صورة عامة - ما وراء الخبر 21/6/2012
ما وراء الخبر

دلالات تزايد الانشقاقات في الجيش السوري

بالتزامن مع انشقاق الطيار السوري العقيد حسن مرعي الحمادة ولجوئه بطائرته إلى الأردن أعلن أربعة ضباطٍ آخرين اثنان منهم برتبة عميد واثنان برتبة عقيد، أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي السوري وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر.



– الحلقة الضيقة المحيطة ببشار

– اللعب على تركيبة الجيش النظامي الطائفية
– فظاعات وتهديدات بالملاحقة

 

‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪محمد مجاهد الزيات‬ محمد مجاهد الزيات
‪محمد مجاهد الزيات‬ محمد مجاهد الزيات
عمار الواوي
عمار الواوي

غادة عويس: بالتزامن مع انشقاق الطيار السوري العقيد حسن مرعي الحمادة ولجوئه بطائرته إلى الأردن أعلن أربعة ضباطٍ آخرين اثنان منهم برتبة عميد واثنان برتبة عقيد، أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي السوري وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر، نتوقف مع هذا الخبر لكي نُناقشه في عنوانين رئيسين: ما هي دلالة انشقاق قياداتٍ عسكريةٍ بهذا المستوى؟ وما هي العوامل التي أدت إلى زيادة وتيرة الانشقاقات مؤخراً؟  وكيف ستنعكس هذه الانشقاقات في صفوف الجيش الرسمي على تماسُك نظام الأسد في الفترة المُقبلة؟ 

خمسةُ ضُباطٍ أقلهم برتبة عقيد أعلنوا في يومٍ واحدٍ انشقاقهم عن الجيش النظامي السوري رفضاً كما قالوا لقتل شعبهم على مذبح نظام الأسد الذي حصد حتى الآن ما يزيد عن خمسة عشر ألف سوري منذ اندلاع الثورة ضده منتصف مارس من عام ألفين و أحد عشر، نزيف الضباط والجنود السوريين لم يبدأ الآن بالطبع، والجيش السوري الحر الذي يُمثل الضباط والجنود المُنشقون غالبيته العُظمى خيرُ شاهدٍ على ذلك، لكن أن يُقدمُ ضابطٌ طيار على الانشقاق على متن مُقاتلته فهذا هو تطورٌ نوعي في هذه العملية. 

[تقرير مسجل]

سعيد بوخفة: ما أقدم عليه العقيد السوري الذي هبط بطائرته في قاعدة الملك حُسين الجوية أعاد طرح موضوع التناقضات الداخلية في الجيش النظامي إلى واجهة الأحداث، الحادث سبقه حديثٌ آخر عن تدهور الحالة النفسية لكثيرٍ من الضباط والمُجندين الذين وضعوا في مواجهةٍ مُباشرة مع شعبهم، إنه فيما يبدو أوان ارتداد سياسة النظام بضرب الشعب بالجيش واللعب على وتر التنوع في تركيبة المُجتمع السوري حتى داخل المؤسسة العسكرية، وهي السياسة التي انتهجها النظام السوري بهدف تكريس خيارٍ التأزيم داخلياً ومحاولة نقل لهيبها إلى خارج الحدود السورية، بيد أن انشقاق الطيار حسن الحمادة وهروبه بطائرته إلى الأردن ليس هدفاً معزولاً في التوقيت أو السياق فقد تزامن مع انشقاق مجموعةٍ من القيادات الميدانية العسكرية قوامُها ضابطان برتبة عميد وآخران برتبة عقيد أعلنوا انشقاقهم على نظام الأسد بسبب ما قالوا انه غُلو النظام في مواجهة شعبه، فهل هو دليلٌ آخر على تراخي قبضة النظام على المؤسسة العسكرية؟  قد يكون الجواب على هذا السؤال سابقاً لأوانه لكن الأكيد أن هذه التطورات تُشير إلى اقتراب إن لم تكن بداية مرحلةٍ جديدة في ثورة السوريين ضد نِظامهم، فمع تزايد أعداد الضحايا المدنيين بصورةٍ لافتة وعلى وقع التصعيد المُضطرب في مُمارسة العنف ضد المُواطنين يجدُ الكثير من منتسبي العسكرية السورية بكل عنوانيها أنفسهم في مواجهةٍ تناقُضاتٍ لا يُمكن احتمالها بين عقيدتهم العسكرية من ناحية وتوجيه أسلحتهم إلى نحور مواطنيهم كما يُريد النظام من الناحية الأخرى، واقعٌ تزيد من حدته تصرفاتٌ من قبيل ما قامت به قيادة الجيش في وقتٍ سابق عندما عجزت فرق النُخبة وأجهزة الأمن عن السيطرة على الأوضاع فلجأت إلى تفعيل دور جهاز الاستخبارات العسكرية مما أدى إلى استخدام العنف بشكلٍ مُفرط، وأدى إلى توسيع رقعة الانشقاقات بين الضباط المُحايدين الذين لم يسلموا هُم أيضاً من حملة القتل والاعتقال والتعذيب، إنها إذاً سياسة العنف تصلُ نهايتها بتصدر نتائجها الكارثية في نحور أصحابها، ولأن بدت الدائرة الضيقة للنظام متماسكة حتى الآن فإن وصول الانشقاقات إلى قياداتٍ ميدانيةٍ مُهمةٍ في الجيش السوري يؤشر إلى أن هذا التماسك قد لا يستمرُ طويلاً. 

