ما وراء الخبر

فرص نجاح وثيقة الأزهر

تناقش الحلقة تصارع الآمال والمخاوف بشأن وثيقة الأزهر التي وقّعت عليها القوى والأحزاب السياسية وممثلو الكنائس المصرية بمقر الأزهر الشريف، إذ دعت الوثيقة إلى نبذ العنف ودعم الحوار بين مختلف الأطراف.

– دلالات سرعة الاتفاق على وثيقة الأزهر
– ضمانات التزام الأطراف السياسية بوثيقة الأزهر

– جمعة الخلاص ومطالب جبهة الإنقاذ

– الأثر الفعلي لوثيقة الأزهر

 

‪نوران سلام‬ نوران سلام
‪نوران سلام‬ نوران سلام
‪فريد زهران‬ فريد زهران
‪فريد زهران‬ فريد زهران
‪محمد زيدان‬ محمد زيدان
‪محمد زيدان‬ محمد زيدان

نوران سلام: أهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج ما وراء الخبر تأتيكم هذه المرة من القاهرة حيث تتصارع الآمال والمخاوف بشأن وثيقة الأزهر التي وقّعت عليها القوى والأحزاب السياسية وممثلو الكنائس المصرية بمقر الأزهر الشريف، دعت الوثيقة إلى نبذ العنف ودعم الحوار بين مختلف الأطراف، التقرير التالي يرصد أهم ما جاء في الوثيقة والأجواء التي ولدت فيها.

[تقرير مسجل]

محمد الكبير الكتبي: العنوان البارز لوثيقة الأزهر هو اتفاق القوى السياسية والأحزاب المصرية والكنيسة برعاية الأزهر على نبذ العنف وعدم إقصاء أي طرف من العمل السياسي ودعم الحوار كوسيلة وحيدة للتفاهم بين مختلف الأطياف، الاتفاق أحدث قدرا كبيراً من التفاؤل على مختلف المستويات، المعروف أن أصوات عديدة نادت على خلفية التصاعد السلبي للأمور في الأيام الماضية تساؤلات محلية وإقليمية ودولية تتعلق مباشرة بكيفية إعادة الاستقرار في واحدة من أكبر وأهم دول المنطقة، في ظل هذه الملابسات ومع تعدد أطروحات الحل جاء اجتماع الأزهر وخرجت هذه الوثيقة التي تطمح إلى عبور آمن بمصر من هذه المرحلة، الوثيقة لم تحدد كيفية ذلك وتركت الأمر لحوار أطرافها بكل أطروحاتهم الخلافية المتعلقة بالدستور وقانون الانتخابات وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وغيرها، طموحات كبيرة ستواجه صعوبات فقد تحدّث موقّعون على الوثيقة عن تحديات كبيرة تتطلب بذل كل ما في طاقة الأحزاب والقوى والكيانات على مختلف مشاربها لتغليب النوايا الحسنة من أجل استعادة الثقة المفقودة وبناء الغد المرتجى، المجتمعون في مقر الأزهر اتفقوا على تشكيل لجنة تقتسم عضويتها وتتم المشاركة في أعمالها بالتساوي بين مختلف القوى وبتمثيل من الأزهر والكنيسة، وستعقد هذه اللجنة اجتماعاتها قريبا في الأزهر أيضا لتحديد أسس وضمانات وضوابط وأجندة الحوار القادم والمتفق على إجرائه بلا شروط، وتظل العبرة في نتائج ذلك الحوار إن تم كما يخطط له وفي كيفية تطبيقه على أرض الواقع في مصر الراهنة في حال توصُل الحوار إلى قرارات متفق عليها فالطريق لا يزال طويلا ومعقدا وفي بدايته، ولكن تبقى وثيقة الأزهر وانعكاساتها على المجتمع ضوءا هاما في نفق الأزمة الراهنة بكل وجوهها المقلقة وستواجه الوثيقة دون شك اختبارا صعبا من واقع ما يستجد الآن في الشارع المصري المرآة التي تعكس بوضوح الحراك السياسي في مصر

[نهاية التقرير]

دلالات سرعة الاتفاق على وثيقة الأزهر

نوران سلام: إلى أي حد مثّلت هده الوثيقة أساسا نظريا صالحا لاتفاق سياسي يخرج البلاد من أزمتها الراهنة؟ وما المطلوب من أطراف الوثيقة لكي تترجم بنودها إلى تصور عملي يحقق أهدافها المعلنة؟ في سياق هذين المحورين نناقش موضوعنا ونرحب بذلك بضيفينا محمد زيدان وهو المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة، وفريد زهران نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وطبعا من قيادات جبهة الإنقاذ، الآن تجاوزنا مسألة توقيع الوثيقة ولكن قبل أن نخوض في تفاصيلها بدا وكأنها مُررت بسهولة، ما تفسير هذه السهولة؟ هل هو مجرد مخرج لحفظ ماء الوجه لكلا الطرفين أم أنه لم تكن هناك أزمة حقيقية أصلا كانت أزمة مفتعلة، أستاذ فريد؟

فريد زهران: أنا ما فهمتش تعبير مرت بسهولة يعني إيه.

