ما وراء الخبر

المصالحة الفلسطينية في ضوء اجتماعات القاهرة

تتناول الحلقة تظاهر فلسطينيين في وسط مدينة رام الله للتعبير عن خيبة أملهم من عدم تمكن الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي اجتمع في القاهرة من التوصل إلى اتفاق شامل لينهي حالة الانقسام.

– الخلافات الجوهرية بين حماس وفتح
– تأثير العامل الإقليمي والدولي في موضوع المصالحة

– النوايا الحقيقية للمصالحة

 

‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪يحيى موسى‬ يحيى موسى
‪يحيى موسى‬ يحيى موسى
‪هاني المصري‬ هاني المصري
‪هاني المصري‬ هاني المصري
‪عبد الله عبد الله‬ عبد الله عبد الله
‪عبد الله عبد الله‬ عبد الله عبد الله

عبد الصمد ناصر: تظاهر فلسطينيون في وسط مدينة رام الله للتعبير عن خيبة أملهم من عدم التمكن الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي اجتمع في القاهرة أخيرا من التوصل إلى اتفاق شامل لينهي حالة الانقسام.

أهلا بكم نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: أسباب تأخر المصالحة الفلسطينية، فلسطينية بحتة أم خاضعة لمعادلة الحسابات الدولية؟

السلام عليكم ورحمة الله؛ نفت السلطة الفلسطينية وجود أي علاقة بين تأخر حسم الملفات العالقة في المصالحة بين حركتي فتح وحماس وبين الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري إلى المنطقة في 20 من آذار مارس القادم وقد جاء النفي الفلسطيني بعد حديث داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عن قمة أميركية أردنية إسرائيلية فلسطينية متوقعة في عمّان وأضاف أيالون أن الترتيبات للقمة جارية على قدم وساق.

[تقرير مسجل]

طارق تملالي: منذ سيطرة حماس على غزة في صيف 2007 اتفاق يعقب اتفاقا بينها وبين فتح، مكة 2007 صنعاء 2008 القاهرة 2010 الدوحة 2011، على أساس من اتفاق الدوحة تجري جولة محادثات القاهرة بين الفصائل فلسطينية وليس بين فتح وحماس فقط وذلك تحت إشراف الإطار القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، اتفقوا على إعلان الحكومة الجديدة وموعد الانتخابات بعد ستة أسابيع أي بعد الانتهاء من تحديث القوائم الانتخابية في الضفة وغزة حيث سمحت حماس للجنة الانتخابات بالعمل في القطاع، كما توافقوا على تشكيل حكومة كفاءات برئاسة عباس وعلى مسودة قانون انتخابات لكن اختلفوا على قانون  انتخابات المجلس الوطني وعدد الدوائر الانتخابية في الخارج وعلى عمر الحكومة الانتقالية يريدها عباس أن تعمر 3 شهور لا أكثر وترغب حماس في مدة أطول، ويأبى السجال مغادرة أجواء المحادثات، السلطة تنقي قطعيا أنها تعرقل التوصل إلى اتفاق مصالحة منتظرة ما ستسفر عنه زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس المقبل ولقائه بالمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقول كبير المفوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن المصالحة هي الأولوية في تحرك السلطة بالرغم من أن أميركا قد لا تريد المصالحة. في الشارع وفي الصحف الفلسطينية وفي قلوب ناشطين سياسيين ترتفع أصوات تطرح أولويات ليس فيها حكومات ولا انتخابات أنها تطالب بنسخة فلسطينية من الربيع العربي لإنهاء الاحتلال فهو تفكير ترصده إسرائيل بكل قلق.

