صورة عامة - ماوراء الخبر 4/1/2011
ما وراء الخبر

تصريحات نتنياهو عن تخلي أميركي عن وقف الاستيطان

تتناول الحلقة كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن فشل مسعى تجميد الاستيطان كان سببه تخلي إدارة أوباما عن ذلك المطلب وليس بسبب رفض تل أبيب.

– مصداقية الإعلان وردود الفعل عليه
– التداعيات المنتظرة وخيارات الفلسطينيين

فيروز زياني
فيروز زياني
ديفد بولوك
ديفد بولوك
صبري صيدم
صبري صيدم
نشأت الأقطش
نشأت الأقطش

فيروز زياني: كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن فشل مسعى تجميد الاستيطان كان سببه تخلي إدارة أوباما عن ذلك المطلب وليس بسبب رفض تل أبيب، وبينما لم ينف المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي هذه التصريحات قال نتنياهو إنه كان مستعدا لتجميد الاستيطان ثلاثة أشهر قبل أن يتلقى اتصالا مفاجئا من واشنطن يفيد بتخليها عن ذلك المسعى. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما أسباب التحول في موقف إدارة أوباما من الاستيطان وهي التي طالما عدته أساسا لعملية سلام جادة؟ وما تداعيات هذا التحول على مسار التسوية وكيف ستعيد قيادة السلطة ترتيب أوراقها في ضوء ذلك؟ فاجأ نتنياهو كثيرين بقوله إن واشنطن اختارت من تلقاء نفسها التوقف عن الدفع بخيار تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، تصريحات نتنياهو بدت صفعة في وجه إدارة أوباما لكنها أيضا تمثل ضربة موجعة للمؤمنين من الفلسطينيين بخيار التسوية عبر التفاوض فقناعة السلطة بأن الاستيطان نقيض للسلام تتحول اليوم إلى مجرد وجهة نظر مع تخلي الرئيس باراك أوباما عن تلك القناعة التي طالما تبناها منذ دخوله البيت الأبيض.

[تقرير مسجل]

وليد العمري: بالنسبة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية فإن كل الآخرين متهمون، هو الوحيد البريء سواء بما تعلق منها بالجمود المطبق على أنفاس عملية المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب استمرار الأنشطة الاستيطانية أو عدم انطلاقها مع السوريين أو حتى تدهور العلاقات مع تركيا، هذه الأخيرة -والكلام لنتنياهو- تدهورت العلاقات معها بعد مؤتمر دافوس ولكن الاتصالات مستمرة لترميمها أما فشل مسار المفاوضات مع الفلسطينيين فسببه الفلسطينيون أنفسهم لأن حكومته -كما قال- قدمت لهم كل شيء لكن قيادتهم لم تقدم شيئا، وحسبما رواه على مسامع أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست فإنه أبلغ الرئيس الأميركي أوباما استعداده لتجميد الأنشطة الاستيطانية لثلاثة أشهر أخرى وتمرير ذلك في الحكومة لكن الأميركيين تراجعوا عن هذا الطلب وهذا هو الموقف الصحيح على حد قوله. أقوال نتنياهو هذه لم تقنع النواب اليمنيين المعارضين داخل اللجنة الأهم في الكنيست الإسرائيلي.


أييه ألداد/ عضو لجنة الخارجية والأمن عن حزب البيت اليهودي: مثلما لم أصدق رئيس الحكومة بشيء من قبل فإنني لا أصدقه في هذا الأمر أيضا وقد ذكرته بمجيئه إلى الكنيست مع قرار التجميد عندما قال إنه قرار لمرة واحدة ويحدثنا اليوم إنه كان مستعدا لتمديد التجميد لثلاثة أشهر، فقلت له لماذا علينا تصديقك من اليوم وصاعدا؟


وليد العمري: حتى لحلفائه في الحكومة بدت أقوال نتنياهو فارغة المضمون.


إيتان كابل/ عضو لجنة الخارجية والأمن عن حزب العمل: هذه سياسة داخلية هدفها إرضاء هذه المجموعة أو تلك فليس هناك تجميد للاستيطان وعندما يقول نتنياهو ما قاله فكأنه يريد إرضاء من أيد التجميد ومن ناحية اليمين فليس هناك تجميد ولذلك لا أهمية لما قاله.