نوران سلام: يعني اليوم اجتمعت الأطراف كلها وخرجت هذه الوثيقة في غضون ساعات قليلة جدا.

فريد زهران: لأن الوثيقة دي يمكن اعتبارها إعلان نوايا وهي تعد تمهيد إلى الحوار هي مش الحوار نفسه، الحوار نفسه قد يحتاج إلى بعض الوقت وبعض التحضير وبعض الإعداد لكن اللي عايز أنبه إليه إن جبهة الإنقاذ وأنا بشكل شخصي لم نرفض أبدا دعوة للحوار، وحتى ما كان يقال أو يتردد حول أن جبهة الإنقاذ رفضت أو جبهة الإنقاذ اشترطت كل هذه التعبيرات غير دقيقة، جبهة الإنقاذ طوال الوقت بتدعو للحوار بتدرس أي دعوة للحوار بجدية تستجيب لأي دعوة حوار فقط كل اللي كنا بنعمله إن إحنا بنحاول نوفر الشروط المناسبة لإنجاح الحوار، يعني الدعوة للحوار ليست بحد ذاتها أمر طيب فحسب ولكن لا بد أن تستكمل بتوفير الشروط المناسبة لإنجاح الحوار وبالتالي قصة زي ما تقال مش إن إحنا نطلع نتصور مع بعض ونبوس بعض والموضوع ينتهي، القصة إن الحوار ده محتاج أجندة محتاج قائمة مدعوين محتاج توفير أجواء مناسبة محتاج مخرجات واضحة ومحددة محتاج شفافية محتاج علنية الحوار قدام الرأي العام عشان الجمهور يبقى شاهد ومتابع، ليه؟ لأن إحنا لدينا مشاكل مع الثقة إحنا قبل كده كان عندنا وعود والوعود لم يتم الوفاء بها وبالتالي بقا عندنا مشكلة ثقة بقا عندنا مشكلة ضمانات تتعلق بتوفير أجواء من الثقة بقى عندنا مشكلة أجواء مناسبة بمعنى تهيئة الشروط المناسبة للحوار مش شروط لحضور الحوار شروط مناسبة للحوار .

نوران سلام: وتعتبر الآن الأجواء مناسبة؟

فريد زهران: أنا بعتبر إن أهم ما يميّز مبادرة الأزهر ولهذا السبب أنا شخصيا برحب بها جدا أنها تتناول نبذ العنف وجبهة الإنقاذ كما أذكّر الجميع هي التي مش بس لم تستخدم العنف ولم تدعو لاستخدام العنف وأدانت استخدام العنف وأدانته لما العنف دا حاصر مدينة الإنتاج الإعلامي وأدانته لما تعرض المعتصمين للضرب في محيط قصر الاتحادية وأدانته لما تعرض قضاة المحكمة الدستورية من المنع لدخول المحاكمة الدستورية أدانته ببور سعيد لما أتضرب المتظاهرين عزّل ومات منهم 30 واحد في يوم أدانته يوم ما أتقتل الشيخ عماد عفت يوم ماسبيرو يوم محمد محمود يعني تاريخ طويل، تاريخ طويل من استخدام العنف نحمد المولى عز وجل نحن كحزب نحن كجبهة إنقاذ لم نتورط باستخدام عنف لم ندعو لاستخدام عنف.

نوران سلام: هذه إدانة الوثيقة كانت ملحوظة، كان هناك الكثير من الخطوط الحمراء إن صح التعبير في هذه الوثيقة ولكن إلى أي مدى أنت متفائل أستاذ محمد بالالتزام بهذه الخطوط الحمراء إذا كانت الوثيقة لا تضمن السلطات أو الحكومة وأيضا أطراف فاعلة أخرى.

