ما وراء الخبر

تقليص عمليات الناتو مع الجيش الأفغاني

تناقش الحلقة تقليص حلف شمال الأطلسي (ناتو) عملياته المشتركة مع الجيش الأفغاني ووصفه بأنه احترازي ومؤقت، وذلك بعد سلسلة هجمات نفذها جنود أفغان ضد قوات الناتو.

– المغزى من تقليص العمليات المشتركة
– انعكاسات قرار الناتو على مستقبل أفغانستان

– قرار الناتو وتأثيره على انسحاب القوات الأميركية

 

‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪حبيب حكيمي‬ حبيب حكيمي
‪حبيب حكيمي‬ حبيب حكيمي
‪جيسون كامبل‬ جيسون كامبل
‪جيسون كامبل‬ جيسون كامبل

ليلى الشيخلي: وصف حلف شمال الأطلسي الناتو قراره بتقليص عملياته المشتركة مع الجيش الأفغاني بأنه احترازي ومؤقت، يأتي قرار الحلف بالحد من تعاونه مع القوات الأفغانية بعد سلسلة هجمات نفذها جنود أفغان ضد قوات الناتو.

حيّاكم الله، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما مغزى اضطرار الناتو إلى اتخاذ هذا القرار في هذه الظروف؟ وما مدى وجاهة الدوافع التي ساقها لتبريره؟ وعلى أي وجه يمكن أن تنعكس مثل هذه القرارات على مستقبل أفغانستان ومصير مهمة القوات الدولية فيها؟

تحت وطأة تزايد أعداد الضحايا في صفوف القوات الدولية بأفغانستان الذين يسقطون برصاص زملائهم والمتدربين تحت أيديهم من المجندين الأفغان اتخذ قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال جون ألن قرارا بتقليص التعاون العملياتي بين قواته ونظيرتها الأفغانية، نصّ الأمر العسكري الصادر في هذا الشأن على إيقاف عمل الوحدات المشتركة التي يقل تعدادها عن 800 عسكري إلا بقرار من قادة المناطق، وبعد دراسة كل حالة على حدة وهو يعني تعويق وتيرة هذه العمليات إذا قدّر لها أن تتم أصلا.

[تقرير مسجل]

طارق تملالي: محاولة جديدة وليست شكلية من قيادة القوات الأجنبية في أفغانستان لوقف عداد القتلى في صفوف جنودها ممن يسقطون برصاص زملائهم الأفغان، 51 هذه السنة وحدها، ذلك ما جعل دولا كفرنسا تعلن سحب قواتها المقاتلة مبكرا قبل 2014، بعد تعليق تدريب المجندين تقضي أوامر عسكرية بإخضاع التعاون مع القوات الأفغانية على مستوى أقل من الكتيبة لتقدير الموقف حالة بحالة وبموافقة من قائد منطقة عسكرية، وتعلق المهام المشتركة في خطوط المواجهة في الوحدات التي يقل عديدها عن 800 عسكري، رغم استمرار أغلب الدوريات والعمل الاستشاري على مستوى الكتائب فما فوق وعدم تأثر مهام المساندة الجوية للقوات الأفغانية فإن الجانب البريطاني بدا وكأنه فوجئ بالقرار الذي صدر بعد يوم واحد من مرافعة وزير الدفاع عن فوائد التعاون مع الجيش الأفغاني.

[شريط مسجل]

فيليب هاموند/ وزير الدفاع البريطاني: لدينا مخطط استراتيجي ونعمل على إنهاء عملنا القتالي بحلول عام 2014.

طارق تملالي: الموقف نفسه أكده وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من الصين، مع حرصه على توضيح يراه مهما.

[شريط مسجل]

ليون بانيتا/وزير الدفاع الأميركي: إنهم يجتهدون لضرب قواتنا لخلق الفوضى، لكن لا ينجم عن ذلك بأي حال من الأحوال استعادة طالبان مناطق فقدت السيطرة عليها.