[نهاية التقرير]

غادة عويس: وينضم إلينا من القاهرة الدكتور مُحمد مُجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أيضاً ينضم إلينا من الحدود السورية التركية النقيب المظلي عمار الواوي أمين سر الجيش السوري الحر وقائد لواء التحرير فيه، وينضم إلينا من حمص عبر الهاتف العقيد الطيار في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في حمص وريفها، سيد سعد الدين هلا قربت لنا سيناريو انشقاق هذا الطيار وطلب لجوئِه في الأردن. 

قاسم سعد الدين: عيدي السؤال لو سمحتِ.. 

غادة عويس: أسألك عن السيناريو المُحتمل الذي جرت فيه، جرى فيه انشقاق هذا الطيار ولجوئِه إلى الأردن.. 

قاسم سعد الدين: السلام عليكم ورحمة الله، طبعاً نحن نُبارك في عملية هذه الانشقاق للعقيد الطيار البطل حسن مرعي حمادة الذي انشق بطائرته ميج واحد وعشرين من مطار خلخلة العسكري وتوجه إلى مطار في الأردن مطار المفرق  ولن  تكون الأخيرة بإذن الله، وهُناك تنسيق عال مع الأخوة الضُباط، وفي بعض.. في قسم كبير من الطيارين السوريين الآن في السجون السورية.. 

غادة عويس: هل هُنالك تتوقع بأنه سينضم إليه المزيد؟ 

قاسم سعد الدين: نعم، سيدتي نعم، سوف ينضم هُناك المزيد، والآن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة وينتظر طلقة الرحمة.. 

غادة عويس: طيب أسألك أنا عن.. 

قاسم سعد الدين: الضُباط.. 

غادة عويس: بدأت سؤالي لك عن الطريقة التي ينشقون فيها، إن كان مُمكناً أن تُقرب لنا الصورة، يعني أمنياً كيف يستطيعون، في يعني الضابط الأخير هذا انشق بِمُقاتلته وهذا تطور مُهم جداً هل لك أن تشرح لنا أكثر لوجستياً كيف يتم ذلك؟ 

قاسم سعد الدين: سيدتي عم بحكي عبر الهاتف ولم أسمع سؤالك.. 

غادة عويس: سألتُك عن الطريقة التي يُمكن الانشقاق بها على متن المُقاتلة نفسها؟

قاسم سعد الدين: سيدتي لم أسمعكِ جيداً.. 

غادة عويس: طيب سأعود إليك.. 

قاسم سعد الدين: أنا، أنا ألو، ألو.. 

