صورة عامة - برنامج ماوراء الخبر 18/6/2010
ما وراء الخبر

تخفيف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة

تناقش الحلقة تباين الموقف الإسرائيلي في مسألة تخفيف حصار غزة، ما هي ملابسات التباين بين الصياغتين العبرية والإنجليزية بشأن قرار تخفيف حصار غزة؟

تناقض نسختي قرار تخفيف الحصار العبرية والإنجليزية
– خيارات الأطراف الدولية المناوئة للحصار

حسن جمول
حسن جمول
لطيف دوري
لطيف دوري
بيتي هنتر
بيتي هنتر

حسن جمول: قالت صحيفة هآرتس إن الحكومة الإسرائيلية لن تتبنى عمليا أي قرار لتخفيف حصار غزة، وفيما سعى مسؤول حكومي إلى نفي هذا الأمر أكدت الصحيفة أن الإشارة إلى قرار تخفيف الحصار لم ترد إلا في بيان الحكومة باللغة الإنجليزية والموجهة إلى الدبلوماسيين الغربيين، فيما خلت النسخة العبرية من أي ذكر لقرار كهذا. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي ملابسات التباين بين الصياغتين العبرية والإنجليزية بشأن قرار تخفيف حصار غزة؟ وكيف سينعكس هذا الموقف الملتبس على الحراك الدولي رسميا وشعبيا تجاه الحصار؟.. حتى قبل الكشف عن هذا التناقض لن تستطع إسرائيل اقناع أطراف كثيرة حكومات ومنظمات أهلية ودولية بجديتها في تخفيف حصارها لغزة، اليوم تجد هذه الأطراف سببا إضافيا لتعرية الموقف الإسرائيلي تجاه الضغوط والتحركات الدولية التي تطالبها بالتخلي عن سياستها الفاشلة تجاه غزة. صحيفة هآرتس التي كشفت هذا التباين ألمحت إلى أن الخطوة الإسرائيلية ليست سوى محاولة لشراء الوقت للتخلص من الضغوط الدولية لا سيما الغربية منها، ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحكومة لم تتخذ قرار بعد بتغيير سياسة الحصار ولم يجري التصويت على ذلك وإنما ما جرى التصويت عليه ليس إلا تصويتا على إعلان نوايا، وأوضحت المصادر نفسها أن الحكومة ستعقد جلسة أخرى قريبا بهذا الصدد بعد إجراء اتصالات مع جهات ودول صديقة. ويقول النص الإنجليزي أن المجلس الوزاري أجرى مناقشات وتم الاتفاق على توسيع إدخال البضائع ومواد البناء إلى قطاع غزة، أما البيان باللغة العبرية فيقتبس تصريحات لنتنياهو يفهم منها أنه قرر تغيير سياسية الحصار ولكن من دون أي إشارة إلى حصول توافق قانوني على ذلك أو إقراره رسميا داخل المجلس الأمني إلى ذلك أكدت هآرتس أن استقصاء قام به مراسلها بين أن مكتب نتنياهو أبلغ مكتب مبعوث الرباعية الدولية توني بلير بأن قرار تخفيف الحصار يدخل حيز التنفيذ على الفور، في حين أن المؤسسات الأمنية ومنها وحدات الارتباط مع الجانب الفلسطيني لم تتلقى أي تعليمات عملية بهذا الشأن. ومعنا في هذه الحلقة من تل أبيب لطيف دوري سكريتر لجنة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، وبعد قليل تنضم إلينا من لندن بيتي هنتر مديرة حملة التضامن مع فلسطين.

تناقض نسختي قرار تخفيف الحصار العبرية والإنجليزية


حسن جمول: أبدأ سيد دوري بالسؤال مباشرة عن تفسيرك لهذا التباين في النسختين العبرية والإنجليزية من قرار تخفيف الحصار؟


لطيف دوري: لا شك بأن هذا التباين بين النسختين الأنجليزية والعبرية مقصود، وأنا أعتقد هذه محاولة تزوير من الدرجة الأولى، فالنسخة الإنجليزية أتت من أجل تخفيف الضغط العالمي على إسرائيل، ومن الجهة الثانية النسخة العبرية أتت لتهدئة اليمين الإسرائيلي وإخفاء الحقائق عنه.


