ما وراء الخبر

الهجوم الإلكتروني على مواقع إسرائيلية

تسلط الحلقة الضوء على الهجوم الإلكتروني الذي قامت به جماعة أنونيموس على مواقع إسرائيلية والذي كبد تل أبيب خسائر مالية بمليارات الدولارات، وتجيب الحلقة على التساؤلات التالية: ما أهمية هجوم مجموعة أنونيموس على مواقع وحسابات إسرائيلية على الإنترنت؟
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪مصطفى سراج‬ مصطفى سراج
‪مصطفى سراج‬ مصطفى سراج
‪شمعون أران‬ شمعون أران
‪شمعون أران‬ شمعون أران
‪خليل شاهين‬ خليل شاهين
‪خليل شاهين‬ خليل شاهين

محمد كريشان: أهلاً بكم، أكدت جماعة أنونيموس أن هجومها على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية ضرب أشدها تحصيناً وكبد تل أبيب خسائر مالية بمليارات الدولارات، هجوم اعترفت به إسرائيل لكنها هوّنت كثيراً من تداعياته.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: أهمية هجوم مجموعة أنونيموس على مواقع وحسابات إسرائيلية على الإنترنت، الأشكال والأدوار التي قد تتطور نحوها مثل هذه الهجمات في المستقبل.

"كدنا نمحو إسرائيل من الإنترنت" هكذا احتفلت مجموعة أنونيموس للقراصنة الدوليين بهجومها على عشرات آلاف مواقع الإنترنت والحسابات الاجتماعية والمصرفية الإسرائيلية نصرة للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الأضرار التي تكبدتها إسرائيل تتراوح بين مالية وأمنية وأخرى عالية الرمزية، تحدٍ قالت إسرائيل إنها خبرته من قبل ما جعلها تحتاط لما بات يعرف بالعاصفة الافتراضية.

[تقرير مسجل]

مريم أوباييش: قرصنة المواقع الإلكترونية أهي الحرب الباردة الثانية غير التقليدية هذه المرة والمستمرة منذ عام 2000 حملت المعركة الأخيرة عنوان واقعة محو إسرائيل من الشبكة العنكبوتية، يقول القراصنة وهم من مجموعة أنونيموس الشهيرة إن الهجوم استهدف مئة ألف موقع إلكتروني بينها مواقع رئيس الوزراء ووزارتي الدفاع والخارجية، والخسائر وفقهم تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار أميركي، تناقض الرواية الإسرائيلية هذا الكلام بالتأكيد على حدوث عملية قرصنة كبيرة ولكن دون حدوث أضرار تذكر حسب تل أبيب، ويوضح الإسرائيليون أنهم استعدوا لذلك أي عكس ما حدث لهم العام الماضي عقب العملية العسكرية على قطاع غزة، بغض النظر عن حجم الأضرار تبقى القرصنة على المواقع الإلكترونية ظاهرة تسبب أرقاً كبيراً للدول والحكومات بل وحتى الأفراد، تختلف أهدافها ويجهل في أغلب الأحيان مَن وراءها، لكن أشهرها مجموعة أنونيموس التي لا تمتلك قائداً ولا إستراتيجية واحدة ولا عدواً واحداً، يصفها البعض بأنها عملية احتجاج وعصيان وتظاهر في شوارع ومدن وعواصم العالم الافتراضي منهم فلسطينيون وشباب عرب من عدة بلدان ردوا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بطريقتهم الخاصة، تراها الدول والحكومات مجموعة ترتكب جرائم إلكترونية استهداف المواقع البالغة الأهمية يكون عادة بتعطيل المواقع لساعات وتحميل كم هائل من المعلومات الخاصة بالأفراد والمؤسسات، أخطرها بالطبع تلك المتعلقة بالمؤسسات المالية أو العسكرية وتلك الملفتة في العالم العربي استهدفت مواقع حكومية خلال ثورات الربيع العربي، لم يعد السباق نحو التسلح الآن على ما يبدو محصوراً في أنواع الصواريخ والمقاتلات بل على تطوير أنظمة تحصن المواقع من عمليات القرصنة، ما نجح فيه البعض هو اختصار زمن القرصنة وسرعة إعادة تشغيل المواقع المخترقة، أما درع منع الهجمات الإلكترونية فلا أحد حتى الآن تمكن من اكتشافه لا في العالم الحقيقي ولا الافتراضي.

