صورة عامة - ما وراء الخبر 28/12/2011
ما وراء الخبر

عمل بعثة المراقبين في سوريا

تناقش الحلقة استعداد المراقبين العرب في سوريا لزيارة حماة وإدلب ودرعا بعد زيارتهم حمص، وقول رئيس الوفد إن الوضع في المدينة جيد لكنه يحتاج لمزيد من التحقق.

– شكوك حول آلية عمل بعثة المراقبين
– جدل حول جدول عمل لجنة المراقبة
– مهمة المراقبين واستمرار أعمال العنف

 ليلى الشيخلي 
 ليلى الشيخلي 
وليد البني
وليد البني
محمود شكري
محمود شكري
لؤي ديب
لؤي ديب

ليلى الشيخلي: يستعد المراقبون العرب في سوريا لزيارة حماة وإدلب ودرعا بعد زيارتهم حمص وعنها قال رئيس الوفد أن الوضع في المدينة جيد لكنه يحتاج لمزيد من التحقق، غير أن وكالات الأنباء نقلت عن سكان باب عمرو خيبتهم من مستوى تجاوب المراقبين مع شكواهم وساورت الشكوك أيضاً عدداً من المعارضة السورية في الخارج بشأن فاعلية عمل الفريق، حياكم الله نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: بعد زيارة حمص ما هي أسباب حالة الشك التي تساور أطرافاً سورية ودولية تجاه عمل المراقبين، هل سيختلف عمل المراقبين العرب خلال زيارة المناطق الأخرى عما جرى في حمص، بينما يراقب المراقبون العرب الأوضاع في المدن السورية يراقب عملهم السوريون والعرب والعالم، ورغم أن الأصل في مهمتهم هي وضع إجابات للأسئلة المطروحة بشأن الوضع في سوريا إلى أن زيارة حمص وتصريحات رئيس الوفد بعدها طرحت أسئلة أكثر عن أسلوب عملهم الرقابي تحت رقابة الأمن السوري المتهم باستهداف من يدلون بشهادتهم للمراقبين العرب.

[تقرير مسجل]


أمير صديق: ليسوا كثيرين أولئك الذي يتجرؤون على الحديث إلى مراقبي الجامعة العربية في سوريا فمثل هذا الحديث سيكون له ثمنه إن لم يأت كما يشتهي النظام، ذلك أن المراقب العربي الذي يبدو هنا زائغ النظرات وهو يستمع إلى شكاوى المواطنين فيما غير اكتراث يرافقه في الغالب واحد أو أكثر من عناصر النظام الذين يستمعون إلى ما يقوله المواطنون بمنتهى الانتباه والحرص وهو أمر يجعل من وفد المراقبين ما يشبه الفخاخ المعدة للإيقاع بالمعارضين، قبل وصوله إلى هذا المنزل في حمص كان هذا المراقب وبقية زملائه في ضيافة محافظ حمص الذي اختاروا أن يستمعوا إلى روايته أولاً قبل الانطلاق بمقابلة المواطنين، بداية دعمت رأي من يرون أنه ليس من الحكمة التعويل على شهادات يلقى بها على عجل في أسماع مراقبين يحرسهم ذات السلاح الذي كان سبباً في شكاوى الشاكيين وتوجه تصرفاتهم ذات التصورات المحذرة من عصابات مسلحة يقول المعارضون أنها لا توجد إلا في روايات النظام، بيد أن هذا ليس المأخذ الوحيد للمعارضين على بعثة المراقبة العربية فبعد يومين من وجود عناصرها إلى الأرض يتحدث معارضون عن ترحيل النظام معتقلين وإخفاء أسلحة ثقيلة من الأماكن التي زارها المراقبون، وهو أمر ترى المعارضة أنه كان واضحاً منذ البداية ومن دون الذهاب مع النظام في لعبة كسب الوقت لمواصلة قمع المتظاهرين الذين سقط منهم العشرات خلال اليومين الأولين لعمل بعثة المراقبة ذلك أنه لم يكن من المتصور أصلاً من وجهة نظر المعارضين أن يحتفظ النظام بمعتقليه داخل السجون أو بأسلحته الثقيلة داخل المدن والبلدات التي يفترض أن وصول المراقبين إليها لن يتم إلا بالتنسيق المسبق معه، وأبعد من ذلك يقول المشككون أن المراقبين العرب يتعامون عمداً عن الحقيقة حين لا يقرون بأن نظام الأسد لم يلتزم مثلاً بالسماح لأجهزة الإعلام الأجنبية بالدخول والعمل بحرية رغم أن هذا من صميم ما ادعى بالالتزام به ورغم أن صور هؤلاء المراقبين أنفسهم لا تصل إلى العالم إلا عبر كاميرات الهواتف الجوالة وغيرها من الوسائط المختلسة من وراء ظهر النظام.