[نهاية التقرير]

الخلافات الجوهرية بين حماس وفتح

عبد الصمد ناصر: ولمناقشة هذه القضية ينضم إلينا من رام الله الدكتور عبد الله عبد الله رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، ومن غزة الدكتور يحيى موسى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس ومن القاهرة هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ومدير مركز مسارات لأبحاث السياسات، يحيى موسى هذه الخلافات التي أعلن عنها من خلال التصريحات هل هي فعلا جوهرية لدرجة أنها تعطل إتمام المصالحة الفلسطينية؟

يحيى موسى: بسم الله الرحمن الرحيم نحن نعتبر أنه لا شيء يعطل المصالحة الفلسطينية ونحن مصممون على المضي بالمصالحة إلى نهاياتها ولكن المصالحة هدفها أن تكون رافعة وطنية لشعبنا في مواجهة الاحتلال أي أن تكون جزء من سياق استنهاض حالة التحرر الوطني الفلسطيني ولذلك عندما نتحدث عن المصالحة ففي الجوهر هي منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها هي الإطار الجامع لنضالات الشعب الفلسطيني والتي ستنظم البرنامج السياسي وستنظم البرنامج النضالي في مواجهة الاحتلال والسلطة الفلسطينية هي إفراز لمنظمة التحرير الفلسطينية لذلك الجوهر ينبغي أن يكون أن نتمركز حول كيف نستنهض المشروع التحرري مشروع التحرير والعودة وكيف نستنهض منظمة التحرير الفلسطينية وكيف تكون السلطة الفلسطينية حاضنة ورافعة لنضال الوطن الفلسطيني، لذلك لو فكرنا بهذه الطريقة الإستراتيجية يمكن أن نصل بشكل واضح تماما لما يمكن أن يرفع من قيمة نضالات شعبنا ويصوب البوصلة في اتجاه التحرر ولذلك أنا اعتبر انه هناك إصرار عند الأطراف جميعا وعند حركة حماس على أن تبلغ المصالحة مداها لأنها تمثل ممرا إجباريا لاستنهاض النضال الوطني الفلسطيني.

عبد الصمد ناصر: إذا كان الأمر كذلك أريد هذا التفسير أو التوضيح من يحيى موسى ما الذي يفسر أن يتم إرجاء هذه الملفات الحساسة في كل مرة مثل ملف توحيد الأجهزة الأمنية والوقوف عند قضايا الانتخابات أو تشكيل الحكومة وتفاصيل قانون الانتخابات وغير لذلك.

يحيى موسى: إذا كان  السؤال لي..

عبد الصمد ناصر: للأخ يحيى موسى نعم، نعم.

يحيى موسى: مطلوب أن يوجه هذا السؤال للأخ أبو مازن لماذا دائما يعطل تشكيل الحكومة ويريد أن يربط هذا التشكيل بموعد محدد للانتخابات بينما جميع الملفات لم يتم إنضاجها ولم يتم الاتفاق عليها، لذلك نحن نقول بشكل واضح أن أبو مازن عليه أن يبدأ بتشكيل الحكومة مهمة الحكومة أن تهيأ الأجواء للانتخابات لكن لا يصح الآن أن نحدد مواعيد مسبقة وأن نربط تشكيل حكومة بانتخابات بعد ثلاثة أشهر بينما البيئة السياسية التي توفر الحريات وتطلق العمل السياسي وتوفر المناخات للعملية الانتخابية غير متوفرة.

عبد الصمد ناصر: عبد الله له المجال الآن ليجيب عن هذا التساؤل يعني عبد الله عبد الله المسألة أعمق من لن تلخص فقط في خلافات حول ملفات معينة أو بإجراءات معينة وإنما هناك خلافات عميقة جدا هي التي تقف عائقا وراء إتمام المصالحة كما يبدو من هذا الكلام يحيى موسى.

عبد الله عبد الله: دعني أؤكد لك أن إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية أولوية قصوى في السياسة للقيادة الفلسطينية لأنه بدون هذه الحالة التي يكون فيها شعبنا موحدا ووطننا موحدا خطابنا السياسي موحدا قيادتنا موحدة من الصعب أن يتوجه للعالم الخارجي ويطلب دعمه وتأييده لمشروعنا الوطني، لذلك وجدنا انه خلال السنة الماضية خلال العام 2012 ابتداء من اتفاق الدوحة في شباط من العام الماضي قبل عام تماما وبعده ما جرى في القاهرة في أيار من ذلك العام بأنه لا بد أن نتوجه بسرعة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والسير قدما لمواجهة التحديات الإسرائيلية، ماذا حدث بعد ذلك؟ جرت عدة لقاءات تشكلت لجان، وهذه اللجان بدأت عملها بعضها أنجز عمله والبعض الآخر لم ينجز، كان الاجتماع الذي حصل يوم الجمعة والسبت قبل يومين هذا الاجتماع كان المفروض أن ينهي كافة المسائل الإجرائية المتعلقة بالانتخابات لأنه الانتخابات هي العودة إلى الشعب بعد هذه الفترة الطويلة للاحتكام إليه وفسح المجال أمام الجميع ليكون شريكا في العملية النضالية الفلسطينية في اتخاذ القرار الفلسطيني وفي تحمل المسألة الفلسطينية..