حسن جمول: نعم ولكن يعني هل يمكن أن تكون هذه الصيغة بسيطة إلى هذا الحد بمعنى أنه لن يلتفت إلى هذا الأمر الداخل الإسرائيلي أو الخارج؟


لطيف دوري: أنا أعتقد بأن هذه كانت غلطة فظيعة من جانب الحكومة الإسرائيلية فهي كانت تعتقد بأنه لا الرأي العالمي ولا رأي العام الإسرائيلي ولا الجزيرة ولا صحيفة هآرتس لن تكشف هذه الخدعة وهذا التباين بين النسختين، وأنا أعتقد بأن هذه الحكومة تتبدى في هذه المواقف المتبددة من جهة تتخذ قرارات تقول إنها لا تتخذها ومن جهة لا تتخذ قرارات وتقول إنها تتخذها.


حسن جمول: الحكومة نفت أن يكون هناك أي تباين جوهري وأن ما سقط هو مجرد عبارة أو كلمة بسيطة ربما تكون نتيجة خطأ في الترجمة لا أكثر ولا أقل، هل ما صدر عن الحكومة برأيك يبدد التشكيك الصادر من أكثر من جهة بجدية قرار تخفيف الحصار؟


لطيف دوري: الشيء الوحيد الذي يبدد التشكيك في نوايا الحكومة الإسرائيلية هو فتح المعابر كما اتخذ القرار حسب الحكومة الإسرائيلية أو حتى تخفيف الحصار وهذا سيظهر يوم الأحد القادم عندما ستفتح أو لا تفتح أبواب المعابر وحين ذاك سنقول هذا صحيح أو غير صحيح، أي أن هذه الخدعة ستنكشف أمام العالم أجمع.


حسن جمول: نعم ولكن هناك اجتماعات إسرائيلية للحكومة الإسرائيلية من أجل إقرار الصيغ وإقرار تحديدا كيفية تخفيف أو كيفية الحد من سياسية الحصار إذا صح التعبير في المستقبل، ألا يمكن النظر إلى هذا الأمر على أنه ربما بادرة إيجابية تستجيب للمطالب الدولية ولو انصياعا؟


لطيف دوري: لا شك بأن لا مناص للحكومة الإسرائيلية من الاستجابة على الأقل لبعض المطالب الدولية والفلسطينية والإسرائيلية أي حتى تخفيف الحصار بصورة جزئية وهذا ما سيكون في المرحلة الأولى، وعلينا أن نتقدم إلى المرحلة الثانية وهي فك الحصار الكلي عن قطاع غزة.


حسن جمول: نعم لكن المواقف الدولية هنا ربما تكون لا سيما منها الأميركية مشجعة لإسرائيل إلى أن تكتفي بهذه الخطوة في المقابل هل تعتقد أنه على المستوى الأوروبي أو على المستوى الدولي بشكل عام سيكون هناك ضغط أكبر للوصول إلى رفع الحصار؟


لطيف دوري: أنا أعتقد بأن حتى أميركا ولو نسمعها تقول بأنها تؤيد السياسة الإسرائيلية ولكن أنا أعتقد من وراء الستار حتى أميركا بالإضافة إلى أوروبا وبالإضافة إلى باقي أطراف العالم تريد أن تصل إلى فك الحصار عن غزة، ولا شك بأن هذه الخطوة ستؤدي إلى تشجيع الملايين من سكان العالم في الاستمرار في نضالهم من أجل رفع الحصار الكامل، وأنا أقول لك بكل صراحة أنا أعتقد بأن وصول واستمرار وصول قوافل الحرية إلى غزة أو محاولتها للوصول إلى غزة هي التي ستأتي بالنتائج الإيجابية وهي التي ستؤدي إلى أن يرفع الحصار عن غزة، ولذلك نقول لقوافل الحرية ألف تحية.


حسن جمول: نعم ولكن ماذا لو تم التعامل مع هذه القوافل كما جرى التعامل مع أسطول الحرية وسفينة مرمرة بالتحديد؟


لطيف دوري: يا ريت أن تستمر الحكومة الإسرائيلية في هذه الخطوات الفاشلة وتستمر في القبض واحتجاز السفن لأن هذا سوف يزيد من النضال ويزيد من تأييد شعوب العالم لرفع الحصار، وسيزيد من قوافل الحرية وسيساعد على تقوية معسكر السلام الإسرائيلي، لأن اليوم العالم كله يريد شيئا واحدا واضحا وجليا هو رفع الحصار عن قطاع غزة.


