ما وراء الخبر - القوات الفرنسية في أفعانستان - صورة عامة
ما وراء الخبر

فرنسا وتعليق عملياتها العسكرية في أفغانستان

علق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جميع أعمال القوات الفرنسية في أفغانستان ولوح بسحبها باكراً إثر مقتل 4 جنود فرنسيين على يد جندي أفغاني في ثاني حادث من نوعه خلال شهرٍ واحد.


– رد الفعل الفرنسي على مقتل الجنود الفرنسيين
– الخطوة الفرنسية وأثرها على الوضع الأمني في أفغانستان
– المشهد الأفغاني ما بعد الانسحاب

 عبد القادر عياض
 عبد القادر عياض
 

 حبيب حكيمي
 حبيب حكيمي
آن جودي تشيللي 
آن جودي تشيللي 

عبد القادر عياض: علق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جميع أعمال القوات الفرنسية في أفغانستان ولوح بسحبها باكراً إثر مقتل 4 جنود فرنسيين على يد جندي أفغاني في ثاني حادث من نوعه خلال شهرٍ واحد، من ناحيته انتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بشدة سياسة التجنيد بالجيش الأفغاني وقال إن باريس ستطالب كابول بتقديم ضمانات موثوقة حول تجنيد عناصره، نتوقف مع هذا الخبر نناقشه في عنوانين رئيسيين ما مدى وجاهة مبررات باريس بالذهاب إلى هذا الحد في رد فعلها على حادثة مقتل جنوده؟ وكيف يمكن أن ينعكس الموقف الفرنسي الأخير على تماسك القوات قوات التحالف في أفغانستان؟

في ثاني هجومٍ من نوعه خلال 3 أسابيع قتل 4 جنود فرنسيين برصاص جندي أفغاني، أسقط إلى جانب القتلى نحو 15 جريحاً من قوات التحالف في أفغانستان، وصفت جروح 8 منهم بأنها خطيرة وعلى خلفية الهجوم الذي وقع داخل قاعدة شرقي أفغانستان قررت باريس على أعلى مستوياتها تعليق جميع أعمال قواتها العاملة في أفغانستان بل ولوحت بسحبها نهائياً قبل موعد عودتها المقرر سلفاً بنهاية العام المقبل.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: ضاقت القوات الفرنسية ذرعاً بالهجمات التي تتعرض لها بين الحين والآخر في أفغانستان خاصة تلك التي شنها للمفارقة جنودٌ نظاميون أفغان قدم الفرنسيون لتقديم الدعم لهم في الحرب ضد طالبان، هجمات أوقع آخرها 4 قتلى بين الجنود الفرنسيين، تتالت الخسائر البشرية فدفعت فيما يبدو ساركوزي في وقت سابق للإعلان عن جدولٍ للانسحاب يفترض به أن يعيد إلى الديار 4000 عنصر بحلول سنة 2014 مثقلين بذكريات مؤلمة لاثنين وثمانين من رفاقهم قضوا في هجماتٍ تزامن بعضها مع زيارة الرئيس الفرنسي نفسه لأفغانستان منتصف تموز يوليو الماضي، وقوف جنود نظاميين أفغان وراء بعض تلك الهجمات سرع فيما يبدو قرار الإليزيه تعليق عملياته القتالية والتلويح بانسحاب مبكر أنفقت القوات الدولية بقيادة أميركا التي وعدت بأفغانستان ديمقراطية مرفهةً كثيراً من المال والأرواح قبل أن تسلم بحتمية الانسحاب في خطوةٍ قيل أنها ستمكن طالبان من نصرٍ دعائي كبير مانحةً لمقاتليها شحنة أقوى في مقارعة حكومة كابول الغارقة في شبهات الفساد والمشكوك في قدرتها على تحمل الأعباء الأمنية للبلاد في غياب تدريب ودعم الناتو أو حتى معه، تضع هذه التداعيات الإستراتيجية الجديدة لإدارة أوباما في أفغانستان على المحك بالنظر لعوامل متفاقمة ليس أقلها الانعكاسات الملموسة لتدهور العلاقات الباكستانية الأميركية بسبب هجمات أطلسية أودى آخرها بحياة 24 جندياً باكستانياً ما جعل إسلام أباد توقف خطوط إمداد الناتو عبر أراضيها وتجمد زيارات متبادلة مع واشنطن، سلوك تجد باكستان عسراً في هضمه تماماً مثل تصريحاتٍ لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال فيها لــ News Week إن طالبان ليست في ذاتها عدواً لأميركا، تصريحٌ جدد السؤال بين الأميركيين وحلفائهم ما الجدوى من شن حرب ضد من نكتشف بعد عقدٍ من القتال أنه ليس عدواً لنا!