عبد الصمد ناصر: ولكن ما الذي عطل هذه النقطة؟ هل الهدف..

عبد الله عبد الله: التوافق التام على هذه النقطة التي وجدنا في اللقاء التي تمت في اليومين الماضيين انه هنالك خلاف عن مدى ارتباط مجلس تشريعي بمجلس وطني، نحن بعد أن اعترف العالم بنا كدولة لا يجوز أن يكون عندنا مجلسين تشريعيين احدهما للدولة والآخر لغيرها كان كما السابق اقترح وتوافقت على ذلك كل فصائل العمل الوطني باستثناء الإخوة في حماس انه ما ينتخب بالضفة الغربية هم أعضاء أصيلين في المجلس الوطني الفلسطيني كما هي الإجراء السابق، الإخوان في حماس بدهم لأ انتخاب للتشريعي في الداخل وانتخاب للوطني على المستوى الوطني، هذا الكلام أظن يعني لا قانونيا ولا سياسيا صحيح، الموضوع الثاني لجنة الانتخابات المركزية..

عبد الصمد ناصر: هاني المصري، وضحت الفكرة أستاذ عبد الله، هذه إجراءات ولكنها تخفي ورائها ما تخفي وهنا اسأل هاني المصري هل معقول أن هذه الخلافات التي تعرقل، هاني المصري هل هذه الخلافات فعلا هي التي تعرقل مسار المصالحة؟

هاني المصري: أنا واحد من الناس حذرت منذ فترة طويلة بأن المصالحة أصبحت عملية بدون مصالحة مثل عملية السلام عملية بدون مصالحة وذلك لأن الحوارات التي شهدتها القاهرة والاتفاقات التي عقدت وكيفية التعامل مع هذه الحوارات وهذه الاتفاقيات جعلنا أمام وضع نؤجل فيه العديد من القضايا الجوهرية التي بدونها لا يمكن إنهاء الانقسام ولا استعادة الوحدة، وابرز هذه القضايا هو موضوع البرنامج السياسي، كيفية مواجهة التحديات والمخاطر التي يمثلها الاحتلال، كيفية إعادة بناء منظمة تحرير بوصفها الإطار الجامع والكيان الممثل للشعب الفلسطيني أينما وجد، إعادة تعريف المشروع الوطني وخاصة بعد أن وصل ووصلت القضية الفلسطينية إلى مأزق شامل في ظل تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان وتقطيع الأوصال، بدلا من الاهتمام بهذه القضايا تم التركيز على مسائل اقل أهمية بكثير مثل تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات وتم التعامل وكأن المسألة..

عبد الصمد ناصر: أستاذ هاني هل كانت محاولة لربما لاعتبارات داخلية أكثر منها خارجية للهروب من حقيقة أن هناك مشروعين متناقضين وهناك رؤى متصادمة لا يمكن أن تلتقي بمشروع سياسي واحد.

