ماوراء الخبر - الإنتخابات المصرية - صورة عامة
ما وراء الخبر

المشهد الانتخابي المصري

تتناول الحلقة المشهد الانتخابي المصري والجدل على مفردات هذه العملية، كيف بدا المشهد الانتخابي المصري في يومه الأول في ظل استمرار الجدل والانقسامات؟

– إقبال كثيف بأول انتخابات بعد مبارك
– شباب الثورة والخطوة المقبلة

– الشباب وقلب الطاولة على العسكر

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
 إيميل أمين
 إيميل أمين

محمد محسوب
محمد محسوب
 إسلام لطفي
 إسلام لطفي

ليلى الشيخلي: انتظم المصريون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات ديمقراطية بعد سقوط نظام مبارك وسط إقبال كبير لم تعرفه مصر في تاريخها الحديث وفقا لتقارير إعلامية ومع أن الانتخابات تمثل واحدة من أهم المحطات على طريق الديمقراطي إلا أنها جرت في أجواء محتقنة مع استمرار الاحتجاجات والاعتصامات، حيّاكم الله نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين كيف بدا المشهد الانتخابي المصري في يومه الأول في ظل استمرار الجدل والانقسامات، وهل تطوي الانتخابات الصفحة للاستقطابات السياسية التي تعززت بصورة لافتة في الأيام الأخيرة، خطى المصريون اليوم أولى أهم خطواتهم على طريق ترسيخ حياة ديمقراطية، ملايين الناخبين أدلوا بأصواتهم في انتخابات تشريعية تقربهم ولو ببطء من مرحلة يستعيدون فيها السلطة من يد الجيش بعد أن آلت إليه من نظام مبارك المنهار وإذا كانت المرحلة السابقة قد غلب عليها الاستياء من ببطء خطوات عملية التحول الديمقراطي واستفحال الجدل على مفردات هذه العملية فإن الأنظار ستتجه لمعرفة ما إذا كانت الانتخابات ستضع حدا بالفعل لهذا الجدل أو تحد منه على الأقل.

[تقرير مسجل]

أمير صديق: الانتخابات التشريعية الأولى في مصر بعد الإطاحة بنظام مبارك مر يومها الأول بسلام ليس هذا فحسب إنما بدا هذا اليوم الذي طالما حذر منه المشرفون على مدى الأيام الماضية بسبب أجواء التوتر التي خلفتها الأحداث الأخيرة في ميدان التحرير شكل مناسبة للخروج من هذه الأجواء والانتقال مباشرة إلى صناعة مرحلة مقبلة عبر صناديق الاقتراع، فقد خرجت تقارير مراقبي الانتخابات في يومها الأول وهي تكاد تجمع على كثافة الإقبال الجماهيري وخلو عملية الاقتراع في عمومها من أي خروقات أمنية أو تنظيمية ذات شأن في المحافظات التسع التي شملتها المرحلة الأولى من الانتخابات وهي محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم وبورسعيد ودمياط إضافة إلى كفر الشيخ وأسيوط والأقصر والبحر الأحمر، وحده ميدان التحرير كان خارج أجواء تلك الانتخابات، ففي هذا الميدان الذي منح مصر كلها فرصة المشاركة بانتخابات حرة لا تزال مجموعات من الشباب تصر على مواصلة اعتصامها انطلاقا كما تقول من قناعتها بعدم جدوى انتخابات يشرف عليها المجلس العسكري الذي لا يرون بديلا لتنحيه عن السلطة فورا وتسليمها مجلس رئاسي مدني، وبالنظر إلى أن ميدان التحرير بالأعداد المعدودة للمعتصمين فيه لم يبدو مؤثرا على سير الانتخابات في مشهدها العام ومع غياب المهددات الأمنية على الأقل في يوم الاقتراع الأول فإن تحديات من قبيل ما وصف بتعقيد النظام الانتخابي المكون من ثلاث مراحل تبدو الوحيدة التي تواجه هذه الانتخابات إذا ما كفت السياسية وتفاعلاتها عن إنتاج المفاجآت.

