ما وراء الخبر

تداعيات إرسال قوات أفريقية لمالي

تناقش الحلقة مباحثات قادة دول غرب أفريقيا في أبيدجان سبل إرسال قوات إلى مالي لاستكمال قتال المسلحين المسيطرين على شمال البلاد وذلك بعد أكثر من أسبوع من بدء التدخل العسكري الفرنسي.

– القوات الأفريقية وقدرتها على إعادة الاستقرار في مالي
– غطاء جوي فرنسي للقوات الأفريقية

– الانعكاسات الإقليمية المتوقعة للتطورات في مالي

 

‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد محمود ولد أبو المعالي‬ محمد محمود ولد أبو المعالي
‪محمد محمود ولد أبو المعالي‬ محمد محمود ولد أبو المعالي
‪حسن مصدق‬ حسن مصدق
‪حسن مصدق‬ حسن مصدق
‪عطية عيسوي‬ عطية عيسوي
‪عطية عيسوي‬ عطية عيسوي

محمد كريشان: بحث قادة دول غرب إفريقيا في أبيدجان سبل إرسال قوات إلى مالي لاستكمال قتال المسلحين المسيطرين على شمال البلاد وذلك بعد أكثر من أسبوع من بدء التدخل العسكري الفرنسي.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: مدى قدرة القوات العسكرية الإفريقية على استعادة الاستقرار في مالي وتثبت أركان الدولة؟ وما هي الانعكاسات الإقليمية المتوقعة للتطورات في مالي قياسا على أزمة الرهائن في الجزائر.

أسعد الله أوقاتكم، بين الغارات الجوية والمجابهة البرية مع مسلحي القاعدة في مالي مسافة تدرك فرنسا مخاطرها جيدا، مسافة جعلت باريس تحث دول مجموعة غرب إفريقيا المعروفة بالإيكواس على الإسراع بنشر قوات افريقية تابعة لها قيل أن مهمتها الأساسية معاضدة المجهود القتالي الفرنسي ومساعدة الدولة المالية على بسط نفوذها مجددا على أراضيها مهمة لا تبدو هينة بالمرة.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: فصل جديد في مسار الأحداث الجارية في مالي، قادة مجموعة دول غرب إفريقيا المسماة اختصارا بالإيكواس يجتمعون في كوت ديفوار لوضع اللمسات الأخيرة لتسريع إرسال قوات من جيوشهم كي تساهم في محاربة التنظيمات الإسلامية المسلحة في مالي حدد قادة أركان الدول المشاركة عديدها بـ 3300 عنصر في انتظار أن يبلغ في مرحلة لاحقة 5500 جندي، وصفت القمة بالاستثنائية في ظل تطورات وضعت القوات الفرنسية وجها لوجه مع جماعات مسلحة محسوبة على  تنظيم القاعدة نجحت في تثبيت سلطتها شمال ووسط مالي مستفيدة في تقدمها شيئا فشيئا نحو العاصمة باماكو من ضعف الدولة خاصة في قدراتها العسكرية. تدرك فرنسا أن ضرباتها الجوية تضعف خصومها وتضيق عليهم مجال الحركة لكنها لا تحسم المعركة مع مقاتلين خبروا المنطقة وتمترسوا بمدنها وبلداتها المأهولة بالسكان المدنيين الأمر الذي جعلها وبالتوازي مع  السعي لكسب مزيد من التأييد الإقليمي والدولي لعملياتها تعزز قواتها في مالي ليرتفع عديدهم في مرحلة أولى إلى 1800 جندي وسط توقعات بأن يتجاوز في المستقبل إلى 2500، ولأن أهل منطقة الساحل أدرى بشعابها حرصت باريس على تسليم زمام المعركة في أسرع وقت للقوات الإفريقية التي كان يفترض بها أن تصل سبتمبر/ أيلول المقبل غير أن هجوم القاعديين على مجمع عين أميناس الغازي في الجزائر عجل فيما يبدو بالخطوة بعد أن أثبت الهجوم اتساع رقعة المواجهة وخطورة الأوراق التي يحتمل أن يلعبها القاعديون مستقبلا، وبقدر وضوح الأهداف المعلنة في مهمة قوات دول الإيكواس بقيت الأسئلة قائمة حول من سيدفع الفاتورة المالية الباهظة لتدخلها ومدى قدرتها على تجنيب مالي شبح الصوملة فضلا عن التأسيس فيه لمستقبل مختلف يعالج الأسباب العميقة التي جعلت منه بلدا مستباحا لتمدد القاعدة والتدخل الأجنبي لمجابهته.

