ما وراء الخبر - أحداث الإشتباكات في المسجد الأقصى - صورة عامة
ما وراء الخبر

التصعيد الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى

تناقش الحلقة التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس والمسجد الأقصى، في أي سياق تأتي المضايقات الإسرائيلية المتتالية ضد الأقصى وسكان القدس في الفترة الأخيرة? وما المطلوب فلسطينيا وعربيا لمواجهة هذا التضييق المتزايد على الأقصى والمقدسيين؟
‪ليلى الشيخلي‬  ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬  ليلى الشيخلي
‪ناجح بكيرات‬  ناجح بكيرات
‪ناجح بكيرات‬  ناجح بكيرات
 

‪أنطوان شلحت‬  أنطوان شلحت
‪أنطوان شلحت‬  أنطوان شلحت
‪داود كتاب‬  داود كتاب
‪داود كتاب‬  داود كتاب

 

ليلى الشيخلي: اندلعت مواجهات في باحة المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت باحات المسجد وهي تطلق قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل صوت، وتشهد مدينة القدس توترا بسبب سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليهود من الجمعيات اليمينية المتطرفة بالدخول إلى باحات الأقصى خلال الأيام الأخيرة، حياكم الله نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: في أي سياق تأتي المضايقات الإسرائيلية المتتالية ضد الأقصى وسكان القدس في الفترة الأخيرة، وما المطلوب فلسطينيا وعربيا لمواجهة التضييق الإسرائيلي المتزايد على الأقصى والمقدسيين؟

قبل يومين فقط من مؤتمر دولي مخصص للقدس ينطلق في الدوحة بمشاركة ثلاثمئة وخمسين مسؤولا وشخصية دولية، عاد التصعيد الإسرائيلي ضد المقدسيين عموما والمسجد الأقصى بصفة خاصة وذلك عندما اقتحمت باحة الأقصى بقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى وقوع أكثر من عشرين جريحا في تلك المواجهات.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: يعرف العالم مثل هذه المشاهد جيدا سبق وأن أطلقت انتفاضات فلسطينية ضد إسرائيل، قوات إسرائيلية تقتحم الحرم القدسي بحجة البحث عن أناس بين المصلين قالت إنهم رشقوا عناصرها بالحجارة عند باب المغاربة، ذرائع العبرة فيما تقود إليه من مواجهات تندلع كلما رأى الفلسطينيون أقدام محتليهم تدوس مقدساتهم أو تناهت إلى أسماعهم تهديدات الجماعات اليمينية باقتحامها أو ذاقوا ذرعا باعتداءات المستوطنين التي أكدت صحيفة هآرتس اتساعها حتى شملت رهبان المسحيين، زاد من جرأة حركة المخلصون لجبل الهيكل ذكرا لا حصرا انصراف العالم عامة والعالم العربي خاصة إلى عواصف الربيع العربي بدءا من تونس ووصولا إلى اليمن وسوريا الجارة الغارقة في يومياتها الدموية، أطلقت الحركات الفلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس صيحات التنديد بما يتعرض له الحرم القدسي من انتهاكات، فقد أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن المدينة المقدسة تهودت وأن على العرب والمسلمين التحرك لإنقاذها من الضياع، حماس من ناحيتها دعت لثورة عارمة للدفاع عن القدس وعموم فلسطين يشترك فيها العرب والمسلمون جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين وهي الدعوة التي تزامنت مع تهديد كتائب القسام باستئناف هجماتها ضد القوات الإسرائيلية نزولا عند قناعتها بأن تل أبيب لا تفهم في نهاية المطاف سوى لغة القوة، لغة ليست واردة في سياسات الدول العربية المنهمكة في التعاطي مع استحقاقات الربيع العربي، ورغم البيان الذي صدر عن مؤتمر ديني سياسي عقده الأزهر الشريف في مصر لنصرة القدس جاء فيه التشديد على التصدي للانتهاكات الإسرائيلية والعمل على إنقاذ القدس من براثن التهويد لاذ بعض قادة العرب بالصمت واكتفى آخرون بينهم الملك الأردني بالتعهد بمواصلة الجهود لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، طاولة يتهمها رافضو ما يعرف بعملية السلام بأنها هي بالذات من أضاع القدس وفرط في ثوابت القضية أو يكاد.

