ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

الإستراتيجية الأميركية في التعامل مع إيران

تتناول الحلقة تحذير وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن بلاده لا تملك إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع ملف إيران النووي، موصيا بالتفكير في سبل لاحتواء طهران إن قررت إنتاج سلاح نووي.

– أبعاد الموقف الأميركي وخيارات الإدارة تجاه إيران
– دلالات التوقيت وأهداف التصريحات الأميركية

محمد كريشان
محمد كريشان
ماريو ليولا
ماريو ليولا
منذر سليمان
منذر سليمان

محمد كريشان: حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن بلاده لا تملك إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع ملف إيران النووي، وأوصى في مذكرة سرية كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أوصى بالتفكير في سبل لاحتواء إيران إن قررت إنتاج سلاح نووي حسب ما ذكرته الصحيفة. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، هل تفتقر واشنطن بالفعل إلى إستراتيجية للتعامل مع طهران رغم كل ما تثيره حولها من ضجة؟ وهل من دلالة لهذا التوقيت لحديث كبار المسؤولين الأميركيين عن التخطيط لمواجهة إيران؟… السلام عليكم. لم ينف أي من المسؤولين الأميركين صحة ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز عن افتقار الدولة الأولى في مواجهة إيران إلى خطة طويلة المدى لهذه المواجهة، رغم ذلك فقد تصدى مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية لتطمين من يهمهم الأمر وإثارة قلق آخرين بالحديث عن خطط وسيناريوهات لحجز إيران وراء ما وصف بخط أحمر رسم لها سلفا.

[تقرير مسجل]

فتحي إسماعيل: سرية للغاية لكنها ما عادت كذلك لا بل قد تفجر أزمة داخل أروقة الساسة والعسكر في الولايات المتحدة وحتى مع الحلفاء، هي ليست إلا وثيقة وزير الدفاع الأميركي التي أرسلها مطلع العام الحالي إلى البيت الأبيض وفيها أطلع كبار مسؤولي إدارة أوباما على الحقيقة المرة إزاء قدرات الرد الأميركية على إيران إذا ما حلت اللحظة الحرجة. في تلك المذكرة التي سرب مسؤولون مقتطفات منها شفهيا إلى صحيفة نيويورك تايمز حذر غيتس من أن بلاده تفتقر إلى إستراتيجية فعالة للحد من تقدم إيران المطرد نحو امتلاك قدرات نووية ومفصلا مخاوفها اعترف غيتس بعدم وجود رد أميركي إذا مضت طهران قدما في تجميع المكونات اللازمة لإنتاج سلاح نووي وهو أمر مرجح بمعزل عن نجاحها في صنع سلاح يعمل بشكل كامل وفعال، كما أوصى غيتس أيضا في مذكرته بالتفكير مليا في إمكانية أن تزود إيران مجموعة إرهابية موالية لها بسلاح نووي. الوثيقة التي وصفها أحد كبار المسؤولين الأميركيين بأنها دعوة لليقظة آثارت إرباكا في أوساط المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية إذ باشرت وزارة الدفاع والبيت الأبيض ووكالات المخابرات وضع خيارات جديدة شملت سلسلة معدلة من البدائل العسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية والعقوبات في اجبار إيران على الانصياع. اعترفت النيويورك تايمز بأنه لم يتسن لها الاطلاع على الفقرات المتعلقة بالعمليات السرية المحتملة ضد إيران، بيد أن ما تسرب قد يكون كافيا بحد ذاته لإثارة أسئلة كبرى عن حقيقة الموقف الأميركي من إيران وعما يمكن أن يلحقة ذلك بالتحالف الدولي الذي تسعى واشنطن لتشكيله بقيادتها ضد إيران وفي قلبه بالطبع جوار إيران الإقليمي، وكما يمكن لهذا التطور أن يثبط عزائم كثر ويربك أطرافا عدة وحتى أن يرخي المكابح الأميركية إزاء إسرائيل فإنه أيضا في المقابل باعث على حفز عزيمة الإيرانيين على مزيد من التحدي وكسب الوقت حتى وإن سارع أركان إدارة أوباما إلى التقليل من شأن الوثيقة دون أن ينفوا وجودها بالقول إن لدى واشنطن إستراتيجية بشأن إيران جوهرها خط أحمر لن يسمح لإيران بتجاوزه وضمانة أميركية بأن لا تنجح طهران أبدا في الحصول على قدرة نووية.