[نهاية التقرير]

رد الفعل الفرنسي على مقتل الجنود الفرنسيين


عبد القادر عياض: لمناقشة هذا الموضوع معنا من باريس الباحثة الإستراتيجية والمسؤولة السابقة في الخارجية الفرنسية آن جودي تشيللي ومن كابول الكاتب والمحلل السياسي حبيب حكيمي وأبدأ بضيفي في كابل السيد حبيب حكيمي في محاولة فهم على الأقل لدى الجانب الأفغاني طبيعة هذا الرد وقوته من قبل الجانب الفرنسي على مقتل الجنود الفرنسيين ما تفسير كل هذه القوة في الرد الفرنسي؟


حبيب حكيمي: معذرةً لم أسمع السؤال آخر السؤال معذرةً يمكن تكرار السؤال..


عبد القادر عياض: طيب سأعيد ما تفسيركم في كابول لطبيعة الرد الفرنسي على مقتل الجنود الفرنسيين؟


حبيب حكيمي: طبعاً الحكومة الأفغانية لم تكن متوقعة هذا الرد الفرنسي السريع والحاسم لأن الحكومة الأفغانية تحتاج إلى وجود القوات الأجنبية في أفغانستان ومنها القوات الفرنسية، والأحداث التي تكررت في أفغانستان في السنوات الماضية وخاصة في ديسمبر الماضي تعرضت القوات الفرنسية لمثل هذا الحادث يعني إطلاق نار من قبل جندي أفغاني على القوات الفرنسية أسفر عن مقتل 2 وجرح 3، والحكومة الفرنسية قالت بأنها تبقي على قواتها في أفغانستان حتى انتهاء مهمة هذه القوات في أفغانستان، ولكن الرد الفرنسي هذه المرة كان سريعاً وصريحاً وطالب الحكومة الفرنسية طالبت الحكومة الأفغانية بالدقة في تجنيد الجنود الأفغان حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث طبعاً هذا الحادث مقلق للحكومة الأفغانية في هذه الظروف الأمنية والسياسية الصعبة بالنسبة للحكومة الأفغانية وكذلك بالنسبة للمجتمع الدولي.


عبد القادر عياض: سوف نخوض في انعكاسات هذه الخطوة من قبل الجانب الفرنسي على ما يجري في الميدان في أفغانستان ودعنا نتحول إلى باريس ومعنا من هناك السيدة تشيللي، أيضاً تقريباً نفس السؤال فيما يتعلق بالعوامل التي دفعت بالقيادة الفرنسية لاتخاذ هذا الموقف بهذه القوة وهل من بينها عامل داخلي في داخل فرنسا؟


آن جودي تشيللي: بالتأكيد هناك عنصر أو عامل داخلي في قرار اليوم الذي اتخذه الرئيس ساركوزي بإجراء سحب سريع للقوات الفرنسية في أفغانستان، وأستطيع القول أن هنا هذا الموضوع أيضاً مرتبط بتطور على الأرض وفي الحقيقة أننا شهدنا تصاعداً وكما قال المتحدث السابق ضيفكم الآخر نعم حصلت بعض العمليات سابقاً ضد فرنسا سابقاً وهذا يدل في الحقيقة على خلل ما في الإستراتيجية المسماة بأفغنة الوضع أي محاولة تدريب القوات الأفغانية لتكون هي المسؤولة دون الحاجة إلى قوات أجنبية على أراضيها، ولكن مشكلة أفغانستان والالتزام الفرنسي في أفغانستان هو موضوع نقاشٍ وجدلٍ كبير في فرنسا منذ سنواتٍ عديدة وأستطيع القول وحتى انتخاب الرئيس ساركوزي كان هناك نوع من التوافق في الآراء فيما يتعلق بضرورة حماية حدودنا كان هذا هو الرأي الموجود عند القوى في أفغانستان.