محمد زيدان: بسم الله الرحمن الرحيم أعتقد النهاردة يعني شفنا ومضة ضوء في نفق مظلم، أعتقد النهاردة كل القوى السياسية وكل الأحزاب السياسية وكل النخب السياسية اضطلعت بمسؤوليتها الملقاة عليها في ظل الظروف الحالية الصعبة إلي بتمر فيها مصرنا طالما قلنا أنه لا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم سوى بالحوار ثم الحوار ثم الحوار، النهاردة في شيء إيجابي جدا مجرد وجودنا على طاولة مفاوضات بشكل غير مشروط أعتقد دي بداية انطلاقة جديدة لحوار مجتمعي وحراك مجتمعي قوي جدا يأخذ مصر إلى الأمام، أعتقد أن من خلال التواجد في الأزهر والأزهر يمثل ليس كونه هو قبلة العلم في العالم الإسلامي ولكن أصبح مظلة اجتماعية سياسية قوية جدا نستظل فيها في ظل السيول الاستقطاب الحاد اللي بيتم من خلال الاستقطاب الحاد الجماهيري أعتقد بتواجد الأزهر على هذه القمة وبنوع من أنواع القناعات التي تولدت لدى الجميع بوجوبية الحوار للخروج بمصر من هذا المأزق أعتقد النهاردة يعني شفنا سيمفونية قوية في إعلاء كلمة مصر من كل القوى السياسية ومن كل الأحزاب أعتقد إن إحنا في بداية طريق صحيح.

ضمانات التزام الأطراف السياسية بوثيقة الأزهر

نوران سلام: ولكن ما الضمانات أنها ستتجاوز كونها سيمفونية وتتحول إلى تطبيق عملي ما الذي يضمن أن فعلا ستلتزم كل الأطراف بالابتعاد عن العنف؟

محمد زيدان: هي الإرادة الشعبية اللي بتحرك القرار السياسي حتى بالنسبة بالنخب السياسية والأحزاب السياسية أعتقد تولدت قناعات قوية جدا لدى الشارع بنبذ العنف ده شيء مسلم به وشيء معروف بالضرورة، أعتقد الشعب المصري مزاجه ووجدانه كله يتجه ناحية السلم والثورة السلمية واستكمال مبادئ وأهداف الثورة، أعتقد دي أكبر ضمانة دايما يضرب الشارع المصري عموم الشارع المصري في لحظات حالكة في تاريخ هذه الأمة من أول ما كانت يعني أيام الاستفتاء لما نزلوا بصفوف جمعت كل ألوان الطيف السياسي سواء ليبرالي أو إخواني أو علماني أو سلفي وقفوا قدام صناديق الانتخاب وقفوا حاجز قدام كل الاستقطابات اللي بتم سواء كان قدام الاتحادية أو قدام حديقة القرمان أو قدام جامعة القاهرة، الشارع المصري بكلمة حرة كلمة جريئة كلمة طيبة هو اللي عمل حاجز ضد هذه الاستقطابات وهو برضه الضمانة الأساسية والضمانة الوحيدة لاستكمال أهداف الثورة ومبادئ الثورة لنجاح أي مبادرة هو الشارع المصري لأن الشارع المصري متناغم مع قياداته بغض النظر عن انتمائه الإيديولوجي أو انتمائه السياسي أو الحزبي.

نوران سلام: توافق على هذا الكلام أستاذ فريد؟

فريد زهران: أنا عايز أوافق على 3 أفكار أساسية أولا عايز أضم صوتي لصوت أستاذنا وأوضّح إنه مش بس الأزهر هو الذي تبنى هذه المبادرة، الأزهر والكنيسة وهذا أمر له دلالة وينبغي أن نتوقف عنه ونشيد به في ظل أجواء غلبوا عليها من حين لآخر درجة أخرى من الاحتقان الطائفي وكان سببا في بعض هذا تصرفات لتيارات متطرفة داخل الإسلام السياسي فمهم إن إحنا نركّز على فكرة الدور اللي يلعبه الأزهر والكنيسة بهذه اللحظة مهم قوي إن إحنا نركّز على دا وإحنا بنقول إن بالأمس القريب كنا نناقش في قانون انتخابات مجلس الشعب أن يفسح المجال لتمثيل الأقباط على القوائم وكانت بعض اتجاهات الإسلام السياسي بكل أسف ترفض هذا، مما كان يشكل يعني حرمان مسبق للأقباط من التمثيل بالذات بأن على قوائم قوى الإسلام السياسي لم يترشح أقباط في الانتخابات السابقة إلا أفراد كانوا من الكرامة ما كانوش من الحرية والعدالة وما كانوش من السلف نقطة، النقطة الثانية أنا عايز أوضّح كمان للناس اللي قلقانة من أن يؤدي الحوار إلى انكسار الموجة الثورية التي يعوّل عليها كثيرا في تصحيح المسار، هذه الموجة الثورية من الاحتجاجات والتي يعول عليها كثيرا في تصحيح المسار لا تتعارض مع الحوار، أنا عايز أنبه لهذا يعني أنا ممكن أقعد على طربيزة المفاوضات النهاردة وبكرة الصبح أنا عندي مليونية وهنزلها، وهذا لا يتعارض مع ذلك على الإطلاق.