طارق تملالي: حلف شمال الأطلسي يقول إن الخطوة مؤقتة، لكن هل ستؤثر على المفاوضات بين واشنطن وكابول على إبقاء قوات خاصة ومدربين بعد 2014، كالمتوقع لا يقابل الحرص على مصير الجنود الأجانب أية إجراءات فعالة لتجنيب المدنيين الأفغان ويلات غارات الطيران الحربي الأجنبي، وهي من أسباب النقمة والانتقام من الوجود الدولي في أفغانستان.

[نهاية التقرير]

المغزى من تقليص العمليات المشتركة

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع معنا من كابول الكاتب والمحلل السياسي حبيب حكيمي، ومن واشنطن معنا جيسون كامبل الباحث في مؤسسة راند، سيد كامبل لننظر إلى أحد جوانب هذا القرار وهو يبدو وكأنه بمثابة إعلان فقدان ثقة بين قوات التحالف والجيش الأفغاني، ما هو مغزى القرار في بعده هذا؟

جيسون كامبل: أنا سأكون حذرا باستخدام عبارات شديدة مثل فقدان الثقة بالكامل مثلا، لكن أقول أن طالبان حققوا غرضهم من وراء هذه الهجمات بإشاعة جو من عدم الثقة بين الطرفين، بشكل عام نعم، هذا ما أرادته طالبان وهذا ما حققته لكن الزمن فقط هو الذي سينبئنا عن آثار ذلك المستقبلية.

ليلى الشيخلي: يعني لننظر إلى التبريرات التي قدمت، أحد هذه المبررات كان الحديث عن الفيلم المسيء للإسلام مع العلم أنه في الشهر السابق كان هناك أكثر من 12 هجوما وسقط فيه 36 ضحية، هل ترى أن هذا التبرير منطقي، مقنع؟ أو عفوا 15 ضحية بالأحرى.

جيسون كامبل: لا، لا أرى الأمر كذلك لأنه من الصعوبة بمكان أن نعثر على أية تبريرات لكن هناك الكثير من القضايا التي تزعزع الاستقرار، زيادة هذه الحالات، حالات هجمات قوات صديقة ضد قواتها الحليفة واعتبار أن السبب هو هذا الفيلم المسيء للإسلام أو وجود هجمات واضحة قوية في وضح النهار ضد أماكن عسكرية محصنة كما حصل في هيلمند، أعتقد أن نتيجة كل ذلك دفع بالقادة الميدانيين إلى أخذ خطوة إلى الوراء ليبحثوا في أسباب هذه الوضعية للإبقاء على أمن وسلامة أفراد قواتهم بالطبع.

ليلى الشيخلي: في الواقع كانت هناك مقدمة سيد حكيمي لهذا القرار، فقبل أسبوعين فقط علّقت قيادة العمليات الخاصة دورياتها المشتركة مع الجيش الأفغاني فهل بوجهة نظركم كانت هذه خطوة متوقعة؟ كيف نظرتم إليها في أفغانستان؟