[نهاية التقرير]

المضايقات الإسرائيلية المتتالية ضد الأقصى

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع معنا من القدس الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، من الناصرة معنا الكاتب والباحث أنطوان شلحت، من عمان داوود كتاب مدير شبكة اﻹعلام المجتمعي، أبدأ معك ناجح بكيرات، كما ورد في التقرير ما يجري القدس ليس بالجديد إنما يعني ربما مجرد حلقة في سلسلة من التصعيد المستمر، كيف تقيمون ما يحدث في القدس الآن في إطار الصورة الأكبر؟

ناجح بكيرات: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية علينا أن نتذكر بأن هذه الاعتداءات والاقتحامات ليست جديدة ولكن الجديد فيها أنها أرادت أن تضع أجندة في الزمن الموجود في داخل المسجد الأقصى المبارك، المسجد الأقصى المبارك يعيش زمنا إسلاميا فهي الآن تريد من هذه الاقتحامات أن تثبت زمن إسرائيلي في داخل المسجد الأقصى، أقصد بالزمن الإسرائيلي تقسيم المسجد الأقصى حاليا يعني ما وراء الخبر وما وراء الاقتحامات هو تقسيم المسجد الأقصى زمانا، فمن الساعة السابعة والنصف حتى العاشرة والنصف هناك محاولة لمنع الشباب هناك محاولة حتى لأخذ كل بطاقات البطاقات للنساء محاولة لإفراغ المكان من المسلمين وبحجة السياحة إدخال المتطرفين من باب المغاربة الذي يتحكم به رجال الشرطة، وبالتالي أنا أعتقد أن هذه الممارسات وهذه الاقتحامات التي أصبحت شبه يومية هي عبارة عن تفعيل وتسخين لدور قادم يمكن من خلاله إذا سكتنا على هذا التقسيم وإذا سكتنا على هذا الدور أن يأتي الوقت الذي لا يوجد فيه أي مسلم في هذا الوقت في المسجد الأقصى، وإذا نجحوا في التقسيم الزمني فإنهم سيلجئون إلى التقسيم المكاني وبالتالي أنا أعتقد أننا أمام خطر كبير جدا بعدما استطاعت إسرائيل خلال هذه الاقتحامات وخلال الجدار وخلال تجفيف المنابع جففت المنابع، نعم تفضلي.

ليلى الشيخلي: طيب، وصلت الفكرة، يعني هذا التفعيل والتسخين الذي أشار إليه ناجح بكيرات وأوجه السؤال لأنطوان شلحت، حسب وجهات النظر المتداولة داخل إسرائيل هل يأتي لأن إسرائيل الآن تحاول أن تستغل ربما الانشغال العربي والدولي بالربيع العربي وتجد نافذة أو فرصة لتستفرد بالفلسطينيين ومن ثم يأتي هذا التصعيد؟