[نهاية التقرير]

شكوك حول آلية عمل بعثة المراقبين

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذه القضية ينضم إلينا من القاهرة الدكتور وليد البني عضو الأمانة العامة ومدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري من القاهرة أيضاً محمود شكري المحلل السياسي وسفير مصر السابق لدى سوريا، من عمان معنا الدكتور لؤي ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، وأبدأ معك سيد وليد البني الآلية التي بدأت بها زيارة الوفد اليوم والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوفد هل تستحق كل هذا التشكيك الذي نسمعه؟


وليد البني: في الحقيقة أنا كنت قد التقيت رئيس الوفد قبل أن يغادر القاهرة وقد تكلمنا بصراحة وقد قال لي من أولى مهامه وقبل أن يبدأ: هو أن يتم سحب الجيش والآليات من الشارع وأن يتوقف إطلاق النار على المتظاهرين، ما أستغربه حقيقةً هو أن بعد يومين من وجودهم داخل سوريا لا يزال القتل مستمراً ولا تزال الآليات موجودة ولا يزال الجيش يحتل الشوارع ويقتل المتظاهرين ويطلق النار عليهم، هذه النقيصة الأولى التي نأخذها على عمل لجنة المراقبة، أربع مهام أساسية شرحها هو لي عندما التقيت به أولها: أن يتوقف القتل ويُسحب الجيش وتسحب الآليات من الشارع، ثانيها أن يسمح للإعلام بأن يتواجد بحرية وأن ينقل الحقيقة إلى جميع أنحاء العالم وليس فقط كاميرات الجوال وكأنه ليس هناك بروتوكولاً عربياً، ليس هناك مبادرة عربية وكأنه ليس هناك لجنة مراقبة موجودة على الأراضي السورية، ثالث هذه الشروط هي إطلاق جميع المعتقلين السياسيين الذين يزيد عددهم عن ثلاثين ألفاً لا يزالون موجودون بل ولا يزال الاعتقال مستمراً ولا يزال التعذيب مستمراً، في الحقيقة شرطاً واحداً من هذه الشروط لم ينفذ ونسمع مع كل الأسف إذا كان صحيحاً بأنه يقول بأن الوضع مرضي لا أدري ما هو المرضي، وأنا لم أستمع إليه مباشرة يتكلم سمعتها بوسائل الإعلام بأن الوضع في حمص جيد ما هو الجيد في حمص، اليوم هناك جرحى وقتلى، البارحة قتل أكثر من عشرة أشخاص في حمص، اليوم لدينا تسعة عشر قتيلاً في سوريا، لا أعتقد بأنه جادا عندما يقول أن الوضع جيد ولا أعتقد بأن هذه الطريقة سوف نتمكن من تطبيق المبادرة العربية التي بنينا عليها آمالا كبيرة بأنها سوف تساعدنا في إيقاف القتل والتعذيب الذي يمارسه النظام ضد شعبنا منذ أكثر من عشرة أشهر.


