلطة الانقلابية في التعامل بخشونة مع النساء الرافضات للانقلاب، مشيرا إلى قتل أربع سيدات في المنصورة وقتل أخريات أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وكذلك اعتقال بعضهن أثناء عملية الفض وما تلاها من حوادث كان آخرها اعتقال سمية الشواف من منزلها فجر الثلاثاء.

وقال عباس إن الشرطة تهدف إلى الضغط على النساء لمنعهن من النزول والمشاركة في الفاعليات الرافضة للانقلاب، موضحا أن التجاوز بحق المرأة ليس جديدا، لكن اعتقالهن من المنازل وتلفيق الاتهامات بحيازة الأسلحة لم تحدث من قبل.

وأكد وجود منظمات حقوقية تتابع التجاوزات المستمرة بحق النساء وتعمل في قضايا الاعتقالات بجدية، لكنه أشار إلى أن المنظمات الحكومية كالمركز القومي لحقوق المرأة يتبع السلطة ولا يتحرك لمثل هذه الحوادث كونها تحدث بحق الخصوم السياسيين.

وأوضح عضو التيار المصري أن الاعتداء على الناشطات يزيدهن إصرارا، مناشدا جميع القوى التصدي لهذه التجاوزات، قائلا "حتى لو لم يتحرك الإخوان في حوادث مشابهة سابقا، فأين مبادئك لتتحرك أنت ولا تنظر لموقف غيرك؟".

ظاهرة قديمة
من جانبه قال رئيس تحالف المصريين الأميركيين مختار كامل إن التجاوزات بحق المرأة ليست جديدة، مؤكدا أن النساء عانين من الحوادث المماثلة أثناء عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأثناء ثورة 25 يناير، وفي فترة المجلس العسكري، وكذلك أثناء حكم الإخوان المسلمين، وحاليا مع السلطة المؤقتة.

وعزا تلك الممارسات إلى ما أسماها طبيعة المجتمعات العربية الذكورية التي تنظر للمرأة باحتقار على أنها وسيلة للمتعة فقط. ونفى تجاهل العلمانيين للتجاوزات بحق النساء إذا كانوا تابعين للتيار الإسلامي، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان "شمتوا" بسحل فتاة في ميدان التحرير أثناء فترة المجلس العسكري.

زيادة الانتهاكات
بدورها قالت الدكتورة إحسان يحيى من مركز القاهرة للدراسات وحقوق الإنسان إن الانتهاكات زادت إلى حد كبير في الفترة الماضية، مؤكدة أن وقائع الاعتقالات من المنازل وتلفيق التهم ليس لها سابقة في مصر. واستنكرت تلفيق تهم حيازة السلاح إلى السيدات، متسائلة "لو معهن سلاح لماذا لم يدافعن به عن أنفسهن قبل أن يقتلن أو يعتقلن؟".

وأكدت أن حاجز الخوف كسر عند الناشطات، حيث انتهكت حقوق الشباب والرجال الذين هم أزواج وأبناء وإخوة لهؤلاء السيدات، مشيرة إلى أن فقدان الفتاة أو المرأة لعزيز لديها يكسر حاجز الخوف عندها. ودللت على ذلك بسمية الشواف التي كانت ترفع علامة النصر وقت اعتقالها وترحيلها إلى مركز الشرطة.

وفيما يتعلق بالوقائع التي لم تحدث من قبل، قالت الدكتورة إحسان إن "سمية الشواف وضعت في سيارة الترحيلات وفي حجز الشرطة مع متهمين جنائيين رجال، في سابقة لم تحدث إلا في تل أبيب". وفي هذا السياق قال محمد عباس إن "القانون يمنع اعتقال المتهمات الجنائيات مع الجنائيين من الرجال، فما بالك بالسياسيين؟".