السيناريو المحتمل في مصر
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلاً بكم، اجتمع إذن الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس وزرائه هشام قنديل ومع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لليوم الثاني على التوالي. ويأتي هذا في ما واصل معارضو الرئيس مرسي ومؤيدوه الاحتشاد في القاهرة وفي مدن مختلفة.
نتوقف إذن مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: أولاً ما موقع القوات المسلحة المصرية في ظل الانقسام الحاد بين معارضي الرئيس محمد مرسي ومؤيديه، وما هو السيناريو المحتمل للحفاظ على المسار الديمقراطي والحيلولة دون وقوع مواجهات؟
ساعات إذن وتنتهي المهلة التي حددتها القوات المسلحة المصرية لكافة القوى السياسية للتوصل إلى حل للأزمة التي تعيشها البلاد وذلك قبل أن تعلن خريطة طريق للفترة المقبلة. اللافت أن قيادة الجيش المصري أكدت أن عقيدتها لا تسمح بانتهاج سياسة الانقلابات العسكرية لكن حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية مختلفة حشدت أنصارها في عدة محافظات لمواجهة ما وصفته بالانقلاب وأشارت إلى أن مصر تواجه لحظة حرجة للغاية من تاريخها.
[تقرير مسجل]
محمد الكبير الكتبي: وضعت مهلة الساعات الثماني والأربعين التي حددها بيان القوات المسلحة المصرية الشارع السياسي الملتهب وجهاً لوجه أمام تحديات البلاد المختلفة مع تسارع الوقت نحو نهاية هذه المهلة الضيقة ولأن الأمر يتعلق بحسم أمور مصيرية تعيشها مصر، الرئيس محمد مرسي ومؤيدوه عند مواقفهم وأعلنت مؤسسة الرئاسة اتخاذها خطوات لتفعيل آلية المصالحة الوطنية التي أعلنها الرئيس مؤخراً وقيل أنها تهدف للتواصل مع جميع القوى للتوافق حول مسار واضح لمعالجة القضايا الوطنية المثارة في الشارع، ويبدو أن تحالف المعارضة لا شأن له بتلك الآلية ويقطع بعدم التفاوض مع النظام وأن التحالف سيتناقش مباشرة مع الجيش ودعت المعارضة مؤيديها للاستمرار في المظاهرات، لم يعد الأمر برأي كثيرين متعلق بشارع سياسي منقسم في مصر بقدر ما هو انقسام شعب كامل يحاول الجيش الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، وتتساءل دوائر كثيرة عن شكل الدور المرتقب للجيش بعد بيانه الذي جعله طرفاً مباشراً في تداعيات الأزمة، كما يظل انحياز الجيش للشعب غامضاً بشكل كبير فهو لم يحمل في أي وقت طرفاً بعينه مسؤولية تهديد الأمن القومي ولكن رغم ذلك وغيره هناك مَن يعتقد أن بيان القوات المسلحة خلق الحراك المطلوب ولو على استحياء في هذا الشارع المنقسم وبدا ذلك واضحاً من خلال الاجتماعات المختلفة المكثفة في مختلف الأروقة، وذكر أن الجيش مستعد للانتشار في الشوارع متى ما كان ذلك ضرورياً وفي الأذهان كل التداعيات السالبة لاحتقان الشوارع الراهن وكذلك للخطر المحدق لمبدأ التداول السلمي على السلطة بطريقة ديمقراطية سلسة يرى المراقبون أنه ينبغي أن تتعود عليها مصر من أجل حياة سياسية سليمة.
[نهاية التقرير]
تصور لحل الأزمة
خديجة بن قنة: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من القاهرة كل من الدكتور أحمد رامي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة والدكتور عبد الله المغازي المتحدث باسم حزب الوفد والقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، نرحب بكما الأستاذ أحمد رامي والدكتور عبد الله المغازي أبدأ معك دكتور عبد الله المغازي: ساعات إذن وتنتهي المهلة المحددة من القوات المسلحة، نحن إذن أمام نقطة فارقة ولكن لا حل حتى الآن في الأفق، أين تتجه مصر؟
عبد الله المغازي: بالتأكيد مصر تتجه نحو تحقيق أهدافها وتحقيق أهداف ومبادئ الثورة التي للأسف الشديد تم اختطافها في غير الاتجاه الذي أراده الشعب المصري طيلة عامين ونصف، خلينا نؤكد على أن هذه المهلة من وجهة نظري ليست مهلة للتوافق لأن الدكتور محمد مرسي يعلم جيداً أنه وعد كثيراً وأخلف كثيراً ولعل الجمعية التأسيسية ولعل مخالفته للقسم على الدستور أو القانون ولعله يتذكر مشروع النهضة الذي كان مشروعا وهمياً خدع به الشعب المصري والشعب المصري الآن خرج لجميع ميادين مصر وليس كما يتصور البعض أن ميدان التحرير هو مصر، لأ في كل 27 محافظة في 27 ميدان كل ميدان من الميادين دي خرج فيها الشعب المصري ليعبر عن غضبه وبالتالي مصر تتجه نحو تحقيق أهدافها.
