ما وراء الخبر

تأثير خطاب مرسي على الساحة السياسية

تسلط الحلقة الضوء على ردود الأفعال حول خطاب الرئيس المصري محمد مرسي والذي دافع فيه عن قراراته بتعيين النائب العام الجديد وتحصين لجنة صياغة الدستور ومجلس الشورى من الحل.
‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪عماد الدين حسين‬ عماد الدين حسين
‪عماد الدين حسين‬ عماد الدين حسين
‪قطب العربي‬ قطب العربي
‪قطب العربي‬ قطب العربي

عبد الصمد ناصر: أكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه لا ينحاز ضد أحد من أبناء مصر مشددا على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، جاء ذلك بعد يوم من إصداره إعلاناً دستورياً تباينت ردود الفعل بشأنه.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: هل نجح خطاب الرئيس مرسي في تخفيف الانقسام الذي يشهده الشارع المصري؟ وكيف يمكن قراءة مستقبل الفترة المقبلة في ظل تباين المواقف بين القوى السياسية؟

السلام عليكم ورحمة الله، دافع الرئيس المصري محمد مرسي عن قراراته بتعيين النائب العام الجديد وتحصين لجنة صياغة الدستور ومجلس الشورى من الحل، وقال مرسي في كلمته أمام آلافٍ من مؤيديه في القاهرة أنه يعمل من أجل استقرار مصر الاجتماعي والاقتصادي وترسيخ الديمقراطية والحرية ومبدأ تداول السلطة.

[شريط مسجل]

محمد مرسي/الرئيس المصري: يا أبناء مصر أرعى ما تحبون جميعا أن يحدث، أرعى الخطوات التي تؤدي إلى ما تحبون أن يحدث، الاستقرار والاعتماد بعد الله على النفس والوطن، الاستقرار السياسي الاستقرار الاجتماعي والمجتمعي الاستقرار الاقتصادي والإنتاجي، تداول السلطة هذا ما أريده وأعمل من أجله.

عبد الصمد ناصر: كما تعهّد مرسي بتحقيق أهداف الثورة وعدم السماح لما سمّاه المال الفاسد بتخريب البلاد واتهم قلة بالاحتماء بمظلة القضاء والمؤسسات للعمل ضد ثورة الشعب المصري قائلا أنه لهم بالمرصاد. 

[شريط مسجل]

محمد مرسي/الرئيس المصري: المال الفاسد اللي جمع من العصر المجرم يستخدم لكي يؤجّر وأنتم سمعتم التحقيقات من بعض الولاد الصغيرين اللي بقول أنا أخذت كذا وكذا فلوس على شان أحذف طوب في شارع محمد محمود أو في شارع القصر العيني أو أو إلى آخره، الآن الثورة ماضية ولن تقف والقانون ماضٍ والقضاء مؤسسة لها قدرها واحترامها برجالها المخلصين لها، أما من يريد أن يختبئ داخل المؤسسة فإني له بالمرصاد. 

ردود الأفعال حول خطاب مرسي

عبد الصمد ناصر: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من القاهرة عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق اليومية، ومن القاهرة أيضا القطب العربي القيادي في حزب الحرية والعدالة مرحبا بضيفينا، أستاذ عماد الدين حسين الرئيس المصري قال اليوم يا شعب مصر اطمئنوا لن أظلم أحداً أبدا، هل نجح الرئيس المصري في طمأنة خصومه السياسيين من خلال خطاب اليوم؟ 

عماد الدين حسين: مساء الخير أستاذ عبد الصمد. 

عبد الصمد ناصر: مساء الخير.