[نهاية التقرير]

إقبال كثيف بأول انتخابات بعد مبارك


ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من ميدان التحرير في القاهرة إسلام لطفي عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة وكذلك من القاهرة محمد محسوب عميد كلية الحقوق بجامعة المنوفية وأيضا الكاتب الصحفي إيميل أمين، أهلا بكم جميعا أعتقد كنت أريد أن أبدأ مع إسلام لطفي ممثلا عن الشباب ولكن لا أدري إذا كنت تسمعني بلغني أن هناك صعوبة في الاتصال، على العموم سنعود إليك أبدأ معك دكتور محمد محسوب عن قضية هي أساسية الشباب الآن بعد أن كانوا يسوقون على أنهم الأغلبية الصامتة وهذا الإقبال الكبير على الانتخابات إلا يبدون الآن حالة معزولة؟


محمد محسوب: جزء كبير من التحرير هم يرون أن الثورة هي في التحرير وعلى صناديق الانتخاب في ذات الوقت، وجزء آخر يرى أن الانتخابات ليس هذا هو وقتها لكن خلينا نقول أن الأغلبية في التحرير والأغلبية في الشارع تود الانتقال سريعا إلى مؤسسات مدنية وتقصير المرحلة الانتقالية قدر الإمكان لأن هذا فيه في الحقيقة خلاص من احتمالات التحول للحكم الاستبدادي وأنه خلق هذه المؤسسات المدنية من خلال انتخابات نزيهة هو هدف شعبي قديم بغض النظر عن الصعوبات، الحقيقة في صعوبات كثيرة، صعوبات كانت في قوانين الانتخابات وتوسعة الدوائر ومحاداة بعض الاتجاهات والتسامح مع البعض الآخر لا ندري لما، صعوبات النهارده في الحقيقة العمل في الواقع افرز صعوبات هائلة اليوم وكأن اللجنة العليا للانتخابات مش متوقعة إن في انتخابات النهاردة، عدد القضاة ليس كافيا، الأوراق لم تصل إلى كثير من الدوائر، إلى كثير من اللجان إلا في أوقات متأخرة، وصل بعضها غير مختوم، البعض الآخر ما فيش موظفين كثير من الاتجاهات السياسية والتيارات خصوصا التيارات السياسية المعروفة موجودة خارج اللجان بخيم..


ليلى الشيخلي: طيب.


محمد محسوب: بنوع من الدعاية الفجة..


ليلى الشيخلي: ورغم ذلك كان اليوم هذا الإقبال الكبير اليوم إسلام لطفي..


محمد محسوب: طبعا، طبعا مما يساعد على سرعة التحول..


ليلى الشيخلي: هل هذا يبقي لكم هامش للتحرك في الاتجاه نفسه اللي كنتم تتحركون به؟


إسلام لطفي: بسم الله الرحمن الرحيم هو إحنا من الأول كنا مدركين إن إحنا لازم نشتغل على مسارين: مسار الضغط الشعبي في الميادين والشوارع ومسار النضال الدستوري والقانوني عبر البرلمان، لذلك كان في مجموعة من الشباب النشطاء ترشحوا للانتخابات البرلمانية، إحنا نقول أن الانتخابات البرلمانية دية لم تتم على الوجه الأمثل ونقول النتائج بتاعتها ربما لن تكون هي ما يحلو به الشعب المصري ولن تأتي بنتيجة مثلى ولكنها خطوة نحو التغيير ونحو نضال الشعب المصري، الإقبال الشديد من الناس في مصر على التصويت دليل على أن هناك شيئا تغير في نفوس الناس أصبح الناس على قدر من الوعي بوجوب المشاركة السياسية وهذا في حد ذاته أنا أظن أن احد المكاسب في ثورة 25 من يناير..


ليلى الشيخلي: ولكنها أيضا إذا سمحت لي دليل على أن العملية السياسية تحظى بثقة الناس وهذا الأمر الذي كنتم تشككون فيه أصلا؟


إسلام لطفي: لا ليس صحيحا ليس صحيحا لأني أنا بقول أن الانتخابات دي ستفرز غير ما توقع الناس يعني أنا متوقع أنه هو هيبقى في نسبة تمثيل معتبرة لبقايا فلول النظام السابق وأظن هذا سيدفع الناس للغضب مرة أخرى وللاحتجاج وهيثبت أنه ما كنا ننادي به منذ البداية من وجود تطوير مؤسسات الدولة وإصدار قانون العزل السياسي مباشرة بعد سقوط مبارك كان أمر لا بد منه، ولكن هذا مسار سنسير فيه حتى لا يظن احد أننا ضد الديمقراطية أو أو، ولكن الإفراز لن يكون صحي المجلس القادم مجلس الثورة لن يكون هو البرلمان الأمثل الذي يتمناه المصريون نحن الآن بصدد تطوير العمل الميداني للمطالبة إلى جانب المطالبات السابقة ببرلمان له صلاحيات يعني..