عبد القادر عياض: ولكن سيدة تشيللي عندما نتكلم عن العامل الداخلي تحديداً نتكلم عن الانتخابات الرئاسية القادمة ؟


آن جودي تشيللي: نعم، بالتأكيد من الواضح أن أفق الانتخابات لها تأثير على مجمل القرارات المتخذة اليوم على المستوى الرئاسي والحزبي، وأن موضوع أفغانستان حسب رأيي قد لا يشكل حسب رأيي كما قلت وسيلة ضغط أو عنصر كافٍ من الأهمية لتغيير آراء ما يصوت له الفرنسيون في حين أن عمل واستثمار فرنسا في ليبيا من جانب آخر ليس بالشيء الذي سوف يؤثر على الانتخابات أيضاً ولكن رغم ذلك أن الرئيس ساركوزي بحاجة إلى نصر ما حتى وإن كان على الجبهة الخارجية كما تعلمون وربما أن الوضع الاقتصادي سيء وصعب جداً وكذلك الوضع في أوروبا أيضاً فيه خلافات كبيرة وبالتالي قد يحاول أن يكون لنفسه موقفاً جيداً في استطلاعات الآراء بالقيام بمبادرة ما موجهة لكسب الرأي العام لأن الرأي العام الفرنسي في يومنا هذا..

الخطوة الفرنسية وأثرها على الوضع الأمني في أفغانستان


عبد القادر عياض: طيب سيدة تشيللي دعيني بما أنك أشرت إلى هذا البعد المتعلق بالبعد الداخلي وأتحول إلى ضيفي في كابول حبيب حكيمي إذا كانت حسابات داخلية داخل دول التحالف في أفغانستان تحدد وتؤثر بشكل مباشر على ما يجري في مستقبل هذا البلد إلى أي مدى هذه الخطوة الفرنسية خطيرة على صعيد الوضع الأمني ومستقبل البلد في أفغانستان؟


حبيب حكيمي: باعتقادي سينعكس سلباً على الأوضاع الأمنية في أفغانستان لأن الحكومة الأفغانية بحاجة إلى القوات الأجنبية في هذه الظروف الأمنية الصعبة والمناطق التي ستخليها القوات الفرنسية في حال قرار فرنسا بسحب قواتها من أفغانستان ستسيطر عليها طالبان وعلى الأقل نفوذ طالبان والجماعات المسلحة سيزداد في هذه المناطق وهذا يهدد الأمن في أفغانستان ويهدد الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني والقوات الأمنية الأفغانية وبالتالي ينعكس سلباً على جزء كبير من الشعب الأفغاني الذي يعارض طالبان والجماعات المسلحة التي حكمت أفغانستان في التسعينيات وطبعاً تلك الفترة تركت آثاراً سلبية على أفغانستان وهناك تخوف لدى..


عبد القادر عياض: ولكن سيد حكيمي عندما يبدأ الحديث على ولو بشكل غير مباشر عن مسألة تسريع مسالة الانسحاب ونحن نتكلم عن الحالة الفرنسية في أفغانستان ما الذي يعنيه الحديث عن تسريع عملية الانسحاب انسحاب الجنود الفرنسيين وربما أيضاً نماذج أخرى من قوات أخرى على الوضع في أفغانستان؟