نوران سلام: يعني سنتحدث عن المليونية ولكن. 

فريد زهران: الاحتجاجات السلمية لا تتعارض مع بدء الحوار، ثلاثة أن العنف ينبغي التفريق بين حاجتين مهمين جداً إسرائيل بتضرب المتظاهرين فالمتظاهرين يضربون إسرائيل بالحجارة فيطلع بعض الاتجاهات في العالم تقول إيه؟ إنه نناشد الطرفين وقف العنف، ما فيش طرفين في طرف معتدي وطرف معتدى عليه في حالة دفاع شرعي عن النفس، إحنا هنا لازم نعمل التمييز ده برضه يعني أنا عايز أنبه الجهات.

نوران سلام: هل ينسحب هذا المثال على ما يحدث في مصر؟

فريد زهران: طبعا، بعد إذنك دقيقة واحدة، الجهات التي تستخدم العنف بصورة عدوانية وتنال من المتظاهرين وتقتلهم، يعني عماد عفت ده تقتل المتظاهرين.

نوران سلام: هذا كان أيام ثورة يناير.

فريد زهران: ما هو من عماد عفت لشهداء بور سعيد ده مسلسل قتل مستمر، أنا بقول بوضوح، المتظاهرين وهم في حالة دفاع عن نفسهم ضربوا طوب ما حدّش يقول لي بقى إيه دول مُدانين زي اللي بقتلوهم، لأ دول مش زي دول بس.

نوران سلام: أستاذ محمد تعقيبك لو سمحت.

محمد زيدان: يعني أنا عايز أوضّح حاجة مهمة جداً إن المظاهرات السلمية والمليونيات لا أحد ينكر هذا بأي شكل من الأشكال، وده طبقا للقانون والدستور لكن كل القوى، وأعتقد الأستاذ فريد هيبقى متفق معايا في هذا، إحنا نتكلم على سلمية لكن أي خروج عن السلمية أي خروج عن النص بالتعرض على منشآت الدولة أو التعرض للأمن السلمي، التعرض للأمن الخاص، التعرض للممتلكات الخاصة أو العامة، أعتقد يجب أن يواجه بكل حزم وبكل شدة لأن في الآخر إحنا راكبين في سفينة واحدة لا يجوز بأي حال من الأحوال.

نوران سلام: لكن هو يتحدث عن معتدي ومعتدى عليه؟

محمد زيدان: أنا أعتقد لما ييجي الأستاذ فريد لما نراجع الأمور برمتها يعني حتى التعدي اللي تم في الفترة السابقة إحنا شفنا إن في ناس بتذهب إلى الأماكن المخصصة سواء مديريات الأمن أو يعني كيف يتم التعدي على وزارة التجارة والتموين وإحنا ننادي بعيش وحرية وبعدالة اجتماعية؟ كيف يتأتى إنه إحنا نروح نهاجم مقرات وزارة الداخلية؟ طيب إيه تواجدنا طيب يعني أنا عايز حد يقول إنه إحنا هل تواجدت الشرطة في محيط ميدان التحرير الفترة اللي فاتت، هل تعدوا على المتظاهرين اللي هم موجودين في الميدان؟ لا يجب بأي حال من الأحوال عشان كده لازم نفرق بين التظاهر السلمي اللي هو حق مكفول للجميع والمليونيات الحاشدة ويكون لهم سقف مطالب كل ده شيء طيب وشيء جميل، لكن التعدي من شخص واحد أو اندساس بعض الأفراد لأن نحن نبرئ ذمة التيارات السياسية والأحزاب السياسية والقوى المختلفة من القيام بأعمال عنف ممنهج بشكل يثير الفوضى في البلاد لكن أكيد يتم اندساس أفراد من الداخل حتى يعيبوا هذه المنظومة كاملة.