شباب الثورة والخطوة المقبلة


ليلى الشيخلي: إذا أردنا أن نضع عنوان للخطوة المقبلة للشباب ماذا سيكون هذا العنوان؟


إسلام لطفي: حكومة بصلاحيات وبرلمان بصلاحيات لان البرلمان بشكله الحالي وبما يصرح به أعضاء المجلس العسكري هو مجرد إجراء تجميلي يعني البرلمان لا يملك حق تشكيل حكومة ولا يملك حق حتى مساءلاتها أو عزلها في حالة تقصيرها وبالتالي هو هيئة غير ذات جدوى، المرحلة القادمة هي مرحلة تفعيل مؤسسات الدولة والخيار الديمقراطي حكومة بصلاحيات كاملة برلمان بصلاحيات كاملة انتخابات سياسية في اقرب وقت ممكن..


ليلى الشيخلي: طيب إيميل أمين الإقبال الكبير على الانتخابات من وجهة نظر البعض يعتبرونه استفتاء على الثقة في الجيش وإدارته في هذه المرحلة الانتقالية؟


إيميل أمين:لأ لم أسمع السؤال انقطع الصوت قبل أن اسمع السؤال يعني..


ليلى الشيخلي: هذا الإقبال الكبير استمعت ربما لما قاله إسلام لطفي وتفسيره للإقبال الكبير أنا أسألك البعض فسر هذا الإقبال على انه استفتاء على ثقة في الجيش وعلى قدرته لإدارة المرحلة الانتقالية؟


إيميل أمين: هذا صحيح إلى حد كبير للغاية إذا كانت مصر والمصريون قد عرفوا في تاريخهم الطويل بكتاب الموتى فأنا أظن أن الاسم مغلوط وكتاب الموتى هو الاسم الصحيح الخروج إلى النهار أنا أظن أن ما حصل صبيحة اليوم هو شكل من أشكال الخروج إلى النهار انتصار الإرادة شكل من أشكال الاستفتاء على انتصار الدولة بدون انكسار الثورة وإلا فإن الأطروحات الأخرى، البدائل الأخرى المطروحة هي تعلم انتصار الثورة على حساب انهيار الدولة، نعم كان الأمر اقرب ما يكون إلى الاستفتاء جموع المصريين عن بكرة أبيهم في محافظات مصر التسعة، شيوخهم شبابهم أقباطهم مسلميهم كافة الفئات الضغمات المختلفة خرجت بهدف واحد هو إعادة الخطوة الأولى، الخطوة الأولى موطئ القدم في مسيرة تعزز بناء تكتوني لمصر حديثة..


ليلى الشيخلي: ربما محمد محسوب التقارير تحدثت عن أن الجيش كان يعول على هذه الانتخابات لتطوي حالة الجدل التي يعيشها البلاد وربما من اجل ذلك تمسك بإقامتها في موعدها برأيك هل ستفعل، هل ستطوي حالة الجدل السياسي في مصر؟