أنطوان شلحت: يعني بالتأكيد هذا جانب وحيد من المسألة ربما يكون الجانب الأشد خطورة الآن فضلا عن ذلك فإن إسرائيل تحاول ربما أن تختبر ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات التي جرت برسم الربيع العربي خصوصا في مصر وفي تونس وفي أقطار أخرى وصعود كما تعلمين الحركات الإسلامية إلى سدة الحكم ربما تحاول أن تختبر ما الذي يمكن أن تكون عليه ردة فعل السلطات العربية الجديدة التي أتى بها الربيع العربي، ولكن من جهة أخرى يجب أن ننظر إلى هذا الاقتحامات وهذه السياسة المتطرفة في سياق الأجواء اليمينية التي تسيطر على المناخ السياسي في إسرائيل، طبعا أن لا أقول إن من يحرك كل هذه الأمور هم فقط الجماعات اليمينية المتطرفة وإنما جماعات اليمين برمتها في إسرائيل وهذه الأجواء كما تعلمين تتفاقم في الأعوام القليلة الفائتة وهناك إشارات قوية حتى من الأيام الأخيرة إلى امتداد نفوذ هذا اليمين على المناخ السياسي والأجواء العامة كما انعكس الأمر مثلا في الخطة الجديدة التي أعلنها مجلس المستوطنات في الضفة الغربية والتي تدعو إلى فرض السيطرة الإسرائيلية بصورة أحادية الجانب على جميع مناطق ( (c أو جيم التي تبلغ مساحتها 60% من مساحة الضفة الغربية، فعمليا ليس اليمين لا يضيع أي وقت أي وقت في مجال فرض سيطرته وفرض وقائعه على الأرض والقدس كما تعلمين هي موضوع تقف في صلب الصراع ليس فقط على الأرض وإنما على الزمان كما قال الأخ ناجح وعلى الحيز وعلى المستقبل وعلى كل شيء، يعني هي بمثابة عالم مصغر لكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والصراع الإسرائيلي العربي الدائر منذ عدة سنوات.

ليلى الشيخلي: يعني ربما داوود كتاب، نتنياهو كان واضحا منذ فترة في موقفه من الربيع العربي حتى أنه أعلنه صراحة في ذروة الثورة المصرية وقال إن كان هناك استياء أميركي وأوروبي من ذلك ولكنه يرى أنه الآن محقا، ما أريد أن أتوقف عنده هو ما قاله من أن الربيع ينتج محيطا أكثر عداءا لإسرائيل فبالتالي هل ترى هذا التصعيد الجاري حاليا كنوع، محاولة لاستباق حالة العداء هذه؟

داوود كتاب: قد يكون هذا هو السبب لكن أنا أعتقد أن هناك أسباب أخرى إسرائيل مشغولة الآن في انتخابات داخلية وانتخابات ستجري خلال السنة الحالية، إسرائيل تعرف أن أميركا مشغولة بانتخابات ولن يكون هناك ضغط من أميركا على إسرائيل بالعكس هناك منافسة بين المرشحين الجمهوريين على من هو أكثر تأييدا لإسرائيل، فالمناخ الذي يهم إسرائيل هم المناخ الغربي والمناخ الداخلي في إسرائيل والطرفان يؤيدان التطرف لأن إسرائيل مقبلة على انتخابات داخلية وحزب الليكود ونتنياهو يريد أن يثبت أنه أكثر تطرفا من الآخرين ويعرف أنه يستطيع إنه يستغل الوضع الأميركي، أما بالنسبة للوضع العربي فأنا قد يكون هناك استباق لما قد يحدث عندما يستولي أو يستلم السلطة في دول عربية شخصيات أكثر إسلامية وممكن أكثر عداء لإسرائيل لكن هم همهم الرئيسي هو أميركا والوضع الداخلي.

ليلى الشيخلي: تقول همهم الرئيسي أميركا والوضع الداخلي هو في الواقع يعني لافت أن نتنياهو اليوم قبل أن يزور واشنطن يعلن أن مشروعه الاستيطاني مجمد حاليا، هذا الإعلان هذا التصريح هل له دلالة خاصة برأيك؟

داوود كتاب: يعني لا يزال أوباما رئيس أميركا ونتنياهو لا يريد أن يقطع أو يقطع شعرة معاوية مع الرئيس الأميركي الحالي خاصة وأن الاستطلاعات تظهر أنه قد ينجح في إعادة انتخابه لكن الواقع هو ما يجري على الأرض وهناك استمرار..