ليلى الشيخلي: طيب سيد محمود شكري عندما يقول رئيس الوفد بعد زيارة لم تستمر وجولة لم تستمر أكثر من ساعتين في حمص يقول أن الوضع في بعض الأماكن غير جيد ولكنه ليس مثيراً للخوف، هل ترى في ذلك شيء من الاستعجال؟


محمود شكري: دعيني أكون أو أحاول أن أكون محايداً في هذا الموقف بالذات أولاً رئيس هذه البعثة هو شخصية سودانية ومحمد أحمد مصطفى الذهبي يعني ليس محسوباً على سوريا في شيء وإنما هو معين من قبل جامعة الدول العربية وأن رئيس هذه الجامعة في هذا الوقت بالذات هي قطر ونحن نعلم مواقف قطر وحرصها الشديد على أن تقوم جامعة الدول العربية بالدور المنوط بها وأن اختيار هذا الشخص بالذات ليس محسوباً على أحد ومن ثم فنحن نرى أن الوقت الذي قضته هذه البعثة لا يسمح بتوجيه النقد الحاد إليها كما ولا يسمح في ذات الوقت في التشكيك بعملها، وإنما المفروض إعطاء هذه اللجنة الوقت الكافي لكي يمكنها أن تتبين الموقف كما قال الزميل من قبلي هي لديها فقط ساعتان تحاسب عليهما..


ليلى الشيخلي: طيب.


محمود شكري: ولا أعتقد أن مثل هذا القول ينفي أن تكون هذه اللجنة تقوم بعملها هذا مجرد بداية..


ليلى الشيخلي: طيب لؤي ديب في النهاية هذا الرجل رئيس اللجنة موجود في سوريا ربما من الطبيعي أنه لا يريد أن يستعدي الجهات المسؤولة الموجودة في هذه المرحلة ومن ثم هذا الكلام فقط لطمأنتهم وربما بعد أن تنتهي المهمة سنسمع قولاً آخر.


لؤي ديب: دعيني أناقش الأمر من جانب آخر سأناقش الأمر من جانب مهني كإنسان حقوقي ومختص أولاً هذه على عجل دون معايير، دون ضوابط لعملها دون وجود قانون لانتقاء هؤلاء الأشخاص أنا لا أتهجم على هؤلاء الأشخاص ولكن هذه البعثة كان يجب أن يكون هناك معايير لانتقاء الأشخاص الذين فيها هذه البعثة..


ليلى الشيخلي: ولكن فقط إذا سمحت لي حول هذه النقطة في النهاية هي أيضاً سابقة للجامعة العربية ليس هناك تجربة سابقة تستند إليها وتتعلم منها صحيح؟


لؤي ديب: صحيح ولكن هناك موافقة سورية مشروطة مسبقة على بقاء المراقبين هذا الأمر أدى إلى انسحاب عشرات المراقبين وعدم قبولهم في المهمة وأدى إلى أن الذين دخلوا، دخلوا بأمر سوري وهناك أناس أبعدوا بأمر سوري هذا شيء آخر، البعثة وصل عددها إلى 150 شخص لا تستطيع تغطية المساحات الجغرافية لسوريا، تم تقزيم عملها هذه البعثة لا تحتوي على خبراء في الطب الشرعي، لا تحتوي على خبراء في الطب النفسي لا تحتوي على خبراء في صدمة الأطفال هذه بعثة لا تمتلك أي أجهزة أو معدات لفحص القنابل لفحص الأدوات يعني هذه البعثة فقيرة جداً إذا كانت الجامعة العربية لا تمتلك الخبرات فإن المجتمع المدني العربي الذي تم تغييبه قصداً وتم الإشارة إلى المجتمع العربي المدني بمنظمة أو منظمتين لنقول أن المجتمع العربي المدني قد شارك في هذه البعثة لا يا سيدتي هناك الكثير من الخبراء العرب تم استثنائهم، كان هناك اتفاق مع جامعة الدول العربية تم تزويد جامعة الدول العربية بعشرات الأسماء لم يذهب في هذه البعثة إلا موظفون حكوميون ممن رشحتهم الدول وممن وافقت عليهم السلطات السورية، إذن نحن أمام بعثة فقيرة لا تمتلك الإمكانيات لا تمتلك الخبرات فمن الطبيعي أن ينتج عن هذه البعثة تخبط، بعثة حتى الأدوات لا تمتلك، لا تمتلك كاميرات متخصصة مرتبطة بال vbs مرتبطة بالأقمار الصناعية لتحديد المكان لتحديد الحالة هم يصورون بموبايلاتهم الشخصية أنا أخشى أننا أمام حالة سيكون فيها الضحايا السوريين كما كان الحال في رواندة والكونغو والبوسنة والهرسك ثم سنفيق على كارثة مفجعة أمام التخبط والإجراءات وعدم الخبرة، هذا الكلام لا يجوز في عام 2011 نحن قد تخطينا هذا.