خديجة بن قنة: إلى أين تتجه مصر بمعنى ما هي الحلول الممكنة للتسوية المطروحة؟ أنتم رفضتم كل الدعوات المتكررة من الرئيس محمد مرسي للحوار، رحبتم ببيان القوات المسلحة بيان من الجيش رغم أنكم تصفون أنفسكم بأنكم تيار مدني احتكرتم إلى الشارع وهذا من الجهتين طبعاً، ألا يعني هذا فشل كل النخب السياسية في إيجاد تسوية تليق بالشعب المصري؟
عبد الله المغازي: وصفنا بأننا نحن تيار مدني هذا أمر طبيعي لكننا أوضحنا رسالة في كل مرة أننا لسنا مع أن يكون الجيش لاعباً رئيسياً في السياسة وهو ما أوضحه الجيش في بيانه الذي انحاز فيه للشعب المصري وانحاز إلى إرادة الشعب المصري في جميع ميادين مصر وبالتالي أوضح البيان أنه لن يكون لاعباً رئيسياً ولن يكون لاعباً في السياسة إنما هو فقط ينحاز إلى إرادة الشعب المصري، ثقتنا في القوات المسلحة لأن القوات المسلحة دائماً ما وعدت ودائماً وفت، أما عدم ثقتنا في الدكتور محمد مرسي هو للأسف الشديد لأنه دائماً يوعد ودائماً يخلف ولذلك الشعب يصر على أن تكون خارطة الطريق هي بدون الدكتور محمد مرسي وأنا أنصحه من هنا أن مهلة 48 ساعة هي مهلة لكي يخرج برا مصر لأنه أنا أعتقد إنه الدكتور محمد مرسي لو استمر سترفع عليه جميع الدعاوي القضائية من حقوق الشهداء وجميع مؤسسات الدولة بما فيها القضاء.
خديجة بن قنة: أستاذ أحمد رامي ما رأيك بهذا الكلام والمهلة يعني ساعات وتنتهي، هل توصلتم مع القوى السياسية هل عرفتم أي تصور لحل ما؟
أحمد رامي: قبل ما أرد على سؤالك بس أنا بوجه استغاثة عبر قناة الجزيرة لأنه فيه عدد من النساء والأطفال محتجزين في مدينة بنها من 200 – 300 رجل وامرأة وطفل أمام كلية الهندسة وهذه هي ممارسات العنف التي تمارسها الأطراف الأخرى ضد المظاهرات.
خديجة بن قنة: احتجاز من طرف مَن؟
أحمد رامي: نعم.
خديجة بن قنة: احتجاز النساء من طرف مَن تقول؟
أحمد رامي: من قبل بلطجية كانوا يسيرون في مظاهرات رافضة للدكتور مرسي، هذا هو العنف الذي تمارسه الأطراف الأخرى يبدو أنها قامت بمراجعات فكرية وكفرت بالديمقراطية كفرت بالآليات الديمقراطية المتعارف عليها في كل دول العالم وهذا ابتداءاً.
خديجة بن قنة: وهناك اتهامات من الطرف الآخر أيضاً لمعسكر الإخوان بممارسة العنف أيضاً لكن دعنا نتحدث الآن عن الحلول الممكنة، هل هناك أي تواصل مع القوى السياسية لبحث حلول ممكنة؟
أحمد رامي: التواصل قائم على مدار الساعة، محاولات التواصل قائمة على مدار الساعة مع كافة الأطراف ومَن ينبغي أن يرسم خارطة الطريق لمصر ليس أي أحد سوى الشعب المصري ذاته، الإرادة الشعبية التي وضعت دستوراً ينبغي ألا نحيد عنه حينما نرسم خارطة الطريق للمستقبل فمَن يضع توقيتات ومَن يرسم خارطة الطريق ينبغي أن يكون هو الشعب المصري وليس أحد سواه، ونحن نتمنى أن يظل الجيش المصري هو جيش لكل مصر، ليس جيشا لجزء من مصر دون الجزء الآخر ونتمنى على كافة الأطراف في اللعبة السياسية المصرية ألا تحاول جر الجيش وغمسه في اللعبة السياسية المصرية فهو لا يصح في الديمقراطية أن يكون طرفاً ولا حكماً.