[نهاية التقرير]

القوات الأفريقية وقدرتها على إعادة الاستقرار في مالي

محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من باريس الدكتور حسن مصدق الأستاذ بجامعة السوربون والمتخصص في العلاقات الدولية، من نواكشوط محمد محمود ولد أبو المعالي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ومن القاهرة عطية عيسوي الصحفي مدير تحرير صحيفة الأهرام للشؤون الإفريقية أهلا بضيوفنا جميعا، لو بدأنا بباريس والدكتور حسن مصدق دكتور ما مدى تعويل باريس على هذه القوات الإفريقية التي ستدخل الميدان قريبا؟

حسن مصدق: مساء الخير للأستاذ محمد، بالنسبة لباريس يعني دخولها على الخط  والقيام بعملية عسكرية بهذا الحجم أدت إليه عوامل عديدة من جملتها محاولة العديد من الحركات الدخول والاستيلاء على موبتي ونعرف أن موبتي بها قاعدة عسكرية وبجوارها ثاني مطار عسكري في سيفاري وكان يعني سقوط هاتين المدينتين في أيدي الحركات المسلحة هو يعني بعثرة الأوراق الفرنسية في منطقة حيوية كمالي واستحالة دخول القوات الإفريقية إلى مالي أو القيام بأي شيء يذكر، ومن ثم لجأت فرنسا إلى التدخل في منطقة نفوذها التقليدية لاسيما إذا تأملنا مليا مسألة إطلاق سفرن كاسم على العملية العسكرية وهذا يعني بالنسبة للخبراء العسكريين الفرنسيين اسم حيوان إفريقي يمكن ترجمته إلى العربية بالقط المتوحش الذي يعمد إلى إسالة لعابه كثيرا من الأحيان لتحديد منطقة نفوذه وبالتالي هذه الإشارة التي أرسلتها فرنسا عبر تدخلها العسكري يحمل في دلالته كثيرا من المعاني بأنها تتدخل في منطقة نفوذها الإفريقية.

محمد كريشان: ولكن عفوا التدخل في منطقة نفوذها لا يمنعها من محاولة الالتجاء لدول افريقية أخرى هنا السؤال سيد عيسوي في القاهرة هل يمكن أن يطرح مشكل تنسيق ميداني عملياتي بين القوات الفرنسية وقوات افريقية على ارض غريبة لكليهما؟

عطية عيسوي: أولا القوات الفرنسية دورها الأساسي هو التمهيد لنشر القوات الإفريقية بعد أن استطاعت أو تمكنت مع القليل من عناصر الجيش المالي من وقف زحف المتمردين نحو العاصمة باماكو بعد احتلالهم لكونا وموبتي وغيرها وديابالي وغيرها من البلدات في الوسط والوسط الغربي، لكن هناك طبعا تنسيق سيتم بين الطرفين وهذا هو هدف القمة الإفريقية بحيث تقوم فرنسا بالتمهيد من خلال الضربات الجوية بالإضافة إلى الاستشارات استشارات الخبراء العسكريين ومساندة القوات الإفريقية في المناطق الصعبة على أن تتقدم القوات الإفريقية مع قوات مالي المفروض أن تكون جاهزة الآن لأنه كان من المفروض أن يتم تدريبها وإعادة تسليحها وتجهيزها بدءا من فبراير المقبل على أيدي خبراء أوروبيين، لكن استعجال فرنسا أدى إلى استعجال نشر القوى الإفريقية وبالتالي لم يعد أمام الجميع سوى الاستعداد أولا للقضاء على خطر زحف المتمردين نحو الجنوب وتخليص بلدات مثل ديابالي منهم والبدء في قصف وتدمير قواعدهم في الشمال تمهيدا لزحف القوات الإفريقية والقوات المالية بمساندة القوات الفرنسية، وبدون ذلك أعتقد أن الخطة يمكن أن تواجه عقبات كثيرة وهذا ما بدأت به فرنسا بالفعل عندما قصفت قواعدهم في أكثر من مدينة منها كيدال وغاو وغيرها في الشمال.