عماد الدين حسين: للأسف الشديد لم ينجح الرئيس محمد مرسي رغم كل نواياه  التي أثق أنها طيبة، لكن هذه الطمأنة لم تصل والدليل على ذلك أن الهتافات ما زالت حتى هذه اللحظة، قبل دقائق كنت آتياً من التحرير الهتافات تدوي ضد محمد مرسي وضد قراراته حتى أمس حتى عصر أمس كان الشارع المصري يعني منقسما إلى حد ما بشأن محمد مرسي، كان البعض يطالبه بإقالة النائب العام وبإعادة محاكمة  قتلة الثوار ولو كان محمد مرسي اتخذ هذين القرارين أتصور أنه كان سيتحول إلى عبد الناصر جديد كان الجميع سيهتف باسمه وكان الجميع سيرحّب ثوارا وإخوانا  وليبراليين ومدنيين، المشكلة ليست في، القرارات التي أصدرها محمد مرسي،  بعضها كان مطلبا شعبيا لكل الثورة منها إقالة النائب العام ومحاكمة الثوريين وتعويضات الشهداء وهذا لا خلاف عليه، ولو اتخذها مرسي حتى لو كانت بطريقة مخالفة للقانون أو بطريقة خارجة عن الشرعية القانونية ما كان أحد اعترض من الثوار لأنهم يطالبون بها، المشكلة البسيطة حتى نكون واضحين أن محمد مرسي وهو يتخذ هذه القرارات حصّن نفسه بصورة لم تحدث للويس السادس عشر أو لفرعون مصر، لم يحدث أن اجتمعت السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية مع رئيس واحد، فبالتالي النتيجة النهائية رغم كل النوايا الحسنة لمحمد مرسي التي يقولها والتي قالها اليوم أن شركاءه في الثورة قد ثاروا ضده، تخيّل أنك في التحليل النهائي أن يكون محمد البرادعي حمدين صبّاحي عبد المنعم أبو الفتوح  وهو رجل لا يشكك أحد في شرعيته طارق البشري الذي وضع الإعلان الدستوري  الأول أحمد شفيق كل الثوار والفلول والمحسوبين على نظام مبارك كلهم يتوحدون ضد هذه القرارات، فالمعنى الرئيسي الوحيد أن هناك خطأ سياسي قاتل تم ارتكابه للأسف الشديد  من خلال  قرارات الأمس التي قسمت وشقّت شركاء الثورة.  

عبد الصمد ناصر: قطب العربي كما تسمع وكما نشاهد الآن في ميدان التحرير  الرئيس مرسي لم يستطع لم يتمكن من احتواء غضب مخالفيه ومعارضيه والرئيس لا زال يُنظر إليه على أنه ربما أصبح يستحوذ على كل السلطات وأن الهدف أكثر  من تحقيق أهداف الثورة.

قطب العربي: الاستقطاب السياسي لم يكن وليد اليوم ولم يكن وليد هذا الإعلان الدستوري وهذه الإجراءات، الاستقطاب السياسي في مصر حدث بعد الانتهاء مباشرة من أيام التحرير أيام الثورة، بعد 11 فبراير مباشرة حدث استقطاب سياسي  وانقسام سياسي في مصر وهذا الانقسام تعمق مع الوقت في الاستفتاء الدستوري  ثم في انتخابات مجلس الشعب وانتخابات مجلس الشورى وانتخابات الرئاسة بعد ذلك  واستمر هذا الانقسام قائما، إذن الإعلان الدستوري الأخير أو الإجراءات الأخيرة  ليست هي السبب في الانقسام السياسي، الانقسام موجود قبل ذلك والذين رفضوا قرارات الرئيس مرسي رفضوها قبل أن تصدر، يعني منذ قبل أن تصدر هذه القرارات وبمجرد أن حدثت بعض التسريبات أن هناك قرارات ما ستصدر اليوم يوم أمس أقصد عن مؤسسة الرئاسة كان هناك حالة رفض لهذه القرارات من هذه القوى اليسارية والليبرالية رغم أنهم لا يعرفون ماهية هذه القرارات، هم يعني الآن  يتخذون موقفا رافضا لأي قرارات تصدر عن مؤسسة الرئاسة، ولو أن الرئيس محمد مرسي أصدر فقط قرارا خاصا بإقالة النائب العام أو بإعادة محاكمة الثوار ولو أنهم هم من كتبوا القرار بأيديهم كان المتوقع أنهم سيرفضون وسيرفضون هذه  القرارات لأن هذا أصبح هو الشيء المعتاد في السياسة المصرية.

عبد الصمد ناصر: يعني اسمح لي هنا أن أتحفظ على مسألة أنهم عارضوه حتى قبل اتخاذ القرار لأن ردود الأفعال الأولية التي رصدتها الجزيرة كانت تصب كلها في أنهم يؤيدون قرارات تنسجم وروح أهداف الثورة، ولكن القرارات التي كما قال ضيفنا عماد الدين حسين التي تركّز كل الصلاحيات في يد الرئيس هي التي كانت محل خلاف وقيل أنها غير دستورية.