غادة عويس: سأعود إليك فور أن يعود إلينا الصوت معك، دكتور محمد مُجاهد الزيات نائب رئيس المجلس القومي لدراسات الشرق الأوسط هل يُمكن اعتبار انشقاق الطيار هذا اليوم تطوراً نوعياً يُؤثر بشكلٍ إيجابي على  حال الثوار في سوريا؟ 

محمد مجاهد الزيات: يعني هو انشقاق هذا الطيار يبقى حدثاً فردياً حتى الآن، يعني ليست مجموعة خرجت أو انفصلت عن النظام لكن مُجرد أنه خرج ضابط أو طيار برتبة عقيد فإن هذا الحدث يحمل عددا من الدلالات الهامة التي من أولها أن لا يصل إلى رُتبة عقيد طيار يعني راجل يتولى عمليات، ضابط عمليات بالدرجة الأولى إلا موثوقٌ منه أو داخل جزء من النظام، فعندما ينشق ضابط برتبة عقيد وطيار ويخرج بطائرته فلهذا الحدث له دلالة كبيرة، النقطة الثانية أن النُخبة التي لها وزن لدى النظام هي القوات الجوية ومعها المُخابرات الجوية التي هي أقوى أجهزة المُخابرات السورية والأكثر ثقة وأكثر أماناً بالنسبة للنظام، فعندما يخرج ضابط برتبة عقيد ويهرب دون أن تتمكن المُخابرات الجوية أيضاً من معرفة مثل هذه الأمور فهذا يدل على اختراق كبير وعلى ضعف من هذا الجهاز وعلى مُغامرةٍ كبيرة من هذا الضابط، يعني هذا الحدث له دلالة كبيرة: هل يُمكن أن يُغري آخرين؟  نعم لكن يُمكن أن يؤدي أيضاً قلق للنظام والتركيز على منع الطيارين من ركوب طائراتهم أو فرض مزيد من الإجراءات الانضباطية وهو ما سيشغل النظام بصورة كبيرة خلال الفترة القادمة. 

غادة عويس: النقيب المظلي عمار الواوي أيضاً أحول لك نفس السؤال عن.. إلى أي حد يُمكن أن يُشجع هذا الطيار اليوم بقية الطيارين بالنظر إلى أهمية صفوف هذا اللواء في الأمن السوري. 

عمار الواوي: اسمحي لي أن أترحم على شُهداء الحرية والكرامة واللعنة على كتائب الأسد المُنهارة المُتقهقرة والنصر المؤزر لشعبنا العظيم بثورته ثورة العزة والكرامة آنستي الجيش السوري الحُر هو قبضة الشعب الحديدية والذراع الطويلة لهذا الشعب العريق، هذه الذراع التي ستُذيقهم الموت وهم وراء جدر، سلاح الجو السوري هو الورقة الأخيرة في يد نظام القتل والإجرام وقد قام هذا البطل بشق عصا الطاعة على الجلادين وإنجاز للثورة وأعلن عصيان الأوامر وإن كان الأول بطائرته ولكنه هناك ضباط كُثر طيارين انشقوا أمثال العقيد الرُكن البطل الطيار قاسم سعد الدين، وهناك انشقاقات كثيرة حدثت في معظم المطارات أسمحي لي أن أذكر بعض الانشقاقات: هُناك العقيد الطيار المُدرب حميدي الحميدي نائب قائد سرب البعث خمسمئة وخمسة وعشرين في مطار مرج السلطان مُعتقل منذ ثلاثة أشهر وتم ضربه وإهانته واعتقاله أمام جميع عناصره وأمام المطار، أيضاً المُلازم أول أنس الزغيل تم اعتقاله في 10-9- 2011 في حلب من قِبل المُخابرات الجوية، بنفس المطار هُناك اعتقالات أيضاً لضباط وصف ضباط بينهم الرقيب أول فادي المصري بتهمة محاولة الانشقاق، أيضاً مطار الضمير تم تصفية أكثر من ثلاثة وعشرين ضابط طيار في الشهر السابع من عام 2011 بِتهمة محاولة الانشقاق، مطار دلي هو مطار حوامات 125 تم اعتقال 22 ضابط بتهمة محاولة قصف وكر القصر الجمهوري للطاغية بشار الأسد، أيضاً هنالك انشقاقات في مطار المزة وحصلت تصفيات في مطار المزة وأيضاً مطار السيفور الذي انشق منه أيضاً العقيد قاسم سعد الدين. 