وليد العمري: فكيف قرأ الفلسطينيون اتهامات نتنياهو؟

صائب عريقات/ مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير: إذا أراد نتنياهو أن يلقي اللوم على أميركا مرة وعلينا مرة أخرى باعتبارنا سلطة غير شرعية وذلك لأغراض العلاقات العامة فهدفه يكون إعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، هو يريد إلغاء ما تم الاتفاق عليه من الحكومة الإسرائيلية السابقة مع الإدارة الأميركية السابقة حول الأرض تحديدا حول حدود 67 بما يشمل البحر الميت والقدس الشرقية والممر الآمن بين الضفة وغزة والمناطق الحرام وهو يريد إعادتنا لنقطة الصفر ولن يحدث ذلك ولن نقبل ذلك ولن نقبل الحلول الانتقالية، المطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يعترف بدولة فلسطين على حدود 67 بدل أن يحارب الدول التي تعترف.


وليد العمري: اتهامات نتنياهو طالت سوريا أيضا رغم أن المفاوضات معطلة منذ أمد بعيد حيث حملها المسؤولية عن عدم انطلاق هذه المفاوضات لأنها كما قال تريد الحصول على كل شيء قبل بدء عملية التفاوض. نتنياهو إذاً برأ ساحته وألقى بالتهم على الأطراف الأخرى وعلى أساس هذه المعادلة يريد إقناع الرأي العام الإسرائيلي ومن خلفه الرأي العام الدولي أنه رجل يسعى للسلام والمصالحة لولا القصور لدى الأطراف الأخرى. وليد العمري، الجزيرة، القدس الغربية.

[نهاية الشريط المسجل]

مصداقية الإعلان وردود الفعل عليه


فيروز زياني: ومعنا في هذه الحلقة من رام الله الدكتور صبري صيدم نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ومن رام الله أيضا الدكتور نشأت الأقطش المحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، ومن واشنطن ديفد بولوك مستشار الشرق الأوسط سابقا في الخارجية الأميركية والخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وأبدأ معكم سيد ديفد، يعني صفعة يوجهها نتنياهو بوجه الولايات المتحدة بإعلانه بأنها هي من قررت التخلي عن تجميد الاستيطان، كيف استقبلت هناك؟


ديفد بولوك: أنا أعتقد أنه أولا تفاصيل هذه الفترة الأخيرة سرية حتى الآن وعلى الرغم من ذلك أنا أعتقد أن هناك نوعا من الحقيقة في كلام نتنياهو إلى حد ما، والمعنى أقصد أن المشكلة كانت تجميد الاستيطان في مدينة القدس الشرقية وليس الاستيطان في الضفة الغربية بشكل عام. وهناك كان نوع من الاتفاق أو التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية من ناحية والأميركية من ناحية ثانية على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية باستثناء القدس يعني كانت رخصة من واشنطن لإسرائيل بشكل سري أو بشكل صامت رمز الاتفاق على استئناف البناء في الأحياء اليهودية الإسرائيلية في القدس الشرقية..


فيروز زياني (مقاطعة): سيد ديفد دون أن ندخل في تفاصيل تجميد الاستيطان سواء في الضفة الغربية أو القدس، فيليب كراولي لما وجه له السؤال مباشرة حول هذا الموضوع لم ينفه بدليل أن هناك فعلا ما تخفيه الإدارة الأميركية بخصوص هذه النقطة.


ديفد بولوك: صحيح وهناك يمكن نحن نقول هناك نوع من الألعوبة الدبلوماسية أو الرقص الدبلوماسي حول هذا السؤال بالضبط، ومن ناحية الحكومة الأميركية ما كانت توافق على الرخصة للبناء في القدس الشرقية بشكل يعني مفهوم بشكل مفتوح ولكن المشكلة الأميركية من ناحية السياسة الأميركية في المنطقة، المشكلة التفاهم بين إسرائيل من ناحية والسلطة الفلسطينية من الناحية الثانية وما كانت تقدر الحكومة الأميركية التفاهم بينهما.