محمد كريشان: طيب أشرت إلى التفوق الجوي على أساس أن فرنسا تؤمن الغطاء الجوي لكل هذه القوات الإفريقية المشتركة وكذلك للقوات المالية هنا نسأل سيد أبو المعالي بتقديرك قوات افريقية ليست على قدر كبير من التدريب العالي الكفاءة قادرة برأيك على الصعيد الميداني الأرضي أن تواجه الجماعات الإسلامية المسلحة في مالي؟

محمد محمود ولد أبو المعالي: طيب مساء الخير أستاذ.

محمد كريشان: مساء الخير.

محمد محمود ولد أبو المعالي: أنا أتصور أن إرسال قوات افريقية غير مكتملة العدة والعتاد وغير جاهزية وإرسالها على عجل إنما يعني سولت المنطقة هذه هي قصة الصومال بذاتها أرسلت قوات افريقية غير معدة لحسم المعركة مع جماعات مسلحة فوقعت في مستنقع صومالي أيضا هذه القوات تتجه نحو المستنقع الأزوادي مع القوات الفرنسية هذا مع فارق التسليح والعدة والعدد والعتاد بالنسبة للجماعات المسلحة في بأزواد والشباب المجاهدين في الصومال..

غطاء جوي فرنسي للقوات الأفريقية

محمد كريشان: سيد أبو المعالي حتى مع تأمين غطاء جوي فرنسي كبير لهذه القوات حتى مع ذلك؟

محمد محمود ولد أبو المعالي: الغطاء الجوي لا يؤمن لحروب العصابات إنما يحاربون أشباح الأمر يتعلق بمجموعات تضرب وتختفي مثل هذه العصابات تقوم حروبها على مبدأ أنه لا انتصار ولا انكسار لا أحد يستطيع الانتصار عليها وسحقها نهائيا إلى أن تختفي ولا هي أيضا تنكسر نهائيا وأيضا البقاء على الميدان ليس هدفا بحد ذاته لدى هذه المجموعات أنا أتصور أنه مع اشتداد القصف مع بدء تحرك القوات الإفريقية نحو المدن الكبرى قد تخليها هذه الجماعات لكن هذا لا يعني أنها أخذت أزواد، هذا يعني أنها إنما تضع طعما أو شركاً للقوات الإفريقية لتقع في هذا المستنقع، المستنقع وأيضا سيكون أكثر متانة وأكثر تعقيدا حين تتقدم القوات المالية والإفريقية باتجاه أزواد، بالمناسبة القتال حاليا يدور خارج منطقة أزواد، حين تتقدم معناه أن حربا عرقية ستندلع معناه أن قوات أخرى جاهزة من قبيل الحركة الوطنية لتحرير أزواد والحركة العربية لتحرير أزواد، ستشرع في القتال ضد القوات الإفريقية والمالية معناها أن السكان من الطوارق والعرب سيحملون السلاح سيقاتلون لأنهم سيواجهون مصيرا مظلما وقاتلا كما واجهوه في تسعينيات حين أرسلت لهم مليشيات غولدا كاي مع القوات المالية فعاثت فسادا وذبحا وتقتيلا

محمد كريشان: نعم هذا المستنقع الذي تشير إليه سيد أبو المعالي بعد إذنك فقط الذي تشير إليه نريد أن نسأل الدكتور مصدق في باريس أن كان الجانب الفرنسي اخذ بالاعتبار احتمال من هذا القبيل؟