خديجة بن قنة: طالما أنك أشرت إلى موضوع الجيش ماذا تتصور أن يفعل الجيش غداً بعد انتهاء المهلة؟
أحمد رامي: نحن ننتظر ابتداء أن يستمع الجميع إلى أصوات أكثر من 10 مليون الذين خرجوا اليوم وما زالت الأعداد تتزايد في أكثر من خمسين مدينة في كافة محافظات مصر، إحنا عندنا مليونية النهارده في الزقازيق عندنا 200 ألف في مظاهرة في سيدي جابر عندنا عشرات الألوف في كثير من مدن ومحافظات مصر بخلاف الاعتصامين الموجودين أمام جامعة القاهرة وميدان رابعة العدوية.
خديجة بن قنة: أنتم لديكم ملايين وهم لديهم ملايين أيضاً لكن سؤالي يتعلق بما تتوقع أو يتوقعه حزبك من الجيش غداً ماذا سيفعل؟
أحمد رامي: أتوقع إنه أي موقف لكافة الأطراف بما فيهم المؤسسة العسكرية مرتبط بأن يستمع كما قال أنه يستمع لصوت الشعب عليه أن يستمع لصوت كل الشعب وليس بعضاً من الشعب فأتوقع أن يتغير الموقف عن البيان الأول وفقاً لمعطيات اليوم.
تسريبات خريطة الطريق
خديجة بن قنة: أستاذ دكتور مغازي يعني هناك تسريبات لوكالة رويترز عن خريطة الطريق للقوات المسلحة يقال بناءاً على هذه التسريبات يعني هناك حديث عن تجميد للدستور ثم تعديله حل لمجلس الشورى أي البرلمان الحالي ثم تنظيم انتخابات رئاسية بعد شهور من تجميد الدستور ما رأيك؟
عبد الله المغازي: خلينا نؤكد في البداية على إني طبعاً لا أستطيع أن أتحدث باسم جبهة 30 يونيو أو جبهة الإنقاذ، أنا مجرد عضو سواء هنا أو هنا لكنني لست متحدثا باسمهم بس أنا أقدر أقول لحضرتك أنه لن يقبل بعد 30 يونيو التحدث عما يسمى بالدستور، هذا الدستور كان ولا زال للأسف الشديد يعني تم عمله في جنح الليل وفي الساعات الأولى من الصباح وبالتالي لا اعتراف به لأن الاعتراف به هو الاعتراف بكل ما تم على أساسه وهذا غير مقبول، إذا تحدثنا عن حل الشورى وهو في حكم محكمة وأيضاً الجمعية التأسيسية فلا يجب علينا بأي حال من الأحوال الاعتراف بهذا الدستور الباطل، هذا الدستور باطل جملة وتفصيلاً وبعد 30 يونيو واستكمالاً لهذه الثورة التي بدأت في يناير.
خديجة بن قنة: لا تعترفون بالدستور لا تعترفون بالرئيس لا تعترفون بكل شيء لكن دكتور مغازي يعني ماذا يفترض خلينا نفترض أنه نظمت انتخابات جاء إسلامي آخر في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتكرر فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة المبكرة التي حدثت والانتخابات النيابية أيضاً، هل ستحظرون عليهم مثلاً ممارسة عمل سياسي، أليس هذا حقهم مثلما هو حق للجميع؟
عبد الله المغازي: غير صحيح بالمرة أننا مع مبدأ إقصاء أي أحد وأنا أعتقد في البيان الذي صدر من الجبهة سواء جبهة 30 يونيو أو جبهة الإنقاذ أننا لن نسمح باستبعاد أحد من المشهد السياسي، أنا بقول للتيار الديني أنك كسبت أرضية كسرت الشرعية، لم يعد هناك..