إسرائيل وملف الاستيطان

ليلى الشيخلي: ولكن يعني سامحني داوود كتاب أن أستوقفك هنا يعني في الواقع نتنياهو يعني قدم أكبر صفعة لأوباما في موضوع الاستيطان تحديدا فهو عندما يقدم على هذه الخطوة في هذه المرحلة كيف تفسر؟

داوود كتاب: يعني بالنسبة لإسرائيل القدس خارجة عن موضوع التجميد الاستيطاني خلينا نكون واضحين، إسرائيل لم تقبل ولو لذرة واحدة أي تجميد في أي عمل حتى في التسع أشهر التي جمدت فيها الاستيطان قبل سنتان لم يشمل ذلك القدس لأن إسرائيل تعتبر القدس الشرقية جزء من إسرائيل أو قدس الموحدة ولم تهتم بالعكس هناك أخبار على صحيفة معاريف أن مطار قلنديا الموجود في المناطق الفلسطينية تفكر في تحويله إلى منطقة صناعية هناك محاولات لتوسيع الشوارع في القدس الشرقية وزيادة في مصادرة الأراضي، إسرائيل تعتبر القدس هي جزء من إسرائيل ولا تهتم في موضوع الاستيطان في القدس.

ليلى الشيخلي: طيب أريد أن أعود إليك ناجح بكيرات، ربما أنت أشرت لهذه النقطة وكذلك فعل أنطوان شلحت فيما يتعلق بالمد الإسلامي، يعني نتنياهو في الواقع ينطلق من هذه النقطة يعتبر أن هذه نقطة في صالحه يقول إن، في خطاب للكنيست أمام الكنيست يقول إنه الآن وضح وتبين أنه كان محقا عندما لم يستجب لدعوات التساهل مع الفلسطينيين للوصول إلى اتفاق ويقول إذا كنا سنتنازل وقتها أو تنازلنا عن شيء لا نعرف لمن كنا سنتنازل، ما تعليقك؟

ناجح بكيرات: واضح أن يعني بنيامين نتنياهو كلامه كثير وأول نزول لنتنياهو كان من خلال قبوله بمفاوضات شاليط الذي، ورضخ لشروط كثيرة جدا، أنا أعتقد أن بنيامين نتنياهو والذي يقود الليكود وهو صاحب الكتب التي تشير إلى ترحيل العرب وإلى بناء الهيكل المزعوم هو يريد أن يكسب الزمن فجفف المنابع، هو يعرف بأن تجفيف المنابع من خلال خمسة وأربعين عام حوصر القطاع حوالي مليون ونصف لا يصل للمسجد الأقصى، ثم بنا جدار ووافق على الجدار هو وشارون من قبل فكرة شارون لعزل أيضا اثنين مليون ثم الآن يريدون أن يجففوا المنابع العربية والإسلامية من خلال إشغال الشارع العربي بقضايا داخلية وبث الفتن في داخل الحكومات العربية لتنسى فهو يستفيد منن الزمن الماضي، زمن النسيان العربي، زمن النسيان العربي استفادت منه إسرائيل وأحرزت اختراقات في مجالات كثيرة في التراب الفلسطيني وفي قضية القدس بالذات لأن دفاعنا عن القدس هو دفاع عن كل شبر في التراب الفلسطيني وهو دفاع عن الأمة العربية لأن المشروع الصهيوني لن ينتهي عند موضوع القدس، ومن ثم الآن نتنياهو يريد أن يستفيد من الزمن، زمن الربيع العربي فهو على كلتا الحالتين يسابق الزمن، مسابقة الزمن يريدون أن يوجدوا فسيفساء جديدة في المدينة، هذه الفسيفساء سواء كانت معمارية أو مدنية وبالتالي هم يخططون على أن ما هو في القدس لا يمكن أن يستمر بعد خمسة وأربعين عام أن تشاهدي القدس حية وأن تشاهدي في القدس.

ليلى الشيخلي: طيب.

ناجح بكيرات: بشر وأن تشاهدي في القدس رؤى، وبالتالي فهم يسعون إلى إلغاء الفسيفساء هذه وإيجاد فسيفساء يهودية بحتة.

