ما وراء الخبر

تأسيس المجلس السوري للسلم الأهلي

تتناول الحلقة انطلاق أعمال مؤتمر في إسطنبول ينظمه الائتلاف الوطني السوري المعارض، ويهدف إلى تشكيل مجلس للسلم الأهلي يضم مختلف الفئات والمكونات والطوائف السورية.

– السلم الأهلي ومدى أهميته للثورة السورية
– آلية تلافي الانقسامات وآثارها السلبية

 

‪عبد القادر عياض‬ عبد القادر عياض
‪عبد القادر عياض‬ عبد القادر عياض
‪زياد أبو حمدان‬ زياد أبو حمدان
‪زياد أبو حمدان‬ زياد أبو حمدان
‪حمزة المصطفى‬ حمزة المصطفى
‪حمزة المصطفى‬ حمزة المصطفى

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله، انطلق في اسطنبول أعمال مؤتمر ينظمه الائتلاف الوطني السوري المعارض ويهدف إلى تشكيل مجلس للسلم الأهلي يضم مختلف الفئات والمكونات والطوائف السورية.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: إلى أي حد تشكل قضية السلم الأهلي بين مكونات المجتمع تحدياً حقيقياً للثورة السورية؟ وإلى أي مدى نجحت الثورة حتى الآن في تطمين المكونات السورية المختلفة على مستقبلها؟

بعد نحو ثلاثة أسابيع من مؤتمر عقده معارضون من الطائفة العلوية أعقبه بأسبوع مؤتمر آخر للتركمان السوريين انطلق في اسطنبول أعمال مؤتمر آخر هدفه كما يقول منظموه تشكيل مجلس للسلم الأهلي يحفظ تماسك المجتمع السوري أثناء وبعد مرحلة الثورة جهود تثير أسئلة بشأن حجم مشكلة السلم الاجتماعي في سوريا وبشأن جدوى مثل هذه المؤتمرات في مواجهتها.

[تقرير مسجل]

محمد الكبير الكتبي: عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مؤتمره للسلم الأهلي وفي الذهن السياسة التي ظل ينتهجها نظام الرئيس بشار الأسد ومساندوه إقليمياً ودولياً بتصوير الثورة وكأنها اجتياح سني يأخذ في طريقه كل الطوائف والأقليات الأخرى في سوريا، وهي الصورة التي طالما نفتها قوى المعارضة لافتة الانتباه إلى الطبيعة المختلطة للمنخرطين في الثورة وانعكاس تنوعهم في القيادات العليا للمعارضة بمختلف مسمياتها، وفي مواجهة ما بدا استجابة من بعض الأطراف الخارجية لحملة التخويف من انعكاسات الثورة السالبة على الأقليات بدأت بعض الطوائف التعبير عن نفسها بوضوح كجزء من تشكيلات الثورة والقوى الفاعلة فيها، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي انعقد بالقاهرة مؤتمر نظمه معارضون علويون أكدوا من خلاله إيمانهم بالثورة ونددوا بمحاولات نظام الأسد وضع العلويين في مواجهة الشعب السوري وسعيه لتصوير الثورة وكأنها ثورة عليهم كطائفة وليس على ممارسات على نظامه، بعد اجتماع العلويين بنحو أسبوع عقد التركمان السوريون مؤتمرهم الثاني بأنقرة وشكلوا مجلسا يمثل جميع التركمان في سوريا لتأكيد إيمانهم بالثورة وتحديد ممثليهم في قيادة المعارضة مؤكدين اشتراكهم الفاعل في تأسيس الدولة السورية الجديدة بعد إسقاط النظام، أما بقية المكونات السورية مثل الأكراد والمسيحيين والدروز وغيرهم فقد اكتفوا حتى الآن بإحداثيات الثورة شاهداً على انخراطهم فيها إضافة إلى نشاط المنتمين إليها من قادة المعارضة مع تأكيد الجميع على العمل في فضاء الوطن دون الاضطرار إلى رفع اللافتة الطائفية أو الإثنية، وانعقد الآن مؤتمر السلم الأهلي بكل طموحاته من أجل تحقيق تلاقي مختلف القوميات والطوائف السورية على أجندة واحدة كي يمثل تلاقيها وتوحدها أغلبية كاسحة يُعول عليها في بناء سوريا الجديدة بكل التحديات الصعبة التي تنتظرها.