حسن مصدق: بالنسبة للقوات الإفريقية يعني أعود بعجالة شديدة لسؤالك الأول هو أن فرنسا حاولت عبر المجلس الأممي إصدار قرار يبرر إيجاد غطاء شرعي من طرف القوى الإقليمية لمحاولة إنقاذ سيادة مالي وبالتالي نحن نعرف جيدا أن قوات نيجيرية وقوات نيجيريا عانت الأمريّن من حرب العصابات وبالتالي فهي غير قادرة على القيام بأي شيء، المسألة ربما تنحصر من حيث الايجابية في القوات التشادية المدربة تدريبا جيدا على خوض حرب عصابات أو حرب في مناطق صحراوية شاسعة ومن ثم يعني المسألة بالصعوبة بمكان من حيث البرمجة والأهداف المسطرة للقوات الفرنسية في هذا المستنقع، فرنسا تحاول تحجيم القوات المتمردة يعني الحركات الإسلامية الراديكالية من التقدم نحو الجنوب من التقدم نحو العاصمة باماكو ريثما يتم ترتيب الوضع المالي الداخلي نحن نعرف أن فرنسا دخلت مضطرة بحيث تتكلم العديد من المصادر عن وجود انقلاب ثالث كان يعد بين تسعة وعشرة يناير ضد الرئيس المؤقت ومن ثم تدخلت فرنسا على الخط وفي هذه العجالة أولا لقطع الطريق عن أنصار الانقلاب العسكري الماضي بحيث تعرف يا أخي محمد أنه في يوم تسعة وعشرة قامت العديد من المظاهرات التي قامت بها حركات تابعة لأنصار الضابط ساغونو..

محمد كريشان: نعم ولكن اسمح لي فقط دكتور يعني الروح المعنوية هنا تلعب دور مهم كبير في معارك من هذا القبيل نسأل السيد عطية عيسوي عما إذا كانت هذه المسألة يجب أن تؤخذ بالاعتبار قوات افريقية تأتي من دول الجوار لتحارب مجموعات مسلحة في مالي ربما تعتبر أن هذه ليست معركتها خاصة إذا كانت فرنسا هي المتحمسة أكثر من غيرها؟

عطية عيسوي: هذا صحيح أولا لا بد للدور الفرنسي أن يكتمل وهو تدمير اكبر قدر من القواعد إمداد المتمردين في الشمال حتى يتم تمهيد الأرض للقوات الإفريقية ثانيا لا بد أن يتم تعاون خبراء عسكريين ومستشارين عسكريين ربما أيضا ليس من فرنسا فقط وإنما من الولايات المتحدة وبريطانيا مع القوات الأفريقية لكي تخوض معركة على أسس وليست معركة عشوائية، هناك عامل ثالث هو أن تتعاون الأهالي في الشمال مع القوات الإفريقية هناك بعض الترحيب مثلما حدث في تمبكو التي عانت من تدمير الآثار التاريخية فيها وبالتالي هم يرحبون على الرغم من المعاناة بدخول القوات الفرنسية والقوات الإفريقية إذا تعاونوا معهم فسوف يؤدي ذلك إلى قصر فترة المعارك والقضاء على المتمردين على الأقل في الأماكن الحضارية بعد ذلك يمكن دفعهم إلى مناطق منعزلة ليشنوا منها حرب عصابات من وقت لآخر كلما حانت لهم الفرصة، أما القوات الإفريقية وحدها لا روحها المعنوية تسمح بخوض معركة بمفردها ولا تسليحها وتدريبها يؤهلها لذلك وكذلك القوات المالية أيضا التي لم يتم تدريبها بعد وبالتالي العمود الفقري هنا هو القوات الفرنسية لهذه الحملة أما..

محمد كريشان: خاصة سيد عيسوي اسمح لي خاصة في ضوء ما جرى في الجزائر من احتجاز للرهائن والطريقة التي أنهيت بها أصبح هناك تساؤل إلى أي مدى هناك خطر للتمدد، تمدد  هذا النزاع وتأثيره على سير المعارك في مالي أصلا هذا ما سنتوقف عنده بعد الفاصل نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نتناول فيها سير المعارك في مالي خاصة مع اقتراب دخول القوات الإفريقية، هناك سيد أبو المعالي ما جرى في الجزائر اعتبر انه نوع من الإنذار الخطير من أن ما يجري في مالي وتشعباته قد تجعل رقعة المعارك أوسع بكثير من مجرد معارك في مالي هل تعتقد بأن هذا العنصر سيأخذ الآن بعين الاعتبار في مالي .