محمد محسوب: الحقيقة أنا مش موافق أبدا على أنه الانتخابات اليوم استفتاء على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو ليست استفتاء، الانتخابات اليوم هي إدراك من المصريين في الحاجة إلى انتقال إلى مؤسسات منتخبة وهذا هو إفصاح عنه حدث هذا الإفصاح في 19 مارس والنهاردة تأكيدا لهذا الإفصاح وهذا الإدراك وإحنا دائما نؤمن بحكمة الشعب المصري انه عندما يقرر الذهاب إلى الانتخابات هو رغبة في أنه يريد أن يعيد بناء مؤسسات الدولة بشكل بطريقة اختيارية منطقية لكنه ليس تأييدا للجهة القائمة في إدارة الدولة أو عدم تأييدها أو رفض للتأييد لها، الحاجة الثانية اللي بحب أؤكد عليها في الحقيقة عليها أنه البرلمان سينشأ له اختصاصات لأنه المؤسسات الديمقراطية في البلاد الديمقراطية وقت تأسيسها هي التي تخلق هذه الاختصاصات، لا يمكن لأي جهة أخرى تدير العملية السياسية الآن أن تسير أن المجلس سينشأ بلا اختصاصات أو أن اختصاصاته ستصبح محدودة لا، المجلس القادم هو مجلس سيعبر عن الإرادة الشعبية وستكون له اختصاصات وهو سينتزع هذه الاختصاصات في الحقيقة بموجب الشرعية التي يقررها شعب اليوم بتصويته وبوجوده الكثيف في الشارع، الحاجة الثانية أنه إحنا دلوقتي في إطار تشكيل حكومة إنقاذ وطني بكل ما يتضمنه معنى الإنقاذ الوطني في تمثيله لكل الجهات والطوائف والجهات السياسية والقوى الوطنية، هذه الحكومة يجب أن يكون لها اختصاصات عشان تدير بالشراكة مع المجلس العسكري المرحلة الانتقالية باختصاصات تنفيذية حقيقية ما تبقاش مجرد انعكاس لإرادة المجلس العسكري حتى نفك الاشتباك بين تدخل المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد التفصيلية والتي يجب وكان يجب عليه أن يترفع عنها في الحقيقة ويتركها لحكومة تدير الأمور والمشكلات اليومية وتدخل في الجدل أو لا تدخل في الجدل بطريقة بعيدة عن..


ليلى الشيخلي: هل يدخل هذا في إطار صد الاشتباك وطي الجدل أيضاً يعني وأد لوثيقة السلمي هذا أسألك إيميل أمين هل تعتبر أن وثيقة السلمي وئدت خصوصاً بعد أن استمعنا إلى ما قاله المشير الطنطاوي بالأمس من أن وضع الجيش لن يتغير هو باقٍ كما هو بالأمس واليوم والمستقبل.


إيميل أمين: لا يعني لا أظن أن وثيقة الدكتور علي السلمي قد وئدت إنما ربما هي تكون بالفعل في فترة بيات شتوي لحين الانتهاء من الملف الأهم، ملف الانتخابات البرلمانية من قدر له أن يسير في وسط الجموع المصريين اليوم كان يستطيع أن يرصد الاتجاهات المختلفة التي تتحدث عن مصر الدولة المدنية لا مصر العلمانية ولا مصر الدينية، هذا يؤكد على أن هناك عودة ربما بعد 10 يناير القادم انتهاء الجولة الثالثة للحديث عن أهمية عنوان مصر المدنية، فيما خص المواد الخاصة بالقوات المسلحة يعني أنا يحضرني التعبير اللاتيني (Nemo propheta in patria ) يعني ما من نبي له كرامة في وطنه، نحن نتحدث عن المؤسسة التي تشكل صمام الأمان ليس في مصر فقط بل في منطقة العالم العربي بأكمله، الجيش المصري، القوات المسلحة المصرية، محاولة تهميش هذا الدور أو تقليصه أو محاولة توجيه سهام الاتهام إليه أمر يختزل الكثير من مكاسب الثورة والحديث عن مواد تخص الجيش المصري بالاختزال أو الاختصام في هذه الأوقات التي تتعرض فيها مصر إلى هجومات معلنة تارة وخفية تارة أخرى من جهاتها الأربع أنا أظن أن هذا أمر يعني غير منهجي غير سليم غير عقلاني يختصم من كينونة مصر والمصريين بأكثر مما يضيف إلى استقلال مصر في قادمة الأيام.


ليلى الشيخلي: على العموم لا زال أمامنا الكثير من الأسئلة أرجو أن تبقوا معنا سنأخذ فاصل قصير ثم نواصل.

[فاصل إعلاني]


ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول الانتخابات المصرية والأجواء التي جرت فيها ومصير الجدل المرتبط بها وواضح لدينا آراء مختلفة فيما يتعلق بهذا وأريد أن أعود لك سيد محمد محسوب كنت بدأت تتحدث عن حالة الفوضى والعنف والحالة الأمنية المضطربة وكذلك نضيف إليها إيقاف بعض حملات الدعاية ونظام انتخابي معقد جداً وعدم وعي ربما وقت كافي للناخب لكي يفهم العملية الانتخابية ناهيك عن الجدل السياسي والاستقطاب، كل هذه المعطيات ألا تُلقي بظلال من الشك على شرعية الانتخابات ونتائجها؟