[نهاية التقرير المسجل]

أبعاد الموقف الأميركي وخيارات الإدارة تجاه إيران


محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن ماريو ليولا محلل الشؤون الإيرانية ومن بيروت الدكتور منذر سليمان الخبير في شؤون الأمن القومي الأميركي، أهلا بضيفينا. نبدأ من واشنطن والسيد ليولا، حديث غيتس عن افتقار الولايات المتحدة لإستراتيجية فعالة لكبح إيران ألا يبدو غريبا؟


ماريو ليولا: في الحقيقة إن هذا اعتراف بالواقع ذلك أن الإيرانيين لم يقوموا بأي شيء لإيقاف برنامجهم النووي أو دعمهم لحزب الله وحماس والمتطرفين الفلسطينيين الآخرين، وحاليا إن خليط العقوبات لم يكن كافيا لحد الآن لإيقافهم ولا أعتقد أن العقوبات لوحدها كافية لإيقاف الإيرانيين عند حدهم.


محمد كريشان: نعم ولكن القضية سيد ليولا الآن ليست قضية العقوبات أو اللجوء إلى القوة أم عدم اللجوء القضية هي الإقرار أنه لا توجد منظومة واضحة في ذهن صاحب القرار الأميركي للتعامل مع طهران.


ماريو ليولا: أعتقد أن الوزير غيتس رجل ذكي وكوزير دفاع وعندما يقول كلاما من هذا النوع فهدفه هو أن يضغط على الآخرين الحلفاء مثل الصينيين والروس ليجعلهم يعتقدوا أو يفكروا بأن فشل الجهد الدبلوماسي الآن قد يعني أن الدول الأخرى ستبدأ بإعطاء تفكير أكثر جدية في مسألة استخدام القوة ضد إيران، ولكن لا أعتقد أن أي مزيج من استخدام القوة والعقوبات سيغير الموقف الإيراني ذلك أن حاليا أن المسؤولين في إيران هم أشخاص يتمتعون أن يكونوا معرضين للحصار يجدونها لحظات تاريخية لحظات نصر أو هزيمة حاسمة للثورة الإسلامية وهم سعيدون بأن يكونوا محاطين بأعداء دول عربية وأوروبيين لا يتفقون على شيء عادة لكنهم يتفقون على أن إيران هي خطر لهم، وأعتقد حاليا أن النظام الإيراني يغش، يغش من نقطة تفاوض ضعيفة جدا فإذا لم نواجه غشهم هذا فهم سيتصورون أنهم يمكنهم أن يفوزوا عن طريق الغش والادعاء بما ليس لديهم وهذا طبعا أسلوب خطر جدا بالنسبة للعالم إذا ما اتخذه إزاء إيران.


محمد كريشان: يعني في هذه الحالة وهنا أسأل الدكتور منذر سليمان في هذه الحالة ما سرب عن هذه المذكرة السرية برأيك ممكن أن يكون فعلا مثلما ذكر الضيف إشارات للحلفاء أكثر منه تعبير عن واقع؟


منذر سليمان: هي تعبير عن واقع أيضا لأنني أسأل ضيفكم الكريم من واشنطن وهو كان مقربا من الإدارة الجمهورية ربما كان سابقا مستشارا لرامسفيلد أيضا وهو مقرب من دوائر مراكز أبحاث قريبة من الخط المحافظ المتشدد، ماذا كانت سياسة بوش الابن تجاه إيران؟ ماذا كانت إستراتيجية بوش الابن تجاه إيران في هذا الصدد؟ وماذا كانت أيضا توصيات ومذكرات روبرت غيتس وزير الدفاع الحالي الذي كان وزير دفاع قبل أن يأتي أوباما إلى السلطة؟ موضوع الإستراتيجية علينا أن نفهمه في العلم العسكري الإستراتيجية هي علم نقل القوات إلى ميدان القتال والتكتيك أو المسرح المفترض للقتال والتكتيك هو تحريك هذه القوات أو القدرات في مسرح القتال، واضح تماما منذ عهود ومنذ إدارات سابقة أن التعامل مع الملف الإيراني والتعامل مع الوضع الإيراني مشكلة أساسية تعكس خلافات داخل الإدارة بين أجنحة مختلفة حول كيفية التعامل، الآن الولايات المتحدة في وضعية لا تحسد عليها من حيث أنها صحيح هي تتواجد لها قوات في العراق وفي أفغانستان وبمثابة فكي كماشة على طهران ولكن واضح أن هذا التواجد العسكري شكل فائدة وقدم لإيران فرصة ثمينة بأن يكون لها دور ونفوذ إقليمي أقوى، إذاً الحديث عن…


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن عفوا دكتور في هذه الحالة نتحدث ربما بشكل أدق عن أنه لا توجد خطة في الولايات المتحدة هي محل اجماع بين كل الفرقاء الذين أشرت إليهم أكثر من القول بأنه لا توجد إستراتيجية بالمعنى العلمي الدقيق للكلمة.