ليلى الشيخلي: أريد أن أعود إلى السفير محمود شكري أنت أثرت نقطة وقلت أن الوفد اللجنة يرأسها شخص غير محسوب على أي جهة هو الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الذهبي ولكن أريد أن أطرح عليك في الوقع سؤال طرحه إيريك ريفز الأستاذ في كلية Smith College في الولايات المتحدة قال لماذا تختار الجامعة العربية شخصاً لقيادة اللجنة ينتمي لجيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها في سوريا، هذا سؤال مشروع.


محمود شكري: والله أنا نفسي لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال لأنه أنا كان من المفترض الذي يوافق على هذه اللجنة كان مجلس وزراء العرب أو المجلس الوزاري العربي وإنما ما وافق على هذه اللجنة هي اللجنة المنوط بها من مجلس الجامعة لحل الواقع في الأراضي السورية، ثانياً نحن نعلم أن الواقع في الأرض السورية ليس وضعاً مريحا وإنما هو وضع مهتز ونحن نرى بكل وضوح أن ما يحدث هو مجزرة وأن ما يتم من كلا الجانبين هو معركة لا نهاية لها، فكان أمامنا حاجة من اثنين: إما أن نقبل الوضع كما هو وبإمكانياته وليست بالإمكانيات التي يتحدث عنها الخبير الذي سبقني في الحديث لأن هذه الإمكانيات تحتاج إلى لجنة على مستوى عال جداً من الدراية وأن يكون الوضع في يد شخص يستطيع أن يفرض هذا الكلام، البروتوكول الذي عرض على سوريا وعارضته تدخل الدكتور علي الغتيت المحامي الدولي لكي يمكن تيسير الأمر ولكي يكن أن يحل المشاكل ولكي يمكن أن يوجد صيغة معينة يبدأ بها الحديث لمحاولة رتق الثياب ما بين المقاومة أو ما بين المعارضة وما بين الجانب السوري أو الحكم السوري، واقع الحال أن سوريا لا زال النظام فيها مسيطراً على الوضع في الداخل ومن ثم هز هيبة سوريا في هذه المرحلة بالذات ليس بالسهل الموضوع ليس كما كان الوضع بالنسبة ليبيا كما أنه ليس كما هو الوضع عليه في اليمن، الوضع في سوريا هي دولة يسيطر عليها نظام حكم هذا النظام يفرض إرادته لم يهتز هذا النظام بعد ومن ثم الدخول في هذه المرحلة يلزم أن يكون بشيء من الدقة ويكون بشيء من الوعي السياسي..


ليلى الشيخلي: نعم من الواضح أن هذا سيد وليد البني أن يذهب البعض إلى القول أن هذا الاختيار كما حصل ربما لأن الجامعة العربية لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج وإنما تجبرهم على تحرك أقوى من البقاء في إطار الجامعة العربية.


