صورة عامة / ما وراء الخبر 07/11/2011
ما وراء الخبر

دور الجامعة العربية في الأزمة السورية

تتناول الحلقة دعوة رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة في ضوء ما وصفه باستمرار أعمال العنف في سوريا.

– مدى التزام النظام السوري بالمبادرة العربية
– الخطوة التالية للجامعة العربية

– دعوة لحماية المدنيين في سوريا

حسن جمول
حسن جمول
طالب السقاف
طالب السقاف
هاني خلاف
هاني خلاف
أنس الشامي
أنس الشامي

حسن جمول: بعد أربعة أيام من إعلان دمشق موافقتها على الخطة العربية لحل الأزمة في سوريا دعا رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة في ضوء ما وصفه باستمرار أعمال العنف وعدم تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها التي نصت عليها الخطة، يأتي ذلك في أعقاب تحذير الأمين العام للجامعة مما اعتبره نتائج كارثية لفشل الحل العربي، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما طبيعة دور الجامعة العربية في الأزمة السورية من حيث الواجبات القانونية والاعتبارات السياسية وما هي آليات إنجاح دور الجامعة العربية من عدمه في حل الأزمة السورية، إذن دعت اللجنة الوزارية العربية إلى عقد اجتماع يوم الجمعة المقبل يليه اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى الوزراء يوم السبت في القاهرة لبحث الوضع في سوريا في ضوء ما اعتبرته عدم التزام حكومة دمشق ببنود خطة العمل العربية، يأتي ذلك فيما تحفظت سوريا على تصريحات الأمين العام للجامعة نبيل العربي التي حذر فيها من إن نتائج فشل الحل العربي ستكون كارثية وقالت انه كان حريا بالأمين العام أن يقوم بالدور التنسيقي بين دمشق واللجنة الوزارية العربية بدلا من أن ينصب نفسه طرفا في مواجهة الحكومة السورية..

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: بينما تسقط الثورات العربية الأنظمة تباعا تعيد اكتشاف الجامعة العربية ومواطن القوة والخلل في بنيانها السياسي والقانوني، عند الملف السوري تبرز مسالة تفعيل دور المؤسسة العربية من خلال مبادرة لإنهاء الأزمة بين النظام السوري وشعبه لاقت قبولا رسميا سوريا، قبول تقول أمانة الجامعة انه لم يخرج من ذات الورقة إلى حيز التنفيذ فشاشات التلفزة ما زلات تظهر صور انتشار عسكري في الشوارع وقتلى وجرحى من المدنيين وانتهاكات من قبل شبيحة النظام، دمشق لم تلتزم إذن بما وقعت عليه في ورقة المبادرة لسحب آلياتها العسكرية من المدن ووقف فوري للعنف، هكذا قيم الأمين العام للجامعة العربية الموقف السوري من المبادرة وبناء عليه تقرر اجتماع طارئ يوم السبت المقبل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وانهالت الانتقادات من دمشق على الأمانة العامة للجامعة التي تجاوزت من وجهة النظر الرسمية السورية دورها التنسيقي بين دمشق واللجنة الوزارية العربية لتنصب نفسها طرفا في مواجهة النظام وتخطت الصلاحيات المدرجة في ميثاق الجامعة العربية فالمادة الثامنة من الميثاق تنص على أن تحترم كل دولة في الجامعة نظام الحكم القائم في الدول الأعضاء وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول وتتعهد بالا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها وهنا يبرز التناقض في محددات دور الجامعة العربية وفقا للميثاق وبين موقفها من أزمات مشابهة للازمة السورية ففي الحالة الليبية مثلا أحالت اللجنة الوزارية الملف الليبي إلى مجلس الأمن الدولي في إطار التحرك لحماية المدنيين ما مهد الأرض أمام قرار أممي بشن هجمات أطلسية على ليبيا وكذلك كان موقف الجامعة من أزمتي العراق إبان غزو الكويت وقبيل الغزو الأميركي عندما أحالت الملف العراقي لمجلس الأمن الدولي تناقضا مع ما أكدته الجامعة مرارا من حرص على حل الأزمات داخل البيت العربي دون اللجوء للتدخل الخارجي، وهناك من يرى قانونيا أن الجامعة العربية شكلت في الحالات السابقة أداة ضغط إقليمية وفرت الذريعة والغطاء القانوني للتدخل الدولي في المنطقة العربية، غياب الآليات خلل أخر تبرزه الأزمة السورية في ميثاق الجامعة الذي لم يتبن آليات سوى الوساطة لإنهاء الأزمات..