[نهاية التقرير]

السلم الأهلي ومدى أهميته للثورة السورية

عبد الصمد ناصر: ولمناقشة هذه القضية معنا من اسطنبول زياد أبو حمدان عضو الائتلاف الوطني السوري وعضو لجنة السلم الأهلي فيه وأحد منظمي مؤتمر السلم الأهلي بالإضافة إلى كونه من الطائفة الدرزية في سوريا، وهنا في الأستوديو حمزة المصطفى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، نبدأ معك أستاذ زياد أبو حمدان، مشكلة السلم الأهلي في سوريا هل هي مطروحة بهذه الحدة وبهذه الدرجة التي تدعو إلى تخصيص مؤتمر لمناقشتها وبحثها وتشكيل مجلس وطني خاص بالسلم الأهلي؟

زياد أبو حمدان: مساء الخير أخي الكريم لك وللسادة المشاهدين نعتقد أن مؤتمر السلم الأهلي يؤسس لمرحلة مهمة جداً في تاريخ سوريا المعاصر، هذا المؤتمر الذي يعيد القيم الحقيقية للمجتمع السوري من التضامن والتكافل والتفهم والبناء على العلاقات الإنسانية القائمة على المواطنة فقط ولا تنتمي إلى الطائفية أو إلى الإثنية أو إلى أي مكونات أخرى، فهذا الأمر تحدي بالغ نعرضه اليوم ونعتقد أنه رداً حقيقياً على محاولات النظام زرع الفتنة بين الطوائف بمختلف مكونات الشعب السوري، وهذا الشعب الخلاّق يأبى أن لا يرد على مثل هذه السلوكيات المكشوفة من قبل أجهزة النظام وزبانيته.

عبد الصمد ناصر: طيب أستاذ حمزة المصطفى، هل ترى بأن مؤتمر اسطنبول له علاقة بما أثير مؤخراً حول هوية بعض الكيانات المسلحة المشاركة في الثورة السورية يعني جبهة النصرة تحديداً وما أثاره ذلك من جدل داخل سوريا أو خارجها ومن مخاوف أيضاً حول مستقبل السلم الأهلي في سوريا؟

حمزة المصطفى: أنا في اعتقادي إنه مؤتمر اسطنبول أو مؤتمر السلم الأهلي هو مبادرة إيجابية على كل حال جاء في مرحلة حرجة من عمر الثورة السورية، مرحلة تتسم بزيادة الاستقطاب الطائفي في سوريا، وعدم نجاح المعارضة للأسف في بلورة إستراتيجية وطنية من شأنها أن تنتج خطاب جامع لجميع شرائح المجتمع في سوريا، على سبيل المثال منذ بداية الثورة وحتى الآن كان خطاب المعارضة يصنف ضمن ثلاثة أقسام: للأسف النوع الأول منهم مَن ذهب ومنذ البداية إلى تصنيف النظام على أنه نظام طائفي خاص بطائفة معينة واعتمد التحشيد الطائفي وسيلة للزيادة الشعبية، وللأسف كان له نتائج سلبية وقد توافق هذا التيار مع تيار شعبوي ديني صاعد أزكى من الطائفية، النوع الثاني أرسى خطاب التسامح والتعايش وهذا الخطاب على رغم من جماليته شعبياً ولكن بشكل أو بآخر يعني عكس حالة الاستقطاب الطائفي يعني خطاب التسامح مع يعني وجود طرفان طرف متسامح وطرف متسامح معه، والخطاب الثالث في الثورة والذي تمثله شخصيات وطنية بدأت تظهر أخيراً في الثورة السورية وهو الخطاب الجامع الذي يدعو إلى هوية وطنية جامعة إلى اعتبار الثورة السورية وإيضاح أن أهداف الثورة السورية في الحرية والديمقراطية هي أهداف لجميع السوريين إلى محاولة معرفة خصوصية المجتمع السوري ودراسته بشكل معمق من أجل إنتاج مبادرات والحقيقة أنا أقول لك كمتابع للواقع السوري في الأرض الناس في الداخل سبقوا أطياف المعارضة بأشواط عدة، فعلى سبيل المثال هناك عدة مبادرات وفعاليات أهلية نشأت في يربود ونشأت في حمص ونشأت في حوران بين درعا والسويداء، ونشأت في مناطق مختلفة من سوريا، من شأنها أن تحاول احتواء الاستقطاب الطائفي الذي نجم بشكل كبير عندما تحولت الثورة إلى ثورة مسلحة وبدأنا نرى وجود شريحة كبرى من الكتائب هي إسلامية التوجه وإسلامية الهوى بشكل كبير.