محمد محسوب: الحقيقة لا، إحنا خلينا نفصل ما بين أمرين بشكل عام الانتخابات اليوم هو عرس للديمقراطية في مصر وفي حضور كثيف للشعب المصري وغالبية اللجان بشكل جيد لكن إحنا نتكلم عن بعض اللجان غاب عنها حضور القضاة وغاب عنها حضور الموظفين وغابت الأوراق الانتخابية وأوراق التصويت أو غابت الأختام وهذا نقص في الحقيقة مرده إلى قدر من عدم حسن الإدارة من الجهة المنوط بها إدارة العملية الانتخابية، لكن خلينا نتكلم على النواحي الأمنية نواحي جيدة بشكل عام إلا الاستثناءات، الحضور الشعبي هائل إدارة برضه الانتخابات بشكل عام طيب لكن ما كنش فيه داع خالص لهذه الثغرات في الحقيقة، ما كنش فيه داع كان يجب أنه الاتجاهات الرئيسية اللي الموجودة في الشارع النهاردة كان يجب عليها أن تحترم إرادة الشعب وتتوقف عن عمل هذه الدعاية الفجة إنه تتواجد خيم أمام المناطق الانتخابية، المراكز الانتخابية إنه محاولة تغيير رؤية الناس اللي استقرت في خلال الحملة الانتخابية، الحقيقة خلينا أقول فيه فرق شاسع ما بين وعي الشعب المصري وهو أكثر وعياً حتى من التيارات السياسية القائمة وهو أكثر رقياً في أدائه السياسي وتثبت ذلك الطوابير الواقفة على المدارس النهارده في رقي وفيه أدب وفي عدم تزاحم وفي عدم اختلاف وفي عدم حتى إفصاح عن الرأي حتى يُدلي به بصناديق الانتخاب مع اتجاهات سياسية معينة يعني فاضحة في الحقيقة لا أقول أكثر من فاضحة لأنها تستخدم نفس آليات النظام السابق في التأثير على الأمانة التي يحملها كل مصوت ففي أخطاء متبادلة في أخطاء إدارية وهي أخطاء أنا بعتبرها أنها استثناء على المشهد العام وفي أخطاء من بعض الاتجاهات هي دي اللي أعتبرها في الحقيقة هي التي تُسوء اللوحة الجمالية العامة للانتخابات المصرية.


ليلى الشيخلي: يعني ربما وضعتنا في مقارنة إيميل أمين قضية الوعي وعدم الوعي عند الشعب وعند النخب السياسية والقوى السياسية البعض يتحدث عن رومانسية الشباب مقابل واقعية للقوى السياسية بمعنى الشباب يريدون أن ينتزعوا الجيش هكذا مؤسسة عمرها ستين سنة ببساطة بينما هناك واقعية ربما أكثر لدى الطرف الآخر ولكن في النهاية ألا تنتصر رومانسية الشباب على واقعية الأحزاب؟


إيميل أمين: يعني لماذا نضع المسألة في سياق المنتصر والمهزوم يعني الفائز والمهزوم، هناك شكل من أشكال (compromise) أشكال وتوافقات الواقعية على الأرض يعني نحن نقول أن هذه الرومانسية من شباب ثورة خمس وعشرين يناير هي التي قادت لاحقاً إلى تغيير المشهد السياسي المصري برمته هي التي قادتنا إلى هذا العرس الديمقراطي الذي أشاء بأمور كثيرة اليوم، لا يجب أن نفسد هذا العرس بإشكالية التصادم يُمكن أن تكون هذه النجاحات لليوم وللفترة القادمة هي امتداد لهذه الرومانسية وتحولها من الإطار العاطفي الوجداني إلى الإطار العملي العقلاني لإنجاز استخدام التعبيرات الإستراتيجية أنا لا أرى..

الشباب وقلب الطاولة على العسكر


ليلى الشيخلي: ولكن الرومانسية تُرجمت عملياً يعني ميدانياً على الأرض في أن الشباب خلال الاعتصامات الأخيرة نجحوا في الواقع بانتزاع تنازلين أساسيين من الجيش لم تتمكن أبداً القوى السياسية من حتى تحقيق جزء من هذه المكاسب.