منذر سليمان: يعني هناك دائما خيارات بديلة طارئة موجودة في كل إدارة للتعامل العسكري مع أية حالة بما فيها حالة الملف النووي الإيراني، ولكن المشكلة أن هذه الحالة الطارئة لا يمكن استخدامها إلا عندما تصبح إيران دولة نووية، إيران لن تعلن في تقديري حتى لو وصلت تقنيا إلى القدرات على امتلاك القدرة على تصنيع السلاح النووي لأن تصنيع السلاح النووي حتى امتلاكه تقنيا يمكن ما يسمى بالخيار الياباني أو الخيار البرازيلي بمعنى التقنية جاهزة ويمكن، لم تصل إيران ربما حتى إلى هذه الحالة ولكن حتى لو وصلت وكل التقديرات تقول بأنها ربما تحتاج إلى عام حتى تقديرات أميركية واستخباراتية وغيرها وتحتاج من عامين إلى خمسة أعوام للقدرة على وضع هذا السلاح على رأس نووي وتحتاج أكثر إلى أن يكون لديها صواريخ دقيقة التوجيه ولديها أجهزة توجيه ليكون بمقدورها استخدام السلاح النووي، إذاً نحن نتحدث على مدى زمني بعيد المدى ولكن تستخدم هذه التسريبات. وعلى فكرة دعني أوضح أمرا أن مذكرة غيتس هي جزء من مذكرات أخرى يقدمها عادة تقدمها الاستخبارات تقدمها وزارات أخرى الخارجية وغيرها لوضع خيارات أمام الإدارة، وبالتالي تسريبها يبدو من الجناح الذي يرغب في إعادة إثارة الملف النووي بصورة أقوى لأنه كان هناك في الفترة السابقة بدت ملفات أخرى مثل ملف عجز الإدارة عن التحرك في ميدان الصراع العربي الإسرائيلي وفي موضوع بروز الخلاف بين الإدارة الصهيونية والإدارة الأميركية حول كيفية وضع مفاوضات غير مباشرة أو مفاوضات مباشرة في..


محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا طالما نتحدث عن خيارات اسمح لي فقط أن أعود إلى السيد ليولا طالما نتحدث عن خيارات، المذكرة التي أوردت منها مقتطفات النيويورك تايمز لم تنشر إلا بالطبع لم تنشر الجريدة أي شيء يتعلق بالعمليات السرية أو أي تفاصيل عن خيار عسكري محتمل ضد إيران، ولكن هل يمكن لنا أن نعرف عند أي نقطة يمكن للإستراتيجية الأميركية أن تنتقل من نظام الضغط أو العقوبات إلى الخيار العسكري المفتوح ضد طهران؟