ليلى الشيخلي: على العموم هذا لا يمثل وجهة نظر إسرائيل بشكل كامل، هناك وجهات نظر أخرى سنناقشها بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول سياق ودلالات التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس والمسجد الأقصى، أنطون شلحت في الجزء الأول من البرنامج كنت تتحدث عن أن نتنياهو واليمين يمثل فقط جانب واحد من الموقف الإسرائيلي في الواقع ربما الجانب الآخر يمثله باراك في هآرتس بطريقة يمكن أن نختصرها يقول العرب أصبحوا ينظرون إلى إسرائيل وكأنها جزء من النظام القديم الذي يتحالف مع الرؤساء الديكتاتوريين ويجب على الحكومة الإسرائيلية من الآن فصاعدا أن تكون أكثر انفتاحا، هل مثل هذه الأصوات في تزايد أم تراجع داخل إسرائيل؟

أنطوان شلحت: يعني هي ربما في سياق الكتابة الصحفية والتعليقات السياسية ربما هي يعني في تزايد، ولكن يبقى السؤال إلى أي مدى تؤثر هذه الأصوات على الأجندة الإسرائيلية العامة؟ في رأيي المتواضع أن تأثيرها يوازي ما يمكن اعتباره خدش صخرة صماء، ذلك أن الرأي العام في إسرائيل الذي أوجد مثل هذه الحكومة التي تعتبر الأكثر يمينية على مر تاريخ الحكومات الإسرائيلية كلها، الرأي العام في إسرائيل بحسب استطلاعات الرأي المعمقة ينزاح أكثر فأكثر نحو اليمين في كل ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الخارجية وخصوصا فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأيضا في كل ما يتعلق بالسياسة الداخلية، المرتبطة بالحراك من أجل مثلا توسيع الهامش الديمقراطي في داخل السلطة الإسرائيلية ولذلك أنا أعتقد أن هذه الأصوات التي تصدر بين الفينة والأخرى في هذه الصحيفة أو تلك ربما تعبر عن موقف شخصي أو عن موقف قطاعات ضيقة للغاية هي في هامش السياسة الإسرائيلية، أكثر مما تعبر عن التيار الرئيسي الذي يسيطر الآن على كما قلت، على المناخ السياسي والأجواء العامة وبالتالي يسيطر أيضا على الأجندة السياسية الخارجية والداخلية.

التوجه الفلسطيني لمواجهة التضييق الإسرائيلي على القدس

ليلى الشيخلي: أعود إليك ناجح بكيرات فيما يتعلق بالموقف الفلسطيني وما المطلوب فلسطينيا لأن حتى الآن في الواقع ليس هناك يعني رد فلسطيني واضح في ظل المواقف أو الفلسطينية المتشتتة سواء من جانب فتح الملتزمة بسقف أوسلو، وطبعا الجبهة الديمقراطية والجهاد التي ترفض تماما الانصياع لهذا السياق، ما الذي يمكن فعله فلسطينيا لإنقاذ وضع القدس والمقدسيين؟

ناجح بكيرات: الحقيقة يمكن فعل الكثير يعني، الاحتلال الإسرائيلي بجيشه وبأذرعه لا يجد إلا الجبهة المقدسية، هو يشتغل على القدس بأربعة وثمانين منظمة رسمية وشعبية وبأذرع كثيرة وبدعم مالي وبكسب زمن، وبالتالي المطلوب من القرار الفلسطيني سواء كان رسميا أو جماهيريا أن يكون هناك قرار موحد، هذا القرار الموحد، هل تريدون القدس عاصمة لفلسطين؟ إذا كنا نريد القدس عاصمة لفلسطين، فعليكم أن تفتحوا جبهات أخرى، جيش الاحتلال مرتاح جدا لكونه لا يجد إلا هذه الجبهة، أيضا الوزارات، كل الوزارات الإسرائيلية تشتغل في المقدسيين وتشتغل في التراث المقدسي، تشتغل بهذه الحياة وبالتالي أنا أعتقد أن الفلسطينيين إذا ملكوا قرارا موحدا هذا القرار الموحد سواء كان قرار لانتفاضة ولا هبة ولا كان قرار يعني للضغط على إسرائيل أو مقاطعة المفاوضات من جهة، ومن جهة ثانية لا بد من مشاغلة هذا الاحتلال بجبهات ثانية، لا يمكن أن تبقى جبهة القدس وجبهة منفردة، وينفردون فينا، هذا من جهة ولا يمكن للقرار الفلسطيني أيضا أن ينجح إلا إذا وجد حاضنة وقرار عربي، لا يمكن أن تكون القرارات العربية التي تحتضن السفارات وتحتضن أعلام وتحتضن سفراء، وهذه القرارات العربية في نفس الوقت تتناول قضية مركزية، كقضية القدس مجرد قضية إعلامية أو مجرد مؤتمر، فنحن أيضا والحاضنة العربية بحاجة إلى منظمة العالم الإسلامي، إذا نحن نعود في القدس إلى مركزها الأول، إلى أن القدس رمز الأمة الإسلامية، وأن المسجد الأقصى بالذات رمز للأمة الإسلامية.