وليد البني: نحن ليس لدينا شك أن المجازر ارتكبت والانتهاكات موجودة وقد قام المتظاهرون بتصويرها ورأيناها معاً على الشاشات نحن لا نقول بأنهم يجب أن يخترعوا البارود مرة أخرى، هناك أمور واضحة ولكن هناك أسس، هناك مبادئ أساسية من أهم هذه المبادئ أن لا يذهبوا لكي يراقبوا برفقة قوى الأمن السورية لأن قوى الأمن السورية سوف ترهب الآخرين من أن يقدموا شهاداتهم ومن يقترب قد يلقى مصرعه فليس من المنطق أن تقوم هذه اللجنة بزيارة حمص أو باب عمرو بمرافقة قوى الأمن السورية وهذا ليس موجودا في البروتوكول أصلا، ليس من المنطق أن تبدأ العمل ولا تزال الدبابات موجودة على الأرض والدبابات ولا يزال القناصون موجودون على الأسطحة ولا يزال النار تطلق على المتظاهرين أنا عندما تكلمت مع معالي الأمين للجامعة العربية ومع السيد رئيس اللجنة قالوا بأن الهدف أو النقطة الأولى من مهمتهم هي أن يتوقف القتل وأن يُسحب الجيش من الشوارع وأن يتوقف إطلاق النار، بينما نراهم يمارسون مهامهم ويسقط في نفس اليوم تسعة عشر قتيلاً في اليوم وأكثر من عشرين أو خمس وعشرين قتيلاً البارحة واللجنة تمارس مهامها في المراقبة، إذن الهدف الأول من البروتوكول العربي لم يتحقق لم يتوقف القتل، لم يسحب الجيش من الشارع والهدف الثاني لم يطلق سراح المعتقلين، لم يُسمح لوسائل الإعلام بأن تتواجد وأن تنقل ما يجري بحرية وشفافية.


ليلى الشيخلي: أطلق عدد كبير من المعتقلين اليوم.


وليد البني: يطلق سراح 700 ويُعتقل ألف سيدتي.


ليلى الشيخلي: إذن أسئلة كثيرة ومنها أيضاً لماذا لا يعتمد عنصر المباغتة لماذا يجب الإعلان بشكل صريح وواضح عن جدول زيارة لجنة المراقبة نطرح هذا السؤال بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

جدل حول جدول عمل لجنة المراقبة


ليلى الشيخلي: أهلاً بكم من جديد إلى حلقتنا التي نناقش فيها جدول أعمال وآلية عمل لجنة المراقبة التي تزور سوريا حالياً إذن سيد لؤي ذيب يعني هذا الإعلام بكل تفصيل عن المدن التي سيتم زيارتها وتوزيع حتى الفرق وعدد من سيزور كل فريق، هل تعتبر أن هذا ربما يخدم مهمة اللجنة، يقتل عنصر المباغتة المهم؟


لؤي ديب: هو يدلل على عدم خبرة على عدم دارية هذه تصريحات منذ البداية كنا نناقشها اليوم، كنت أناقشها مع العديد من المنظمات الدولية كيف تعلن اللجنة عن أماكن زيارتها وعن أماكن انتشارها يعني أنا أستغرب ما هي آليات حماية الشهود في هذه اللجنة ما هي الآليات والحصانات التي يتمتع بها أعضاء هذه اللجنة، كيف تسمح هذه اللجنة لنفسها أن تستجوب شهود بحضور عناصر من الأمن السوري هي تعرض الشهود وتعرض الناس للخطر، هناك افتقار قلة الخبرة هذه ستجلب المزيد من الدمار، قلة الخبرة هذه ستجلب المزيد من المآسي، أنا أتمنى على جامعة الدول العربية إن كانت هذه الجامعة وليس منا من يشك في مصداقية جامعة الدول العربية أن كانت لا تملك الخبرة أن تقول أنني لا أملك الخبرة أن تستعين بالخبرات لكن أن تؤدي قلة الخبرة إلى المزيد من المآسي إلى المزيد من الضحايا هذا أمر مؤسف جداً، هذا الأمر قد سبق وأن حدث في العديد من مناطق العالم أن أدت قلة الخبرة في عمل اللجان أو قلة الخبرة في عمل مراقبين دوليين إلى حدوث مآسي كثيرة جداً نحن الآن نتحدث عن لجنة عربية لا تمتلك خبرات يمكن أن تعرض عشرات الشهود للخطر، هذه اللجنة نفس أعضائها لا يمتلكون أي امتيازات أو حصانات، ثم نحن لا نعرف جامعة الدول العربية على الموقع الإلكتروني لم تعلن ما هو قانون عمل هذه اللجنة هل هذه اللجنة ستقوم بالفعل بنهاية مستقلة وتكتب تقريرها بشكل مستقل دون الرجوع للأمين العام، دون الرجوع للدول، هل كان اختيار رجل عسكري لرئاسة هذه اللجنة ليكون فيها نوع من المركزية، هي بالأصل يجب أن تكون لجنة مدينة فيها خبراء عسكريين ليس أن يأتي رجل عسكري ليرأس لجنة مراقبة مدنية، الأمور كلها فيها ريبة فيها شك فيها تخبط أنا أدعو المراقبين العرب الذين يتواجدون على الأرض السورية إن كانوا يحسوا أن عملهم سيجلب خطراً على السكان المدنيين أو أن عملهم لن يحقق نتيجة أن ينسحبوا من هذه البعثة وأن يعطي فرصة أخرى لحل آخر على الأراضي السورية.