عبد الصمد ناصر: ولكن هذه المبادرات أو هذه المؤتمرات أيضاً حينما تعقد هي في نهاية المطاف تضع الأصبع على الداء وتشير إلى أن هناك مشكلة أو أزمة ما على هذا الصعيد، وهنا أسألك سيد زياد أبو حمدان هل كانت كل مكونات الشعب السوري ممثلة في هذا المؤتمر وعلى أي أساس أو ما هي الاعتبارات التي على أساسها تم توجيه الدعوة للمشاركين؟

زياد أبو حمدان: سيدي الكريم، هناك الكثير من الفعاليات المشاركة في هذا المؤتمر من العلماء والأساتذة والباحثين في مجال حقوق الإنسان والباحثين في قضايا السلم الأهلي، ومَن لديهم توجهات مماثلة، وهناك أيضاً الكثير من المكونات الطائفية التي دعيت إلى هذا المؤتمر من الداخل والخارج، هذا المؤتمر يشكل جامعة حقيقية للسلم الأهلي وتوجهات الشعب السوري السلمية التي نسعى إليها جميعاً ونثبت حقيقة واضحة أن الشعب السوري يتطلع إلى حرية مكتملة تبتعد عن الخطاب الطائفي الذي يسعى إليه النظام ويهدف تماماً إلى تطويق كل المحاولات التي كانت سابقاً وهناك أمثلة عديدة.

عبد الصمد ناصر: إذن دعني أسأل هنا سيد زياد للاستفسار، للاستفسار يعني أنا يعني آسف مضطر لئن أنقل الآن كلمة للرئيس الأسد الآن وسنعود إليكم لربما في وقت لاحق لمتابعة الحلقة.

[لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الإخبارية السورية]

 بشار الأسد: أهمية الموقع من الناحية السياسية والإعلامية الجانب الإنساني معاناة المواطنين، الجانب العسكري التفاصيل العسكرية اللوجستية، الأولوية دائماً بالنسبة لنا القوات المسلحة هي الناحية الإنسانية، حماية أرواح المواطنين ورفع المعاناة في المناطق التي يدخل إليها الإرهابيون، الناحية الإعلامية والسياسية لا نعطيها أولوية أولى أحياناً يستفيد منها الطرف الآخر لا يهم المهم الواقع أحياناً نهمل الجانب الإعلامي فيقوموا بعملية تطبيل وتزمير لإظهار انتصارات هذا لا يعنينا، ولكن في كثير من الأحيان تفرض طبيعة المعركة أن لا يكون دائماً هناك توافق ما بين الأولوية العسكرية والأولوية الإنسانية طبعاً بشكل مؤقت وبشكل جزئي في بعض المناطق هناك أشياء تفرضها المعركة ولكن بالنسبة لنا الأولوية هي للناحية الإنسانية.

مذيعة قناة الإخبارية السورية: المشكلة بأن هناك أحاديث كثيرة بات يروج لها، هناك حديث عن تقسيم جغرافي، تقسيم طائفي وحتى مذهبي سيادة الرئيس، هل هذا حقيقة فعلاً أم أنه يدرج في إطار الترهيب والحرب النفسية والتي لا تزال ركن أساسي من هذه الحرب الدائرة على سوريا حالياً؟