قطب العربي: نعم، هؤلاء العقلاء طبعا قالوا هذا الكلام، الذين فرّقوا مثل الأستاذ عماد حسن الآن هو يفرّق بين قرارات الجيدة من وجهة نظره والقرارات التي يتحفظ عليها، لكن الآخرين كانوا يرفضون جميع القرارات جميعا كلها في سلة واحدة، فيما يخص مسألة تحصين القرارات هذا استثناء بالفعل ونحن نقر أنه استثناء ولكنه  استثناء فرضته الضرورة الآن لأن القرارات الأولى الجيدة من وجهة نظر الجميع ما كان لها أن تحقق ولا أن تطبق ولا أن تستمر لولا هذا التحصين لأننا كان سنجد غدا  أحد المحامين أو أحد الأفراد يذهب إلى محكمة أو أكثر من محكمة ويطعن على قرار  النائب العام مثلا، أو يمكن للنائب العام شخصيا أن يطعن في  قرار استبعاده والإتيان بنائب عام جديد، أو أحد يطعن في الإعلان الدستوري أو يطعن في قرارات الرئيس الأخرى، وبالتالي نستمر في حالة فوضى وحالة سيولة وحالة انفلات، هذا هو القصد من التحصين والتحصين هنا هو تحصين وقتي لن يستمر كثيرا وسيتوقف بمجرد الوصول إلى مجلس الشعب.

عبد الصمد ناصر: يعني عماد الدين حسين سمعت ما يقوله الأستاذ قطب العربي  تحصين القرارات هو مجرد استثناء وهذا الأمر يعني لا يمكن أن يُلام عليه رئيس   الجمهورية إذا كانت هذه القرارات تتخذ في صالح الدولة وتحقق أهداف الثورة وهذه القرارات وهذه الصلاحيات التي تصفونها بالمطلقة ستنتهي بمجرد انتخاب مجلس شعب جديد.

عماد الدين حسين: من الأسف الشديد أنا أجد نفسي مختلف مع هذه الفكرة التي يطرحها أخي وصديقي قطب العربي لأنه أذكّره وأذكّر الجميع أن كل الحكّام الذين بدؤوا عهودا استبدادية بدؤوا بحسن النوايا وبدؤوا بأن هذه الفترة مؤقتة وأن هذه الظروف خطيرة وظروف استثنائية وسرعان ما تتحول إلى ظروف دائمة، نحن المصريين انتخبوا محمد مرسي بـ 51% لكي يكون رئيسا عاديّا يطبق القانون، المصريين ثاروا على حسني مبارك وأسقطوه لأنه كان رئيسا مستبدا، لو أننا نريد رئيسا مستبدا ما الذي جعلنا أن نضحي كل هذه التضحيات وأن نقطع من أعمارنا عامين وأن نتخلف وأن تتوقف عجلة الإنتاج؟ كان حسني مبارك في هذه المقاييس ليكون أفضل لأنه كان دكتاتورا وعرفناه، نحن انتخبنا محمد مرسي ليكون رئيسا عاديّا  نستطيع أن نطعن على قراراته حتى لو كانت العدالة بطيئة.

عبد الصمد ناصر: لكن الرجل قال اليوم أستاذ عماد الرجل قال اليوم لا يمكن أن أستخدم، أنقل لك ما قاله بهذا اللفظ لا يمكن أن أستخدم التشريع ضد أفراد أو أحزاب أو مسلمين أو مسيحيين لتصفية حسابات فهذه بضاعة رخيصة كما قال لا يمكن أن أتعامل بها.

عماد الدين حسين: أخي الفاضل ما قاله الرئيس مرسي جيد لكن في التطبيق  النهائي ظهر لديه سلطة تستطيع أن تعتقلني بمجرد انتهاء البرنامج لأنني قلت كلاما لا يعجبه، لا أستطيع أن أعترض على قرار لأنني لا أستطيع أن أطعن عليه، القضية ليست في الكلمات، القضية أنا أعرف الظروف التي دفعت إلى اتخاذ هذه القرارات  لكن نحن  لم نتخذ الشرعية.