خديجة بن قنة: لكن تعلمون دكتور مغازي الواقع يقول نعم خصومكم السياسيون الإخوان يقولون أنكم تعملون على إقصاء رئيس انتخب ديمقراطياً ووفق قواعد ديمقراطية وافقتم عليها في البداية وبانتخابات نزيهة وشفافة ونظيفة وشهد لها الجميع بنزاهتها وبإشراف قضائي ألا يمكن أن يتكرر ذلك مرة أخرى؟
عبد الله المغازي: غير صحيح بالمرة، الرئيس هو مَن أقصى نفسه بنفسه الرئيس للأسف الشديد أذكر حضرتك بأنه أي رئيس في الدنيا لما يجي ينتخب، ينتخب على أساس وجود برنامج انتخابي، على هذا الأساس الشعب يعطيه صوته أما وأنه لم يعمل ببرنامجه الانتخابي واتضح أنه مجرد مشروع وهمي إذن هو خدع الشعب وعليه مقابل خداع الشعب أن يرحل، ثانياً أنه أقسم على احترام الدستور والقانون وفي الدول الديمقراطية التي تحترم الدستور والقانون أن مَن يخالف الدستور والقانون يتم عزله من وظيفته بالإضافة إلى كل الأحاديث الكاذبة التي وعد بها الرئيس القوى السياسية ووعد بها الشعب المصري وكلها كانت زائفة مئة في المئة.
خديجة بن قنة: نعم شكراَ لك وهذه فكرة جديدة للنقاش مع الأستاذ أحمد رامي، يعني لماذا لم يلبي فعلاً الرئيس محمد مرسي كما يقول المعارضون لم يف بالوعود التي وعد بها وظل متصلباً في مواقفه ولم ينفذ برنامجه الانتخابي الذي قدمه في حملته الانتخابية يعني مثال بسيط أستاذ رامي يعني طلب منكم من قبل تغيير الحكومة إقالة النائب العام الحالي رفضتم وها أنتم تحت الضغط تفعلون ذلك لماذا كل هذا؟
أحمد رامي: دعيني حضرتك أوضح الأمر، ابتداء الدكتور عبد الله لماذا لا يعترف بالدستور رغم أن جميع الأطراف السياسية بما فيها جبهة الإنقاذ دعت المصريين للتصويت وها هم يثبتون مجدداً أنهم يتنكرون لمبادئ الديمقراطية، كنت سأفهم هذا الأمر لو أنهم دعوا لمقاطعة التصويت أو كانوا رفضوا مشروع الدكتور إلا أنهم دعوا المواطنين للتصويت ثم بهم بعد أن جاءت النتيجة على غير إرادتهم يرفضون هذه النتيجة، بالنسبة لموضوع الحوار وما إلى ذلك نحن دائماً نمد أيدينا للحوار والطرف الآخر يرفض الحوار من حيث المبدأ يرفض الشراكة من حيث المبدأ، كيف يعني يستمر الأمر وأن ينجح الحوار والطرف الآخر رافض للشراكة، السيد حمدين الصباحي رفض منصب نائب رئيس الجمهورية قبل الانتخابات الرئاسية، السيد أيمن نور أوضح قبل ذلك في تصريحات راديو مصر تصريحات حمدين صباحي بخصوص نائب الرئيس منشورة في جريدة الحياة اللندنية، تصريحات أيمن نور التي أعلن فيها إنه كافة مَن عرض عليهم الشراكة في الحكومة رفضوا هذا الأمر، نحن دائماً نمد أيدينا للحوار دائماً نمد أيدينا للشراكة والطرف الآخر يرفض الحوار من حيث المبدأ، مش محتوى الحوار أو انتظار ما يسفر عنه الحوار وأذكر وأقول إنه الإعلان الدستوري الذي أسفر عن حوار وهو الذي أسفر عن ملاحظات عليه واستجاب لها الدكتور محمد مرسي ولغا الإعلان الدستوري، تعيينات مجلس الشورى الحالي جاءت نتيجة حوار وصلت إلى هؤلاء الأشخاص الذين تم تعيينهم في مجلس الشورى إلا أنها صلاحية للسيد الرئيس إلا أنه تحاور حول هذا الأمر وألزم نفسه ثم أسفر عنه هذا الحوار ودعيني أقول..