فيروز زياني: أرجو أن تبقى معي سيد ديفد، دعنا نتحول للسيد صبري صيدم من رام الله، يعني ها هي الراعية الأولى لعملية السلام تتخلى عن مسعى تجميد الاستيطان، دون أن نسترسل كثيرا حول هذه النقطة وإسرائيل معروفة بتلاعبها بالكلمات، استيطان في الضفة أو في القدس وباتت الآن إسرائيل تريد أو الولايات المتحدة تريد أن توهم الفلسطينيين أنها هي من فعل ذلك، ما رأي السلطة في ذلك؟


صبري صيدم: أولا دعيني أقل صراحة بأن نتنياهو أراد من خلال هذا الخطاب أن يرسل ثلاث رسائل، الرسالة الأولى للفلسطينيين وهي الأسطوانة المشروخة والأضحوكة التي لم تعد تنطلي على أحد بالقول بأن الفلسطينيين هم العامل المعطل، القضية الثانية والرسالة الثانية كانت موجهة للمجتمع الدولي ليقول لهم نتنياهو بأنه لديه ما يقول في عملية السلام وعليكم التوقف في تراكمية الاعترافات بحقوق الشعب الفلسطيني خاصة في أميركا اللاتينية وتصريحات أوروبا الأخيرة حتى يقول بأن الرجل لديه ويعطي الانطباع بأنه جاد بعملية السلام، والرسالة الثالثة كانت للإدارة الأميركية اللوم بأن الوعد المشؤوم والمزعوم الذي تحدثت عنه مكنته الإعلامية والتي..


فيروز زياني (مقاطعة): دون أن نحلل في مواقف -سيد صبري- رجاء دون أن نحلل في مواقف إسرائيل، نريد فقط منك رأي السلطة في هذه النقطة تحديدا.


صبري صيدم: لو سمحت أخت فيروز سأكمل هذه الجملة وسأعطيك موقف السلطة، بطبيعة الحال هذا الملف تديره منظمة التحرير الفلسطينية. هو أراد أن يتغنى بالوعد المزعوم الذي قيل آنذاك بأن الإدارة الأميركية أعطته وعدا بأنها ستسمح له بتجميد الاستيطان وأنها ستقبل باستثناء مدينة القدس وأنها ستكون آخر مرة تطلب منه وقف بناء المستوطنات، موقف السلطة واضح بهذا الشأن هو يمارس عملية تضليل سياسي مناورة سياسية مراوغة سياسية بامتياز ويحاول الآن الهجوم إلى الأمام ووقف الزحف الدبلوماسي الفلسطيني بالحديث عن حجج واهية، هو يبحث عن عملية دون سلام ويبحث فقط عن إضاعة الوقت لإسرائيل.


فيروز زياني:  هذا عن الجانب الإسرائيلي سؤالنا عن الولايات المتحدة بعد أن تكشف لكم بأنها -حسب الرواية الإسرائيلية- كانت وراء التخلي عن مطلب تجميد الاستيطان، أي موقف يمكن أن يكون للسلطة من الولايات المتحدة ومن الإدارة الأميركية؟


صبري صيدم: الموقف المعلن الآن لمنظمة التحرير يصر على أن تخرج الولايات المتحدة وتلتزم بما تعهدت به بفضح الجانب المسؤول عن تعطيل عملية السلام وهي تعي تماما بأن هناك فرقا كبيرا بين أوباما وإدارة أوباما في خطاب القاهرة وأوباما اليوم وموقفه من عملية السلام برمتها، لا شك بأن هناك حاجة الآن للهجوم إلى الأمام من قبل الإدارة الأميركية وفضح هذه المناورات والمراوغات السياسية وربما كشف كل ملابسات اللحظات الأخيرة في تداعي الموقف وانهيار عملية السلام برمتها.


فيروز زياني: نتحول إلى السيد نشأت الأقطش وهو معنا أيضا من رام الله وربما نريد أن نستفسر فعلا أية مصداقية بقيت للولايات المتحدة من خلال هذه القنبلة التي فجرها اليوم نتنياهو؟


نشأت الأقطش: هذا ليس جديدا، الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل دائما مواقفهم تتوافق تماما، الجديد في الموضوع أن إسرائيل برأيي تطلق حملة علاقات عامة جديدة، لقد استطاعت المواقف الأخيرة المتشددة للحكومة أن تفضح إسرائيل وشوهدت التداعيات من خلال مجموعة من اعترافات الدول، فبرأيي هذه كانت استشارة لأحد خبراء العلاقات العامة أن عليكم أن تقدموا رسالة تدحضوا فيها الرسائل السابقة هذا من ناحية وبالتالي لا يوجد جديد في الموضوع لأن أميركا وأوروبا تتوافق مع إسرائيل، الجديد هو أن هناك موقفا أخلاقيا على السلطة الوطنية ألا تتحدث برأيي عن الاستيطان يجب أن تتحدث عن المشكلة الأساسية وهي إنهاء الاحتلال، برأيي الحديث عن الاستيطان ثلاثة شهور أو ستة شهور في القدس أو الضفة هو جر الفلسطينيين إلى معركة جانبية لكسب مزيد من الوقت، فرض حقائق على الأرض، ومن ثم تجد السلطة نفسها مضطرة لقبول الحل الخطة باء التي يتحدث عنها وزير الخارجية وهي برأيي انسحاب مفاجئ إلى ما وراء الجدار وترك السلطة تتحمل مسؤولياتها في الأراضي التي سيتركونها خلف الجدار.