حسن خلاف: للأسف الجامعة العربية كمؤسسة ليس لها مخالب أو أنياب تحقق لها مثل هذه الحماية الميدانية، كنا منذ زمن بعيد نفكر في مشروع إنشاء قوة عربية للتدخل في حالات الطوارئ الإنسانية وحماية المدنيين أو في حالات الكوارث الطبيعية.

إيمان رمضان: هل يحتاج دور الجامعة العربية لإعادة صياغة تتفق مع الظرف السياسي العربي الحالي أم أن الثورات العربية والمعادلات السياسية الجديدة التي تدرس في الغرب حاليا أدخلت بالفعل تعديلا على هذا الدور المبين في الميثاق .

[نهاية التقرير]

مدى التزام النظام السوري بالمبادرة العربية

حسن جمول: لمناقشة هذا الموضوع ينضم ألينا من القاهرة السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس مكتب الأمين العام ومن حلب ينضم ألينا المحامي أنس الشامي عضو مجلس الشعب السوري ومن عمان طالب السقاف نائب رئيس فريق خبراء حقوق الإنسان السابق في جامعة الدول العربية، وابدأ مع السيد وجيه حنفي من القاهرة، سيد وجيه بناء على أي معطيات تقرر أن دمشق لم تلتزم وبالتالي تقرر اجتماع يوم السبت؟

وجيه حنفي: لقد استمعت إلى التقرير وهناك سوء فهم لتصريحات السيد الأمين العام وسوء قراءة لتصريحات الأمين العام، الأمين العام لم ينصب نفسه حكما، الأمين العام له صلاحيات طبقا لإحكام الميثاق، هناك قرار من الجامعة من المجلس الوزاري صدر يوم الأربعاء ثم كانت هناك اجتماعات متتالية لوضع آلية لتطبيق هذا القرار من خلال خطة عمل والقرار ينص في فقراته الأولى على ضرورة وقف أعمال العنف وعلى ضرورة إزالة كافة المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين وقد جاءت تصريحات الأمين العام لتنبه إلى ضرورة الالتزام الفوري بوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وإزالة كافة المظاهر المسلحة ولم ينصب الأمين العام نفسه حكما لان هذه ليست من صلاحيات الأمين العام، الأمين العام يفتح مذكرة بضرورة الالتزام بهذا القرار..

حسن جمول: المبادرة تقول بوقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان وتتحدث عن إخلاء المدن والإحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة هل تحققتم من إمكانية وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان وكيف جرى التحقق من ذلك؟

وجيه حنفي: يا سيدي من المقرر أن تكون هناك آلية وقد بدأت الاجتماعات بالفعل يوم الخميس لوضع هذه الإلية وطلب من جميع الدول العربية أن ترسل ممثليها لتمثل في تلك الآلية وللذهاب إلى دمشق وتفقد الأوضاع على الأرض وإرسال تقرير دوري وفي ذات الوقت فان الأمين العام بحكم صلاحياته طبقا للميثاق يتابع الموقف ويذهب بصفة يومية إلى مقر الجامعة العربية ولا بد أن تكون له ردود أفعال من خلال التذكير بضرورة الالتزام بالقرار، لم تعط الفرصة لتلك الآلية لكي تعطي ثمارها وفي ذات الوقت لا بد أن نلفت النظر انه طبقا للقرار فان المجلس الوزاري في حالة انعقاد دائم وبمجرد متابعته للموقف..