حبيب حكيمي: الخطوة كانت متوقعة لأن الهجمات ضد القوات الأجنبية على يد جنود أفغان ازدادت في الآونة الأخيرة، حيث أكثر من 50 جنديا أجنبيا قتلوا على يد زملائهم في القواعد العسكرية المحصنة أمنيا للقوات الأجنبية في مناطق مختلفة في هذا البلد، وهذه الخطوة في الوقت نفسه باعتقادي تعتبر تراجعا كبيرا وخطوة كبيرة إلى الوراء في إستراتيجية قوات الناتو في أفغانستان لأن قوات الناتو والقوات الأفغانية تحتاج إلى القوات الأجنبية في تدريبها وفي رفع مستوى كفاءتها وفي إعدادها للمعارك ضد الجماعات المسلحة وحركة طالبان، والقوات الأفغانية والحكومة الأفغانية بحاجة ماسة إلى هذه التدريبات وإلى دعم من قبل القوات الأجنبية لقواتها حتى تصبح قادرة على تسلم المهام الأمنية في أفغانستان بعد عام 2014 وهناك مناطق تخضع لسيطرة طالبان والقوات الأفغانية في هذه اللحظة ليست قادرة لوحدها لشن الهجمات وإجراء العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة وعلى رأسها طالبان لتصفية هذه المناطق وبالتالي غير قادرة على التصدي للهجمات التي تقوم بها حركة طالبان بين حين وآخر في المناطق المحصنة أمنيا والهجمات الانتحارية والهجمات التفجيرية وحتى حركة طالبان تستطيع أن تصل إلى الأهداف المهمة وإلى المناطق الحساسة داخل العاصمة كابول وتستطيع أن تخترق الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية، هذه هي المشاكل التي تواجهها القوات الأمنية الأفغانية وبالتالي المشكلة الأخرى التي تواجهها القوات الأجنبية هي مشكلة من قبل زملائهم، هم لا يتعرضون للأخطار في المعارك مع طالبان والجماعات المسلحة في ميادين القتال إنما داخل القواعد العسكرية المحصنة، وهذه المشكلة هي التي أصبحت مصدر قلق للولايات المتحدة وقوات الناتو في أفغانستان، ومنذ البداية القوات الأجنبية والولايات المتحدة تحديدا كانت تدرس هذه المشكلة حتى تجد لها حلا، ولكن لأسباب كثيرة ولمشاكل كثيرة ولعلل كثيرة حتى الآن القوات الأجنبية لم تستطع أن تضع حدا لهذه الهجمات.

ليلى الشيخلي: أنت برأيك ما هو السبب الأساسي، تقول أسباب كثيرة؟

حبيب حكيمي: السبب الأساسي في هذه الهجمات هناك أسباب كثيرة باعتقادي، السبب الأساسي باعتقادي هو اختراق طالبان لصفوف الجيش الأفغاني لأن حركة طالبان منبثقة من هذا الوسط الاجتماعي ومن هذا المحيط ومن هذه القبائل خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تسكن فيها غالبية القبائل البشتونية، هذه المناطق تحتضن حركة طالبان وبالأساس حركة طالبان منبثقة من هذه الأوساط القبلية ولذلك تستطيع حركة طالبان أن تستخدم الانتحاريين وتخترق صفوف الجيش الأفغاني في النهاية الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية كذلك مكونان من هؤلاء الأشخاص وهم يأتون إلى وينضمون إلى الجيش الأفغاني ويأتون إلى المدن الكبرى من هذه المناطق وليست هناك إجراءات أمنية وإجراءات استخبارية تستطيع أن تحد من هذه المشكلة، ولذلك حركة طالبان تستطيع أن تخترق صفوف الجيش الأفغاني وتنفذ داخل الجيش الأفغاني، وهناك عناصر فعلا داخل الأجهزة الأمنية الأفغانية تساند حركة طالبان في مثل هذه الهجمات وهناك.

ليلى الشيخلي: بغض النظر عن الأسباب، إذا أردت أن تضيف فكرة بس بسرعة لو سمحت لأن الوقت قصير جدا.

حبيب حكيمي: معذرة.

ليلى الشيخلي: سيد حكيمي هناك نقطة تريد أن تضيفها بشكل سريع؟

حبيب حكيمي: نعم أسمعكِ تفضلي.