فيروز زياني: أتحول إلى السيد ديفد الآن، سمعت لعلك ما ذكره السيد نشأت، المشكلة الآن هي الاحتلال وليس مجرد الاستيطان وسؤالنا الليلة هل بإمكان فعلا الولايات المتحدة أن تقنع إسرائيل بربما العودة لمسار التفاوض والسلام وحتى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، هي التي عجزت حتى عن إقناعها بخصوص تجميد الاستيطان حسب وجهة نظرك طبعا؟


ديفد بولوك: حسب الأميركان هناك دور مهم للولايات المتحدة في هذه العملية في عملية السلام ولكن المسؤولية الرئيسية الأساسية على الصفين الاثنين الإسرائيليون من ناحية والفلسطينيون من ناحية أخرى، ولذلك على الفلسطينيين وعلى السلطة الفلسطينية أن يقنعوا إسرائيل بموضوع الانسحاب من الأراضي المحتلة والمسؤولية على إسرائيل أن تقنع الفلسطينيين أن هي تنشد العيش بالسلام.


فيروز زياني: هنا أتحول للسيد صبري وفي الواقع أود أن أقف معه مع ما ذكره صائب عريقات في أول رد فعل وهو يتماشى تماما مع وجهة نظرك بأن حمل إسرائيل المسؤولية وليس الولايات المتحدة الأميركية، لماذا تصر السلطة على التشبث بإدارة أميركية أبانت في أكثر من موقف عن انحيازها الواضح للسياسات الإسرائيلية حتى في مجلس الأمن تلوح بالفيتو ضد أي خطة تجرم أو حتى تدين الاستيطان.


صبري صيدم: ليس هناك أي نوع من التشبث، هناك الآن موقف مفضوح للحكومة الإسرائيلية وهناك تردد أميركي وعجز حقيقة في تناول عملية السلام..


فيروز زياني (مقاطعة): عذرا سيد صيدم، نتحدث عن الولايات المتحدة الأميركية الآن وموقفها وليس إسرائيل.


صبري صيدم: أخت فيروز يعني أرجو إعطاءنا والتكرم بإعطائنا المجال للإجابة عن الأسئلة..


فيروز زياني (مقاطعة): وأنا أرجو أن تجيب عن أسئلتي فقط.


صبري صيدم: بصراحة لأننا لسنا في مدرسة نحن في حوار سياسي وأتمنى أن تدار العملية بطريقة نستطيع فيها الإجابة على الأسئلة، أنا سأجيبك على موقف الإدارة الأميركية، من الواضح أن الإدارة الأميركية خضعت لضغط مهول داخلي، رضخت لكل ضغوطات اللوبيات اليهودية الداخلية وترددت كثيرا في عملية السلام ولم تحدث الفارق النوعي الذي تحدث عنه أوباما، ولكن الحديث ليست مقتصرا على الإدارة الأميركية، منظمة التحرير الفلسطينية تهجم الآن إلى الأمام من خلال زحف دبلوماسي كبير وأنت شاهدت وشاهد الجميع كيف كان هناك الكثير من الاعترافات التي تراكمت ونأمل فعلا خلال الأيام والأسابيع القادمة أن يكون هناك المزيد من الاعترافات حتى ترى إسرائيل بأنها أصبحت أشبه بنظام الفصل العنصري في إفريقيا الجنوبية وعليه الموقف الفلسطيني واضح، عملية السلام الآن تقريبا تحتضر وشبه انتهت، التركيز الآن على المستقبل في المناورات السياسية من أجل حشد الدعم الدبلوماسي وفضح ممارسات إسرائيل.


فيروز زياني: فقط تعليق بسيط سيد صبري هناك حتى من داخل السلطة السيد سلام فياض يشكك بجدوى إعلان هذه الدولة وقال حتى بكلمات استهجنها البعض دولة الميكي ماوس، على كل سنعود لمتابعة هذا النقاش بعد فاصل قصير انتظرونا.