عبد الصمد ناصر: ما هي هذه الظروف حتى يفهم المشاهد؟

الدوافع وراء قرارات مرسي

عماد الدين حسين: هناك كلام كثير يتناقل أنه كان هناك ظروف ربما أو استعدادات أن بعض الدوائر القضائية ستعيد المجلس العسكري.

عبد الصمد ناصر: المحكمة الدستورية العليا.

عماد الدين حسين: نعم العمل بالإعلان الدستوري السابق وستطعن وستحل مجلس الشورى وأن هناك تمويل من الخارج ومن دول عربية ودول خليجية يقال الكثير، وأن محمد مرسي بهذه القرارات قد استبق من وجهة نظر الإخوان مؤامرة محكمة من كل الأطراف.

عبد الصمد ناصر: وكانت الأمور ربما قد تصل إلى عزله كما يردد البعض.

عماد الدين حسين: نعم هذا قيل، لكن مرة أخرى نحن اعترضنا على حسني مبارك وعلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة عندما كان يستخدم فزّاعة المؤامرة الخارجية، المؤامرة الخارجية طالما أنها موجودة وطالما أن الرئيس محمد مرسي صار رئيسا ومعه كل الصلاحيات ومعه كل السلطات وهو الذي أقال طنطاوي وهو الذي عيّن مدير المخابرات العامة وهو الذي عيّن وزير الدفاع الجديد، كان يستطيع أن  يحبط أي مؤامرة ويصارح الشعب، وإذا لم تساعده الأجهزة كان يستطيع أن يخرج للشعب ويقول هؤلاء هم الذين يعطلون الأمر هؤلاء هم الذين يتآمرون على البلاد، أما أن يأخذ العاطل بالباطل وإما أن  يجعل هذا  يعني.

عبد الصمد ناصر: في نهاية المطاف سيد عماد الدين بشكل أو بآخر بشكل موضوعي إذا صحت هذه الأنباء هل نجح الرئيس ربما في قطع الطريق أمام هذه المؤامرات إذا شئنا أن نصفها بالمؤامرات؟

عماد الدين حسين: من وجهة نظري نعم، هو يظن أنه قطع الطريق عليها لكن هو يقطع الطريق عليها، قطع الطريق على الثورة بأكملها جعل كل يعني تخيّل أخي أن كل شركاء الثورة ضد محمد مرسي هذه كارثة سياسية، أنا أدعو الإخوان المسلمين إلى التفكير فقط أنهم صاروا قوة وحيدة ضد كل المجتمع هذه مشكلة سياسية، الرئيس محمد مرسي قال  الاستقرار، كيف سنحقق الاستقرار والمجتمع منقسم  نصفين؟

عبد الصمد ناصر: طيب قطب العربي المسألة لا تتعلق فقط بخلاف بين الرئيس  ومعارضيه وانقسام في الشارع وإنما وصل الأمر حتى إلى توتر داخل المؤسسة  الرئاسية وإلا اشرح لي كيف يمكن أن أفهم أن مساعد الرئيس سمير مُرقص يقدم استقالته من منصبه كمساعد للرئيس احتجاجا على قرارات الرئيس الأخيرة وكيف نفهم إذن الحوار الذي تحدث عنه الرئيس مرسي وأنه أجراه قبل اتخاذ هذه القرارات؟

قطب العربي: يعني أنا لم أسمع  الحقيقة السؤال الصوت يتقطع  لم اسمع السؤال.

عبد الصمد ناصر: أعيد لك السؤال، الرئيس مرسي قال بأنه تحاور مع كافة القوى السياسية، ونحن نتحدث الآن عن حالة استقطاب في الشارع وعن انشقاق سياسي وغير ذلك، الانشقاق أو التوتر موجود حتى داخل الرئاسة، سمير مُرقص مساعد الرئيس قدّم استقالته احتجاجا على هذه القرارات، سيد قطب العربي على كل حال.

قطب العربي: هو أنا لم أسمع الحقيقة السؤال سمعت بعض الكلمات فقط من السؤال  إذا كان من الممكن إعادته أو أنني أجيب  في ضوء ما سمعته.