مهمة المراقبين واستمرار أعمال العنف


ليلى الشيخلي: السفير محمود شكري هل ترى أي احتمال لمثل هذا الكلام، خصوصاً أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل أسبوع قال لرويترز أنه يتوقع أن خلال أسبوع سيتضح ما إذا كانت الحكومة بالفعل تتجاوب مع لجنة المراقبة الآن كما ذكر خلال هذه الحلقة وما نشاهده أن أعمال العنف والقتل مستمرة.

محمود شكري: يا أستاذة ليلى يعني خلينا نتكلم بأسلوب واقعي نحن نتعامل مع المريض كما هو، ليس كما يجب أن يكون، نحن أمام أزمة وهذه الأزمة أمامنا وأن الوضع الواقع في سوريا أن هناك مذابح وأن المذابح قائمة وأن المعارضة موجودة وأن المعارضة لها أسيافها وأن الجيش له أسيافه وأن الوضع مرتبك في داخل سوريا وأمامنا أحد أمرين: إما أننا نلجأ إلى المنظرين ونترك الوضع كما هو عليه ونقف كعرب نتأمل ما يحدث أو أننا نبدأ الخطوة الأولى ثم بعد هذا نرى ماذا سيكون عليه الموقف، لو أحلنا هذا الموضوع إلى مجلس الأمن فرضاً واستصدر قراراً بإيفاد لجنة مراقبة ولم توافق سوريا على إرسال هذه اللجنة إلا بشروط محددة، هل سيمكن أن نوقف حمام الدم الموجود حالياً أم نسعى إلى الخطوة الأولى وهي محاولة أن نلملم الموقف الحالي ونترك الخبراء لذاتهم ثم بعد هذا نحاسبهم، إنما من الأول كده وإحنا قاعدين نقول إنهم هم خبوا راحت فين الدبابات إلي هم يتكلموا عليها والقتلى الذين يتحدثون عنها، هم فين، يعني لجنة المراقبة مش شايفاهم، هي إيه حالة تعمية؟


ليلى الشيخلي: طيب خلينا نترك لوليد البني واضح أن هناك من يشكك في التشكيك يعني التضليل غير مقنع بالنسبة للبعض، ما تعليقك؟


وليد البني: حقيقة هو يسأل أين الدبابات، الدبابات لا تزال موجودة في الشارع، الدبابات لا تزال تطلق النار ولكن لم يسمح لهذه اللجنة أن تذهب وتصور هذه الدبابات ولا تمتلك هذه اللجنة الأدوات الكافية حتى تصورها، يسأل أين هم القتلى، القتلى يصورون على شاشات التلفزيون، أهالي القتلى موجودون ويقولون ويدفنون موتاهم وتشيع الجنازات يعني أستغرب جداً مثل هذا الكلام من سعادة السفير أنا نفسي كنت هناك ورأيت بعيني ماذا يجري ويومياً تنقل وسائل الإعلام وعبر تصوير بسيط من قبل المتظاهرين أناس يقتلون في الشارع وأناس يقومون بدفنهم عمليات التعذيب اليومية التي شهدتها أنا بنفسي عندما كنت بالسجن، هو يسأل أين هم القتلى، عشرة آلاف قتيل حتى الآن هل نريد أن نعدد له أسماؤهم، هل يريد أن ندلهم على عناوين منازلهم حتى تذهب هذه اللجنة بحرية وتسأل عنهم، هل نريد على من تعرض للتعذيب وأصيب بالشلل الرباعي وهو موجود في منزلة وبين أهله ونحن زودنا اللجنة بكل ذلك. ما عليها إلا أن تذهب لتلك المنازل وتسأل عن هؤلاء القتلى عن هؤلاء الجرحى عن هذا الوضع اللاإنساني الذي يعاني منه الشعب السوري.