ليلى الشيخلي: لنذهب لـ .

أنطوان شلحت: والقدس كلها هناك فسيفساء مسيحي.

ليلى الشيخلي: طيب.

أنطوان شلحت: هناك كنائس، هناك عالم، هناك اثنين مليار مسيحي يحجون إلى القدس.

ليلى الشيخلي: طيب، داود كتاب.

أنطوان شلحت: أين العالم المسيحي؟

ليلى الشيخلي: طيب، داود كتاب، كمراقب إعلامي، ما تعليقك على هذا الكلام؟ هل هذا النداء تعتقد واقعي؟

داود كتاب: لا شك إنه القدس يجب أن لا تكون محصورة للدفاع عنها للمقدسيين، القدس هي ملك للعرب المسلمين والمسيحيين، أنا حسب رأيي هناك الكثير ممكن العالم العربي أن يفعله للأسف مؤتمر سرت اللي صار في 2010 تعهد بخمس مئة مليون دولار لأهل القدس، على حسب علمي ما وصل أي مصاري، فهناك عدم وجود جدية عربية، يبدو إنه الدولة الوحيدة اللي ممكن عندها القدرة إنه تلعب دور فعال في موضوع القدس هي الأردن، إذا بتعرفوا في اتفاق الأردني الإسرائيلي بقول في البند التاسع، المادة التاسعة، إنه تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، يعني في اتفاق دولي بين الأردن وبين إسرائيل إنه إسرائيل تحترم موقف الأردن، الأردن لها أوقاف إسلامية أردنية، حراس في القدس، لا تحترمهم إسرائيل.

ليلى الشيخلي: طيب.

داود كتاب: وإسرائيل قد تحترم إذا كان هناك ضغط من الأردن، أنا حسب رأيي يجب هناك يكون مثلث ما بين سكان القدس وممثلين غير متطفلين من القدس، يجب أن تكون السلطة الوطنية والحكومة الأردنية، هذا.

ليلى الشيخلي: طيب.

داود كتاب: هذا المثلث ممكن أن يدافع عن القدس بطريقة أفضل.

ليلى الشيخلي: طيب ماذا عن مؤتمر الدوحة اللي يفترض أن يعقد بعد يومين وتحضره 350 شخصية من مختلف أنحاء العالم، يعني هل، ماذا يمكن أن يقدم؟

داود كتاب: أول شي.

ليلى الشيخلي: باختصار شديد لأن لم يبق لنا إلا دقيقة للأسف.

داود كتاب: أول شي نأمل أن لا يقدموا كلاما، نحن سئمنا الكلام والبيانات السياسية، نريد خطة فعالة لحماية القدس وحماية أهل القدس وللدفاع عن القدس ولآلية عملية التي يستطيع أهل القدس أن يشعروا فيها، عندما يكون هناك تعهدات أن يتم تنفيذها، عندما هناك قرارات أن يتم تنفيذها، أما الكلام والبيانات فسئمناها في القدس، وأنا من المقدسيين الذي أشعر إنه هناك كلام كثير عن القدس ولكن الأفعال قليلة.

ليلى الشيخلي: سئمناها ليس فقط في القدس في كل مكان، أشكرك جزيلا داود كتاب مدير شبكة الإعلام المجتمعي كنت معنا من عمان، وأشكرك أيضا من الناصرة الكاتب والباحث أنطوان شلحت، من القدس نفسها كان معنا الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، أشكركم جميعا، وأشكركم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، في أمان الله.