خديجة بن قنة: أستاذ أحمد رامي ما زال أمامنا وقت بعد الفاصل لنواصل النقاش في كل هذه النقاط فسنأخذ مشاهدينا إذن فاصلاً قصيراً لنناقش بعده مسألة أو مستقبل مصر، السيناريو المحتمل للحفاظ على المسار الديمقراطي وللحيلولة دون وقوع مواجهات فمشاهدينا لا تذهبوا بعيداً سنعود إليكم.
[فاصل إعلاني]
خطط مرسي للمصالحة الوطنية
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلاً بكم من جديد إلى هذه الحلقة التي تناقش تطورات المشهد السياسي في مصر قبل انتهاء مهلة القوات المسلحة لكافة القوى السياسية للبحث عن مخرج للأزمة الحالية في البلاد، أستاذ عبد الله المغازي هناك في الواقع إشارات يمكن وصفها بالإيجابية ويمكن البناء عليها، محكمة النقض مثلاً أطاحت بالنائب العام الذي كنتم تعترضون عليه، الحكومة فيها استقالات كثيرة وأنت تعرف ومن الممكن إذن تشكيل حكومة جديدة، ألا يكفيكم هذا للبناء عليه ولتحقيق تسوية ممكنة؟
عبد الله المغازي: للأسف الشديد يمكن حضرتك ذكرت مع الدكتور أحمد على أنه كان هناك إمكانية للحوار ونحن تحدثنا أكثر من مرة أنه لا بد أن تكون هناك أجندة واضحة للحوار وأسس للحوار وأطراف واضحة للحوار، وتحدثنا عن واحد: تغير الحكومة اثنين: النائب العام ثلاثة: تعديلات موجودة في الدستور، طالما أنهم متشبثون بهذا الدستور ولكن للأسف الشديد هذه المطالب قوبلت برفض شديد وكان آخر الاجتماعات ما بين الدكتور البدوي والدكتور البرادعي والدكتور سعد الكتاتني ولم يرد علينا حتى هذه اللحظة عندما تحدثنا معه في تغيير الحكومة وللأسف الشديد فاجأتنا مؤسسة الرئاسة بأنه لا تغيير للدكتور هشام قنديل، أنا أقدر أقولك بأريحية شديدة أنه للأسف الشديد.
خديجة بن قنة: يعني لو تغير الدكتور هشام قنديل تنحل الأمور؟
عبد الله المغازي: يا سيدتي الفاضلة للأسف الشديد الدكتور محمد مرسي تعلم من جلاديه وهو النظام السابق أن يسير على نفس نهجهم، هم تأخروا كثيراً فبدأ الأمر يتصاعد وأنا أحدثك وأنا من شباب الثورة أنه بدأنا بمطالب بسيطة ثم إقالة وزير الداخلية ثم الحكومة ثم مع إصرار النظام وعناده طلبنا رحيل النظام، هذا الشعب يطلب ويقول كلمته في يوم 30 يونيو عبارة واحدة ومطلب وحيد: ارحل إذن هذا يدل على أن مصر هي دولة كبيرة لا بد أن يكون رئيسها في نفس مكانتها.
خديجة بن قنة: معلش فقط أريد أن أنقل لك رد الرئيس محمد مرسي على ما ذكرته الآن من شعار ارحل بأنه رفض الرئيس محمد مرسي المهلة التي حددتها القوات المسلحة لحل الأزمة السياسية في البلاد قائلاً إنه لم يستشر وأنه سيمضي قدماً في خططه للمصالحة الوطنية ألا يمكن إعطاء فرصة لمصالحة ممكنة خصوصاً الآن في ظل هذا الاستقطاب الذي لم يخدم أحداً في مصر اليوم؟
عبد الله المغازي: أنا أنصح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وبعض التيارات الدينية أنتم الآن اكتسبتم الشرعية وأصبح لكم وجودا في الشارع المصري أرجو ألا تقدموا على أي شيء يجعلكم تندمون عليه كثيراً ولن يسامحكم الشعب المصري عليه. ثانياً: بالنسبة للدكتور محمد مرسي أنصحه نصيحة الشخص الأمين أرجو أن تغادر مصر خلال 24 ساعة أو أقل من ذلك لأنه ستفتح عليك دعاوي كثيرة جداً من أهالي الشهداء الذين سقطوا في جميع أنحاء مصر وآخرهم أمام المقطم لما استشهد أكتر من 10 وأيضاً دعاوي إهانة المؤسسات ومن بينها ومن بينها مؤسسة القضاء هذه فرصة ذهبية لك.
