صورة عامة - ماوراء الخبر 4/10/2011
ما وراء الخبر

عودة أعمال التفجيرات للصومال

تتناول الحلقة الهجوم الذي استهدف مجمعا حكوميا في العاصمة الصومالية مقديشو، وقتل فيه أكثر من 70 شخصا وتبنته حركة الشباب المجاهدين.

– حركة شباب المجاهدين وموجة عنف جديدة
– الحكومة الصومالية وافتعال الحروب

– خارطة طريق لحل الأزمة الصومالية

غادة عويس
غادة عويس
عبد القادر محمد عثمان
عبد القادر محمد عثمان
عطية عيسوي
عطية عيسوي

غادة عويس: قتل أكثر من 70 شخصاً من جراء هجومٍ استهدف مجمعاً حكومياً في العاصمة الصومالية مقديشو وتبنته حركة الشباب المجاهدين، ويعد التفجير الذي نفذ بشاحنةٍ مفخخة الهجوم الأعنف للحركة منذ عام 2007 ويأتي في ظل أوضاعٍ إنسانيةٍ مزرية يعانيها الصوماليون بسبب المجاعة المستشرية في البلاد، نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسين، هل يمثل الهجوم مؤشراً على استعادة الشباب المجاهدين نشاطهم بعد انقطاع لنحو شهرين؟ وهل ثمة مبررٌ أخلاقي لمواصلة الأطراف الصومالية صراعاتها فيما الجوع يفتك بالناس، بدا هجوم تنظيم الشباب الصومالي مفاجئاً لأكثر من سبب، فهو الأعنف والأكثر دمويةً منذ نحو 5 سنوات عندما بدأ التنظيم حملته ضد الحكومة الصومالية كما أنه مفاجئ لأنه يأتي بعد فترة غياب عن المشهد استمرت نحو شهرين، لكن السبب الأهم ربما الذي يجعل منه مفاجئاً أنه يأتي في ظل ظروف إنسانية كارثية يعيشها الشعب الصومالي الذي ترتع في جسده مجاعةٌ أزهقت أرواح الآلاف وتهدد حياة الملايين.

[تقرير مسجل]

جامع نور: مشهد الدم من جديدٍ على شوارع مقديشو، سيارة مفخخة تستهدف مجمعاً يضم حوالي 6 وزارات للحكومة الانتقالية وفي لحظات تتحول معالم المكان، عشرات القتلى تبعثرت أجسادهم في محيط المجمع فضلاً عن إصابات طالت وزير العمل ونائب وزير الصحة اللذين كانا في المجمع عند وقوع الحادث، الهجوم هو الأول من نوعه بعد انسحاب الشباب المجاهدين من أجزاءٍ واسعةٍ من مقديشو، قالت الحركة التي تبنت الهجوم إنه كان يستهدف وزراء الحكومة المتواجدين في المجمع ونحو 150 عنصراً من الاستخبارات الصومالية الذين كانوا في طور إعدادهم في دورة تدريبية إلى السودان، أكثر من دلالةٍ حملها الهجوم الذي استهدف مناطق عمق السيطرة للحكومة الانتقالية لعل أهمها أن انسحاب الحركة لم يكن إلا تكتيكاً وأن بمقدورها التحرك بحريةٍ وتنفيذ ما تريد فضلاً عن نيتها في استرداد المناطق التي انسحبت منه، أما الحكومة الانتقالية التي استبشرت خيراً بانسحاب حركة الشباب المجاهدين وتبدو في موقفٍ حرج فاستهداف منشآتها الحكومية في وضح النهار، تشير إلى أن الأمور تسير نحو ما لا تشتهيها سفينتهم المترنحة بين لملمة داخلها المشتت وبين التصدي لحركةٍ لا تألو في إحراج الحكومة والقوات الإفريقية الموالية لها بشتى السبل، هي إذن معركةٌ تتسع دائرتها وتنحسر كلٌ حسب أولوياته، لكن العنصر الحاضر فيها كل مرة مدنيون كتب لهم أن يدفعوا الثمن إثر كل مواجهاتٍ هنا أو هناك. عودٌ على بدر وتصعيد بعد هدوء أو استراحة محارب سمها ما شئت، ما هو ثابت ومستقرٌ في مفردات العاصمة الصومالية مقديشو هو أن الحرب لم تضع أوزارها بعد وما يأتي قد يكون أنكى وأشد، جامع نور، الجزيرة، مقديشو.