حسن جمول: سيد حنفي هذا الاجتماع تقرر بناء على حكم صدر أن دمشق لم تلتزم وبالتالي قبل أن تبدأ آلية المراقبة فعلى أي أساس حكم كذلك؟

وجيه حنفي: يا سيدي ليس هناك أحكام، المفروض أن المجلس الوزاري يتابع الموضوع وهناك استمرار لأعمال العنف ولذلك تقرر بناء على مشاورات بين الأمين العام وبين رئيس اللجنة الوزارية وبين أعضاء المجلس الوزاري أن يجتمع المجلس يوم السبت وقبله سوف تجتمع اللجنة الوزارية يوم الجمعة لتكوين الموقف واتخاذ الخطوات اللازمة..

حسن جمول: سيد أنس الشامي يعني في البداية الحكومة السورية قبلت بان تتولى الأمر الجامعة العربية، ها هي الجامعة العربية تتولى الأمر وبالتالي هي تتابع ما يجري ودعت إلى اجتماع يوم الجمعة ثم يوم السبت على المستوى الوزاري لماذا عندما وصلت الأمور عند هذه النقطة أصبحت الجامعة تتجاوز صلاحياتها وميثاقها وأصبحت غير مقبولة؟

أنس الشامي: أشكو وفي فمي التراب وإنما أشكو مصاب الأمة سائلا المولى الكريم لشهدائنا الرحمة والمغفرة فقد هانت دماؤنا على أبناء جلدتنا فالشعب يقتل مرتين مرة بيد القاتل أيا كان والأخرى بيد من يثار واقسم بان ليس هناك ثمة رابح فالخاسر الأوحد هو الشعب السوري في كل أطيافه وألوانه وأعداء الأمة هم أكثر ابتهاجا وفرحين بما يجري على الأرض، يا قومي أليس فيكم رجل رشيد كنا قد فرحنا بمبادرة الجامعة العربية وفرحنا أكثر بموافقة النظام السوري على المبادرة بجميع بنودها دون التحفظ إلا إننا أهبنا باللجنة العربية ومن يرأسها أن يشكلوا وفدا مباشرة وان يأتوا على سوريا ميدانيا للمناطق المتوترة ليكونوا هم الضمانة لكلا الطرفين وليمسكوا هم على تنفيذ المبادرة فالآلية التي قدمت على الورق فحسب لن تأتي ثمارها ما دام هؤلاء في بلدانهم بعيدون عن ارض الواقع، نعم نحن كشعب سوري نتألم كثيرا هذه الدماء التي تراق هي دماؤنا دماء أهلنا وأحبائنا، إذا كنا نأمل من الجامعة العربية ومن المبادرة العربية أن تتحرك على الأرض وبشكل مباشر بتشكيل وفد يأتي إلى المناطق المتوترة كما أخذنا برئيس اللجنة رئيس وزراء قطر بان يعمل هو على واد الفتنة من خلال وقف هذا التحريض المرعب و المخيف عبر وسائل الإعلام وبالتالي لا يمكن لأي حل سياسي أن يبصر النور في ظل اضطرابات أمنية وقتل ودماء تراق..

حسن جمول: ولكن المآخذ على الحكومة السورية أنها لن تلتزم ببنود هذه المبادرة وبالتالي حتى الإلية لم يكن بالإمكان وضع هذه الإلية في ظل الظروف الأمنية القائمة في سوريا حاليا؟

أنس الشامي: هل تستطيع أخي الكريم أن تخبرني كيف يمكن للجيش أن ينسحب أو القوى الأمنية أن تنسحب من المناطق المتوترة وهناك مقاومة وهناك حرب شوارع على الأرض حقيقة ولاسيما في حمص، حمص الثكلى حمص الجريحة حمص التي أدمت أفئدتنا جميعا، لا يمكن لهذا الأمر أن يقف إلا عبرة وقف كبير من العقلاء من اللجنة العربية من الأشقاء العرب أن يأتوا إلى الأرض ميدانيا وان يلتقوا كلا الطرفين أن يلتقوا المعارضة وان يلتقوا المسلحين وان يقدموا هم الضمانة في جلب دائرة حوار إلى انطلاق حوار حقيقي فعال وشفاف وبناء تعرض فيه كل المشاكل على الأرض آنذاك يمكن أن نخطو الخطوة التالية لكن أن يقفوا هم من البعيد وان تطلق تصريحات عبر الإعلام وان تكون هناك بنود على الورق، أنا برأيي الشخصي لا يمكن أن تبصر النور في ظل هكذا حوار..