حسن جمول: سيد دوري قبل أن انتقل إلى لندن مع بيتي هنتر، أريد أن أسألك عن نقطة أشرت إليها في البداية وهي الداخل الإسرائيلي، يعني هل بعد كل هذه الحملة والضغط الدولي على إسرئيل هناك من يضغط في الداخل لإبقاء الحصار على قطاع غزة بالشدة ذاتها ويرفض حتى تخفيف بسيط لهذا الحصار؟


لطيف دوري: طبعا، منذ سنوات منذ أول يوم من الحصار وحركة السلام في إسرائيل تطالب برفعه حالا وكليا، وعندما وصلت قافلة الحرية إلى أجدود قمنا هناك في الميناء نفسه بمظاهرة تحت شعار ألف تحية لقوافل الحرية، وبعد ذلك بأسبوع قمنا بمظاهرة أشترك فيها ما يزيد عن عشرة آلاف شخص بتل أبيب والشعار كان يرفع الحصار عن غزة، أي أن حركة السلام في إسرائيل ستستمر في هذا النضال سوية مع النضال الذي يجري في العالم وفي الآخر أنا أعتقد بأن ليس في القريب البعيد بل في القريب العاجل سنحتفل برفع الحصار عن غزة يهودا وعربا، فلسطينيون ومصريون وإلى كل من يحب الحرية من شعوب العالم.


حسن جمول: سيد لطيف ابقى معي. أنتقل إلى لندن مع بيتي هنتر مديرة حملة التضامن مع فلسطين، سيدة هنتر تحدث السيد لطيف دوري عن أن الخطأ في الترجمة هو خطأ مقصود التباين في البيانين العبري والإنجليزي في ما يتعلق بتخفيف الحصار على غزة هو مقصود، ولكن في نهاية الأمر ستصل الأمور إلى حد رفع الحصار عن غزة، كيف تنظرون أولا أنتم من وجهتكم إلى هذا التباين وهل أنتم يعني متفائلون بالوصول إلى رفع تام للحصار؟


بيتي هنتر: للأسف أنا لست متفائلة جدا، وأنا أعتقد أن التباين الذي لا أعرف مداه لأنني لا أتحدث العبرية هو ببساطة إن شئتم يظهر نيات الحكومة الإسرائيلية في الحديث عن نوع من التخفيف وهذا ببساطة عبارة عن عمل ليس واضح، فالحكومة الإسرائيلية تخضع لضغوط من المجتمع الدولي منذ الهجوم على سفينة مرمرة وهم بذلك يأملون بصرف الأنظار عن الحصار الغير الإنساني الذي عرضوا له سكان غزة من خلال ما يسمى التخفيف، بصراحة بغض النظر عن الكلمات الواردة في النص العبري فإنه يبدو لي بأنه ليس هناك نيات كريمة شريفة برفع الحصار، وهذا حقا ما يجب أن نركز حديثنا عنه، أي رفع للحصار بشكل تام وبشكل ذي معنى عن السكان في غزة.


حسن جمول: ولكن يعني هذا الأمر يبدو أنه اليوم بعيد المنال ولكن ألا تعتقدين في المقابل أن مجرد إقرارالحكومة الإسرائيلية بسياسية تخفيف الحصار وتغيير السياسة جذريا في ما يتعلق بحصار غزة هو يعني إشارة ربما تعطي بصيصا من الأمل؟


بيتي هنتر: في الحقيقة قد يكون عندك ثقة بالمجلس الوزاري الإسرائيلي، أخشى أنني لا أتحلى بمثل هذه الثقة، بالطبع إن كان هناك تخفيف فكل قدر بسيط من ذلك سيساعد الناس في غزة ولكننا لا نعرف آلية هذا التخفيف، الهيئات الدولية كالاتحاد الأوروبي وهيئات أخرى تدرك بأنه ما من عملية تم وضعها، وهم بذلك قلقون جدا بأن ما هو منوي عمله هو عبارة عن أسابيع وأشهر تتخللها نقاشات تتعلق بالسماح للبضائع أن تدخل إلى غزة، علينا أن نتذكر أن هذه الأمور مهمة ولكنها بسيطة وهزيلة فيما يتعلق بإدخال المواد اللازمة للبناء والتعليم والمساعدات الطبية إلى غزة، وبالطبع رفع الحصار بطريقة تعزز دخول المواد إلى غزة وتسمح للناس بالدخول والخروج من غزة، هذا ما هو لازم وأنا أعتقد بالتالي بأن هذا النقاش في المجلس الوزاري في إسرائيل هو عبارة عن عملية لكي تقدم لتوني بلير ودول أخرى من أجل محاولة التخفيف من الإدانة الدولية ضد هذا الحصار.


حسن جمول: على كل هذا الأمر بالتحديد سيدة هنتر خيارات الأطراف الدولية المناوئة للحصار على غزة نناقشها بعد الفاصل، ابقوا معنا مشاهدينا.