عبد الصمد ناصر: هل تسمعني الآن؟

قطب العربي: نعم أسمعك الآن.

عبد الصمد ناصر: طيب إذا كنت تسمعني سألتك عن تفسيرك أنت لاستقالة سمير مُرقص من منصبه كمساعد الرئيس، ألا يؤشّر ذلك على وجود توتر حتى داخل مؤسسة الرئاسة على خلفية هذه القرارات؟

قطب العربي: يعني طبعا أنا غير سعيد طبعا باستقالة الأستاذ المهندس سمير مُرقص من موقعه كمساعد لرئيس الجمهورية، لكنّي أعرف أن المهندس سمير مُرقص يتعرض لضغوط منذ فترة طويلة الحقيقة للاستقالة من موقعه وليس فقط بسب  الإعلان الدستوري، ربما جاء هذا الإعلان كالقشة التي قسمت ظهر البعير لكن أنا  واثق أن حوارات ستجري مع المهندس سمير مُرقص لإعادته ربما مرة  أخرى إلى موقعه فنحن طبعا ومصر في حاجة إليه في هذا الموقع لأنه يوضح التنوع الموجود في مؤسسة الرئاسة أن يكون لدينا مساعد رئيس قبطي لأول مرة في تاريخ مصر يكون لدينا مساعد رئيس من الإخوة المسيحيين وهذا كان تعهد للرئيس مرسي في حملته الانتخابية ولبّى ونفّذ هذا التعهد مباشرة بعد انتخابه أما فيما يخص..

عبد الصمد ناصر: ما زلت أنتظر ردا على سؤالي، يعني كيف تفسر أنت هذا الأمر؟

قطب العربي: لم أسمع.

عبد الصمد  ناصر: سنحاول أن نتغلب على هذه المشكلة الفنية ولكن بعد أن نأخذ هذا الفاصل ونعود لمواصلة النقاش، ابقوا معنا مشاهدينا الكرام سنعود إليكم بعد قليل.  

[ فاصل إعلاني]

الاتهامات الموجهة للقوى الليبرالية

عبد الصمد ناصر: أهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد لنناقش الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي اليوم وأهم ما جاء فيه وإن كان سيكون له تداعيات  أو تأثير إيجابي أو سلبي على الساحة السياسية في مصر، ضيفنا في القاهرة عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق اليومية، هناك من يتهم التيار الليبرالي  واليساريين وكل من يعارضون الرئيس مرسي وتوجهاته بافتعال أزمات لإرباك الحياة السياسية وإرباك عملية صياغة الدستور تحديدا عبر الانسحابات الأخيرة من لجنة وضع الدستور، وأيضا من خلال تحريك الشارع تسخين الشارع ومن خلال حملات إعلامية وتحريض هذا الشارع أيضا بوسائل إعلام تنتمي أو تؤيد هذا التيار  وكأن الهدف حسب مؤيدي الرئيس مرسي هو وضع العراقيل أمام الرئيس الإخواني  بين قوسين، ما ردك؟

عماد الدين حسين: ربما يكون ذلك صحيحا بالطبع لكن ألفت النظر إلى أن وظيفة  المعارضة دائما هي معارضة الرئيس، لا توجد معارضة تؤيد الرئيس وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية تحديدا كان هناك وعد قاطع للرئيس محمد مرسي بإعادة قبل إعلان النتيجة وبعدها لمجموعة من القوى الوطنية إعادة التوازن إلى هذه اللجنة عندما شكا التيار الليبرالي أو التيار المدني من أن التوازن مختل اختلالاً واضحا لمصلحة قوى التيار الإسلامي لم يحدث هذا الوعد ولم يتم تحقيقه، سار الأمر بصورة عشوائية ورأينا انسحابات كثيرة جدا أو يعني ليست كاملة ولكن لبعض القوى المحسوبة على التيار الليبرالي، الإعلام أخشى للأسف الشديد أن نعود مرة أخرى إلى إعادة إنتاج عصر مبارك بمقولات مثل أن الإعلام يشوه الحقائق، هناك قاعدة بسيطة إذا كان هناك إعلام يشوه الحقائق فينبغي أن يكون هناك إعلام مضاد ليوصل الحقيقة إذا كان هناك إعلام تجاوز وتلقى تمويل خارجيا أو داخليا لتشويه محمد مرسي أو الإخوان عليهم أن يقدموه إلى محاكمة.