نوران سلام: على ذكر المظاهرات، وأستاذ محمد ذكر المظاهرات وسنناقش الاختبار الأول الذي ستواجهه وثيقة الأزهر على الأرض، سيكون غداً في المظاهرات التي تطلق عليها جبهة الإنقاذ جمعة الخلاص ولكن بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

جمعة الخلاص ومطالب جبهة الإنقاذ

نوران سلام: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها وثيقة الأزهر التي صدرت اليوم وفرص نجاحها مع ضيفينا هنا في الأستوديو، أستاذ فريد جمعة اليوم تنظمها جبهة الإنقاذ للاعتراض على ممارسات الرئيس لا تطالبون بإسقاط الرئيس كما فهمنا، ولكن لماذا اسمها جمعة الخلاص إذن؟

فريد زهران: هو الخلاص ده له أبعاد مختلفة ممكن الخلاص من السياسات، الخلاص من المواقف، الخلاص من الوزارة، مش ضروري الخلاص من الرئيس إحنا عايزين نخلص من أشياء كثيرة ده أولاً، ثانيا عايز أشير برضه أنتِ لمّحتي لنقطة مهمة وذكية، لدى الإخوان حساسية مفرطة لمّا يسمعوا فكرة أن هناك قوى ضد الرئيس أو ضد شرعية وجوده، أنا مش فاهم ليه الحساسية دي، هو الرئيس..

نوران سلام: لأنه منتخب.

فريد زهران: خليني أقول لكِ بصراحة، هي لو كانت دامت لغيره ما كانتش جات له فهي مش دايمة، هو هيمشي سواء بانتخابات أو بثورة واخدة بالكِ، في أي دولة ديمقراطية في العالم لو الاحتجاجات زادت عند مستوى معين ممكن تخلع الرئيس مش مشكلة، يعني عايز أقول إن إرادة خلع الرئيس أو مطالبته بالرحيل دي مش ممكن تبقى إرادة مجموعة من السياسيين، هي إرادة.

نوران سلام: ما معنى هذه العبارة ما معنى عبارة إنه سيرحل إما بانتخابات أو بثورة، يعني هناك احتمال؟

فريد زهران: يعني ستدوم له؟

نوران سلام: أنا أسأل باعتبارك ممثل جبهة الإنقاذ هل أنتم تحاولون أو تفكرون باحتمالية استنساخ ثورة يناير للخلاص من الرئيس المنتخب؟

فريد زهران: على فكرة أنا أقل شأنا بكثير من أن أفكر على هذا النحو أنا كفريد وأنا كحزب وأنا كجبهة.

نوران سلام: أنا أحدثك كقيادي في جبهة الإنقاذ الآن.

فريد زهران: الإرادة اللي ممكن تعمل ثورة هي إرادة الجماهير العريضة، يعني لو نزل بكره في مليونية الغد دي، يعني إحنا كجبهة إنقاذ ما طلّعناش بيان بطالب الرئيس بالرحيل أو ما قلناش إنه غير شرعي حتى تاريخه، يعني لو نزل بكرا 10 مليون وقالوا ده الموضوع خلص.

محمد زيدان: طب لو نزل 20 مليون أستاذ فريد؟

فريد زهران: أصبر علي. 

محمد زيدان: طب لو نزلنا إحنا حشد 20 مليون قدام الـ 10  مليون دا يدّينا الحق إنه إحنا نثبته؟

فريد زهران: اللي أسقط حسني مبارك هو إرادة الجماهير بهذا المعنى، واضحة الفكرة؟ فأنا عايز أقولك إنه المشكلة مش بالحتة دي، هي المشكلة اللي عايزين نناقشها بوضوح إنه البلد دي يعني مرهون درجة استقرارها، أولا أنا راغب بالاستقرار أكثر من أي عضو مؤسس وقيادي في حزب الكنبة، بس خليكِ معايا الفرق.

نوران سلام: أريد أن أسأل عن الغد؟ هذا هو السؤال هذا هو.