بشار الأسد: طالما أننا لا نخشى من الطائفية فلا أعتقد بأن هناك أسس حقيقية للتقسيم، يعني التقسيم لا بد له من حدود دينية أو طائفية أو عرقية، عملياً هذه الخطوط غير موجودة لأن المجتمع السوري مندمج تقريباً في كل منطقة من سوريا وأحياناً في كل قرية من القرى، قرى صغيرة، أحياناً على مستوى ما نسميه بالقرية مزارع وهي أصغر من القرية وغير موجودة على الخريطة الإدارية، نرى هذا الاندماج على مستوى التزاوج والعائلات، فمن الصعب أن يكون هناك تقسيم من دون خطوط من هذا النوع، لكن أعتقد بأن ما ينشر من خرائط أو يسوق بطرق مختلفة ويسرب للسوريين بمختلف المستويات هي جزء من الحرب النفسية وجزء من الهزيمة التي دائما أتحدث عنها والتي أسميها الهزيمة الافتراضية أو الهزيمة المجانية، أي أن يرسلوا رسالة للسوريين ويقنعوهم بأنكم لن تكونوا قادرين بعد الآن على أن تعيشوا كما كنتم في السابق، بلدا موحدا، أنتم غير قادرين أن تعيشوا مع بعضكم البعض، أنتم شعب مقسم بطبيعته، عملية إيحاء الهدف منها تكريس هذه القناعة لدى السوريين، أيضا هذا الطرح لا يقلقني طالما أن الطرح الأول وهو الطرح الطائفي، وهو الأكثر خطورة قد فشل، ولم يعد هناك عمليا من أسس لكي تبنى عليها هذه الخرائط، أو أي تسريبات وأفكار يمكن أن تنقل إلينا بشكل مشابه.

مذيعة قناة الإخبارية السورية: لكن سيادة الرئيس يتم الحديث عن أن هناك فصل ربما بين بعض المدن الرئيسية والأرياف مثلاً في حلب فصل حلب عن ريفها في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية أيضاً يتم الحديث عن موضوع الرقة وكذلك القامشلي هذه كلها ذاتها يحكى بأن هناك خطوط تقسمها وقد تكون خطوط خارج عن سيطرة الدولة وربما بركن مستقل ومعزول عن سوريا حتى هذا الأمر ينطبق عليه التوصيف الذي قدمته قبل قليل؟ 

بشار الأسد: لا، هذا ليس في إطار التقسيم، أساسا لا يبنى على خطوط عرقية أو طائفية، يبنى على أماكن فيها إرهابيون، وعمليا إذا أردنا أن نتحدث حتى عن سيطرة الدولة بمعنى تواجدها فلا يوجد مكان حاولت أن تدخل إليه القوات المسلحة إلا وتمكنت من دخوله، فإذن لا يوجد خطوط ثابتة،. لذلك أنا أقول انه بالنسبة لنا الأولويات الإنسانية والعسكرية هي التي تفرض أماكن التواجد والتكتيك العسكري لا بد أن ننظر إلى سورية ككتلة واحدة على طريقة الأواني المستطرقة، إذا وضعنا سوائل في عدد من الأوعية ووصلنا بينها بأنابيب فتغير منسوب الماء في مكان يؤثر في كل الأوعية الأخرى، نفس الشيء بالنسبة للإرهابيين عندما يضربون في مكان يؤثر إيجابا على الأماكن الأخرى، فالتكتيك العسكري أحيانا يفرض على الدولة أن تتدخل في مكان قبل آخر وأن تتواجد في مكان قبل أن تتواجد في مكان آخر، هو تأجيل زمني لأهداف عسكرية بحتة، لكن لا يرتبط على الإطلاق بموضوع التقسيم ولا بموضوع المناطق العازلة..

مذيع قناة الإخبارية السورية: تركيا على ما يبدو سوف تصل إلى أزمة مع مشكلة الأكراد وهناك كلام عن أن أردوغان ربما سوف يقوم بإعطاء دولة للأكراد، وكذلك ربما أيضا التنازل عن بعض المطالب وكذلك الوصول إلى تقسيم البلاد، تقسيم تركيا، عندما تعطي للأكراد هنالك دولة سوف تكون، مقابل الوصول طبعا إلى سدة الرئاسة، ماذا عن الوضع في سوريا وبالتحديد وضع الأكراد؟