[نهاية التقرير]

أبرز ما حققه الهجوم الإلكتروني

محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من القاهرة مصطفى سراج الخبير في أمن المعلومات، من تل أبيب شمعون أران الصحفي في الإذاعة الإسرائيلية، ومن رام الله خليل شاهين مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات للدراسات الإستراتيجية، أهلاً بضيوفنا جميعاً نبدأ بشمعون أران في تل أبيب، ما مدى الضرر الحقيقي الذي أصاب إسرائيل من وراء هذا الهجوم؟

شمعون أران: نعم، خلافاً لجميع الأنباء التي تفضلت بنشرها وبقولها فإن جميع المعلومات تشير وكما قيل لنا من مركز الحواسيب والهيئة الكبيرة التي تناضل وتكافح هذه المحاولات محاولات قرصنة الحواسيب تشير إلى أنه بالفعل كان هناك مئات الآلاف من المحاولات لإسقاط واختراق المواقع الإلكترونية التابعة للشركات الحكومية والمصارف وغيرها من شركات تأمين وائتمان ووزارات حكومية كانت هناك محاولات عديدة من هذا القبيل ولكن بفضل البرامج الدفاعية لهذه الشركات فإنه لم يتم النجاح من اختراقها أو من إسقاطها كما تطالع إلى ذلك مجموعة أنونيموس الـ Hackers الذين حاولوا اختراق هذه المواقع، الحقيقة هي بأن إسرائيل استعدت بكل طاقاتها واتخذت الإجراءات الدفاعية لمنع حدوث هذه الأمور كانت هناك بالفعل مواقع لوزارة الخارجية موقع لوزارة التربية والتعليم وتخليد ذكرى الكارثة والبطولة وهذا الأمر تم يوم أمس بمناسبة الذكرى السنوية للمحرقة النازية وغيرها من المواقع، ولكن الشركات الحكومية لها وسائل دفاعية عالية للغاية ولها خبرة وتجربة كبيرة مع هذه الأمور، ولذلك كانت هناك بالفعل أنباء من قبل أنونيموس بأنها حاولت ونجحت في اختراق هذه المواقع ولكن لفترات زمنية قصيرة للغاية ربما لثوانٍ معدودات أو لعشر دقائق أو غيرها ولكن تمكنت إسرائيل من ذلك، الحقيقة هي بأن كانت هناك أيضا ردود أفعال من قبل قراصنة.

محمد كريشان: ولكن اسمح لي سيد أران، اسمح لي سيد أران، نعم، لو سمحت لي، كثير من الإسرائيليين أشاروا إلى أن هذا الهجوم لم يكن له تأثير كبير ولكن مع ذلك هناك أصوات إسرائيلية أيضاً من خبراء وصفوا الهجوم بأنه كان الأوسع نطاقاً وشدة والبعض وصفه بأنه كان هجوم كبير بمعنى أنه.. والبعض اعترف بأن هناك بيانات فعلا سرقت، إذن لا يمكن في المطلق أن نهوّن من أهمية ما جرى.