ليلى الشيخلي: طيب، لنكتفي بهذا القدر، تحدثت عن أسباب مختلفة، بغض النظر عن الأسباب، صحيفة الغارديان، وهنا أنتقل لضيفي في واشنطن، صحيفة الغارديان تتحدث عن أن القرار وتعتبر القرار صفعة لواشنطن في أفغانستان من حيث أن دليل على أن القوات الدولية المناط بها حماية أفغانستان أصبحت عاجزة عن توفير الأمان، الحد الأدنى من الأمان لأفرادها، ما تعليقك جيسون كامبل تفضل؟

جيسون كامبل: أعتقد أن علينا أن نتأنا ونحذر قبل الخروج باستنتاجات إستراتيجية طويلة المدى لكن علينا على الأقل أن نبحث نقطتين، أولا أن نقف لبرهة ونلقي نظرة متأنية فاحصة فيما يخص العمليات المشتركة على نطاق واسع حقيقة كانت في حالة من التراجع في عموم البلاد إضافة إلى أن قدرة المجتمع الدولي على توفير الرعاية والتمرينات والتدريبات للقوات الأفغانية هنا تكمن مشكلة كبيرة ولا شك لأن هذا الوقف أو التعليق قد يكون مؤقتا لبضعة أيام فقط، وقد حدث في العام الماضي عندما تعدت قوات الناتو لهجمات معينة سحبت قيادة قوات الناتو أفرادها من المدربين من قواعد معينة من أماكن تدريب معينة لكنها لم تدم أكثر من بضعة أيام، لذلك من السابق لأوانه أن نقول هذا الأمر سيستمر إلى الأبد وعلينا أن ننتظر قليلا قبل أن نخرج باستنتاجات إستراتيجية واسعة النطاق.

ليلى الشيخلي: ولكن يبقى السؤال كيف سينعكس هذا القرار وأي قرار مماثل على خطط مستقبل أفغانستان وخطط الناتو بشأنها هذا ما سنناقشه بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

انعكاسات قرار الناتو على مستقبل أفغانستان

ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول أسباب دعوة الناتو لتقليص عملياتها المشتركة مع القوات الأفغانية وأثر ذلك على مستقبل أفغانستان، إذن عاد، كانت لدي مشكلة صغيرة في الاتصال مع أفغانستان عاد ضيفنا من أفغانستان، أريد أن أسألك سيد جيسون كامبل أولا وزير الخارجية البريطاني في حكومة الظل دوغلاس ألكسندر تساءل عن عدم تطرق وزير الدفاع البريطاني لهذا القرار في حديثه أمام البرلمان أمس بل توعّد الحكومة بإخضاعها لأسئلة محرجة في هذا الصدد هل يشير هذا، هل هناك مؤشر إلى حدوث خلل في التحالف وغياب التنسيق إذا صح التعبير؟

جيسون كامبل: أنا لا أستطيع أن أسمي ذلك مشكلة في التواصل والتنسيق لكن التقارير الأولية تفيد بأن القرار آيساف جاء مفاجئا وليس فقط البريطانيين وحتى القوات الأسترالية بدت وكأنها فوجئت بالقرار لكن من المهم أن نشير إلى بعض الأمور الأخرى التي تزعزع من استقرار أفغانستان وربما لم يتم الحديث عنها من قبل، كان هناك معلومات استخباراتية إما عن طريق جهاز الاستخبارات الأفغاني أو جهاز استخبارات آيساف تحذر من إمكانية تعليق مفاجئة للعمليات المشتركة لذلك لا نعرف الكثير عن الأسباب وعلينا أن ننتظر مآل الأمور.

ليلى الشيخلي: طيب الحديث عن توقف عمليات التدريب هذا بحد ذاته أليس هناك خوف أن يعيد أفغانستان إلى حاضنة الإرهاب من جديد سيد حكيمي؟