محمد محمود ولد أبو المعالي: ما حصل في الجزائر هو بداية امتداد شرارة النار التي أرادت فرنسا إشعالها في المنطقة هذا العمل الكبير الذي قيم به في الجزائر والذي نتجت عنه مأساة كبرى كان مبرره الأوحد ومبرره الفعلي هو الحرب في أزاواد، أنا قلت في بداية حديثي أن فرنسا تجر المنطقة إلى مستنقع لكنها تجر أيضا الفرنسيين أنفسهم، فرنسا بهذه الحرب إنما تريد أن تقول أن سياسة أفريقيا التي أعلنها الرئيس الفرنسي هولاند عن نهايتها قبل أشهر إنما تعود وتعود بقوة السلاح الفرنسي وبقوة الهيمنة الفرنسية بالنسبة إلى ما تحدث عنه احد ضيفيك الكريمين من أن سكان تمبكتو وغيرها فرحون بالتدخل الفرنسي، أنا اعتقد أن سكان ما كانوا ليقاتلوا ويناضلوا عقود من اجل التحرير لتحكمهم القاعدة أو غيرهم من الحركات المطاردة عالميا لكن كل مصائب الدنيا لدى كان تمبكتو غاو وأزواد وأنا بالمناسبة زرت هذه المناطق قبل أشهر كل مصائب الدنيا أفضل من عودة التدخل الإفريقي العرقي الذي يخشونه منه الإبادة وليس اقل من الإبادة وأيضا الحرب لا أحد في أزاواد يريدها، الجميع نادى بضرورة حل لمي يضع حد إلى هذا النزاع يضع حد لهيمنة حركات المسلحة وربما الأمر كان قابلا بدأت الحرب الآن ومضت 10 أيام أين تخاض هذه الحرب؟ تخاض في ولاية موتبي في جبال خارج أزاواد.

الانعكاسات الإقليمية المتوقعة للتطورات في مالي

محمد كريشان: لكن ما جرى في الجزائر ما جرى في الجزائر سيد أبو المعالي ما جرى في الجزائر اعتبره مثلا ناطق رسمي وهنا اسأل ضيفي في باريس اعتبره هو محك للمجتمع الدولي ككل وهناك خوف من أن الجزائر ستقحم شاءت أم أبت في النزاع في مالي الآن في ضوء ما جرى، هل هذا التصور بتقديرك له ما يسنده الآن؟

حسن مصدق: يعني بالنسبة إلى الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما تحاول قدر إمكانها أن تجد حل سياسي لاحظ معي أن آخر اجتماع تم بين حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزاواد كانت في بداية شهر ديسمبر منعا للتحرشات والمناوشات الجارية بين الفريقين، المسألة الثانية هو أن الجزائر كانت على ارتباط وثيق مع السلطات الفرنسية من خلال اتفاقية لن تجد يعني مسارها التطبيقي إلا بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي للجزائر ومفادها انه بإمكان التعاون العسكري وثيق الصلة بين الجزائر وفرنسا، ومن ثم يمكن أن نفهم لماذا سمحت الجزائر للطائرات الفرنسية باستعمال فضائها الجوي، المسألة الثالثة والمهمة في نظري هو أن الجزائر يعني في محك التجاذبات الإقليمية كادت تحاول دائما وما زالت كانت أن تراهن على حل سياسي، لكن خذ أن أنصار الدين تنكرت لوعودها وقامت بالدخول في حلف ثلاثي للتمدد نحو الجنوب وهو الأمر الذي استشعرت خطورته السلطات الجزائرية ويمكن من خلاله أن نفهم تغيير موقفها الدبلوماسي..