شمعون أران: نحن لا نهوّن من أهمية ومن مدى ومن نطاق هذه المحاولات التي شهدناها هنا في الأيام الأخيرة ولكن علينا أن نكون حذرين ومثلاً أريد أن أشير لك سيد محمد بأنه يجب أن ننتظر أيام معدودة لنرى بالفعل هناك طريقتان مثلاً لاختراق هذه المواقع الإلكترونية، هناك إمكانية بتغيّر باختراق الموقع وتغيّر الواجهة لهذا الموقع وتغيّره مثلاً بعلم فلسطين أو غيرها ومن خلال ذلك نعلم بأنه تم اختراق الموقع، هناك طريقة أخرى وهي دخول الموقع لأعماقه ومثلاً سرقة معلومات حساسة ودخول روابط وعلينا أن ننتظر لنرى هل بالفعل تمت سرقة معطيات حقيقية، هل تمت سرقة وثائق حساسة؟ وعلينا أن نرى هل ستنشر أنونيموس هذه المعطيات هذه الأمور هذه الرسائل مثلا الإلكترونية التي تم اقتحامها، هل بالفعل هذه العناوين لرسائل الإيميل مثلاً، هل هي حقيقية، هل هي إسرائيلية؟ هل تم استخدام هذه المعلومات لأغراض أخرى من قبل أنونيموس؟ بمعنى يمكن لكل جهة..

محمد كريشان: إذا كان لا بد أن ننتظر، إذا كان لا بد أن ننتظر سيد أران، إذا كان لا بد أن ننتظر بعض الأيام، في الأثناء وهنا أسأل السيد مصطفى سراج في القاهرة، في الأثناء بدأت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أصلا تنشر فيما تقول إنه قائمات لعملاء الموساد في بعض الدول العربية بأرقام وظيفية معينة وبأرقام تلفونات وغيرها والبعض حتى بدأ يسرب بأسماء إذن ما تقديرك لحجم المعلومات التي قد تكون سرقت أو حجم الاقتراب الذي أدخل على المواقع الإسرائيلية؟

مصطفى سراج: الحقيقة حجم الاختراق اللي حصل على المواقع الإسرائيلية كبير جداً جداً جداً خليني أبدأ الموضوع من اتجاهين الاتجاه الأواني إني أي دولة في العالم كله بكون عندها مجموعة اسمها cert دي المجموعة مسؤولة عن حماية المواقع للدولة كلها الموقع بتاعهم بتاع إسرائيل اسمه (Cer.gov.il) الموقع دا قبل ما يعني لغاية اللحظة اللي موجودين فيها دي الوقتِ يقدروا المشاهدين يخشوا عليها يلاقوا الموقع نفسه واقع دي الوقتِ، يعني إحنا مش نتكلم في دقائق أو في ثواني إحنا نتكلم في ساعات طويلة للموقع المسؤول عن حماية كل المواقع الإسرائيلية في اللحظة اللي إحنا نتكلم فيها لغاية دي الوقتِ الموقع وقع، موقع الشرطة الإسرائيلية.

محمد كريشان: الآن؟

مصطفى سراج: الآن نعم بوليس أو (Cer.gov.il) دا واقع دي الوقتِ موقع الشرطة الإسرائيلية (police.gov.il) واقع دي الوقتِ، موقع البنك الإسرائيلي (bankisreal.gov.il) الموقع واقع دي الوقتِ، أنا بكلمك مش في حاجة حصلت أمبارح أو حصلت أول في حاجة حصلت أول أمبارح أو ثواني أو دقائق أنا بكلمك في مواقع، لو دخلنا عليها دي الوقتِ المواقع دي ليس لها وجود، ولغاية النهاردة المواقع مش قادرة تقوم ثاني من الـ attack لأنه الـ attack مستمر حتى اللحظة اللي إحنا نتكلم فيها دي، فدا على مستوى المواقع، على مستوى حسابات العملاء عندنا عشرات الآلاف حوالي أربعين ألف فيسبوك page تم اختراقهم والصفحات دي يعني بعد ما تم اختراقها بدأت فعلاً تنشر معلومات عن فلسطين وتحط علم فلسطين فالصفحات دي خلاص إحنا كلنا عارفين الصفحات التي تم اختراقها خمسة آلاف موقع على تويتر تم اختراقه، كل accounts بتاعت تويتر دي already بتحط updates أو بتحط tweet أو تعمل تغريدات تدعم بها القضية الفلسطينية فدي كلها حاجات محققة مش نبحث عنها أو نشوف إزاي كانت حصلت أو ما حصلتش دا كلام كله مسجل وموجود دي الوقتِ في الوقت اللي إحنا نتكلم فيه والمشاهدين طبعاً يقدروا يخشوا يشوفوه..