عبد الصمد ناصر: ولكن هذا الإعلام لا يرى أي ايجابيات للرئيس محمد مرسي؟

عماد الدين حسين: نعم يعني ليس مهما يعني سنفترض أن وسيلة إعلام  قررت أن لا تذكر الإيجابيات هل أحاكمها لأنها لم تذكر الايجابيات سأقول عليها  أنها.

عبد الصمد ناصر: لكن حينما تحرص على إظهار السلبيات لأغراض سياسية ما هذا يساهم في توتير الوضع العام في البلاد ويعطل الحياة السياسية.

عماد الدين حسين: يا أخي الفيصل هو القانون، الفيصل في العملية السياسية كل شخص يزعم في العملية السياسية في مصر وفي غير مصر أنه يعمل لمصلحة وطنه وبلده، ما الذي يجعلنا أن نقول أن تصريحات محمد مرسي هي لمصلحة مصر وأن تصريحات البرادعي على سبيل المثال ضد مصلحة مصر؟ الذي يفصل في ذلك هي شيئان صندوق الانتخابات في أثناء الانتخابات أو القانون، القانون هو الفيصل الرئيسي لكن ترديد كلمات عامة ومقولات عامة لا يمكن  قياسها هذه المشكلة.

عبد الصمد ناصر: صندوق الانتخابات ألم يحتكم إليه المصريون ونتج عنه مجلس الشعب، أين هو مجلس الشعب؟

عماد الدين حسين: نعم، أتفق معك تماما لكن أنت اخترت هذه النقطة الفيصلية  أحييك على هذا السؤال، محمد مرسي  من البداية قبل العمل طبقاً للشرعية القانونية  والدستورية، لم نلجأ كلنا في مصر للأسف الشديد منذ بداية الثورة إلى الشرعية الثورية وإلا كنا استرحنا من البداية لكن عندما تتبع الشرعية القانونية والدستورية وتحلف وتقسم اليمين على احترام هذه المؤسسات ثم تنقلب عليها وتقول أنها شرعية ثورية هنا تصبح مشكلة خصوصا انك لم تشاور القوى الرئيسية شركاءك في الثورة  وقررت أن تنفرد بالأمر وحتى عندما استخدمت هذه الشرعية الثورية استخدمتها  لمصلحة خاصة بشخصك كزعيم وليست بقضايا عامة، أقول مرة أخرى أنا أرحب ببعض القرارات التي اتخذها محمد مرسي وكانت مطلبا رئيسيا للثوار لكن فكرة تحصين قراراته هذه المشكلة الجوهرية.

عبد الصمد ناصر: قطب العربي الرئيس مرسي غالبا ما يتهمه من خصومه بأنه  يتصرف ليس كرئيس للمصريين كلهم وإنما كرئيس للإخوان بالتحديد، هذا ما يقوله   المعارضون، هل برأيك اليوم كان من الصائب أن يتوجه الرئيس مرسي للشعب المصري وقت هذا التوتر في وقت تشهد فيه مصر حالة استقطاب وانقسام من أمام قصر الاتحادية وأمام أنصاره ليطمئن المعارضة أم كان عليه أن يتوجه للشعب المصري عبر التلفزيون الرسمي؟

قطب العربي: للأسف أنا لم اسمع شيئا هناك مشكلة في الصوت.

موقف القوى السياسية في حال تمسك مرسي بقراراته

عبد الصمد ناصر: طيب نعود مرة أخرى إلى ضيفنا عماد الدين حسين إذا كان في إمكان أن نتجاوز هذا الخلل الفني حتى نتمكن من محاورة قطب العربي ليتنا نكمل الحلقة بضيفينا وليس بضيف واحد، عماد الدين حسين أنتم تطالبون الرئيس بأن يتراجع عن القرارات الأخيرة ويبدو من خلال خطاب اليوم أنه قد لا يتحقق ذلك ولم تكن هناك أي إشارة من الرئيس بأنه قد يقدم على خطوة إلى الوراء إذا أصرّ الرئيس على هذه القرارات مع الحل برأيكم؟