محمد زيدان: أنا بس عايز أضيف لحضرتك هنا حاجة مهمة جداً إنه إحنا في ظل الثورة المباركة إحنا عايزين نقول إن إحنا من 25 يناير 2010 قام الشعب المصري كله، حتى اللي كانوا متواجدين في غير الميدان لكن عندنا قناعات تولدت بالظلم وبالكبت اللي إحنا عايشين فيه على مدار 30 سنة، فهبّ الشعب المصري كله لإسقاط النظام فسقط في 18 يوم، كانت قناعة شعبية متولدة لدى الجميع وأعتقد قراءتنا للمشهد السياسي كانت في لحظة واحدة سواء مسلمين أو مسيحيين أو تيارات سياسية مختلفة، وبدأنا نتكلم في آلية الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة ونبتدي نبني مؤسسات الدولة بشكل ديمقراطي من خلال صناديق الانتخاب من خلال مسار ديمقراطي طبيعي ارتضينا فيه جميعا طبقاً للأعراف الديمقراطية، لا يجوز في أي حال من الأحوال أن أرجع ثاني للحشد والحشد المضاد لأنه في كلام الأستاذ فريد لما بقول افرض نزلوا جبهة الإنقاذ أو القوى المعارضة عموما برمتها بصفة عامة نزلت بـ 5 مليون الشعب عايز أقول لحضرتك وأنا أؤكد على الكلمة دي لا الشعب اللي بمثل الإخوان بالحرية والعدالة، ولا الشعب اللي بمثل جبهة الإنقاذ وقوى المعارضة الأخرى، الشعب المصري اللي بدي بإرادة حرة كريمة من خلال صناديق الانتخابات من خلال المسار الطبيعي اللي هو الديمقراطية لأنه لو مشيت أنا على نفس المسار بتاع أستاذ فريد وقلنا إنه في 5 مليون أو 10 مليون نزلوا وأنا أشك في القدر إنه ينزل 10 مليون أو 5 مليون على الطرف الآخر لو نزلنا 20 مليون يدّيني الحق إني أخلّي الدكتور مرسي لمدة 20 سنة قدّام بشكل نوع من أنواع الدستورية.

الأثر الفعلي لوثيقة الأزهر

نوران سلام: يعني لن نتجادل حول الأعداد لأننا سننظر ما يحدث غداً، ولكن وثيقة الأزهر الاعتراض عليها هو أنها قيمية أخلاقية ميثاق شرف أكثر منها خارطة طريق سياسي، يعني ما الذي انبثق عنها حقيقة؟

محمد زيدان: ينبثق عنها حقيقة هو أن هناك مجموعات سوف تشكّل من قبل التيار الإسلامي أو من قبل القوى المدنية الأخرى، هو كله قوى مدنية ومن خلال الشباب  هيبقى في نوع من الأطروحات، سيقترحون آليات معينة خاصة بالحوار عشان يبقى في ضمانة لحوار حقيقي نصل به لنتائج مترتبة، إحنا بنقول إحنا سنوصل طالما فيه قناعات متولدة لدى جموع النخبة السياسية.

نوران سلام: لكن أليس هناك حوار آخر برعاية الرئيس نفسه، الحوار الوطني؟

محمد زيدان: حتى لو كان الحوار إحنا في الآخر أهم حاجة عندنا أهداف الحوار إن إحنا نوصل لنقطة توافقية سواء تم من خلال الرئيس أو تم من خلال مظلة الأزهر الشريف أي كان، لكن في الآخر النتيجة المحققة دي إحنا اللي نصبوا لها كلنا وأعتقد تولدت قناعات لدى الجميع أننا يجب أن نصبوا أو يجب أن نلتجئ لهذه النتيجة وفي ومضات من النور بدأت تظهر النهاردة وأعتقد سنستكمل هذا المسير على أساس إن إحنا كلنا نضطلع بالمسؤولية دي الوقتِ قدام شعبنا إن إحنا نبتدي نرسم طريق جديد للحوار وتقبل الآخر.

نوران سلام: أستاذ فريد نفس الاتهام الموجّه يعني ليس اتهاما ولكنه تساؤل، يعني الأطراف التي شاركت اليوم في وضع وثيقة الأزهر ووافقت على ذلك لأنها مجرد وثيقة شرف أخلاقية قيمية لم تنعكس بشكل عملي على الأرض، في حين أن جبهة الإنقاذ لم تنخرط بالحوار مع الرئيس والحوار الوطني الذي دعا إليه مجلس الدفاع الوطني.

فريد زهران: لأ مجلس الدفاع الوطني مبادرته لم تفعّل حتى الآن، وجاري دراستها من قبل جبهة الإنقاذ ومن قبل الأطراف الأخرى.

نوران سلام: ألم تعقد الجلسة الأولى التي سميت بالإجرائية بحضور عبد المنعم أبو الفتوح وأيمن نور وحزب النور؟

فريد زهران: خليني أقولك إن إحنا في جبهة الإنقاذ قدمنا بعض الطلبات التي نرى أنها ستوفر الأجواء المناسبة للحوار الوطني القادر على الوصول إلى ضفاف، إحنا سنتحاور على إيه؟ ما هو برضه لازم الناس تبقى فاهمة إن القصة مش.