غادة عويس: سيد الواوي.. 

عمار الواوي: آنستي نعم تفضلي.. 

غادة عويس: طيب، سيد الواوي أريد أن أستوضح منك كانت هُنالك أنباء منذ حوالي شهر بأن الجيش السوري الحر هدد بتصفية من لا ينشق هل كان ذلك صحيحا وهل تعمدون إلى هذا الأسلوب؟ 

عمار الواوي: آنستي الجيش السوري الحر هو ابن هذا الشعب وكُل من يقف إلى جانب الثورة هو ابن هذه الشعب كائِناً من كان، نحنُ قلنا ودعونا العناصر الشُرفاء من مُختلف الطوائف والعقائد بالانضمام إلى ثورة العزة والكرامة وعدم قتل أبناء هذا الشعب، نحن لم نقل كُل من لا يقف أو لم ينشق سنقوم بتصفيته، نحن قُلنا نُدافع عن الشعب وسنقتل كُل من يحمل سلاحا لضرب هذا الشعب السوري المُطالب بالحرية والعدالة والكرامة، هذا ما قاله الجيش السوري الحُر، وهذا ما يُطالب به قادة الجيش السوري الحُر وقادة الكتائب في كُل عملية نقوم بها على الحواجز التي تقوم بالقصف العشوائي على القرى والمدن الآمنة، نطلب منهم بشكلٍ دائم الانشقاق قبل البدء بالقصف على هذه الحواجز، لذلك ما يُشاع من قِبل النظام أن هُناك تصفيات من الجيش السوري الحر لكل من لم ينشق،  هذا الكلام غير صحيح أبداً وأريد أن أقول للذين قالوا سابقاً من إعلام العهر، عهر النظام الذي قال أن الملائكة تنشق والجيش السوري لا ينشق، ها هو الآن الجيش أو عصابات بشار الأسد تتآكل وتنهار وتنحاز جميعها إلى صفوف ثورة العزة والكرامة.. 

غادة عويس: العقيد الطيار في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين أرجو أن تكون تسمعنا الآن بشكلٍ واضح، أريد أن أسألك عن تأثير هذه الدعوات وتلبية البعض لهذه الدعوات بالانشقاق على بقية نفوس الذين ما زالوا يُقاتلون مع الجيش النظامي هل لديك معلومات عن ذلك.. 

قاسم سعد الدين: سيدتي بالنسبة للانشقاقات سوف تتزايد بإذن الله ونحنا حددنا موعدا إنشاء الله قريب جداً، ونحن ننصح المترددين من الضباط أن ينالوا الشرف للانضمام إلى الجيش الحُر ولا يكونوا عارا  في المستقبل على أطفالهم وعلى أولادهم إنهم بقيوا مع هذه العصابات القاتلة، وأنا أبشر ردا على سؤالك الذي لم اسمعه جيداً، أبشر الشعب السوري بإذن الله انه أي طيار حربي لن يذهب إلى أي منطقة قبل أن يقصف القصر الجمهوري ويذهب إلى الأردن أو إلى أي دولة صديقة بإذن الله تعالى.. 

غادة عويس: أنا لا أسمعك بوضوح واعتقد أن المُشاهدين أيضاً لا يسمعونك بشكلٍ واضح سيد العقيد الطيار في الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين حدثتنا من حمص شُكراً جزيلاً لك على أي حال، ومما استطعت أن أفهمه منك بأن هنالك انشقاقات أخرى تنتظرونها أن تحصل في سوريا على غرار هذا الطيار الذي طلب اللجوء السياسي في الأردن اليوم، بعد الفاصل سنُناقش إلى أي حد ستؤثر الانشقاقات المُضطردة في صفوف الجيش السوري على مُستقبل النظام في الفترة المُقبلة، إذن نُناقش ذلك بعد فاصلٍ قصير فأبقوا معنا. 