[نهاية التقرير]

غادة عويس: وعقب الهجوم قال محمود راجي الناطق باسم حركة شباب المجاهدين إن العملية التي نفذها مقاتلو الحركة اليوم هي رسالة تأكيد على الحضور القوي لما سماهم المجاهدين في قلب العاصمة الصومالية وحذر راجي من ملاحقة كل من يتعامل مع الأعداء على حد قوله..

[شريط مسجل]

محمود راجي/ الناطق باسم حركة الشباب المجاهدين: وفق الله المجاهدين اليوم بتوجيه ضربة قاسمة لأعداء الإسلام وأعوانه من المرتزقة المرتدين، وهذه الضربة تمثل إنذاراً لكل من كان يعتقد أنه استولى على هذه البلاد وكذلك إنذارٌ لكل من سولت له نفسه بالعمل مع أعداء الوطن.

حركة شباب المجاهدين وموجة عنف جديدة

غادة عويس: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من مقديشو مدير وكالة الأنباء الصومالية عبد القادر محمد عثمان، ومن القاهرة مدير تحرير الأهرام المختص بالشؤون الإفريقية والمتابع للشأن الصومالي الدكتور عطية عيسوي ونبدأ مع ضيفنا من مقديشو السيد عثمان، سيد عثمان كيف تفسر عودة حركة شباب المجاهدين إلى قلب مقديشو بتفجيرات؟

عبد القادر عثمان: في البدء أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعزي الأهالي والتلاميذ والطلاب الذين فقدوا أرواحهم في هذه المأساة والمدنيين الأبرياء والمواطنين عموماً أعزي هذه المأساة الحقيقيةً للبلد، فعلاً كان الهجوم اليوم من أعنف الهجوم الذي استهدف منطقة تعتبر من أكثر المناطق كثافةً من ناحية المواطنين المتواجدين واستهدف مقرات وزارية هي ليست وزارات الدفاع مثلاً أو وزارات الداخلية أو أماكن يتواجد فيها العسكر والجيش الصومالي..

غادة عويس: كيف تفسر ذلك سيد عثمان؟

عبد القادر عثمان: فهذا الاستهداف كان لمجمع وزارات خدمية مثل وزارة الصحة ووزارة التعليم وكان هناك أكثر الضحايا طلاب حصلوا منح من دولة تركيا الشقيقة مؤخراً فهذا يعتبر عملا إجراميا بكل ما تحمله هذه الكلمة من مقاييس..

غادة عويس: سيد عثمان ليس في وارد توصيف العملية، أريد تفسيراً لضيق الوقت يعني لكي نستفيد أكثر باعتقادك هل حركة شباب المجاهدين والتي قال الناطق باسمها أن هذه العملية هي تأكيد لوجودهم هل عادوا بعد غياب شهرين لأنه يعني كان غيابهم يفسره أنه كانوا يسيطرون على المناطق التي فيها مجاعة ولم يستطيعوا المساعدة ولذلك عادوا الآن يعني غابوا عن المشهد أيام المجاعة والآن يعودون..

عبد القادر عثمان: عودة حركة الشباب إلى هذه العملية التفجيرية هي عودة يتيمة بما تحمله الكلمة أيضاً من معنى فهناك غياب كامل وتحرير كافة الأراضي وإعادتها إلى سيطرة الحكومة الصومالية وهناك إبطال أكثر من عملية من قبل القوات الأمنية والشرطة في العاصمة الصومالية، الحكومة الصومالية تتوقع مثل هذه العمليات الانتحارية التي تنفذها الحركة بين فنية وأخرى وهذه لا تمثل عودة لحركة الشباب المجاهدين حسب المعطيات الحالية فهي عملية يتيمة والخسائر لم تصب..