نوران سلام: طيب لماذا لم تسألوا اليوم سنتحاور على إيه مع الأزهر؟

فريد زهران: أنا سأقول لكِ، أنا من وجهة نظرنا اللي عامل هذه الأزمة 3 حاجات أساسية في أزمة سياسية لها علاقة بالدستور بقواعد اللعبة السياسية التي وضعها القانون الرئيسي للبلاد وهو الدستور، في أزمة في هذا الموضوع كان الرئيس قد وعد إنه مش هيعمل استفتاء على الدستور بموضوع التوافق وعمل استفتاء على الدستور مش موضوع التوافق، كان هناك وعود بأنه لازم يبقى في أغلبية كاسحة ما عدش فيه.. 

نوران سلام: يعني ستتحاورون مع أي أحد ما عدا الرئيس؟

فريد زهران: نقول بشكل واضح إنه كان هناك وعود من الرئيس حتى لو عملنا استفتاء وفي نقاط مش موضوع التوافق هنعملها لجنة وهنعمل عليها توافق، بعدين طلعت بعد كده أصوات محسوبة على الرئيس تقول هذا لا يُلزمنا، أنا عايز أقول رقم واحد لا بد من خطوة إجرائية عملية مباشرة يتوفر فيها ضمانات في موضوع تعديل الدستور خلاص ودا اللي إحنا قايلينه، رقم 2 في أزمة ثانية بالبلد لها طابع اجتماعي في أزمة لها طابع اجتماعي وسياسي تتعلق بالشعب ودي محتاجة إلى حكومة إنقاذ وطني تمكننا من إدارة البلاد بطريقة تحقق مصالح الناس اللي في الشارع، رقم 3 في أزمة مهمة اسمها صدام بين السلطات، هناك صدام بين السلطة التنفيذية الممثلة بالرئاسة وبين السلطة القضائية بخصوص النائب العام وغيره، لا بد من فك الأزمات دي.

نوران سلام: يعني لديكم الكثير من الشكاوى إلى الآن ويعني كيف ننظر إلى وثيقة الأزهر يعني إذن وكأنها مجرد شيء شكلي؟

فريد زهران: قلت بالأول دي تمهد الطريق للحوار، الحوار الثلاث مشكلات الكبار دول لما يتحلوا هيفكوا الأزمة الموجودة في مصر.

محمد زيدان: يعني خليني أنا متفهم وجهة نظر الأستاذ فريد وهو عايز يفك الاشتباك بين ثلاث نقاط أساسية هم أكّدوا عليها أكثر من مرة، موضوع الدستور وموضوع حكومة الإنقاذ وموضوع الصدام الموجود بين السلطات الثلاثة سواء السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، سنتكلم في موضوع الدستور وإحنا برضه بنكرر ثانية إن الدستور ده يعتبر دستور توافقي وإحنا بنؤكد برضه إنه هو طبقا لوجهة نظرهم، حتى لو في بعض المواد الخلافية الموجودة في الدستور ونقر بكده طبقاً لوجهة نظرهم على حساب ما وعد به الرئيس، إحنا تم الاتفاق على إعادة صياغة هذه المواد برضه بالصيغ اللي هم يتطرقوا لها، لكن في الآخر إنه إحنا يجب أن نترك الموضوع لمجلس الشعب طبقا لمادة 217 و 218 من الدستور عشان يقر لها نواب البرلمان المنتخبين بإرادة حرة، أنا بطرح الموضوع للإرادة شعبية بالنهاية وليس النخب أو حتى تيار سياسي.

نوران سلام: يعني لا جديد في موقفكم.