هاني المصري: بصراحة هناك أسباب داخلية وأسباب خارجية للانقسام ولا يمكن أن نلغي جزء منها وأن نركز فقط على الجزء الآخر وبالتالي علينا أن نعالج جذور الانقسام وأسبابه الداخلية والخارجية، ولكنني لا اتفق أن هناك مشروعين متناقضين هذا الأمر كان موجودا بالسابق بالسنوات الأخيرة حدث هناك تقارب كبير في البرامج السياسة ولكن لم يتم وضع البرنامج السياسي على رأس أجندة الحوار الوطني، وهذا هو الغائب الأكبر وهذا بدونه تكون المصالحة مجرد محاصصة، مجرد توزيع مكاسب ومناصب وخاصة أن الحوار تركز على السلطة، وأهمل المنظمة وأهمل المشروع الوطني وأهمل قضايا مهمة مثلا مثل قضية الأمن حيث يتم تأجيل موضوع الأجهزة الأمنية إلى فترة لاحقة، وإذا اجلنا هذه المواضيع الأساسية كيف ستعمل الحكومة حتى إذا شكلت؟ كيف سنذهب إلى انتخابات في ظل انقسام متعمق أفقيا وعاموديا بدون أجهزة أمنية واحدة وبدون برنامج سياسي واحد وبدون رؤيا مشتركة وكل قضية نختلف عليها يتم تأجيلها، لذلك النتيجة التي حدثت باليومين الأخيرين كانت متوقعة فطرف يركز على تشكيل الحكومة ويريد أن يستبعد الانتخابات وهذا أمر غير معقول وطرف يريد الانتخابات وكأننا في بلد حر ومستقل ويريد كل المسائل الأخرى أن تؤجل إلى ما بعد وكأن الانتخابات لا يجب النظر إليها ضمن شروطها الفلسطينية بوصفنا تحت الاحتلال وأن إسرائيل عامل مؤثر بحيث الانتخابات لوحدها لا يمكن أن تكون حلا وإنما الانتخابات يجب أن تكون في إطار الاتفاق على مرجعية واحدة تحدد أهداف النضال وأشكاله وكيفية العمل في مواجهة المخاطر وفي هذا السياق يمكن أن ندعو إلى انتخابات فتصير انتخابات في إطار الوحدة وليس انتخابات لحسم الصراع وتأجيج الصراع وجعله يتكرس أكثر وأكثر مثلما حصل في الانتخابات السابقة التي شهدناها عام 2006، الأمور بحاجة إلى تعامل مع القضية بمستوى هموم الشعب الفلسطيني بمستوى القضية الفلسطينية وليس ادعاء الكل أن المصالحة أولوية وتمضي الأيام وتمضي الحوارات وتذهب الاتفاقات ولا نرى مصالحة وإنما نرى اجتماعات واجتماعات واجتماعات..

عبد الصمد ناصر: في الغالب الحديث عن المصالحة يعني غالبا ما يوجه إلى الداخل وهنالك من يرى بأن السياسيين يعلمون جدا أن العامل الدولي والإقليمي له بعد وتأثير أيضا في معادلة المصالحة الفلسطينية هذا المعطى وهذا الجانب سنناقشه في الجزء الثاني من حلقتنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بعد هذا الفاصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

تأثير العامل الإقليمي والدولي في موضوع المصالحة

عبد الصمد ناصر: أهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد في هذه الحلقة من ما وراء الخبر نناقش فيه الواقع الفلسطيني الداخلي في ظل نتائج اجتماع القيادة الفلسطينية الأخير في القاهرة ووقوفه عند عقبات كثيرة وتأجيل ما كان هو أصلا مؤجلاً معنا ضيوفنا من غزة يحيى موسى ومن رام الله عبد الله عبد الله ومن القاهرة هاني المصري، يحيى موسى البعض يتحدث عن عامل إقليمي ودولي فاعل ومؤثر في موضوع المصالحة لم يتخلص من تأثيره الفلسطينيون هنا نسأل أنه فعلا هناك هذا العامل له هذا الدور وهذه الأهمية ويشكل عقبة فعلاً في إتمام المصالحة.

يحيى موسى: اسمح لي بداية أن أعبر عن اتفاقي تماما 100% مع ما تفضل به الأخ هاني المصري، وأما فيما يتعلق بسؤالك نعم إن العامل الخارجي عامل رئيس لأننا نتأثر بكل ما يجري الآن يعني على سبيل المثال قبل أيام دخلت القوات الصهيونية إلى قلب رام الله ونابلس واعتقلت قيادات من حركة حماس وأعضاء المجلس التشريعي والأجهزة الأمنية ليس لها دور في هذا الموضوع، نظرية مهمة جدا فالذي يؤثر في معادلة الانتخابات عند شعبنا الفلسطيني في إطار السلطة هو الاحتلال الذي يستطيع أن يمنع ويستطيع أن يسمح ويستطيع أن يعتقل يستطيع أن يغير المعادلة لذلك هذا يطرح سؤال مهم جداً على جميع الأطراف أن الانتخابات قد لا تكون هي المدخل إذا كانت لوحدها ما لم تكن في إطار أشمل في إطار إعادة بناء..