حسن جمول: سيد السقاف استمعت إلى وجهتي نظر من القاهرة ومن دمشق برأيك إلى أي مدى ما زالت الجامعة العربية تعمل في إطار ميثاقها فعلا أم أنها أخذت دورا يتجاوز كما تقول المصادر السورية هذا الميثاق وصلاحياتها أيضا..

طالب السقاف: نعم هو جامعة الدول العربية في مسعاها لحل الأزمة السورية ملتزمة تماما بميثاق الجامعة وأكثر من ذلك قرار المجلس الوزاري بتشكيل اللجنة السداسية هو قرار يستند إلى مقاصد ميثاق جامعة الدول العربية بالأساس وواجباتها في إحلال الأمن والسلم والتعاون بين شعوب المنطقة العربية هذا بالإضافة إلى وفرة من الاتفاقيات العربية والدولية التي انضمت إليها سوريا وصادقتها التي تلزمها باتخاذ خطوات ملموسة لوقف العنف وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أيا كان والحديث عن أن الجامعة قد تجاوزت دورها هو حديث مناقض تماما لواقع الحال حيث تشير الاستقراءات استطلاعات منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى أن الجامعة العربية دائما كانت مقصرة في التدخل في حل النزاعات الداخلية في الدول العربية بدعوى الاستناد إلى المادة 8 التي تحرم على الجامعة التدخل في شان..

حسن جمول: بالحديث عن هذا التقصير سيد السقاف هناك من يسال لماذا الحماس حيال الأزمة في سوريا ولم نشهد دورا للجامعة العربية بهذا الحماس حيال ما يجري في اليمن مثلا ؟ مع العلم أن ما يجري في اليمن قد يكون مشابها لما يجري في سوريا

طالب السقاف: لا ننسى أولا أن اليمن هناك تدخل دولي هناك مبعوث خاص للأمم المتحدة لليمن لكن سوريا لا زالت للان ترفض الجهود الدولية لتقصي الحقائق أو حتى للوساطة والمبادرة العربية هي تأتي إعلانا من جانب الحكومة السورية والنظام السوري للالتزام بخطة لحل الأزمة نأخذ بعين الاعتبار..

حسن جمول: عفوا إذا كان هناك مبعوث أممي تنسحب الجامعة من دورها، قبل أن يكون هناك مبعوث أممي لم يكن هناك دور أساسا للجامعة العربية في اليمن

طالب السقاف: نعم ربما في اختلاف بين طبيعة الأزمة اليمنية والأزمة السورية، في الأزمة السورية واضح تماما انه ليس هناك تشخيص واحد لهذه الأزمة فمن جانب النظام السوري أو السلطات السورية يتم الحديث عن جماعات إرهابية مسلحة ومن جانب قوى المعارضة السورية يتم الحديث عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان تعتبر القيادة السورية ضالعة فيها بشكل أو بأخر، وألان جامعة الدول العربية للان لم تقدم أي وصف لطبيعة الأزمة الجارية في سوريا، كل ما قدم هناك هي مقترحات لوقف العنف والقتل ولجر أطراف الأزمة إلى طاولة المفاوضات لا أكثر من ذلك إما مستقبل هذا النزاع فهو مسالة تحددها القوى السورية سواء كانت في السلطة أو في المعارضة..

حسن جمول: ابقي معنا سيد طالب السقاف طبعا ومعنا ضيفينا وجيه حنفي وأنس الشامي نواصل هذا النقاش حول دور الجامعة العربية في حل الأزمة السورية بعد الفاصل تابعونا مشاهدينا..