إيميل أمين: هذا التساؤل في حقيقة الأمر يقودنا إلى حالة يعني أنا أسميها حالة الخواء السياسي التي كانت مصر تعيشها في العقود الثلاثة الماضية هذا يعني بجانب أنه بالفعل تحريك للمياه الراكدة من قبل شباب التحرير لكنه أيضاً وبنفس القدر يعود مرده إلى حالة الاهتراء السياسي، الانتصارات التي حُققت ليست بمطلقية المشهد، انتصارات رومانسية في مآلها إنما هناك بالفعل أسباب واقعية حقيقية في غياب أي طرح أو أي بديل سياسي عقلاني في المشهد الماضي.


ليلى الشيخلي: اسمح لي لم يبق لي إلا دقيقة محمد محسوب قبل ربما أن نحتفل بعرس ديمقراطي كما سماه إيميل أمين هناك من يرى الانتخابات كأنها استراحة محارب لا أكثر ولا أقل ويستند إلى ما قاله العريان لن ندخل في معركة مع الجيش وإن كان لا بد من معركة فإنها ستجري بعد الانتخابات.


محمد محسوب: يعني أنا مش عارف مين يتكلم على معارك ما بين الشعب والجيش أو ما بين القوى السياسية والجيش يعني أعتقد أنه المتحدث الذي قال هذا التصريح هو مخطأ بالتأكيد لأنه إحنا في مرحلة تفاعل سياسي الشباب له رؤى وجزء آخر من الشباب وبقية الشعب له رؤى وبعض القوى السياسية لها رؤى أنا أؤكد مرة ثانية أن بعض القوى السياسية كالتي تطلق هذه التصريحات في الحقيقة هي تطلقها لمكاسب خاصة لتنظيماتها أو لأحزابها، الحقيقة أن تعاضد كل فئات الشعب الشباب في التحرير والشعب على الصناديق والشباب أيضاً على الصناديق هو اللي يحقق المكاسب في تحديد لموعد انتخابات لرئيس الجمهورية في يوم 20 يونيو والإعادة 27 ونقل السلطة تماماً يوم 30 هذا التحديد جاء بعمل التحرير، النهاردة البرلمان الذي سيأتي، سيأتي بعمل الشعب بمجمله سنكتسب في القريب العاجل برلمان منتخب وسنكتسب حكومة إنقاذ وطني والبرلمان له اختصاصات لا يمكن نكرانها لأنه الأعراف الدستورية المصرية تقرر هذه الاختصاصات ولم يمنحها أي أحد للبرلمان المنتخب بصورة شرعية، وهذا البرلمان لن يدخل في معركة مع أي جهة لأنه أعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة دلوقتي أدرك تماماً أنه الشعب المصري يريد حكومة وطنية مدنية ونظاماً ديمقراطياً مدنياً خالصاً والتصريح بتاع المجلس الأعلى وبتاع المشير الطنطاوي المتعلق بأنه الجيش لن يتغير موقفه عن الدساتير السابقة أنا بأخذه في الجانب الإيجابي أنه في الدساتير السابقة من ناحية منظوريه كانت تتحدث أن الجيش هو ملك للشعب وليست له أية سلطات ولا تدخلات في المجال السياسي إحنا بنأخذه على هذا المأخذ ورغم أنه كان فيه تدخل من المؤسسة العسكرية في الحكم بطريق ضمني وليس بنصوص دستورية وإحنا رفضنا أن يتحول هذا التدخل الضمني إلى تدخل صريح في وثيقة دكتور السلمي ورفضنا الوثيقة وأعتقد أنها سقطت وعلم الجميع أن الشعب المصري لن يقبل لا وصاية عسكرية ضمنية كما كانت في الماضي ولا وصاية عسكرية صريحة لأنه الثورة عندما قامت كانت ترفض النظام شاملاً ومجملاً بكل عناصره بما في ذلك الوصاية العسكرية التي كانت موجودة، التي كانت تقتضي أن رئيس الدولة هو يجب أن ترضى عنه المؤسسة العسكرية أو أن يأتي من بين الصفوف.


ليلى الشيخلي: أشكرك محمد محسوب عميد كلية الحقوق في الجامعة الملوفية وشكراً جزيلاً أيضاً للكاتب الصحفي إيميل أمين وأشكر أيضاً إسلام لطفي الذي كان معنا في الجزء الأول من الحلقة عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الشباب الثورة والذي اضطر لمغادرتنا نشكركم على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.