حبيب حكيمي: إن هذا الفراغ في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة وستكون أنشط من قبل في المناطق التي تنشط فيها وفي المناطق التي تشن هجماتها، وبالتالي هذه الخطوة تقوي الروح المعنوية لدى مقاتلي طالبان ولدى الذين يساعدون طالبان في المناطق المختلفة، وبالتالي هناك الجهات التي تدعم حركة طالبان من خارج أفغانستان، هذه الجهات ستكثف دعمها لحركة طالبان باعتقادي وبالتالي حركة طالبان الأمل سيكون أقوى من قبل لدى حركة طالبان ستستطيع أن تعود إلى الساحة الأفغانية بقوة وإلى السلطة بعد رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان خاصة على الأقل تستطيع أن تسيطر على أجزاء كبيرة من أفغانستان، أنا باعتقادي حتى رحيل القوات الأجنبية من الصعب لحركة طالبان بأن تسيطر على أفغانستان تماما وتحكم أفغانستان لأنها ستواجه مقاومة في مناطق أخرى في أفغانستان، كما واجهت مقاومة شرسة من قبل سكان المناطق الشمالية والمناطق المركزية في التسعينيات من القرن الماضي، وهذا السيناريو باعتقادي سيتكرر ولكن من المؤكد أن هذا التراجع على الأقل يساعد على دخول أفغانستان في حرب أهلية ودخول أفغانستان في حمام الدم من جديد إذا انهار الجيش الأفغاني وإذا انهارت المؤسسات الأمنية في أفغانستان بعد رحيل القوات الأجنبية بالتأكيد أفغانستان ستدخل في حرب أهلية أخرى.

ليلى الشيخلي: هذا الكلام يتوافق مع ما قاله الجنرال مارتن ديمبسي قائد القوات الأميركية المشتركة قال أن الهجمات تمثل تهديد جدي للحملة العسكرية في أفغانستان، من المفارقة وهنا أوجه السؤال لجيسون كامبل من المفارقة ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي بالأمس فقط قال كلام مختلف تماما يعني اعتبر الهجمات دليل على ضعف طالبان، فكيف تفسر هذا التناقض؟

جيسون كامبل: مرة أخرى وللأسف أعتقد أنه من السابق لأوانه الخروج باستنتاج لكن ما هو واضح أن طالبان تغير من أساليبها في محاولة لزيادة مسألة فقدان الثقة بين القوات الأفغانية والقوات الدولية وتحاول التأثير في عقليات وذهنيات رجل الشارع العادي في أفغانستان لتفهم الناس بأنها لا زالت قوة لها اعتبارها ولا يستهان بها وهي لاعب أساسي ونحن نقبل على مرحلة من سحب القوات الأجنبية، وهذا يظهر أنهم يبذلون جهودا إضافية الآن، لكن هل سيستطيعون الإبقاء على هذه الحال من النشاط المتزايد حتى العام 2013؟ لا ندري علينا أن ننتظر لنرى.

ليلى الشيخلي: طيب واضح أن جيسون كامبل لا يريد أن يستنتج من هذا التناقض أو يقرأ فيه، ماذا تقرأ فيه أنت يا سيد حكيمي؟

حبيب حكيمي: أنا باعتقادي حركة طالبان لم تضعف بعد إنما أصبحت أقوى من قبل وفي هذه المرحلة إذا قارنا.

ليلى الشيخلي: أسألك عن التناقض في التصريحات الأميركية ماذا تقرأ في هذا التناقض؟

حبيب حكيمي: التناقض في باعتقادي آتٍ من السياسة غير الواضحة تجاه حركة طالبان والجماعات المسلحة في أفغانستان، نحن في الفترة الماضية شاهدنا سياسات مختلفة، هناك سياسة للولايات المتحدة وهناك سياسة مختصة لبريطانيا والدول الغربية الكبرى، وهذه الدول الكل ينظر إلى القضية بمنظار مختلف وليست هناك على الأقل إستراتيجية عسكرية واضحة لمواجهة طالبان، على سبيل المثال مرة الولايات المتحدة تتحدث عن المصالحة مع حركة طالبان والجماعات المسلحة المساندة لحركة طالبان في هذه المنطقة على سبيل المثال شبكة حقاني ومرة أخرى مباشرة تعلن الولايات المتحدة أن هذه المفاوضات مع شبكة حقاني وحركة طالبان في مستويات مختلفة انهارت وتعلن إدخال شبكة حقاني في لائحة الجماعات الإرهابية وكذلك تتحدث عن المصالحة مع حركة طالبان وحركة طالبان ترفض هذه السياسات هي التي جعلت باعتقادي المسؤولين الكبار في الولايات المتحدة سواء المسؤولين العسكريين أو المدنيين يدلون بتصريحات متناقضة بين حين وآخر نظرا للأوضاع على الأرض ونظرا للمستجدات على الأرض في.