ليلى الشيخلي: طيب في الواقع هناك..


وليد البني: لا أدري، سعادة السفير هل يريد هو أن يرى هؤلاء، وهل ستتمكن هذه اللجنة بمرافقة الأمن السوري من تصوير ما يجري على الأرض من قصف لمنازل من منازل مقصوفة وهي مرافقة من الأمن السوري وتحدد لها الأماكن مسبقاً التي ستذهب إليها أنا أستغرب حقيقة ًمن كلام سعادة السفير؟


ليلى الشيخلي: خصوصاً أن هناك منظمات حقوقية سيد لؤي ديب تتحدث عن نقل معتقلين إلى أماكن غير عسكرية لا يمكن للمراقبين ربما زيارتها وأيضاً تغيير أسماء شوارع وما إلى ذلك كل هذا سمعناه، ربما هذا ما دفع وحيد عبد المجيد من مركز الأهرامات كي يقول إن لم يعد أمام الجامعة أن تفعل أي شيء هو قال يخشى أن يتحول الفريق أو الوفد إلى شاهد زور عن عمد وأن يلقى باللوم على الطرفين.


لؤي ديب: يعني أنا لا أريد أن أتجنى على هذه اللجنة ولكن أنا أتحدث عن وقائع يعني سعادة السفير للأسف يخلط ما بين السياسي والقانوني ما بين الملاحقة الجنائية والسياسية، يا سيدي هناك يمكن أن يكون مبادرات سياسية ولكن ليس على حساب الدم وليس على حساب الملاحقة الجنائية وكشف الحقيقة وجلب الضرر وحق المعرفة بالشعب السوري، الشعب السوري من حقه أن يعرف من قتل قتلاه وضحاياه هناك أكثر من خمسة آلاف قتيل سوري قبل وصول اللجنة هل عفا الله عما سلف أم كان يجب أن تحتوي هذه اللجنة وتمتلك أدوات وتتملك أطباء في الطب الشرعي يستخرجون الجثث ويحددون أن هذه جثة فلان ابن فلان قُتل بشظية أو رصاصة يوم كذا بتاريخ كذا ودفن هنا بحضور أهله أو بدون حضور أهله هكذا بكون لجان المراقبة هكذا تكون لجان التحقيق كان يجب منذ وصولها منذ اللحظة الأولى لوصولها أن ينسحب الجيش السوري وأن يعود إلى داخل الثكنات لتستطيع ممارسة عملها، لا أن تمارس عملها بصحبة الجيش السوري كان على هذه اللجنة أن تقوم بعملها بشكل حر دن مرافقة أمنية دون تبعات كان يجب أن تمتلك أدوات لحماية الشهود، هذه اللجنة إن بقي الأمر على حاله نحن لا ننظر ولا نحلم نحن نريد حقاً للشعب السوري نحن نفصل بين الملاحقة الجنائية نفصل ما بين التحقيق، نفصل ما بين القانون ونفصل ما بين السياسية، إذا كان هنالك مبادرة سياسية فلتتقدم جامعة دول العربية وتفصل بالسياسية وتوقف حمام الدم ولكن ليس على حساب لأن يراق المزيد من الدماء، إذا انتظرنا هذه اللجنة بمعدل 70 قتيل يومياً سيكون هناك 2200 قتيل في المدة المخططة لهذه اللجنة وهي شهر واحد.


ليلى الشيخلي: بهذا نختم الحلقة شكراً جزيلاً لؤي ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، وشكراً للسفير محمود شكري المحلل السياسي وسفير مصر السابق لدى سوريا وشكراً لوليد البني عضو الأمانة العامة ومدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس السوري، شكراً وفي أمان الله.