[فاصل إعلاني]

حسن جمول: أهلا بكم مشاهدينا من جديد في حلقتنا التي تتناول دور الجامعة العربية في حل الأزمة السورية وأعود إلى ضيفي من القاهرة السيد وجيه حنفي سيد حنفي اخذ على الجامعة العربية أنها لم ترد على موقف أميركي رفض أن يسلم المسلحون كما تقول السلطات السورية أنفسهم خوفا من اعتقالهم وبالتالي تدخل وكما قالت الحكومة السورية عرقل المبادرة العربية من دون أن نسمع صوتا من الجامعة العربية تجاه ذلك لماذا؟

وجيه حنفي: يعني أرجو أن تكون قد علمت أن السيد الأمين العام الدكتور نبيل العربي بعد ظهر اليوم وفي إطار متابعته للموقف تلقى رسالة من السيد وليد المعلم بشان هذا الأمر وبشان التصريحات الأميركية وبالفعل كان له رد فعل على تلك التصريحات فقد قام من منطلق صلاحياته بتوزيع هذه الرسالة على كل الدول العربية ثم أكد في تصريح له أهمية إنجاح المسعى العربي وحذر من مغبة فشل هذا المسعى لان فشل هذا المسعى سوف تكون له تداعيات كثيرة، الأمين العام للجامعة العربية كان له بالفعل رد فعل بعد ظهر اليوم واصدر تصريحا عقب تلقيه رسالة السيد وليد المعلم وزير الخارجية السورية بشان هذه التصريحات، الأمين العام دائما بحكم صلاحياته تكون له ردود أفعال ويتابع الموقف وينبه ويحذر من مغبة كل هذه الأمور ويسعى دائما إلى إبقاء هذا الحل في إطار الحل العربي.

الخطوة التالية للجامعة العربية

حسن جمول: الأمين العام تحدث عن كارثة في حال فشل حل المبادرة العربية ما هي الخطوة التالية من الجامعة العربية المرتقبة يوم السبت؟

وجيه حنفي: الخطوة التالية لا يحددها الأمين العام لذلك فقد قلت لك في بداية كلامي انه كانت هناك سوء قراءة لتصريحات الأمين العام وسوء قراءة لما ذكره، الخطوة التالية يحددها الجهاز صاحب القرار وهو مجلس اللجان العربي، الأمين العام للجامعة العربية صلاحياته بالميثاق هي أن يطرح بعض الاقتراحات لكنه ليس صاحب القرار، صاحب القرار هو المجلس الوزاري العربي طبقا للميثاق. إذن وفي ضوء هذه التطورات ستجتمع اللجنة الوزارية يوم الجمعة ثم يجتمع المجلس الوزاري يوم السبت ويقوم الموقف وعلى ضوء هذا التقييم سوف يتخذ ما يراه من خطوات وهو صاحب القرار في اتخاذ هذه الخطوات..

حسن جمول: سيد أنس الشامي هل تخشون من قرارات جذرية هذه المرة من اجتماعات الجامعة العربية ردا عل ما اعتبر عدم التزام بالمبادرة من قبل دمشق؟.. سيد أنس..يبدو أننا فقدنا الاتصال حاليا بأنس الشامي عضو مجلس الشعب السوري، انتقل إلى طالب السقاف نائب رئيس فريق حقوق الإنسان السابق في جامعة الدول العربية، ما هي الخطوة التالية برأيك التي يمكن أن يتخذها مجلس الجامعة العربية سيد طالب بعد هذه التطورات والقول بان دمشق لم تلتزم بالمبادرة؟

طالب السقاف: الخطوة القادمة الحاسمة التي ينبغي علي مجلس جامعة الدول العربية تبنيها هي إيجاد آليات عمل تنفيذية لتصليب دور اللجنة الوزارية العربية وبالتالي تصليب دور الجامعة العربية في حل هذه الأزمة، لا يعقل للان حتى في حيثيات القرار الصادر في 16 أكتوبر الماضي حول تشكيل اللجنة هناك حديث عن جهة رقابة وهناك حديث عن تمويل. للان لم نطلع لا على التمويل الذي رصد لتنفيذ هذه المبادرة ولا جهة الرقابة التي يمكن أن تتولي تتبع الأحداث على الأرض للتحقق من التزام الإدارة السورية ببنود هذه المبادرة وهذه المسألة ينبغي أن ينقسم فيها العمل إلى قسمين، فريق تنفيذي وأخر استشاري.