غادة عويس: هذا ما قاله الرئيس الصومالي نفسه شريف شيخ أحمد في شهر أغسطس قال جرى تحرير العاصمة مقديشو بالكامل ولكن الآن هذا دليل قاطع على أنهم موجودون في العاصمة بدليل هذا التفجير وعلى رغم استمرار المجاعة عادوا سأحول هذا السؤال إلى الدكتور عيسوي من القاهرة دكتور هل لديك أنت تفسير لذلك؟

عطية عيسوي: طبعا هذا التفجير كان متوقعاً، ونتوقع أيضا المزيد من العمليات الانتحارية في العاصمة مقديشو وقلنا هذا يوم أن أعلن انسحاب قوات الشباب المجاهدين من مقديشو بأن الحرب لم تنته وإنما هي محاولة من الحركة لتغيير تكتيك القتال، بعد أن اضطرت مرغمة للانسحاب نظرا للهجوم الشديد المكلف بشرياً ومادياً الذي تعرضت له من قوات الاتحاد الأفريقي المتزايد عددها وعدتها في العاصمة مع القوات الحكومية، لكن هذا الأمر فيه كثير من الغدر لأن هذا الهجوم جاء على مبنى مدني به سواء كانوا وزراء أو من الشباب العاديين فهم مدنيون وبعملية خاطفة، كان من المفروض أن يتحسب لها الأمن الحكومي مع قوات الاتحاد الأفريقي المكلفة أيضا بحراسة المنشآت الحكومية ومع ذلك استطاعوا أن يتسللوا معنى هذا أنهم قادرون على شن مثل هذه العمليات ولكنهم لم يعودوا قادرين على شن حرب نظامية أو هجمات وجهاً لوجه ضد قوات الاتحاد الإفريقي وقوات الحكومة الصومالية..

غادة عويس: كيف نتأكد دكتور من ذلك، ما المانع بأن يكرروا هذا الهجوم في أي وقت في أي لحظة، في أي منطقة وفي قلب العاصمة نفسها، قد تكون هذه مقدمة؟

عطية عيسوي: أوضح أكثر فيما يتعلق بالهجمات الانتحارية والتفجيرات عن بعد والهجمات الخاطفة التي يشنها انتحاري أو أكثر، فهذا وارد وفي كل لحظة من الممكن أن يحدث، ولكن أنا أتحدث عن الهجمات التي يشنها عدد كبير كما كان يحدث من قبل في سوق بقارة وفي غيرها ضد القوات الحكومية وكانت تستمر لساعات وربما لأيام وجها لوجه بين طرفي المشكلة، لكن العمليات الخاطفة طبعا هذه العمليات التي كانت وجهاً لوجه لم تعد مطروحة الآن لأن قوات الإتحاد الأفريقي ارتفع عددها إلى أكثر عشرة آلاف جندي ومسلحة جيداً بالإضافة إلى قوات الحكومة التي يزداد عددها وعدتها يوما بعد يوم، وبالتالي هم أصبحوا أكثر قوة وأكثر عدداً من قوات الشباب المجاهدين ولن يسمحوا لهم بالعودة إلى مقديشو كقوات نظامية أو قوات متمردة تسير في وضح النهار، ولذلك لجئوا إلى العمليات الانتحارية التي لا يمكن رصدها بسهولة وبالتالي نتوقع أن تتكرر أكثر من مرة كل ما في الأمر أنه إذا تم تنسيقا جيدا بين قوات الإتحاد الأفريقي وبين قوات الحكومية حول المنشآت المهمة مثل المبنى الذي تم تفجيره سيقل عدد هذه العمليات، وإذا ظل عدم التنسيق قائما فسوف يزداد عددها.

غادة عويس: طيب، دكتور أنت تعول على القوات الحكومية وعلى قوات الاتحاد الأفريقي، ولكن ثمة من يلوم كل الحكومات المتعاقبة كل ما استلم الحكم لم يحرز أي نجاح بل استمرت الحروب واستمر تهجير الناس، وحتى الاتحاد الأفريقي هناك علامات استفهام عن دوره، أريد أن أسألك هل فعلا هناك مصلحة لدى جميع الأطراف في الصومال بألا تحل الأزمة بما بات يعرف بالأزمة الصومالية؟