خديجة بن قنة: دكتور أحمد رامي هل يمكن برأيك أن يستجيب الرئيس لمثل هذه النداءات وكيف يمكن أن نفهم التصريحات التي تصدر عن قياديين في جماعة الإخوان المسلمين، يعني لم تكتفُ بدفع أنصاركم إلى الشارع بل أطلقتم دعوات وتصريحات في الواقع أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تصب الزيت على النار مثل تصريحات محمد بلتاجي الذي يقول استعدوا للاستشهاد لمقاومة الانقلاب ومراد علي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة يصف ما يجري بأنه لحظة تاريخية حاسمة تشبه ما مرت به مصر سنة 1952، أهكذا تصريحات يمكن أن تقود البلد إلى المجهول أكثر مما هو فيه الآن؟
أحمد رامي: بالعكس سيدتي هذه التصريحات هي ضمانة لاستقرار البلد، هي ضمان الحفاظ على المسار الديمقراطي إحنا مستعدين نضحي بأنفسنا لا أن نعتدي على غيرنا، اليوم وأنا أحدثك ما يقرب من 10 مقرات للإخوان المسلمين يتم حرقها من معارضي الرئيس مرسي، هؤلاء هم مَن هددوا الإسلاميين بأنهم سيعودون بهم للسجون والتنكيل بهم مرة أخرى، هؤلاء هم مَن كفروا بالعمل الديمقراطي شاركوا في الاستفتاء على الدستور ثم يرفضون النتيجة التي أتت بهذا الدستور ويهدرون الإرادة الشعبية، ثم إن أجهزة الدولة الآن تعمل ضد بعض أجهزة الدولة يعني كيف يستطيع الرئيس أن ينجز ما وعد به في ظل أجهزة دولة ما زالت تدين الولاء لمبارك؟ كيف يستطيع أن ينجز برنامجه..
خديجة بن قنة: تهمة أنصار مبارك والفلول تهمة سهل إلصاقها بمن تريد لكن ليس كل مَن نزل إلى الشوارع في الواقع فلول أو من أنصار مبارك، يعني هناك أناس معترضون على أداء الإسلاميين حتى من الإسلاميين أنفسهم، هناك عجز عن حل مشاكل الناس الحياتية الكهرباء الطاقة الخبز الفشل في تحقيق توافق وطني على مدى سنة كاملة، ماذا تسمي كل ذلك دكتور أحمد رامي؟
أحمد رامي: لا نهمله ولا نغفله ولكن نوضح إنه 30/6 تحديداً تم اختياره لأنه اليوم الأخير في موازنة العام السابق التي وضعها المجلس العسكري، مع 1/7 كانت الموازنة الجديدة التي وضعت في ظل مجلس شورى منتخب راجعه يعبر عن إرادة شعبية هناك رغبة في أن لا يعطى فرصة للإسلاميين، رغبة في أن لا يعطى فرصة للإخوان المسلمين، رغبة لأن لا يعطى فرصة للشعب المصري عن طريق مؤسسة اختارها وهي مؤسسة الرئاسة ومؤسسة أخرى اختارها وهي مجلس الشورى في أن ينجز أول موازنة شارك في إعدادها نوابه لذلك اختير يوم 30/6 تحديداً وهو اليوم الأخير في الموازنة السابقة. أنا أتحدث إلى حضرتك وهناك ملايين في محافظات مصر أليس هذا هو الشعب أليس هذا هو صوت الشعب الذي ينبغي أن يسمع إليه الدكتور عبد الله؟ الأطراف التي قالت إنها استمعت إلى الشعب هؤلاء أيضاً من الشعب المصري ينبغي أن يستمع إليهم الجميع.
خديجة بن قنة: شكراً جزيلاً لك وبهذا نأتي إلى نهاية حلقتنا من برنامج ما رواء الخبر، لا يسعنا في نهايتها إلا أن نشكر ضيفينا الدكتور أحمد رامي من حزب الحرية والعدالة وأيضاً الدكتور عبد الله المغازي المتحدث باسم حزب الوفد والعضو في جبهة الإنقاذ الوطني، بهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه حلقتنا من برنامج ما رواء الخبر، ونلتقي إذن بإذن الله في قراءة جديدة لما وراء خبر جديد، لكم منا أطيب المنى وإلى اللقاء.