محمد زيدان: لا جديد بالموضوع، ثاني حاجة نتكلم عن موضوع حكومة إنقاذ وطني، أعتقد إنه إحنا في استحقاق ديمقراطي خاص بانتخابات برلمانية قادمة بعد شهرين سيتم فيها وجود رئيس وزراء وحكومة مشكلة بالكامل بعد نزع صلاحيات كثيرة جداً من رئيس الجمهورية طبقا لدستور 1971 اللي كان يتميز بحوالي 60 صلاحية تمخضت لحوالي 6 صلاحيات طبقاً للدستور الجديد، ودا أعتقد سيفك الاشتباك في مسألة إن ما ينفعش أنا أعيّن وزارة سبت واثنين وأربعاء، تبقى الأمور مش في محل إحنا نقعد في شكل أو بآخر إن إحنا نهد ونبني ونهد ونبني وإحنا داخلين على انتخابات بعد شهرين، نيجي بعد كده السلطات، كان في الحتة اللي ما قالهاش أستاذ فريد مسألة إسقاط الإعلان الدستوري برمته والآثار المترتبة عليه، أعتقد حضرتك كنت تقصد هذه الكلمة والآثار المترتبة عليه اللي هو موضوع النائب العام أنا دائما وأنا واثق إن دي قناعات متولدة لدى الأستاذ فريد لأنه أستاذي في هذا الموضوع ويجد أن النائب العام الموجود الحالي، وهو يتكلم على آلية اختيار النائب العام، لكن إحنا بالوقت قدام دستور استفتي عليه الشعب بغض النظر عن التوافق من عدمه في بعض الجزئيات اللي هي خاصة بمواد الدستور لكن إحنا قدام دستور، يجب إنه إحنا نحترم الآلية الديمقراطية، يجب أن ننصاع للإرادة الشعبية، يجب أن نتجرد جميعا من مصالحنا الشخصية ومصالحنا الخاصة ومصالحنا الحزبية ونعلي المصلحة العامة.

نوران سلام: هل هناك حسن نوايا عند الأطراف المختلفة في رأيك، كل الأطراف؟

محمد زيدان: أنا أثمّن دور القوى الوطنية المختلفة بما فيها جبهة الإنقاذ والتيارات السياسية المختلفة لتواجدهم على مائدة الحوار، أعتقد دي ومضة جميلة جدا في الطريق إلى النور إن شاء لله.

نوران سلام: نفس السؤال هناك حسن نوايا في رأيك لدى كل الأطراف؟

فريد زهران: لا هقولّك ليه، بصي الرجل دا رجل مؤمن زي بالضبط خلاص أنا ما عنديش شك بكده، فهو عارف لا يلدغ المؤمن من جحر سبع مرات وليست مرتين، فأنا يعني أنا بالأمس القريب الرئيس قال مش هأطلّع الدستور الاستفتائي إلا لو موضوع توافق وطلع الاستفتاء، بالأمس القريب الرئيس قال قبلها إنه هو هيعيد النظر في تشكيل المادة 26 عشان يبدأ دستور توافقي لم يعد النظر، أنا مستعد أعد 40 حاجة إذن أنا بصراحة لا أرى أن هناك حسن نوايا، أنا احتمال إني أصدق أستاذ زيدان لكن أنا بصراحة من غير زعل مش مصدق الإخوان.

نوران سلام: يعني مشاركتكم اليوم في الحوار في الأزهر قالوا أنكم بالتأكيد التقيتم إشارات إيجابية.

فريد زهران: كل مرة أنا أعوّل إيجاباً بس أنا المرة دي الفرق بقا بين إعلان النوايا المبدئي اللي تم النهاردة في الأزهر ده وما بين ندخل في حوار حقيقي هو إنه الجو من انعدام الثقة اللي أدى إليه وعود لم يتم الوفاء بها، نراجعه بقى يا إما نعتذر عنه يا إما.

نوران سلام: في أقل من دقيقة.

محمد زيدان: في أقل من دقيقة هو عنده 40 تسبق يعني تخوف من انعدام الثقة أنا عندي 41 إجابة على الأربعين دول بس مش هنخش بالقصص لأني أنا واثق تماماً إننا محتاجين الفترة دي إن إحنا نبني جسور ثقة، يعني واضح إنه في جسور ثقة متهالكة نبنيها بالحوار الوطني الهادف بدون إقصاء وبدون تخوين لأي أحد، بدون النظرة إلى الماضي، نستفيد كلنا من الأخطاء السياسية التي طالت كل الأحزاب السياسية وكل القوى الوطنية ونبتدي ننطلق إن شاء الله للأمام وأنا واثق تماماً إنه نحن سنلبي تطلعات الشعب المصري فينا وإن شاء الله نكون مضطلعين بالمسؤولية الملقاة إلينا في هذه الفترة.

فريد زهران: جملة واحدة لسنا بحاجة إلى وعود بقدر ما نحن بحاجة إلى أفعال.

نوران سلام: شكراً لكما الأستاذ محمد زيدان المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، والأستاذ فريد زهران نائب رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي والقيادي في جبهة الإنقاذ، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غداً نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد إلى اللقاء.