عطية عيسوي: كل يريد حلها وفقا لهواه ومبتغاه ولتحقيق أهدافه الخاصة، الحكومة تريد حلها ومعها دول الجوار مثل أثيوبيا وكينيا بما يتماشى مع حكومة علمانية أقرب إلى الإسلامية لا تهدد دول الجوار ولا تطالب بالأراضي المقطعة من الصومال أيام الاستعمار ومعها الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تريد مثل هذه الحكومة حتى يستقر الوضع في الصومال وبالتالي في شرق أفريقيا كلها، على الجانب الآخر يريد الإسلاميون سواء كانوا الشباب المجاهدين أو حزب الإسلام أن يقيموا حكومة إسلامية متشددة تحكم بالشرعية الإسلامية وفق تفسيرهم هم المتشدد لهذه الشريعة وبالتالي يعتبرون وجود حكومة شيخ شريف حكومة عميلة للدول الغربية ودول الجوار، وهي عقبة في سبيل إقامة إمارة إسلامية في الصومال وبالتالي لا يوافقون على مد يد السلام إليها ويواصلون القتال حتى إسقاطها، ومعنى ذلك لا نقول أن كل طرف يرفض السلام إنما يريد السلام بمنظوره هو وبما يحققه من أهداف لمصلحته الخاصة وطالما ظل هذا الخلاف قائما لم تحل الأزمة الصومالية على الإطلاق.

غادة عويس: فقط دكتور إشارة لمشاهدينا الكرام، بأننا حاولنا استضافة ممثل عن حركة شباب المجاهدين أو مقرب منهم أو من يمثلهم لكي نطلع على كل الآراء لكننا حتى هذه اللحظة لم نتمكن ولو أننا ما زلنا نحاول حتى هذه اللحظة، سيد عثمان من مقديشو، ثمة من يقول بأن الصومال لا يواجه أزمة مجاعة فحسب بل أيضا أزمة وجود حتى بعد عقدين من الشلل، أي مبرر أخلاقي يمكن أن نجده لهذا الصراع، بالأسلحة بالقتل بالتفجير فيما الجوع يفتك بالناس؟

عبد القادر عثمان: ليس هناك مبررا أخلاقيا أو إنسانيا حتى بما يجري في الصومال خاصة في الآونة الأخيرة مثل استهداف مدنيين كما حدث اليوم هناك تطور نوعي في الصومال من الناحية الأمنية ومن الناحية العسكرية، هناك اتجاه للمصالحة والحكومة بسطت يدها للمصالحة ولكن ليس هناك من يقبل هذه اليد الممدودة من رئاسة الجمهورية.

الحكومة الصومالية وافتعال الحروب

غادة عويس: لكن سيد عثمان، حتى الحكومة وضعها بعض المحللين، سيد عثمان حتى الحكومة نفسها الموجودة حاليا وضعها بعض المحللين ضمن سياق جماعات متناحرة لم تحرز أي نجاح يعني كل انجازاتها هو افتعال الحروب وتهجير الناس..

عبد القادر عثمان: الحكومة الحالية جاءت بمصالحة صومالية عقدت في جيبوتي والحكومة التي كانت قبلها كانت حكومة جاءت أيضا في مصالحة، هناك طبيعة تطور سياسي يحدث في الصومال وصراع داخلي في داخل الحكومة شيء طبيعي وصحي، لكن المهم أنه لا يحدث ما حدث اليوم رغم المجاعة التي تحدث في الصومال.

غادة عويس: ولكن سيد عثمان، شيء صحي في بلد، عفوا سيد عثمان لو سمحت لي شيء طبيعي في بلد مرتاح الناس تعيش حياة طبيعية لكن في بلد يفتك فيه الجوع هل يعقل أن يتنافس رئيس الصومال ورئيس البرلمان فيه على مقاعد وزارية فيما ثلث أطفال الصومال مهددون بالموت جوعاً في عز الأزمة، يتنافسون على مقاعد وزارية؟

عبد القادر عثمان: ليست مشكلة الصومال، مشكلة الصراع السياسي يحل عن طريق البرلمان أو عن طريق مفاوضات سياسية، المشكلة الآن هي أن الصومال يشهد مجاعة أن الصومال يشهد جفافاً، ستة أقاليم صومالية الآن تحت خط المجاعة، واستهداف أطفال عندهم أمل يمشون بلد خارجي شقيق وفر لهم منحاً دراسية ويموتون بالعشرات اليوم، توفي أو قتل قرابة 70 شخص صومالي مدني جرح، نائب وزير ووزير ليس هناك مبررا عقلياً أو إنسانيا يبرر مثل هذه الأشياء جرح 117.