دعوة لحماية المدنيين في سوريا

حسن جمول: لكن إلى أي مدي تعتقد بان في نهاية المطاف ربما تذهب الجامعة العربية إلي دور يشبه ما قامت به في ليبيا مثلا على صعيد دعوة مجلس الأمن إلى حماية المدنيين في سوريا؟

طالب السقاف: الآن بالضبط هو غياب آليات عربية واضحة تصلب هذه المبادرة قد يسفر في أسوأ الاحتمالات عن موقف مشابه للموقف في ليبيا الذي هو تسهيل التدخل الدولي في الشأن السوري وهذا رهن بالمدخل الذي ستختطه اللجنة الوزارية ومن ورائها مجلس الجامعة، هل هو الحديث عن حق الشعب السوري في تقرير المصير بما في ذلك اختيار شكل الكيان السياسي والحديث عن انتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان أم أن هناك احتياجات إنسانية على الأرض؟

حسن جمول: دعني اسأل أنس الشامي هنا الذي عاد إلينا ألان سيد أنس إلى أي مدي تخشون أن يتكرر سيناريو ليبيا في سوريا علي الأقل في دور الجامعة العربية التي قد تطالب في نهاية الأمر بحماية المدنيين من قبل قوة دولية؟

أنس الشامي: يا سيدي سمعنا جميعا تصريح الإدارة الأميركية المخزي أليس من الخطأ السياسي أن تخرج الناطقة باسم الإدارة الأميركية لتطلب من المسلحين عدم الاستجابة للحكومة السورية أليس هذا إيذانا بتشجيع القتل والعنف، أليس الأحرى باللجنة العربية ورئيسها رئيس وزراء قطر الذي يملك علاقات وطيدة وكبيرة بالإدارة الأميركية أن يساءل الإدارة الأميركية أو يطالبها عدم التدخل وان يترك فرصة حقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري أليس من العهر السياسي أن نسمع فيما سبق من كوندليزا..

حسن جمول: سيد أنس باختصار لو سمحت فيما يتعلق بهذه النقطة تحديدا موضوع الحماية الدولية هل تخشون الوصول إلى هذه المرحلة مع عدم التزام الحكومة السورية بالمبادرة باختصار؟

أنس الشامي: أخي الكريم إما أن تمنحني الوقت الكافي كي اعبر عن رأيي وإما أن لا تتصل بي مرة أخري دعني اعبر عن رأيي ، قلت وبكل وضوح وصراحة نحن كشعب سوري نأمل من أشقائنا العرب ونأمل من الأصدقاء الذين يملكون رؤيا للخروج من الأزمة فكلنا أذان صاغية وكلنا نتطلع إلى ذلك لكن بعد أن وافقت الحكومة السورية علانية على مبادرة الجامعة العربية دون التحفظ على أي بند من بنودها أليس الأحرى من رئيس اللجنة رئيس وزراء قطر أن يطالب الإدارة الأميركية التي تدعم الفتنة والتي تعمل ليلا نهارا على إشعال المنطقة من اجل تصدير الأزمة الاقتصادية التي تحل بالولايات المتحدة وأوروبا: نعم أقول بكل وضوح وصراحة أن أميركا والغرب يخططون لغزو جديد لمنطقتنا من اجل السيطرة على ثرواتنا ونهبها..

حسن جمول: أشكرك جزيلا وأعتذر للمقاطعة لانتهاء الوقت أنس الشامي عضو مجلس الشعب السوري شكرا جزيلا لك ، من عمان اشكر طالب السقاف نائب رئيس فريق خبراء حقوق الإنسان السابق في جامعة الدول العربية ومن القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية المساعد، شكرا للمتابعة وإلى اللقاء.