حبيب حكيمي: بالتأكيد هذا سيحدث شرخاً أولاً في التحالف الدولي في أفغانستان ربما في دول أخرى في حلف شمال الأطلسي ستبادر بسحب قواتها من أفغانستان قبل عام 2014 طبعاً الأميركيون يتحدثون عن سحب القوات الأميركية وبالتالي انسحاب قوات الناتو من أفغانستان بحلول عام 2014، ولكن أي انسحاب مبكر باعتقادي سينعكس سلباً أولاً في الداخل الأفغاني وبالتالي داخل التحالف الدولي، أنا أعتقد هذا الحادث بحد ذاته لا يؤدي إلى سحب القوات الفرنسية من أفغانستان إنما هناك أمور أخرى وهناك أسباب أخرى لقرار فرنسا بسحب قواتها إن قررت فرنسا سحب قواتها من أفغانستان بشكل مثل ما تفكر..


عبد القادر عياض: طيب السيدة تشيللي في باريس كيف لباريس أن توازن بين التزامها بدعم لأفغانستان وعلى أساسها شاركت في العمليات في أفغانستان، وبين هذه العوامل الداخلية انتخابات، مقتل متكرر للجنود الفرنسيين كيف لها أن توازن بين هذين السببين أو المسببين؟


آن جودي تشيللي: في الحقيقة بالنسبة لفرنسا في يومنا هذا كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة هناك أولويات تتعلق بالوضع الداخلي كما تتعلق بالوضع الخارجي، فالوضع الاقتصادي فرنسا وأوروبا سيء وفي السياق حملة الانتخابات من الواضح أن هذا النوع من النقاشات يعتبر من قبل المعارضة على أنه أمر إستراتيجي لمحاولة كسب الأصوات أصوات الناخبين، ولكن رغم ذلك قبل سنوات لا بد أن نقول أنه كان هناك توافق بين اليمين واليسار في فرنسا حول التزام فرنسا في أفغانستان ولكن الآن رأي المعارضة ويقول أن هناك إخفاق وفشل عسكري هناك ولم نحقق شيئاً عسكرياً فإذا انسحبت فرنسا فإنها تستطيع على الصعيد السياسي أن تقوم بدورٍ أكثر موضوعيةً وأكثر مفيداً ولصالح الأفغانيين، وهذا هو الموقف الذي تطرحه المعارضة الفرنسية اليوم.


عبد القادر عياض: على كلٍ على أي نحو يمكن أن يؤثر القرار الفرنسي الأخير على مستقبل قوات التحالف في أفغانستان نناقش ذلك بعد فاصلٍ قصير انتظرونا.

[فاصل إعلاني]

عبد القادر عياض: أهلاً بكم من جديد في حلقتنا التي نتناول فيها دوافع قرار فرنسا تعليق عملياتها العسكرية في أفغانستان وأثره المحتمل على قوات التحالف وأجدد التحية بضيفي في كابول وفي باريس وأتوجه إلى كابول إلى ضيفي حبيب حكيمي فيما يتعلق بهذه التصريحات والحديث عن تسريع انسحاب القوات قوات التحالف والتصريحات من هنا ومن هناك بأن طالبان لم تعد عدواً والحديث حتى من قبل قوات أخرى على الانسحاب المبكر من أفغانستان أنتم في كابول كيف تتابعون كل هذه التصريحات؟


حبيب حكيمي: طبعاً هناك شريحة كبيرة من الشعب الأفغاني تشكك في أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان في حربها ضد طالبان والقاعدة، وعندما تحدث جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بأن حركة طالبان ليست عدوا للولايات المتحدة وهذا طبعاً ترك أثراً سلبياً في أفغانستان على الأقل في الأوساط السياسية بأن الحرب الأميركية منذ 10 سنوات لماذا شنت أصلاً ضد طالبان؟ ولماذا استمرت؟ إذا كانت الأهداف من هذه الحرب لم تتحقق بعد والولايات المتحدة وحلفائها لم تصل إلى هذه الأهداف لماذا بعد 10 سنوات الولايات المتحدة رغم عدم وصولها إلى هذه الأهداف تعلن أن حركة طالبان ليست عدوا للولايات المتحدة وهي تقاتل القوات الأجنبية على الأرض، وبالتالي حركة طالبان تستعد للعودة إلى السلطة وتسيطر على أفغانستان وربما تتحول إلى عدو من جديد للولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان، ومن هنا القوى السياسية في أفغانستان بدأت الآن تشكك بقوة في نوايا الولايات المتحدة ولا تدعم الجهود الأميركية في أفغانستان لأنها لم تعد عدواً لحركة طالبان والجماعات المسلحة المناهضة للوجود الغربي وبالتالي للحكومة الأفغانية، حركة طالبان الآن تقول أنها تقاتل إلى آخر قطرة دم ضد القوات الأجنبية في أفغانستان رغم إجراء المفاوضات التي الآن تجري بينها وبين الولايات المتحدة إلا أن هذه المفاوضات ربما ستكون لإنجاز..