[فاصل إعلاني]

حسن جمول: أهلا بكم من جديد مشاهدينا. الموقف الإسرائيلي الملتبس بشأن تخفيف الحصار على غزة يرتب عبئا على الجهات الدولية تلك الجهات التي قادت حملة الضغوط على إسرائيل لإعادة النظر في سياستها الفاشلة تجاه قطاع غزة المحاصر منذ نحو أربع سنوات.

[تقرير مسجل]

نصر الدين علوي:لم تتمكن سفن الحرية من إيصال المعونات إلى غزة المحاصرة لكنها اوصلت رسالة ظلم السلطات الإسرائيلية القائمة على الحصار إلى أرجاء العالم كله، إسرائيل التي ظلت ترفض رفع الحصار لجأت على ما يبدو هذه المرة إلى حيلة لاسترضاء المجتمع الدولي وتخفيف الضغوط عليها بإعلان تخفيف الحصار دون رفعه، والأسوأ من ذلك أن حكومة نتنياهو حسب ما كشفت صحيفة هآرتس اختارت أن ترسل نسخة من قرار التخفيف باللغة الإنجليزية إلى المجموعة الدولية لكنها لم تضمن النسخة العبرية أي ذكر لقرار كهذا. ميدانيا اجراءات التخفيف التي تكلمت عنها إسرائيل لم تغير شيئا يذرك إذ ابقت على أكثر من 180 مادة ممنوعة من دخول القطاع فخطة ما سمته إسرائيل تخفيف الحصار هي في الحقيقة ورقة مشتركة بين الحكومة ومبعوث الرباعية توني بلير الذي يبدو أنه يبحث عن مخرج لإسرائيل ليحسن صورتها المهتزة في العالم نتيجة استمرار الحصار. ردود الفعل الدولية تباينت بين الترحيب والإشادة والحذر فبينما جاء رد الأمم المتحدة حذرا بشأن قرار التخفيف فإن البيت الأبيض رحب بالقرار واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح ولم يختلف كثيرا موقف الاتحاد الأوروبي حيث أشاد بقرار التخفيف معتبرا إياه خطوة في الاتجاه الصحيح كذالك، أما إسبانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي فقال وزير خارجيتها إن الاتحاد سيعمل من أجل وجود أوروبي على المعابر في غزة لتسهيل دخول البضائع والناس وحفظ أمن إسرائيل، في حين رحبت فرنسا بقرار تخفيف الحصار واعتبره وزير الخارجية برنار كوشنير إشارة جيدة، في نهاية الأمر لم تخفف خطة تخفيف الحصار حتى الآن سوى الضغط على إسرائيل التي اهتزت صورتها على المستوى العالمي أم سكان غزة فسيسمح لهم فقط بمواد لا تقتلهم ولا تعيدهم إلى الحياة.

[نهاية التقرير المسجل]

خيارات الأطراف الدولية المناوئة للحصار


حسن جمول: ومن جديد أعود إلى ضيفي في هذه الحلقة من تل أبيب لطيف دوري سكريتر لجنة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، ومن لندن بيتي هنتر مديرة حملة التضامن مع فلسطين أعود إليك سيد دوري، بالحديث عن الداخل الإسرائيلي هناك على مايبدو اتجاهات متشددة وأخرى وسطية وأخرى تطالب فعلا برفع الحصار عن قطاع غزة إلى أي مدى تعتقد بأن تلك الجهات المطالبة برفع الحصار بما ترجح كفتها بحيث لا تعود الحكومة مضطرة إلى سياسة اللبس في اللغة والعبارات لتمرير قراراتها؟


لطيف دوري: أنا لا أريد أن أبالغ في قوة حركة السلام في إسرائيل وبأنها ستنجح لوحدها في هذا النضال المتواصل من أجل رفع الحصار عن غزة، ولكن الخطوة التي قمنا بها وقام بها العالم بأجمعه أي ما يسمى بتخفيف الحصار ونحن طبعا لا نكفي بذلك ولكن هذه الخطوة للأمام، وأنا أود أن أقول للسيدة الكريمة ما هذا التشاؤم؟ قبل هذا القرار كانت المعابر مغلقة بصورة تامة بعد هذا القرار أو عدم القرار ستفتح ولو بصورة جزئية أي أن النضال له ثماره وعلينا أن ننجح في هذا النضال إذا ما استمرينا في المظاهرات والاجتماعات في العالم والضغوط الدولية والضغوط داخل إسرائيل وأهم شيء هو وصول قوافل الحرية بصورة مستمرة، هذه الظروف بأجمعها..