عماد الدين حسين: أولا، أحييك على السؤال السابق للزميل قطب العربي لأنه للأسف الشديد كان ينبغي على الرئيس محمد مرسي أن يخاطب المصريين من عبر التلفزيون الرسمي أو عبر كلمة مسجلة لكن اختياره اليوم أمام أنصاره فقط أمام تيار الإخوان جعله للأسف الشديد ربما دون أن يقصد أنه رئيس لجماعة الإخوان المسلمين وليس رئيسا لكل المصريين رغم أنه تحدث الرجل كثيرا أنه يخاطب المصريين ولا يفرّق بينهم لكن الرسالة السياسية للأسف الشديد وصلت مشوّهة،  أعود إلى الجزء الرئيسي والجوهري من السؤال فأقول أنه للأسف يعني القوى المدنية منقسمة هي تُجمع على رفض هذه القرارات لكنها حتى هذه اللحظة منقسمة، الميدان اليوم كان به عدد لا بأس به من المتظاهرين قد يعتصمون لكن محمد مرسي اليوم لم يبدِ أي بادرة كي يتراجع عن القرارات أو بعضها على الأقل وكانت رسالته واضحة أنه ربما يدخل أكثر في صدامه مع الثوار.

عبد الصمد ناصر: لكنه ترك الباب مواربا للحوار مفتوحا للحوار.

عماد الدين حسين: نعم الحوار مفتوح، أتصور في النهاية أن الذي سيحسم المسألة هو مدى قدرة الشارع على تنظيم نفسه، وإذا استمر الاعتصام أو التظاهر بقوة خلال الفترة المقبلة فقد يقتنع الإخوان المسلمين أنهم ليسوا وحدهم في الميدان وأن هناك قوى أخرى كانت لا تزال مشاركة لهم في الثورة.

عبد الصمد ناصر: نعم لكن هناك الآن قراءات أخرى تقول بأن الخلاف الآن في مصر ليس خلافا سياسيا وإنما هو خلاف أيديولوجي بالدرجة الأولى وأن هناك أزمة ثقة بين التيارين المعسكرين، هل هناك فرص حقيقية لكي ينجح هذا الحوار الذي يفترض أن ينطلق بين القوى السياسية في ضوء ما قاله الرئيس المصري اليوم،  وكيف يمكن  أن يتم تجاوز أزمة الثقة؟

عماد الدين حسين: أخي عبد الصمد تعلم أن خلافات كثيرة في دول كثيرة هي اختلافات أيديولوجية، شاهدنا الخلاف بين المؤتمر الوطني في جنوب أفريقيا وحكومة الأقلية البيضاء وكان خلاف وجودي ورغم ذلك تم حله عندما تم توافق  سياسي وتوافق دولي تم حل المشكلة وتجاوز المشكلة ويعيش الطرفان في استقرار واضح ونهضة جنوب أفريقيا، هل نعجز عن الوصول إلى توافق بين قوى سياسية  ذات يوم شريكا في الثورة؟ الأمر يتوقف على الطرفين، لا أستطيع أن ألوم محمد مرسي فقط لكن أطالب.

عبد الصمد ناصر: أريد أن يكون هناك طرفان في الحلقة لأن الصوت عاد مرة أخرى اسمح لي أستاذ عماد أن أشرك معي قطب العربي في الثواني الأخيرة، قطب العربي لتخفيف الانقسام في الشارع المصري هل تعتقد أن الرئيس محمد مرسي  سيتخذ خطوات ما لكي يعني يحتوي هذا الخلاف الدائر الآن؟

قطب العربي: لا واضح أن هناك مشكلة في الصوت حينما يسأل أستاذ عبد الصمد سؤال  يبدو تحدث مشكلة، أنا لا أسمع إطلاقا السؤال.

عبد الصمد ناصر: للأسف أتمنى أن لا تكون هذه هي الحالة الآن في مصر بين طرفي الخلاف أن لا يسمع أحدهما الآخر على كل حال أشكركم ضيفينا عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق اليومية من القاهرة وأيضا قطب العربي القيادي في حزب الحرية والعدالة، وأيضا أشكركم مشاهدينا الكرام لمتابعتكم بهذا تنتهي هذه الحلقة شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.