عبد القادر عياض: نعم سأعود، السيدة تشيللي في باريس قوات التحالف عندما دخلت أفغانستان نسقت فيما بينها في هذه العمليات الآن وهي تشرع في الانسحاب أو تخطط للانسحاب هل تنسق أيضاً فيما بينها؟ هل الآن قوات التحالف تنسق فيما بينها فيما يتعلق بعملية الانسحاب بالقدر التي نسقت به عندما دخلت إلى أفغانستان؟


آن جودي تشيللي: في الحقيقة في البداية أن حوافز وأسباب البدء في الالتزام الأميركي والحلفاء معها من فرنسا وغيرها كما تعلمون أن الرئيس ساركوزي كان قد عزز القوات الفرنسية قبل فترةٍ قصيرة، وأن الأسباب التي دعت في البداية دخول القوات الأجنبية إلى أفغانستان هي تبدو اليوم وكأنها أصبحت قديمة وولى زمانها مقارنةً بالوضع على الأرض ومقارنةً بتطور السياق الإقليمي والمحلي والرأي المطروح بالحرب ومكافحة الإرهاب نظراً لأن قائد القاعدة قد اغتيل، وبالتالي في هذا الإطار نجد أن الأسباب التي كانت موجودة في البداية لم تعد موجودة، كما أن هناك معيارا آخر لا يجب أن ننساه الإشارة التي أشار لها ضيفكم الآخر قبل قليل الإشارة التي قدمها الأميركان أن هذا يدل على حصول ضعف في الداخل الأفغاني وأن فرنسا التي كانت قد عززت قواتها بطلب من أميركا تجد أن الأميركان أنفسهم بدأوا ينسحبون وبالتالي فإن التأثيرات احتمال مبكر مسبق للقوات الفرنسية هو نتيجة أو على أثر الانسحاب المسبق أو المبكر التي قد تقوم به القوات الأميركية وبقية القوات المسلحة الموجودة ضمن قوات من قوات إيساف الذي سيفعلون الشيء ذاته وذلك سيكون طبعا له تأثيرات سلبية على الأرض.


عبد القادر عياض: لطالما سيدة تشيللي لطالما اتهمت الولايات المتحدة الأميركية حلفاءها بأنهم لا يقومون إلا بأدوار ثانوية في أفغانستان وبأنهم يختارون أماكن ليست ساخنة في الشمال أو في أماكن أقل خطراً مما تقوم به القوات الأميركية في مناطق في الجنوب في قندهار أو في غيرها إلى أي مدى هناك عدم ثقة وعدم انسجام بين قوات التحالف في أداء مهامها في أفغانستان ؟