حسن جمول (مقاطعا): سيد دوري هل تعول على موقفي شمعون بيرز وإيهود بارك في هذا الشأن؟


لطيف دوري: أنا لا أعتقد بأن وجهة نظر إيهود بارك ورئيس الدولة شمعون بيرز مع كل أسف يختلف عن نظرة نتنياهو، وأنا أعتقد بأن بارك في هذه الحالة متشدد أكثر من نتنياهو فلذلك لا نستطيع أن نقول بأنهم سيأتون لنا بالثمار المرجوة.


حسن جمول: سيدة هنتر أعود إليك للسؤال عن الخيارات في ضوء هذا التشاؤم الذي ابديته تجاه تخفيف الحصار على قطاع غزة الخيارات المطروحة أمامكم الآن من أجل الضغط أو مزيد من الضغط؟


بيتي هنتر: أولا أود أن أضمن للسيد دوري بأنني بالفعل أرحب بأي خطوات إلى الأمام، وفي الحقيقة كناشطة من أجل فلسطين أنا متفائلة لأنني أعلم بأنه سيكون هناك تغيير لا محالة وأنا مسرورة أن آخرون يعملون داخل إسرائيل لإقناع الشعب الإسرائيلي بأن عليهم أن يقبلوا التغيير، ولكنني أعتقد أن حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية كان عليها أن تتخذ حتى هذه الخطوات الصغيرة التي فيها ملابسات برفع الحصار هي أتت نتيجة الضغوط الدولية وهذا ما يجب أن نبقي عليه، منظمة العفو الدولية تحدثت عن هذا التخفيف ونحن نرحب بهذا ولكنه ليس كاف وليس واضحا بما يكفي ولا يعالج الحاجات الأساسية الأمر ذاته ينطبق على لجنة الصليب الأحمر الدولية وفي البرلمان البريطاني كان هناك حوار حيث أعضاء من البرلمان من كل الأطياف قالوا ذات الشيء، نعم تخفيف الحصار مرحب به وكل قليل يساعد ولكنه لا يكفي بحد ذاته ولا يجب أن تصرف أنظارنا عن الاستمرار بالكفاح بغية الضغط على الحكومة الإسرائيلية لكي تقوم بتغيرات سياسية حقيقة في مايتعلق بالناس في غزة، أنا أومن أن ما قمنا به دوليا وبالطبع بالنسبة للمظاهرات التي في تل أبيب لتخفيف الحصار هذه أمور كلها شجاعة ومحاولات رائعة من الإسرائيليين ولكن علينا أن نزيد الضغوط..


حسن جمول (مقاطعا):  سيدة هنتر ما تسمينه كفاحا هل يندرج في إطاره برأيك اليوم تسيير مزيد من قوافل الحرية إلى قطاع غزة مهما تعرضت لمخاطر ومضايقات وتحديات من القوات الإسرائيلية؟


بيتي هنتر: نعم أعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الأساطيل والقوافل تتجه إلى غزة وأعتقد أن الاستجابة على صعيد دولي ستتمثل في أن يكون هناك ضغوطا على إسرائيل تبرز بالتالي محاولة إسرائيل إزدرائها برفعها الحصار، علينا أن نتذكر أن الناشطين الذين كانوا على متن السفينة قاموا بذلك فقط بسبب القادة الديمقراطيين وخاصة في الغرب لأنهم لم يفعلوا شيئا أبدا ليضغطوا على إسرائيل لكي تقوم بالانصياع للقانون الدولي، الحكومة الإسرائيلية ولعقود ظنت أنها يمكن أن تعمل بفرار من العقوبة وهذا هو الواقع الإسرائيلي وظنت أنها يمكن لها أن تقتل ناشطي السلام الأبرياء دون أن يكون هناك شجب لذلك، بينما بالطبع الناس سيكونون حذرين ونحن لا نريد للناس أن يخاطروا بأرواحهم، إلا أن هناك موجة من الدعم التي يتم استجماعها دوليا لتمشية قوافل سوف تنطلق من مناطق كثيرة في العالم لكي تظهر للعالم ثانية ولإسرائيل أن الحصار وبشكل كامل غير مقبول.


حسن جمول: شكرا لك سيدة بيتي هنتر مديرة حملة التضامن مع فلسطين من لندن، وأشكر أيضا لطيف دوري من تل أبيب سكرتير لجنة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر شكرا للمتابعة وإلى اللقاء بإذن الله.