محمد كريشان: ولكن الملاحظ أن اغلب الدول الغربية التي مات لها رعايا في عملية احتجاز الرهائن في الجزائر، لم تنتقد الجزائر مما يعتبر مؤشر هنا أسال السيد عيسوي مما اعتبر مؤشر على أن الكل لا يريد أن يخسر الجزائر كحليف أساسي في معركة تعتبر مهمة هنا في إفريقيا، هل تعتقد بأنهم استطاعوا كسب الجزائر في نوع من المراهنة على دور لها في المستقبل؟

عطية عيسوي: هذا صحيح، ولكن هنا أريد أن أؤكد على أن الحملة العسكرية حتى لو هزموا المتمردين في مالي لم تقض على عناصر تنظيم القاعدة تماما ولا الحركات الموالية لهم مثل التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا أو أنصار الدين أو أنصار الشريعة أو غيرها، وإنما ستعيد سيطرة الحكومة المالية على الأوضاع في الشمال وينخفض مستوى الخطر إلى مستواه في دول مثل الجزائر وموريتانيا والنيجر ونيجيريا وغيرها سيترتب على هذه الحملة طبعا بعدما حدث في الجزائر سيقومون بضربات في نيجيريا في المغرب التي وافقت أيضا بفتح أجوائها أمام الطائرات الفرنسية مثل فرنسا في موريتانيا في النيجر في تشاد في كل الدول التي ساهمت بهذه القوات، بقوات في هذه الحملة، أيضا ستخلق أزمة إنسانية كبيرة أيضا نتيجة المشردين واللاجئين إلى دول الجوار ستؤدي أيضا إلى ترصد كل المصالح الغربية في هذه الدول من قبل العناصر المتطرفة سواء المحلية أو الأجنبية من عناصر تنظيم القاعدة، ولذلك اعتقد أن المنطقة لن تشهد استقرارا في الشهور القادمة وربما السنوات القادمة..

محمد كريشان: ربما هذا جعل بعد إذنك جعل وزير الدفاع الأميركي يقول أنه يجب أن يعلم الجميع لا ملاذ آمن للقاعدة ولهذه التنظيمات المتطرفة كما سماها لا في الجزائر ولا في شمال إفريقيا ولا في مالي سؤالنا الأخير للسيد أبو المعالي هل تعتقد بأن ليس فقط الجزائر المهددة باستدراجها ربما دول أخرى إذا ما استمرت الأوضاع في هذا النحو؟

محمد محمود ولد أبو المعالي: بكل تأكيد أنا أعتقد أن بداية المسلحين الإسلاميين بعملية في الجزائر إنما أرادوا توجيه رسالة قوية اختاروا الجزائر كأقوى دولة في المنطقة واختاروا منطقة يفترض بأنها محصنة جدا ليوجهوا رسالة لدول المنطقة وللعالم إننا قادرون على أن نصل حيث شئنا أرادوا أيضا توجيه رسالة إلى أي دولة تفكر في التعاون أو لديها مشروع التدخل في المنطقة برمتها، لكن اعتقد أن العمليات من هذا القبيل لن تكن هي الأساس أنا اعتقد أن الفرنسيين سيواجهون أياما صعبة في مالي سواء في جبهات القتال أو في باماكو أو في باقي الولايات كما سيواجهون في هذه المنطقة، قد يحيدون الإسلاميون الدول التي لا تتدخل أو التي لا تباشر المعارك ضدهم لكن هذه الدول بكل تأكيد ستصلها نيران الحرب من لاجئين من عدم استقرار من غياب استقرار من فوضى إلى غيره ولكن التضرر يبقى بمقياس مشاركة هذه الدول في الحرب، هل ستشارك فيها سيكون التضرر أكبر وسيكون مباشرا أما الاعتداء تغيب عنها بالتأكيد سيكون أخف ولكن لم ينجو ولم يكن أحدا بمفازة أو من منجاة من تأجيل هذه الحرب التي بدأتها فرنسا وأرادت من ورائها أن تعيد نفوذها ومنطقتها وعينها على البترول في تودني أزواد وتودني موريتانيا وعلى يورانيوم النيجر وحتى على نفس الجزائر التي تشكل مفازة لها.

محمد كريشان: شكرا جزيلا لك محمد محمود ولد أبو المعالي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المقاتلة كنت معنا من نواكشوط، شكرا لضيفنا أيضا من القاهرة عطية عيسوي مدير تحرير الأهرام للشؤون الإفريقية، وشكرا أيضا لضيفنا من باريس الدكتور حسن مصدق الأستاذ بجامعة السوربون المتخصص في العلاقات الدولية، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.