[فاصل إعلاني]

التداعيات المنتظرة وخيارات الفلسطينيين


فيروز زياني: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا هذه التي تتناول أبعاد إعلان نتنياهو أن إدارة أوباما هي من تخلى عن مسعى تجميد الاستيطان وليس إسرائيل، نعود الآن إلى رام الله والسيد نشأت الأقطش والسؤال ربما أي خيارات بقيت الآن أمام الفلسطينيين وعندما نقول الفلسطينيين الفلسطينيين جميعا بمختلف الفصائل بعدما أعلنه نتنياهو الليلة؟


نشأت الأقطش: أنا أعتقد أن الخيارات لم تكن متاحة أمام الشعب الفلسطيني كما هي اليوم، الخيار السلمي الذي بدأت السلطة في رام الله والخيار العسكري الذي بدأته حماس في غزة هي خيارات مفتوحة، أعتقد أن إسرائيل قد تضررت من الخيار الدبلوماسي وكانت هذه هي المحاولة الإسرائيلية لإنقاذ وجه إسرائيل من العالم، السلطة الفلسطينية في رام الله ليس أمامها إلا أن تتشبث في أميركا، ليس أمامها خيارات لأن هناك سلطة والرواتب والمسؤولية المدنية مرتبطة بإسرائيل والغرب الذي يدفع هذه الرواتب وبالتالي لا يوجد أمام السلطة خيارات إلا أن تسير في هذا الطريق وهو الطريق السلمي ومحاولة الذهاب إلى الأمم المتحدة بقرار لإنهاء الاحتلال وبالتالي لتتخذ أميركا أو أوروبا القرارات التي تريد فيتو أو غيره، وبالتالي نضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية، العالم الذي يدافع عن الاحتلال يجب أن يقبل تداعيات المقاومة، ما يحصل الآن هو مد جماهيري للمقاومة وللفصائل الفلسطينية التي لا تقبل الحلول السلمية وبالتالي نحن نعود إلى المربع الأول بهذه الخيارات المغلقة أمام الشعب الفلسطيني، خيار المقاومة بالطرق العسكرية.


فيروز زياني: نعود الآن إلى الولايات المتحدة والسيد ديفد لعلك سمعت ما ذكره السيد نشأت، مصداقية الولايات المتحدة تلقت ضربة موجعة من خلال هذا هي التي كانت مهزوزة أصلا ومن قبل كثيرين في المنطقة كيف تنوي أن تعيد شيئا من هذه المصداقية خاصة مع ما ذكر من زيارة الأسبوع المقبل للسيد دينيس روس ما الذي يمكن أن يحمله من جديد؟


ديفد بولوك: نعم. أنا أعتقد أن هدف هذه الزيارة الاتفاق على مشكلة الحدود يعني الحدود الجديدة التي سوف تقوم بين إسرائيل من ناحية والدولة الفلسطينية المستقلة الجديدة من ناحية ثانية، وهناك اتفاق بشكل عام على مبدأ مبادلة الأراضي وليس على حدود 1967..


فيروز زياني (مقاطعة): سيد ديفد فقط هنا أود أن أقف مع ما ذكرته السيدة هيلاري كلينتون -عذرا ستعذرني- هي تحدثت عن خطة بديلة في منتدى البحرين الأمني في حال تجميد الاستيطان، هل لنا أن نعرف ما هي هذه الخطة البديلة هل لديكم أية معلومات عنها؟


ديفد بولوك: مظبوط، البديلة هي الاتفاق في مفاوضات يمكن غير مباشرة لكن في مفاوضات على مشكلة الحدود بالضبط وإذا اتفقت السلطة الفلسطينية وإسرائيل على حدود جديدة مشكلة الاستيطان سوف تنتهي من نفسها، لأنه إذا المستوطنات تكون داخل الحدود الإسرائيلية الجديدة جانب حدود 67 هي لم تكن مستوطنات هي سوف تكون قرى أو مدن إسرائيلية من ناحية وإذا الفلسطينيون سوف يكسبون أراضيهم الجديدة في حدود جديدة معروف متفقة مع إسرائيل المستوطنات داخل هذه الحدود سوف تنتهي ولذلك..