محمد كريشان: نعم، أنت أشرت سيد سراج، أنت أشرت إلى، أشرت إلى عناوين وتقول أنها الآن معطلة على عكس ما يقوله السيد أران من أننا يجب علينا أن ننتظر أيام معدودات، ولكن في انتظار اتضاح الصورة أكثر هل يمكن القول بأن ما تم الحصول عليه من معلومات هو أشبه بويكيلكس جديد إن صح التعبير لأن ربما المعلومات التي سيشرع في نشرها وفي رواجها قد تكون خطيرة وقد تكون بعضها يتعلق بالأمن الوطني الإسرائيلي كما يسمى؟

مصطفى سراج: طبعاً، طبعاً المعلومات المنشورة كلها معلومات في منتهى الخطورة لو حضرتك تتكلم في معلومات مالية على سبيل المثال عندنا 200 ألف رقم من أرقام الفيزا credit cards تم سرقتهم ونشرهم من على الإنترنت والأرقام كلها موجودة لبطاقات ائتمان إسرائيلية تم اختراقها وتم نشرها وهي already برضه موجودة ومش محتاجين نستنى أيام هي already published وزي ما بقولك المواقع اللي أنا بقولك عليها لو دخلنا عليها دي الوقتِ أي مشاهد في أي حتة في العالم لو دخل على (bankisreal.gov.il) سيلاقي الموقع مش موجود الموقع مش يعني ليس له وجود على الإنترنت لأنه تم اختراقه فعلياً حتى اللحظة اللي إحنا نتكلم فيها دي، ودي كلها معلومات مؤكدة.

محمد كريشان: نعم، ولكن في انتظار المزيد من المعلومات سيد خليل شاهين، كيف يمكن لنا أن نفرق بين معلومات تتعلق بالأمن ولها ربما حساسية خاصة وبين حسابات visa cards أو مثلاً ما قيمة أن تنشر أرقام لحسابات مصرفية أو لأرقام credit Cards بطاقات ائتمان، هل لديها قيمة معينة في هذا النوع من الحروب الافتراضية إن صح التعبير؟

خليل شاهين: نعم بالتأكيد مثل هذه الحروب..

محمد كريشان: للأسف الحروب افتراضية لكن الصورة ذهبت بشكل حقيقي هذه المرة، أسأل السيد شمعون أران بين ما أشرت إليه بتفاؤل وبين ما قاله ضيفنا في القاهرة مسافة كبيرة، هل تعتقد فعلاً بأن ما أشار إليه خاصة وأنه قال الآن هناك مواقع إن ذهبت إليها أو ذهب إليها المشاهدون سيجدونها مضروبة حالياً، ما تعليقك؟

شمعون أران: نعم، ما بدأت أن أقوله بأنه بالفعل كان هناك خرق لمواقع خاصة ليست حكومية ولكن الجهات الحكومية لا أعتقد وعلينا أن نتأكد هل هناك بالفعل هذا ما بدأت بالقول هل بالفعل هذه المعطيات أسماء وعملاء الموساد كما يدعون بأنه تم إخراجها أو إسقاط موقع شرطة إسرائيل أو بنك لومي كل هذه المواقع هي محمية وكانت لها برامج دفاعية قوية للغاية وموقع cert الحكومي موقع لمكافحة هذه الأمور يؤكد بأنه كانت هناك بالفعل محاولات من هذا القبيل ولكن جميع البُنى الأساسية لكل هذه الشركات الحكومية تمكنت من التغلب على كل هذه المحاولات وليس هناك أضرار، والأضرار طفيفة للغاية وما يقوله ضيفكم من القاهرة بأن هناك أضرار كبيرة للغاية وعلينا أن نرى هل بالفعل هذه الأمور هذه المعطيات هذه الوثائق هذه page أوراق من الفيس بوك هل هذه هي أمور حقيقية هل هي بالفعل أمور حقيقية..