بشار الأسد: بالنسبة لأردوغان طبعا هو مستعد لأن يقدم كل بلده مقابل نفسه هذا صحيح الجزء الأول من السؤال وأنت أعطيت الجواب يعني فيه، ولكن بالنسبة للأكراد في سوريا أنا أريد أن أكرر ما أقوله دائماً عندما يطرح هذا الموضوع الأكراد في سوريا هم جزء طبيعي وأساسي من النسيج السوري وهم موجودون في هذه المنطقة منذ قرون عديدة وبعيدة كالعرب كالأتراك كالفرس وكالآخرين الموجودين في هذه المنطقة، هم ليسوا ضيوف ولا طارئين، معظم الأكراد في سوريا هم وطنيون سوريون ولكن دائماً في أي مجتمع دائماً هناك أشخاص انتهازيون يسعون لاستخدام عناوين معينة من أجل مصالحهم الشخصية، لذلك رأينا عدد من التجمعات التي سمت نفسها أو ألصقت على نفسها اسم أحزاب كردية في سوريا وكانت دائماً تزاود على ما يسمى القضية الكردية أو اضطهاد الأكراد في سوريا، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق كانوا يتحدثون عن موضوع تجنيس الأكراد مئة وأعتقد 100 وعشرة آلاف الذين تم منذ حوالي عامين كانوا يعتبرونهم قضية تم التجنيس انتقلوا لكلام آخر عن موضوع اللغة الآن أقرت الدولة منذ فترة منذ أشهر موضوع اللغة الكردية والأدب الكردي كمادة تدرس في كليات الآداب في سوريا وغيرها من الإجراءات، ولكن دائماً سيبحثون من وقت لآخر عن شيء يستخدم من أجل إيجاد موقع لهم على الساحة الوطنية، هذه الحالة نراها من وقت لآخر، هذا الشيء لا يقلق الأغلبية هم منصورين لكي نتحدث كلام أيضاً غير إنشائي لن نعود لدورهم في الثورة السورية ولا في مراحل من النضال ضد الاستعمار سنتحدث الآن عن الحالات الحالية كثير من عائلات الشهداء التي التقيت بها هم من الأكراد أنا لا أعرف أنهم من أكراد أو عرب أي شيء لا نهتم بهذا الموضوع ولكن من خلال حديثهم…

عبد الصمد ناصر: إذن حديث المعارضة عن الطائفية هو دليل على هزيمتها كما قال أو هذا ما قاله الأسد في هذا اللقاء الذي أجراه مع أو يجريه بالأحرى الآن مع قناة الإخبارية السورية فنعود مرة أخرى إلى ضيوفنا أو ضيفينا بالأحرى هنا في الأستوديو لمناقشة هذا الموضوع ولكن بعد هذا الفاصل ولكم مشاهدينا الكرام أن تتابعوا هذه المقابلة للرئيس الأسد على الجزيرة مباشر انتظرونا بعد قليل.

[فاصل إعلاني]

آلية تلافي الانقسامات وآثارها السلبية

عبد الصمد ناصر: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي تناقش جهود المعارضة السورية للتعامل مع ملف الأقليات في ضوء مؤتمرها السلم الأهلي المنعقد في تركيا ويعني شاءت الأقدار أن يتحدث الأسد قبل قليل عن الطائفية، أستاذ زياد أبو حمدان ويرمي أو يتهم المعارضة بأنها تثير هذا الموضوع وهذا دليل على هزيمتها، أنتم تعقدون الآن هذا المؤتمر لبحث السلم الأهلي ما سقف توقعاتكم من هذا المؤتمر، ما هي الآليات التي تنوون الخروج بها لترسيخ السلم الأهلي، وكيف سيعمل هذا المجلس، مجلس السلم الأهلي الذي أنشأتموه مع باقي هيئات الثورة السورية؟