غادة عويس: طيب، كل هذا نعرفه، سوف نحاول أن نفسر تبعات هذه الأزمة سيد عثمان ودكتور عيسوي ابقوا معنا، وابقوا معنا أيضا أنتم مشاهدينا الكرام بعد فاصل قصير نعود إليكم.

[فاصل إعلاني]

غادة عويس: من جديد أهلا بكم إلى حلقتنا التي تتناول أبعاد الهجوم الذي استهدف مجمعاً حكوميا في العاصمة مقديشو، وتبناه تنظيم شباب المجاهدين بالصومال ونذكر بأن الحكومة كانت قد عكفت على وضع خطة طريق، سمتها خطة طريق مدتها اثنا عشر شهرا من أجل اختيار رئيس جديد للبرلمان وتنظيم انتخابات، وسوف أوجه سؤالي الآن إلى السيد عثمان من مقديشو حول هذه الخطة بالتحديد وهل من الممكن أن تشمل شباب المجاهدين وبالتالي تكون هناك خطط مصالحة، خطة خارطة طريق تؤدي إلى خطة مصالحة بمدة اثني عشر شهرا، سيد عثمان..

عبد القادر عثمان: هناك مبادئ موجهة للحكومة الصومالية، ورئيس الوزراء أعلن أن هناك لا استئناف لعملية السلام في الصومال وأي شخص يلقي السلاح ويأتي الى طاولة المفاوضات يرحب به سواء أكان عضوا في حركة الشباب المجاهدين أو كلهم، لكن حسب ما حدث اليوم وحدث في الأعوام الماضية لا يوجد في حركة الشباب المجاهدين من عنده وطنية أو يستمع إلى صوت العقل ومعاناة الشعب الصومالي التي طالت قرابة نصف عدد سكان الصومال الذي يرزح الآن تحت الجفاف والمجاعة، ومبدئيا الحكومة الصومالية ترحب بأي فصيل أو شخص أو مجموعة تتجه إلى السلام وتأتي إلى طاولة المفاوضات، هذا هو الأساسي ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يوجهون من أجل خارطة طريق اتفق عليها في الحكومة الصومالية والمناطق المحلية هي تبين هذا الأمر بأن المصالحة هي خيار إستراتيجي للحكومة الصومالية ككل.

خارطة طريق لحل الأزمة الصومالية

غادة عويس: ولكن سيد عثمان ثمة من وصف هذه الخطة وكأنهم يحدثون أنفسهم إن لم تنجح هذه الخطة بلم شمل، بمصالحة، باحتواء حركة الشباب ومطالبهم، فهي ما قيمتها بالنهاية؟

عبد القادر عثمان: الشعب الصومالي هو أكثر من حركة الشباب وهو القادر اتخاذ ما يراه مناسبا.

غادة عويس: ولكن حركة الشباب على الأرض يا سيد عثمان، والدليل التفجير، أكثر من70 شخصا قتلوا بسبب حركة الشباب، أنت تقول أنهم ليسوا كل الصومال ولكن هي العنصر الرئيسي الذي يغير الاتجاهات في البلد ويغير حياة الناس.

عبد القادر عثمان: الحقائق الموجودة في الصومال الآن تتغير وعلى الإعلام إن يواكب هذه التغيرات، فهناك ولايات مثل ولاية بونتلان وولاية غلمدك والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم السنة الموالي للحكومة هي مناطق حكومية وهناك قوات حكومية في جنوب الصومال، الوضع السياسي في الصومال بدأ يتغير ليس لصالح حركة الشباب، هناك رغبة حقيقية في الحكومة إن يكون هناك استقرار امني ليس إطار خارطة الطريق الحالية لا تركز فقط علي عملية السلام هناك شق امني هناك شق سياسي هناك شق دستوري سيغير طبيعة السياسة الصومالية، العملية السياسية مستمرة في الصومال فإن أي شخص أو أي قيادي في حركة الشباب المتطرفة من قبل الحكومة مرحب به وسيكون ضمن خارطة الطريق التي تمهد لاستقرار أكثر وأمن أكثر في الصومال، هذه رؤية الحكومة بأنه مرحب بأي شخص أو فصيل يأتي إلى طاولة المفاوضات وأولويات الحكومة هي الوضع الإنساني المتردي في الصومال.