محمد كريشان: ولكن اسمح لي سيد، اسمح لي سيد أران، نعم، اسمح لي سيد أران، مَن الذي يمكن أن يجزم بأن هذه الوثائق حقيقية أم لا؟ إسرائيل بالطبع حتى ولو كانت حقيقية ستقول ليست حقيقية والآخرين سواءً سمّيناهم قراصنة أو غيرهم لا يستطيعون إثبات ذلك بشكل علمي رسمي، إذن الحقيقة ستظل تائهة.

شمعون أران: أنت على حق يا سيدي بالفعل يجب أن نرى هل بالفعل هذه الأمور مثلاً فيما يتعلق بعناوين الرسائل الإلكترونية تم يقولون بأنه تم اختراق حوالي  emails 500 أو 600 ، هل من خلال قراءة هذه emails هذه الرسائل الإلكترونية يمكن أن نرى بأن عدد قليل للغاية من هذه العناوين ينتهي بـ C.I.A.O.I الأخيرة الخاصة بإسرائيل والباقي هي من إيطاليا من أماكن أخرى في العالم، هذه هي الدلائل فقط على ما يمكن أن نرى هل كل هذه الوثائق علينا أن نرى وهذا ما قصدته علينا أن نرى هل هذه الوثائق مثلاً تشير هل هي حقيقية أم لا؟ يدعون بأن هناك لأسماء عملاء الموساد لا أحد يمكنه..

محمد كريشان: سننتظر بضعة أيام ربما تأتي بعض المعطيات التي قد تؤكد مدى.. سننتظر بضعة أيام التي ستؤكد المعلومات بشكل قاطع، على كل بعد الفاصل سنناقش الأشكال والأدوار التي قد تتطور نحوها مثل هذه الهجمات الإلكترونية نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

مستقبل الحروب الإلكترونية

محمد كريشان: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها تداعيات هجمات مجموعة أنونيموس للقراصنة الدوليين على المواقع والحسابات الإسرائيلية سيد خليل شاهين أهلاً وسهلاً بك من جديد، نرجو على كل أن لا يكون غيابك نتيجة تدخل من قراصنة دوليين على الصورة، فيما يتعلق بمآلات هذا النوع من الحروب هل نحن الآن عندما نلقي نظرة الآن في هذا الجزء الثاني من البرنامج عن مستقبل هذا النوع من الحروب، هل نحن أمام مناضلين من نوع جديد بين قوسين يمكن أن يكون لهم دور في المستقبل؟

خليل شاهين: بالتأكيد أعتقد أن أحد أهم المؤشرات بأننا نشهد الآن تأثيراً ربما لم نره من قبل  للربيع العربي فللبعض وخصوصاً لدى الفلسطينيين أصيب بحالة من الإحباط خلال الأشهر الأخيرة جراء ما أعتقد أن القضية الفلسطينية تتراجع، نحن نشهد عودة القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي ليس فقط في سياق الربيع العربي بل ربما في سياق ربيع دولي هذه المرة، الأفكار التي سبق أن طرحت في ما يتعلق بالانتفاضة المعولمة إن جاز التعبير الانتفاضة على مستوى العالمي هي تحدي جديد يُفرض على إسرائيل وأعتقد أن هذا الأمر سوف يستدعي النظر في مجمل نظرية الأمن القومي الإسرائيلي لأن مثل هذه الحروب الإلكترونية سوف تفرض تهديدات كما نشهد حالياً على الأمن السياسي والاقتصادي والمالي والأهم في إسرائيل هو أمن الجبهة الداخلية التي يحاول الإسرائيليون الآن كما يحدث مع هذا الضيف أن يغطوا عليه، في الواقع الحالي يمكن أن نتخيل ما يمكن أين يحدث لو أن مثل هذا الأمر حدث بينما هناك كارثة طبيعية أو حتى حرب تخوضها إسرائيل، ولذلك أنا أعتقد أن هذا الأمر سيفرض على إسرائيل إعادة النظر في نظريتها التي كانت تعتمد على الجوانب الاستخبارية والعسكرية والصواريخ وغير ذلك وتحدد ما يسمى دول الطوق أو مجابهة كعدو أول ومن ثم دائرة أوسع حتى تصل هذه الدائرة إلى باكستان، الآن إسرائيل تواجه العالم، هذا الأمر يحدث بالترافق مع أشكال أخرى من النضال ومن التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يذهب داخلياً باتجاه محاولة التقاط زمام المبادرة في فرض أمر واقع فلسطيني مثلما يحدث في قرى باب الشمس وغيرها ومثلما يحدث أيضاً من عمليات مواجهة..