عبد الصمد ناصر: أستاذ يحيى الموسى خليني أكون معك واضح أكثر وأكون مباشر، هل هناك فعلاً كما ادعى البعض هناك إبطاء من جانب السلطة الفلسطينية في مسار المصالحة حتى زيارة أو قمة أوباما المرتقبة بينه وبين نيتياهو وعباس والملك عبد الله ربما؟

يحيى موسى: أنا كنت سآتي إلى هذه النقطة لأن في كل مرة كانت تتعطل المصالحة بأسباب تعليق هذه المصالحة على مشاريع سياسية أو خطوات سياسية تنوي السلطة في رام الله أن تقوم بها فتعطلت هذه المصالحة أكثر من عام من أجل الذهاب إلى الأمم المتحدة ونيل العضوية الكاملة بداية ثم بعد ذلك العضوية المراقبة، تعطلت هذه المصالحة من أجل لقاءات سياسية لإطلاق التفاوض ولاكتشاف إمكانية أن يكون هناك عملية سياسية جديدة وتفاوضية، تتعطل هذه المصالحة بسبب التزامات السلطة الأمنية والتي حتى الآن هي التزامات لا تسير مع الوضع السياسي أو الوضع تفاوضي…

عبد الصمد ناصر: أستاذ عبد الله ربما له رد عبد الله هل يمكنً للسلطة فعلاً أن تغامر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية إذا كانت المصالحة هذه مع حماس لا ترضي الأميركيين وأميركا موقفها يعني الرافض لهذه المصالحة مع حماس واضح؟

عبد الله عبد الله: اسمح لي أنا أؤكد لك إنه إسرائيل كانت لها دور مباشر في صنع  الانقسام في عام 2007 عندما سحبت قواتها من طرف واحد في سبتمبر 2005 وإسرائيل عندما هددت إنه علينا أن نختار بين المفاوضات أو المصالحة مع حماس، المصالحة مع حماس شأن داخلي فلسطيني الإدارة الأميركية لا تخفي عدم ارتياحها، الإدارة الأميركية قطعت المساعدات عن السلطة الفلسطينية لأنها تريد إنهاء الانقسام وتتصالح مع طرف فلسطيني هو حماس، المصلحة الوطنية ونحن يكفينا فخراً إنه عندنا رئيس يستطيع أن يقول لا للأميركان أو للإسرائيليين عندما يتعلق الأمر  بالشأن الوطني الفلسطيني والمصلحة الوطنية الفلسطينية لا نغفل ذلك لكن الذي تم الاختلاف عليه ليس هذه القضايا تم الاختلاف على قضايا شكلية لا نعتقد أنها جوهرية لا في عملية إنهاء الانقسام ولا في عملية البرنامج السياسي الفلسطيني، البرنامج السياسي توافقنا عليه منذ أيار 2006 وثيقة الوفاق الوطني..

النوايا الحقيقية للمصالحة

عبد الصمد ناصر: نعم، وهذا هو لب المشكلة أستاذ عبد الله يعني هذه القضايا كما تراها أنت الشكلية والتي عطلت المصالحة هو الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول النوايا الحقيقية إن كان هناك فعلاً نوايا حقيقة للمصالحة رغم أن هناك من يوعد السلطة أو جهات ما أن تعول هذه المصالحة.