فيروز زياني (مقاطعة): سيد ديفد دعنا نر ربما وجهة النظر الفلسطينية وتحديدا وجهة نظر صبري صيدم من رام الله حول هذه النقطة التي أشرت إليها، سيد صبري المفاوضات إذاً على مشكلة الحدود وليس غير ذلك؟


صبري صيدم: على الإطلاق نحن متمسكون بالثوابت الفلسطينية والقضية ليست قضية حدود القضية قضية إنهاء احتلال وهذه هي الأولوية والقضية أيضا عدم التنازل عن الثوابت بما فيها القدس وعودة اللاجئين وخلافه من القضايا التي كررت في الكثير من المناسبات وأنا أقول يجب ألا تقزم القضية لا بقضية حدود ولا بقضية رواتب ولا بمحاولة ذر الرماد بالعيون لإعطاء الانطباع بأن هناك تقدما، ما نريده فلسطينيا واضح يجب أن ينتهي هذا الاحتلال الأطول في التاريخ المعاصر يجب أن نستعيد وحدتنا الوطنية ويجب أن نركز على تمكين منظمة التحرير الفلسطينية في إنجاح المكنة الدبلوماسية وتراكمية الاعترافات، أما الحديث عن حدود وعن عمليات جراحية هنا وهناك فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا.


فيروز زياني: أختم مع السيد نشأت، إذاً تراكمت الاعترافات التي تحدث عنها السيد صيدم، هل تعتقد فعلا بجدواها وهناك من شبهها بأنها تشبه كمن يحصل على شهادات من جامعات غير معترف بها؟


نشأت الأقطش: لا، هذا غير صحيح، هذه الاعترافات مهمة، لأول مرة في التاريخ تعترف دول بحقوق الفلسطينيين وبدولة فلسطينية وهذا سيكون له تداعيات وتأثير إذا ما أحسن استغلاله من السلطة الوطنية الفلسطينية بخطوات مدروسة حقيقية، المشكلة أنا برأيي أن السلطة الوطنية الفلسطينية تتردد حتى اللحظة بالذهاب إلى مجلس الأمن أو إلى الأمم المتحدة لقرار إدانة الاحتلال وهي تنجر وراء إسرائيل..


فيروز زياني (مقاطعة): لكن كما ذكرت.. سيد نشأت رجاء ما ذكرت بأن المشكلة الأكبر هي الاحتلال، هذه الاعترافات حتى إن اعترف العالم بأسره كيف يمكن أن تنهي الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين وكيف يمكن أن تغير من الواقع على الأرض؟


نشأت الأقطش: هو إنهاء الاحتلال مشكلة كبرى هي المشكلة الأساسية الاحتلال، الآن أمام السلطة في رام الله طريق واحدة هي عدم الذهاب بقرارات يسهل على أميركا أن تتخذ ضدها فيتو زي الاستيطان، إذا ما كان القرار ضد إنهاء الاحتلال ستكون من الصعوبة جدا على أميركا أو أوروبا أن تتخذ فيتو ضد قرار إنهاء الاحتلال لأن هذه مسألة أخلاقية سوف تضع أميركا على المحك ولذلك يجب أن تكون الخطوات مباشرة نحو إنهاء الاحتلال وليس الانجرار إلى معارك جانبية حدود أو مستوطنات. ديفد من أميركا بيقول إن على الفلسطينيين أن يقبلوا، وهي بقي أمام السلطة الفلسطينية من تنازلات؟ لقد تنازلات السلطة الفلسطينية عن أي شيء، إسرائيل تريد من الفلسطينيين أن يعترفوا بها ثم يذهبوا إلى الصحراء، هذا هو الموقف الإسرائيلي وكل ما يجري هو عبارة عن حملات لكسب الوقت ووضع الفلسطينيين أمام حقائق على الأرض تجبرهم على قبول العرض الإسرائيلي وهي الكانتونات المفصولة عن بعضها بحكم ذاتي، هذا الحكم الذاتي يرفع عن إسرائيل عبء الاحتلال ويريحها من المسؤولية المدينة للشعب الفلسطيني.


فيروز زياني: شكرا جزيلا لك نشأت الأقطش المحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت كما نشكر ضيفنا من واشنطن ديفد بولوك مستشار الشرق الأوسط سابقا في الخارجية الأميركية والخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وأشكر ضيفنا من رام الله أيضا صبري صيدم عضو المجلس الثوري لحركة فتح. إذاً مشاهدينا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد والسلام عليكم.