محمد كريشان: مرة ثانية سيد خليل شاهين يختطف من البرنامج، على كل جيد أنه ليس الضيف الإسرائيلي ولا اعتبرنا أن هذا الأمر مواصلة لنفس عمل القراصنة، أريد أن أسأل سيد شمعون أران البعض يشير إلى أن أول دولة اتخذت هذا النوع من الحروب هي روسيا ضد لاتفيا سنة 2007 وتقريباً أربكتها لأيام عديدة، عندما يصبح مَن يقوم بهذا العمل مجموعة من الأشخاص ومن الشباب ومن النشطاء، هل ربما هناك توجه في المستقبل بتقديرك أن يصبح هؤلاء يوصفون بالإرهابيين إلكترونيين أو غيرهم بين قوسين في سياق سعي إسرائيل للدفاع عن نفسها أيضاً، بين قوسين؟

شمعون أران: يمكن القول أولاً هذه بلا شك حرب، هذه حرب وكما قال ضيفكم من رام الله السيد خليل شاهين، بالفعل هذا الأمر يغيّر قواعد اللعبة السياسية والأمنية والاستخباراتية وعلى كافة الأصعدة نرى مثلاً، وأعود إلى سؤالك ولكن نرى بأنه لأول مرة منذ عشرات السنين في إسرائيل مثلاً تم استحداث بنيامين نتنياهو أعلن عن ذلك قبل بضعة أشهر عن إقامة هيئة خاصة لمكافحة هذه المحاولات قرصنة الحواسيب دفاعاً عن جميع الشبكات الحكومية وغيرها، هذه الأمور هي يمكن اعتبارها بأنها محاولات إرهابية بمعنى إذا كان هناك محاولات لاقتحام واختراق مواقع استخباراتية وشرطة إسرائيل ومواقع أخرى في دول أخرى في العالم وبلا شك مثلاً دخول البنتاغون دخول مواقع لأجهزة استخبارات في مختلف أنحاء العالم، هذه الحرب بلا شك حرب جديدة حرب إلكترونية ويمكننا أن نرى أن هناك استعدادات من قبل كافة الأوساط السياسية والأمنية وستكون هناك من الآن فصاعداً وأفترض بأنه استخلاص للعبر نتيجة هذه الحرب هذه الهجمات التي رأيناها من أنونيموس بأن إسرائيل بلا شك ودول أخرى التي تتابع هذه الأمور ستستعد بقوى أكبر والسعي متقدمة أكثر وإلكترونية تقدماً أكثر بغية..