قرار الناتو وتأثيره على انسحاب القوات الأميركية

ليلى الشيخلي: ربما يبقى مربط الفرس هو كيف سيؤثر القرار على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان؟ برأيك هل سيكون له تأثير؟ سيد حكيمي.

حبيب حكيمي: السؤال موجه لي؟

ليلى الشيخلي: نعم، بشكل سريع لو تكرمت لأننا في الدقائق الأخيرة.

حبيب حكيمي: نعم هذا القرار سيؤثر كثيرا وهذا باعتقادي يخلق شيئا من القلق داخل القوات الأجنبية بأن وجودها لم ينفع ولم ينجح في دعم الجيش الأفغاني والقوات الأمنية الأفغانية وفي دعم الحكومة الأفغانية، وهذه القوات لن تكون قادرة في المستقبل على تسلم المهام الأمنية في أفغانستان رغم هذه الجهود الجبارة والمبالغ الهائلة التي صرفت لتدريبها وتعليمها وتجهيزها وهذا طبعا لدى الحكومات الغربية كذلك يخلق نوعا من اليأس وكذلك لدى الشعوب الغربية وبالتالي يؤثر على الانسحاب الأميركي في عام 2014 أنا أعتقد الانسحاب سيكون وفق خطة موضوعة ولكن على الأقل معنويا يؤثر على الجنود الأجانب في أفغانستان.

ليلى الشيخلي: وأيضا بطريقة أو بأخرى سيد جيسون كامبل يؤثر على وضع أوباما نفسه في هذه الأيام الحرجة، هو من وضع إستراتيجية زيادة القوات عام 2010 وواضح رغم إصرارك على عدم تسميتها بفشل والإسراع بالاستنتاج ولكنها بلا شك تضع علامة استفهام كبيرة حول هذه الإستراتيجية، كيف سيكون تأثيرها على موقفه في الانتخابات إذا كان برأيك سيكون لها أي تأثير؟

جيسون كامبل: سأكون مختصرا فيما يخص الانتخابات، في الحقيقة الانتخابات معركتها محتدمة في الولايات المتحدة لكن بصراحة قضية أفغانستان لم تدخل دائرة الجدل والسبب في ذلك أن كلا الطرفين قد لا يتفقان في الرؤية ولكن خططهم لا تختلف كثيرا عما يريدون تحقيقه لذا علينا أن ننتظر حتى العام 2014 فالقضية ليست.

ليلى الشيخلي: ترى أن الانسحاب سيتم في وقته؟ ستتركون أفغانستان بأيدي قوات غير مدربة؟

جيسون كامبل: أعتقد أن الانسحاب سيحدث في وقته لكني أعتقد أننا في أعقاب الانتخابات الأميركية ربما سنبدأ بالتفاوض مع حكومة كرزاي لنرى ما يمكن إبقاؤه من قوات بعد الانسحاب، أعتقد أن هناك حاجة ستستمر للتدريب تستمر ما وراء عام 2014 وهذا ما تدركه كل الأطراف.

ليلى الشيخلي: ربما تجدر الإشارة بحسب تقرير من معهدكم أنتم في راند الحديث عن أن التدريب هو ثلاثة أسابيع فقط للجنود الأفغان، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، نشكر ضيفينا السيد حبيب حكيمي الكاتب والمحلل السياسي من كابول، ومن واشنطن جيسون كامبل الباحث من مؤسسة راند، ونشكركم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة نلتقي بإذن الله في حلقة جديدة مما وراء الخبر، في أمان الله.