[فاصل إعلاني]

غادة عويس: أهلاً بكم من جديد في حلقتنا التي تتناول أثر ودلالات تزايد الانشقاقات في الجيش السوري في ضوء انشقاق خمسة ضُباط بينهم طيار لجأ بطائرته إلى الأردن، دكتور الزيات كيف تشرح لنا نفسية الجُندي الذي يُضطر في النهاية إلى توجيه أسلحته وبندقيته إلى شعبه والذي كان أقسم اليمين على حمايته كيف تصف لي هُنا الصراع النفسي الذي ينتابُه. 

محمد مجاهد الزيات: يعني أنا في اعتقادي أن الجندي أو الضابط اللي بيُكلف بضرب المواطنين المدنيين العُزل بيواجه أزمة نفسية حادة لأنه يرى فيه أهله وجيرانه بصورة أساسية وبالتالي فطول مُدة المُواجهة مابين العناصر أو الجنود والمدنين أو طول انتشارهم  داخل المُدن أعتقد أنه يؤدي إلى آثار سلبية عكسية تُساعد في النهاية على رفض الأوامر وعصيانها ولكن يبقى الخطر يبقى ضعيفاً أمام هل يستطيع أن ينجو بنفسه لو عصا الأوامر وخرج؟ هل تتاح له فرصة أو يُفتح له الأبواب للانضمام للمعارضة دون مخاطر تتعرض لها أهله؟ هل هُناك نظام يقوم بالضغط على الأفراد فينقلهم من مُحافظات إلى مُحافظات أخرى لكن بالتأكيد هي بتُرسب بأعماقه رفضاً للنظام ولمُمارساته وينتهز الفرصة للخروج من هذه الدائرة في أقرب وقت.. 

الحلقة الضيقة المحيطة ببشار

غادة عويس: النقيب عمار الواوي، الانشقاقات هذه التي تتكاثر وتوجت اليوم بانشقاق هذا الطيار هل تدل على أن قبضة النظام والحلقة الضيقة المُحيطة ببشار الأسد بدأت رُبما تتراخى أو رُبما تضعف برأيك؟ 

عمار الواوي: آنستي عصابات بشار الأسد ونظامه انهار وتآكل بشكل كامل في كُل يوم يسقط عشرات القتلى من عصابة بشار الأسد، وهناك عشرات الانشقاقات من مُختلف الرُتب، أيضاً هناك وزارة الداخلية لا تنسي آنستي وزارة الداخلية التي يقول عنها حفظ النظام هُناك أكثر من مئة ضابط من وزارة الداخلية بينهم برُتب عميد وما دون انشقوا ووقفوا إلى جانب هذه الثورة، وزارة الداخلية أيضاً مُنهارة ومُتآكلة القضاء العسكري والقضاء المدني هناك انشقاقات كُبرى وقفوا إلى جانب هذه الثورة، انشقاقات في مُختلف دوائر الدولة سواءً.. 

غادة عويس: ولكن.. 

عمار الواوي: الأساتذة والأطباء، وأكثر من خمسة وستين بالمئة انشقوا.. 

غادة عويس: سيادة النقيب. 

عمار الواوي: اسمحي لي أن أقول كلمة.. 

غادة عويس: فقط؛ فقط مُلاحظة بسيطة، أنت تقول مُتآكل مُنهار ولكن الأرقام في بنية الأجهزة الأمنية والجيش النظامي السوري لا تدل أو لا تُثبت كلامك، هذا الطيار الذي لجأ بطائرته.. 

عمار الواوي: يا آنستي يا آنستي.. 

غادة عويس: الميج 21، هنالك مئة وخمسة وعشرون طائرة من هذا النوع، هذه الطائرة الأولى منذ أكثر من عام على اندلاع هذه الثورة، هناك 365 طائرة قتالية لم نشهد أي انشقاق منها.. 