محمد كريشان: على كل هذا هو الموقف، نعم سيد أران هذا هو الموقف المتوقع مبدئياً من إسرائيل وهنا نسأل السيد خليل شاهين، الحمد لله على السلامة مرة أخرى، سيد شاهين مثلما تابعنا الضيف الإسرائيلي واضح أن مَن يُقدم على هذا النوع من العمليات في المستقبل قد يوصم بالإرهاب مثلما طرحنا السؤال والضيف الإسرائيلي اعتبر بأنه فعلاً هذا العمل، هل بتقديرك يمكن أن ينحى هذا المنحى في المستقبل في وصف هؤلاء الشباب؟

خليل شاهين: أنا أعتقد أن هذا الأمر قد بدأ إذا تابعنا الإعلام الإسرائيلي وبعض التصريحات الإسرائيلية فهي تنحُو بهذا الاتجاه كما أن هناك تهديدات كما قال بعض المسؤولين الفلسطينيين لاستهداف نشطاء فلسطينيين سواءً على مواقع التواصل الاجتماعي أو في مجال التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات بشكل عام، وهناك أنباء قالت عن اعتقال ثلاثة نشطاء في مدينة الخليل ليلة أمس في كل الأحوال أنا أعتقد أن هذا الأمر سوف يتسع خلال المرحلة المقبلة وكما ذكرت قبل قليل فإن إسرائيل سوف تعيد النظر بمجمل مرتكزات نظرية الأمن القومي في ضوء ما يحدث حالياً دعونا نتذكر هنا ما الذي أحدثته وثائق وتسريبات ويكيلكس على سبيل المثال من صدمة على المستوى العالمي، نحن نتحدث هنا عن أشكال جديدة يمكن أن تضع في متناول اليد كمية هائلة من البيانات والمعلومات الأمنية والاقتصادية والمالية خلال ساعات معدودة، كما يحدث الآن، وعلينا أن ننتظر لأن الهجمة الأخيرة بدأت منذ أقل من ثلاث ساعات وأعتقد أن نتائجها سوف تظهر فيما بعد، الأهم الآن أن كل إسرائيلي أو على الأقل عشرات الآلاف من الإسرائيليين يفتحوا مواقع الإنترنت..

محمد كريشان: إذن بهذا المعنى سيد، نعم، اسمح لي فقط، إذن بهذا المعنى والسؤال في آخر البرنامج للأسف بشكل قصير سيد مصطفى سراج، بهذا المعنى هل يمكن أن تكون هذه المحاولة هي آخر محاولة بالنظر إلى انتباهة ربما الأطراف الدولية لخطورة ما يقوم به هؤلاء النشطاء؟

مصطفى سراج: لأ، بالطبع دي مش ستكون آخر الهجمات اللي سنقوم بها واللي سيقوم بها مجموعة أنونيموس بس أنا عايز أرجع خطوة وحدة بس للوراء لو تسمح لي عشان نشوف إيه هو الهدف من الهجمة، الهدف من الهجمة كما أعلنته أنونيموس إنه هم ينشروا رسالة للعالم كله بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والهدف فعلاً تحقق إحنا كل المواقع الإخبارية في العالم كل مواقع الأخبار كل نشرات في العالم تتكلم على إن Hacker من جميع أنحاء العالم في Target بتاعه المواقع الإسرائيلية النهاردة في واحد عايش في السويد واحد عايش في ألمانيا فواحد عايش في أي دولة ما كانش مهتم بالقضية النهاردة لما يعرف إنه أشخاص أو hacker من جميع أنحاء العالم في Target هو دولة واحدة سيروح يقرأ إيه هي العربدة الإسرائيلية الموجودة أو إي بالضبط النظام الإسرائيلي الموجود إزاي وسيروح يفهم ودا الهدف اللي فعلاً تحقق، الهدف النهاردة إن إحنا نعمل awareness أو نعمل عملية نشر للوعي ما بين العالم كله للفلسفة الإسرائيلية في المنطقة والنهاردة دا تحقق والهجمات مش ستتوقف ستفضل مستمرة.

محمد كريشان: شكراً لك سيد مصطفى سراج الخبير في أمن المعلومات كنت معنا من القاهرة، شكراً أيضاً لضيفنا من رام الله خليل شاهين مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات للدراسات الإستراتيجية وقد غاب عنا مراراً خلال هذه الحلقة نعتذر لذلك، وأخيراً ضيفنا من تل أبيب شمعون أران الصحفي في الإذاعة الإسرائيلية، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.