عبد الله عبد الله: لا السلطة، القيادة الفلسطينية التي ترعى المشروع الوطني الفلسطيني منذ أربعة عقود ونيف لا تستمع إلى الآخر ما دام قول الآخر يضر في مشروعنا الوطني، لكن إحنا نقدر ظروف بعض الأطراف ربما لم يستطيعوا أن يتوافقوا فيما بينهم على سواء بالنسبة للانتخابات سواء بالنسبة لإنهاء حالة الانقسام سواء بالإجراءات الداخلية الفلسطينية بحاجة إلى يحتاج ربما بعض الوقت لإنجاز ترتيباتهم الداخلية وربما هذه تساعدنا الخطوة التي لم نستطع أن نستكملها في القاهرة في اليومين الماضيين أنا واثق خلال فترة وجيزة الإخوان عندما يرتبوا أوضاعهم الداخلية سيكونون متوافقين مع بقية الأطراف الفلسطينية يجب أن لا ننسى إنه ما حصل بالقاهرة ليس بين طرفيين فرديين يعني فتح وحماس بين فصائل العمل الوطني الـ 12 فصيل مع في المقابل والإخوة في حماس في مقابل آخر فعلينا إحنا أن لا نعمق الأمور أكثر لا نزيد من إحباط شعبنا أكثر صحيح إنه توقعاتنا ربما كانت أعلى مما هو قائم أجت النتائج أقل من هذه التوقعات لكن الباب قدامنا ما زال وعلينا أن جميعاً نسهم في مساعدة الطرف الذي يحتاج بعض الوقت للترتيب ترتيب أوضاعه يكون قادراً على الالتحاق بالمشروع الوطني.

عبد الصمد ناصر: هاني المصري العامل الخارجي ليس بذلك العامل المؤثر كما رأى ضيفنا من غزة يحيى موسى وإنما هو عامل له حضور ولكن لا يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً بدرجة أنه يعرقل المصالحة كما رأى أستاذ عبد الله عبد الله، ما رأيك؟

هاني المصري: أنا رأيي أن العامل الخارجي مهم جداً ويؤثر بشدة يعني على استمرار الانقسام كما أثر على وقوع الانقسام وسيؤثر على استمراره، ولكن لو كان هناك البيت الفلسطيني صلب ومتوافق على برنامج مشترك وعلى شراكة حقيقية وعلى أسس ديمقراطية كان هذا سيبطل تأثير العامل الخارجي، والعامل الخارجي يستجيب له بشكل أو بآخر كل الأطراف وليس طرفا واحد إذا لم يكن الأمر كذلك لماذا تم الاتفاق على حكومة كفاءات مستقلة وليس على حكومة وحدة وطنية؟ لا أحد يختلف أن حكومة وحدة وطنية تشارك بها الفصائل والشخصيات المستقلة أقوى بكثير ونحن بحاجة لها لماذا تم الاتفاق على حكومة كفاءات؟ استجابة للضغوط الخارجية والتي تطالب أي حكومة بالموافقة على شروط اللجنة الرباعية، وكذلك الأمر بالنسبة للاتفاق على أن الرئيس أبو مازن الذي يرأس يعني منظمة التحرير والدولة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية الاتفاق على أن يرأس أيضاً الحكومة، لماذا هذا الأمر وهو  نفسه لا يرغب به؟ هذا يعود هناك لتأثير عوامل خارجية أيضا حركة حماس راهنت على المتغيرات العربية والربيع العربي وتصورت أن هذا يمكن أن يساعدها إذا أجلت المصالحة بحيث تستقوي بهذه المتغيرات وخاصة في ظل صعود الإسلام السياسي ولذلك نلاحظ أن حركة حماس لا تتحمس ولاحظنا ماذا فعلت بإعلان الدوحة حيث أن الخلافات داخل حماس أدت إلى تعطيل تطبيق هذا الاتفاق، أنا أقول أن الطريقة التي تتبع لإنجاز الوحدة لا يمكن أن تؤدي إلى وحدة حقيقية وأفضل ما يمكن أن تقود إليه هو إدارة للانقسام نحن نريد وحدة، وحدة في مواجهة الاحتلال، وحدة لتحقيق أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني، وحدة على أساس شراكة، وحدة على أساس ديمقراطي بدون هذه الأركان لا يمكن إلا أن نبقى ندور في حلقة مفرغة اجتماعات ومن ثم اجتماعات واتفاقات ومن ثم اجتماعات والشعب الفلسطيني سئم هذا ويقول للجميع كفى.

عبد الصمد ناصر: شكراً لك هاني المصري الكاتب المحلل السياسي الفلسطيني ومدير مركز مسارات لأبحاث والسياسات من القاهرة كما نشكر من غزة الدكتور يحيى موسى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس ونشكر جزيل الشكر ضيفنا من رام الله عبد الله عبد الله عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح وشكراً لكم مشاهدينا الكرام لمتابعتكم وإلى اللقاء بحول الله.