زياد أبو حمدان: أخي الكريم الموضوع بكل بساطة القيادة في سوريا لا تعترف بالمعارضة أساساً لا زالت تقول أن هناك جماعات إرهابية وبالتالي ليس هناك مشروع للدولة حتى الآن يسعوا إليه، نحن نحاول بكل ما أوتينا من قوة دفع عجلة الثورة إلى الأمام لتحقيق أهدافها، ومن ضمن أهداف الثورة هو الانتقال إلى الدولة المدنية الحضارية، دولة المواطنة لكل المواطنين، بكل النشاطات سواء سلمية أو عسكرية أو دبلوماسية إلى آخره، وهذا المؤتمر بطبيعة الحال هو أحد الردود القوية على ما يتم تفعيله على الأرض، نحن لا نأخذ بالكلام سمعنا كلاما كثيرا من هذا النظام عن حماية المواطنين بالدرجة الأولى ولم نقل حماية أقليات أو غيره، لكن المواطن العادي لم يأخذ حماية حتى الآن بالعكس إنه مهدد بكل شيء مهدد بكرامته مهدد بحريته مهدد بلقمة خبزته مهدد بعمله مهدد بكل شيء، المواطنون جميعاً في سوريا مهددون وبالتالي الحديث بهذه الطريقة هو حديث تشويه للحقائق فنحن علينا النظر إلى ما يتم على الأرض حقيقة الشعب السوري تهان كرامته كل يوم يداس بالأرجل كل يوم يعتقل تغتصب نساءه يقتل أطفاله تدمر منشآته يهجر الملايين إلى الداخل واللاجئين أيضاً بالملايين في الخارج، يعني هذا الكلام أمر منقطع عن الواقع تماماً نحن الآن في حراكنا السلمي وفي هذا المؤتمر نسعى إلى تأمين بنية أساسية للحراك السلمي فيما بعد سقوط النظام وهو استعادة القيم التي فقدها الشعب السوري على مدى أربعين عاماً من زرع الفرقة وزرع الكمائن والخنادق بين الطوائف وبين المكونات، نحن الآن نستعيد هذه القيم مرة أخرى في سبيل تحقيق أهدافنا الاجتماعية والسلمية بالدرجة الأولى إذا كان هذا النظام فشل في تأمين الحماية لهذا الشعب بكامله بكل طوائفه بغض النظر عن التصنيفات فليرحل وليتح الفرصة للشعب السوري كي يحكم نفسه ويستعيد ما فقده طوال العقود الماضية.

عبد الصمد ناصر: طيب مصطفى، حمزة المصطفى المعارضة السورية ليست كلها ممثلة كما تعلم في الائتلاف الوطني، هل يمكن لهذا المؤتمر المنعقد في اسطنبول الخاص المخصص للسلم الأهلي أن يكون مجدياً أن ينجح دون أن توازيه جهود أخرى لتحقيق الاتفاق والانسجام مع بقية مكونات الثورة السورية؟

حمزة المصطفى: نعم، بغض النظر إذا كانت المعارضة ممثلة ضمن الائتلاف أم لا؟ بالعودة إلى مؤتمر القاهرة في حزيران 2012 جميع مكونات المعارضة السورية تواقفت على وثيقة، وثيقة للمرحلة الانتقالية ووثيقة العهد والمستقبل والتي كانت بشكل أو بآخر تعبير عن الحس الوطني أو البرنامج الوطني للمعارضة، الآن الحالة في سوريا تتطلب إجراءات وتفعيل آليات جديدة لمحاولة احتواء أي صدام قد يحدث على خلفية طائفية أو إثنية أو قومية في هذا الإطار ومحاولة كما قلت سابقاً دعم الفعاليات التي تجري على الأرض، وهذا يتطلب حقيقة إستراتيجية وطنية شاملة في هذا الإطار تبدأ من تبني خطاب وطني، ونحن في سوريا من الممكن أن نركز على الهوية الوطنية التي تحدث الأسد عن غيابها دون أن يقول أنه هو ونظامه منذ أربعين عاماً وهو يرفع الأيديولوجية القومية فشل في تحقيقها في سوريا، وكان هو نظام فقط لإدارة التنوع المجتمعي وفشل في إنتاج هوية وطنية جامعة، الثورة التي انطلقت ووحدت وعرفت المدن السورية ببعضها أنتجت نوع من الهوية الوطنية، الآن القيادة السياسية التي يفترض أن تمثل الثورة مطالبة بإنتاجها بصياغة هذه الهوية بتكريسها بشكل أو بآخر وهذا يتطلب طبعاً إضافة إلى الفعاليات الاجتماعية إجراء حوار داخلي داخلي ضمن الطوائف ضمن السياقات ضمن المكونات المجتمعية.

عبد الصمد ناصر: شكراً للأسف الوقت انتهى، وقت البرنامج، شكراً لك حمزة المصطفى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كما نشكر ضيفنا من اسطنبول زياد أبو حمدان عضو الائتلاف الوطني السوري وعضو لجنة السلم الأهلي فيه وأحد منظمي مؤتمر السلم الأهلي بالإضافة إلى كونه من الطائفة الدرزية في سوريا، بهذا تنتهي مشاهدينا الكرام هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.