عمار الواوي: يا آنستي أنا كُنت في مُعظم العمليات، أقسم أنني رأيت العناصر، رأيت عصابات بشار الأسد تقوم بتكبيل العناصر داخل العربات، النظام يعرف أن هؤلاء العناصر سوف ينشقون ولذلك يقومون بتكبيلهم داخل هذه العربات، النظام مُنهار لذلك بدأ بشراء مُرتزقة من روسيا وإيران وحتى من الأفارقة كما فعل قبله الطاغية مُعمر القذافي، أنت لا تعلمين الصف الأول هُم من الجنود صحيح ولكن الصف الثاني والثالث هم من المُرتزقة والقتلة الذي جلبهم هذا النظام من مُختلف الدول، هذا النظام يعتمد على النظام القتل المُمنهج، من لا يقتل يُقتل لذلك أنت لا تعلمين بما يحدث داخل هذا النظام من انشقاقات كُبرى. 

اللعب على تركيبة الجيش النظامي الطائفية

غادة عويس: دكتور الزيات هل تُوافق النقيب رأيه بأن هُنالك كثير من المُرتزقة ومن المُهددين أيضاً لذلك قد لا تبدو الانشقاقات كبيرة ومهمة أم النظام يلعب على تركيبة مُعينة داخل الجيش وتركيبة تنوع المُجتمع ينعكس أيضا من الناحية الطائفية أيضا في داخل الجيش نفسه.. 

محمد مجاهد الزيات: أولاً أنا لا اتفق مع ما ذكره السيد النقيب حول نقطتين أساسيتين: أن هناك مُرتزقة لم يثبت مثل هذا الكلام، النقطة الثانية يتحدث كما أن النظام قد انهار فعلاً، وفي تقديري أن النظام لا يزال يستعصي على السقوط بسبب بسيط أن تركيبة المؤسسة العسكرية منصهرة هي والمؤسسة الأمنية في الحزب وفي الطائفة وبالتالي هناك ما زال هُناك نوع في التماسك لأن كُل سقوط أي نظام يعني سقوط الأربعة وبالتالي النظام يُراهن على نوع من التماسك موجود لا تزال تأتي إليه الأسلحة من روسيا، لا يزال الجيش الحُر.. سوريا الحر مع كُل التقدير عبارة عن مجموعات لكن لا يوجد هيكل تنظيمي واحد يُمارس عمليات، هو يُمارس عملية الكر والفر معه، الحديث عن انهيار وزارة الداخلية لم يحدث بعد، الطائرة التي خرجت ليس لأن الضابط أو الطيارة.. 

غادة عويس: طيب. 

محمد مجاهد الزيات: التي لجأ بها أو هرب بها للخارج. 

غادة عويس: كيف تُفسر لي ذلك دكتور كيف تُفسر استمرار هذا التماسك؟ 

محمد مجاهد الزيات: نعم. 

فظاعات وتهديدات بالملاحقة

غادة عويس: كما تصفه مع العلم أن هُنالك فظاعات تُرتكب، أي إنسان يُمكن أن يكون لديه ذرة ضمير يُمكن أن يُصدم وأن يبتعد وينشق بالإضافة للتهديدات والكلام عن أنكم ستُلاحقون أمام المحاكم الجنائية وآخر واحد تحدث في هذا الموضوع السفير الأميركي في دمشق.. 

محمد مجاهد الزيات: نعم، نعم أنا لا أوافق على ما يقوم به النظام لكنني أصف ما أحاول أن أقيم موقف النظام كما هو الآن.. 

غادة عويس: أنا أطلب طرحك لهذا الأمر.. 

محمد مجاهد الزيات: أنه هُناك.. 

غادة عويس: أطلب تفسيرا لهذا الوصف.. 

محمد مجاهد الزيات: يعني هُناك انصهار، آه الانصهار القائم ما بين المؤسسة يعني هناك الضباط الذين يحصلون على درجة.. على رُتبة أركان حرب أو ضابط رُكن كان يُشترط أن يكون حزبياً وطائفياً بنفس الوقت، فبالتالي القيادات الكُبرى المحسوبة التي تتولى المناصب الرئيسية كُلها محسوبة على النظام وتعرف أن سقوط النظام يعني سقوطها فتحتاج إلى فترة للاطمئنان للخروج منه، النظام ما زال حتى الآن يفرض سطوة على القيادات حتى لا تخرج من دائرته وتعتبر أن سقوط النظام يعني سقوطها أيضاً، ما زال النظام مُتماسكا مازال الجيش الحُر يُحقق مكاسب لكنها ما زالت غير مُهددة بدرجة إستراتيجية للنظام حتى الآن.. 