آن جودي تشيللي: أعتقد أنه فيما يتعلق بالانسجام بين القوات الأجنبية الموجودة على الأرض الموجودون على الأرض الأفغانية التماسك والانسجام موجود لأنه على رأس هذا التحالف هناك الأميركان ولكن ما يمكن أن نفكر به ثم كيف تتصرف هذه القوات إزاء الإستراتيجية العامة، هذه الإستراتيجية قد تغيرت وتناثرت وأن كل جوانب ما يسمى الحكم الرشيد أي ظروف يمكن أن تفرض على حكومة كرزاي لكي تقوم بمهمتها وواجبها ذلك أن فرنسا تلوم كرزاي بشكل ما لأنه لم يستثمر ما يكفي في القيام بمهمته في عملية أفغنة المسؤوليات وبالتالي فالمخاطر القائمة اليوم هي أن كرزاي يمكن أن يتخلون عنه أو مراعاته الغربيين السابقين ويمكن هذا يؤدي إلى عودة النظام الأفغاني إلى ما كان عليه وهذا طبعاً لن يكون لصالح الغربيين، لكن الغربيين في كل الأحوال سواء داخلية أو إستراتيجية يرغبون بالتخلص من هذا العبء الذي يشكله الوجود العسكري لقواتهم في أفغانستان.

المشهد الأفغاني ما بعد الانسحاب


عبد القادر عياض: سيد حكيمي يبدو أن كل المؤشرات تصب في اتجاه أن الجميع يهيئ نفسه للخروج من أفغانستان إن لم نقل الهرب من هذا البلد ماذا عن الأفغان في ظل هذه الظروف هل جهزوا أنفسهم هل استعدوا هل لديهم خطة؟


حبيب حكيمي: إذا كنتم تقصدون بالأفغان الحكومة الأفغانية والقوى السياسية المشاركة في الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني والقوات الأمنية الأفغانية بشكل عام، هم غير مستعدين بكل تأكيد لمواجهة الأخطار الأمنية التي ستواجهها في المستقبل بعد خروج القوات الأجنبية أولاً الجيش الأفغاني غير مستعد وبالتالي يتم اختراقه من قبل حركة طالبان والجيش الأفغاني طبعاً مكون من عرقيات مختلفة ومن قوميات مختلفة ومن الاتجاهات المختلفة ومن الانتماءات القبلية المختلفة، كل هذه العوامل باعتقادي تؤثر في ضعف الجيش الأفغاني لمواجهة حركة طالبان وخطر طالبان المتزايد في أفغانستان وبالتالي القوى السياسية المعارضة للحكومة الأفغانية كذلك هي غير مستعدة للتصدي للمد الطالباني في المستقبل في أفغانستان إذا خرجت القوات الأجنبية بحلول عام 2014 أو قبل عام 2014، باعتقادي أفغانستان ستتجه باتجاه غير مطلوب والوضع الأمني سيتدهور في هذا البلد، والأرضية ستكون ممهدة للتدخلات من دول جوار أفغانستان وأنا أخشى شخصياً أن تدخل أفغانستان في حربٍ أهلية أخرى كما شهدتها في التسعينيات من القرن الماضي كل هذه التصريحات التي تخرج من المسؤولين الأميركيين بين حين لآخر أن حركة طالبان لم تعد عدواً لها كل هذه التصريحات باعتقادي لمكاسب سياسية وللاستهلاك الداخلي قبل أن تكون للاستهلاك الداخلي في أفغانستان..


عبد القادر عياض: أشكرك سيد حكيمي سيدة تشيلي بهذه الخطوة الفرنسية عفواً هل تعتقدين بأن مهمة الفرنسيين بالتالي مهمة قوات التحالف قد فشلت في أفغانستان؟


آن جودي تشيللي: حسب رأيي في الحقيقة أن المشروع بذاته أو بشكل أو بآخر قد أخفق وفشل فعلاً مقارنةً بالأهداف التي كانت وضعت له، أولها هدف رفع راية الأمن في فرنسا والغرب أي المحاربة والقتال هناك بدل من أن ينتقل القتال إلى الغرب وهذا بحد ذاته يعتبر فشل لأننا نشاهد أن المشاكل الأمنية في فرنسا أو غيرها ما زالت مشاكل قائمة وحقيقية وبالتالي يدل على إخفاق فعلاً..


عبد القادر عياض: أشكرك الباحثة الإستراتيجية المسؤولة السابقة في الخارجية الفرنسية آن جودي تشيللي أدركنا الوقت أعتذر منك وكذلك أشكر من كابول الكاتب والمحلل السياسي حبيب حكيمي، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء بإذن الله.