غادة عويس: ولكن سيد عثمان في عام 1974 كانت هناك مجاعة وتمكنت الحكومة آنذاك من احتوائها، هذا سؤال يطرح علامات تعجب، لماذا عام 1974 استطاعوا واليوم لا يستطيعون، ربما لا أدري إن كانت لديك إجابة عن ذلك إذا قارنا ؟

عبد القادر عثمان: في تلك الأيام كان جميع التراب الصومالي موحدا مع الحكومة الصومالية والجيش الصومالي كان في عزه، وكان هناك دعما خارجيا.

غادة عويس: إذن باختصار حتى المجاعة أساسها أيضا أزمة سياسية غير قادرة على احتواء تداعياتها على الناس، دكتور عيسوي الآن هناك حركة شباب المجاهدين تفجر في قلب العاصمة، أصبحت على الأبواب، هناك يقابلها أزمة سياسية داخلية غير قادرة على احتواء المجاعة حتى، هناك لامبالاة عربية وهناك غموض في عمل المنظمات والدول النافذة من ورائها، وكأنها تتكل على بعض المساعدات السطحية فيما الصومال يحتاج إلي مقاربة شاملة، كيف تفسر لنا كل هذا السياق الذي يدفع ثمنه في النهاية فقط الشعب الصومالي البريء؟

عطية عيسوي: الحقيقة منذ تفجر الأزمة الصومالية عام 1991 وهناك محاولات لم تنقطع من المجتمع الدولي والدول العربية لحل هذه الأزمة سياسيا لأنه لم تم حل هذه الأزمة سياسيا وأقيم نظام حكم قوي ومنتخب ديمقراطي يجمع أو يكون مظلة للجميع فسوف تنتهي كل الأعراض المترتبة على هذه المشكلة من اقتتال أو قرصنة أو مجاعة أو غيرها من الأحداث التي عاني منها الشعب الصومالي لكن الإخوة الصوماليون كلما وقعوا اتفاقا نقضوه بسبب المصالح القبلية والمصالح الشخصية وأمراء الحرب وغيرهم، مثلا على سبيل المثال هناك أكثر من 15 اتفاق صلح تم توقيعها في أماكن مختلفة بين الصوماليين ولم تنفذ وهناك حوالي..

غادة عويس: السبب هل هو داخلي صرف لأنها دولة ما بعد الاستعمار لم تستطع، ما الأسباب هل هناك أسباب خارجية أنها دولة ما بعد الاستعمار أم أسباب داخلية صرفة؟

عطية عيسوي: لا أسباب داخلية أساسا تغذيها عوامل خارجية هناك دول المحيطة بالصومال مثل أثيوبيا وكينيا وأساسا أثيوبيا هذه الدول تتدخل بشكل مباشر لضمان أن يكون الحكام في مقديشو موالين لها أو على الأقل غير معادين لها، وهناك أسباب دولية أيضا، دكتور باختصار شديد يعني عوامل أخرى.

غادة عويس: دكتور باختصار شديد، باختصار شديد، الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف، يسأل ربما المشاهد العادي كيف يمكن للصوماليين ألا يجدوا غذاء وأكلا ويجدون أسلحة يتقاتلون بها باختصار شديد.

عطية عيسوي: هذه ظاهرة في كل أفريقيا، هناك ما يتراوح ما بين عشر إلى 115 قبيلة في الصومال وفقا لعدد هذه القبائل، هذه لا تستطيع أن تعيش بدون السلاح حفاظا على حقوقها وعلى مراعيها وعلى مواشيها وعلى أبنائها هذا أمر منتشر في كل القارة الإفريقية ولذلك السلاح مقدم على الطعام، وهذا هو سبب المشكلة الأساسي.

غادة عويس: شكرا جزيلا لك من القاهرة مدير تحرير الأهرام المختص بالشؤون الأفريقية، دكتور عطية عيسوي، شكرا جزيلا لك من مقديشو عبد القادر محمد عثمان مدير وكالة الأنباء الصومالية وبهذا تنتهي مشاهدينا الكرام هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، إلى اللقاء.