غادة عويس: سيد النقيب رد عليك الدكتور هنالك من يعتبر من الجيش القيادات من الفصل الأول تعتبر سقوط النظام تعني سقوطها بالإضافة إلى تواتر الأنباء التي تقول أن الثوار قد يلجئون إلى عمليات انتقام منهم وبالتالي يتمترسون خلف هذا الموقف مع النظام ما رأيك؟ 

عمار الواوي: يبدو أن ضيفك آنستي يُتابع دائماً أخبار النظام على قناة الدُنيا وغيرها من القنوات، آنستي عندما انشق الضباط كانوا يقولون لا يوجد هُناك رُتب كُبرى، الآن أؤكد لك أن هناك أكثر من أكثر من خمسين ضابط برتبة عميد من لم تُلوث يده بدم الشعب السوري ولم يُقاتل بذلك، هناك ضُباط كُثر نحن نُنسق معهم داخل هذه العصابات المُتآكلة، وزارة الداخلية لدينا أسماء وأعداد كُبرى انشقت ووقفت إلى جانب هذه الثورة، آنستي كُل الأرياف في جميع سوريا هي خارج نطاق سيطرة النظام وهذه الأرياف كانت تملك مُدراء نواحي ومُدراء مناطق وضباط شرطة و.. 

غادة عويس: ولكن سيدي النقيب يعني.. 

عمار الواوي: لذلك هُم جميعاً.. 

غادة عويس: السيد النقيب.. 

عمار الواوي: الآن في داخل هذه الثورة ويخوضون حرباً ضد عصابات بشار الأسد.. 

غادة عويس: لو سمحت لي.. 

عمار الواوي: القاصر والطاغية لذلك يا آنستي الموضوع أنه لا يوجد هناك رُتب كُلما ازدادت.. 

غادة عويس: ليس من العدل أن تقول للدكتور انه يُتابع من وسائل إعلام رسمية سورية، هُنالك أرقام كما ذكرت لك، عدد الطائرات التي لم تنشق، وهُنالك أيضاً حتى هذه الأرياف التي ذكرتها، هذه مناطق صحيح أنها خارجة عن سيطرة النظام السوري حالياً ولكن فيها الكثير من الدماء ودفعت ثمناً كبيراً وفيها الكثير من الفوضى وعدم الأمان أيضاً.. 

عمار الواوي: لا لا آنستي الأرياف وقفت، الضباط والعناصر وقفوا إلى جانب الثورة، نحن لم نخسر دماء في هذه المناطق، نحن نسقنا معهم سواءً كانت وزارة الداخلية أو أيضاً في عصابات بشار الأسد، هُناك تنسيق مع معظم هذه العصابات المُنهارة، هُناك ضُباط شُرفاء وعناصر شُرفاء، في كُل يوم هُناك انشقاقات، قناتُكم الكريمة لا تظهر معظم الانشقاقات، تُظهر الرُتب الكُبرى، هُناك أعداد كثيرة من العناصر وقفت إلى جانب هذه الثورة في كُل يوم.. 

غادة عويس: شُكراً لك. 

عمار الواوي: أكثر من خمسين عنصرا يقفون إلى جانب هذه .. 

غادة عويس: شُكراً جزيلاً. 

عمار الواوي: هذه الثورة بِعُدتهم وعتادهم.. 

غادة عويس: وصلت فكرتُك سيد النقيب المظلي عمار الواوي وأيضاً أشكر الدكتور مُحمد مُجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط حدثنا من القاهرة، شُكراً جزيلاً لكما، وشُكراً لكم مُشاهدينا، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبرٍ جديد، إلى اللقاء.