ماريو ليولا: كما يقرر الرئيس إزاء إيران بين شهر وآخر تظهر عدة مقترحات وخيارات أمامه. وإجابة على ما قاله ضيفكم الآخر زميلي، نعم كان هناك استمرارية كبيرة من إدارة بوش إلى إدارة أوباما فيما يتعلق بالسياسات أنه وزارة الخارجية هي المسؤولة عن الملف الإيراني مع الأوروبيين منذ سنوات وأن أسلوب التعامل هو أسلوب تجنب المخاطرة الكبيرة حتى لو كان لدينا عسكريا ضد بعض المنشآت فإن هذا الخيار يقدم إلى الرئيس أوباما مع تقديم أسباب كثيرة لعدم استخدام هذا الخيار وأخطاره، وأن مشكلة هذا الأسلوب هو أنه عندما تعلم الإدارة بأن الإيرانيين يغشون ويدعون ما لا يملكون وعندما يقولون إنهم إذا ما هوجموا سيقومون برد فعل ضد إسرائيل وضد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج مثل قطر ويهددون بغلق مضيق هرمز والذي قال السعوديون قبل أشهر عندما كان الوزير هناك إن ذلك سيعتبر عاملا حربيا ضد السعودية إذا ما قامت إيران بذلك، إذاً هناك ما يدعو للاعتقاد أن إيران تغش ولا تقول الحقيقة في كل هذه الأمور وبالتالي فإن الإدارة تكون متحفظة جدا فيما يتعلق برغبتها على قبول مجازفات أو مخاطرات، إذاً إذا كان لديها هذا الموقف فإنها لن تستطيع التجاوب مع هذا الغش أو الخداع الإيراني وبالتالي سيستمر الإيرانيون في الاعتقاد أنهم يستطيعون أن  يستمروا في الغش، والمشكلة هنا هو أننا الحقيقة لسنا قلقين حول هل أن إسرائيل ستضع السلاح النووي على صواريخ على رؤوس حربية لكن المشكلة أنه إذا توصل إلى قدرة الإنتاج العسكري للطاقة النووية فإن ذلك سيجعل المتطرفين والمتصلبين في النظام الإيراني إلى زيادة نفوذهم وبالتالي عندما يقررون أو يهددون بغلق مضيق هرمز أو مهاجمة حلفاء الولايات المتحدة في الخليج آنذاك قد لا يكون غشا وقد يجدون أنفسهم في موضع لا يسمح للآخرين بمهاجمتهم، هذا أخطر الأمور وإن أحد الأشياء في الإستراتيجية العسكرية كما قال نابليون هو ليس تدمير قوة العدو بل التخلص من.. أو انهاء رغبة وإرادة جنرالات العدو في القتال. حاليا الوضع في إيران أنه طالما أن النظام يسيطر عليه المتطرفون والمتصلبون الذين يؤمنون بتوسع الثورة الإسلامية والخميني ومدرسة قم لتصل إلى لبنان وتقدم الدعم لحماس وإلى دول أخرى فإذاً لا أعتقد أن أي مزيج من الخيارات العسكرية أو العقوبات يمكن أن يجعل إيران تتخلى عن السلاح النووي. ما ينبغي أن نفعله أو نجده في إيران هو أن يكون هناك تغيير في الحكومة لتصل حكومة تكون أكثر صداقة وودية مع الدول الأخرى، وأود إذا ما سمحتم لي أن أقول شيئا آخر الكثيرون في إدارة أوباما مثلا الوزيرة كلينتون يرون أنه إذا تحقق حل الدولتين في موضوع القضية الفلسطينية فإن ذلك سيسهل مسألة حل الأزمة الإيرانية، هذا غير صحيح طالما أن المتطرفين في لبنان حزب الله وما بين صفوف الفلسطينيين من حماس يستطيعون يرون أنهم يستطيعون أن يحصلوا على دعم من  الثورة الإسلامية في إيران فإنهم سيجعلون من الصعب جدا للعرب المعتدلين أن يتوصلوا إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل…


محمد كريشان (مقاطعا): على كل رغم ما أشرت إليه من موضوع الخداع والغش بالنسبة للجانب الإيراني كما تقول ذلك لا يقلل من شيء من أهمية حديث المسؤولين الأميركيين الآن في هذا الوقت تحديدا عن الخطط لمواجهة إيران، نريد أن نتطرق إلى هذه المسألة تحديدا بعد فاصل، نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دلالات التوقيت وأهداف التصريحات الأميركية


محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نناقش فيها تحذير وزير الدفاع الأميركي من افتقار بلاده إلى خطة طويلة المدى للتعامل مع ملف إيران النووي حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. دكتور منذر سليمان في بيروت هذا الحديث الآن عن خطط وخيارات وغيرها هل أريد به القول لكل الأطراف الدولية بأن واشنطن تتعامل بكل الجدية في الموضوع الإيراني وتستعد لكل الاحتمالات؟


منذر سليمان: لاحظ أن توقيت هذه المذكرة أنها كانت في يناير بمعنى أنها في كانون الثاني بمعنى أكثر من أربعة أشهر مضت، لماذا تسريبها الآن؟ ومن له المصلحة في تسريبها؟ هذا سؤال أيضا في مكانه بمعنى أن القوى التي لها مصلحة في تصعيد الموقف والقدوم نحو الخيار العسكري أو حتى الخيار الذي ذكره ضيفك وهو الخيار الذي تحاوله الإدارة الأميركية السابقة وربما القائمة حاليا خيار إمكانية ليس فقط تغيير سلوك النظام في طهران بل أن تغيير النظام، وأنا أعتقد أن هناك حربا سرية قائمة حرب بواسطة الثورات المخملية أو ثورة الألوان كانت خلال الانتخابات أحد الأشكال وهناك حرب سرية بالاستخبارات تتم أيضا، وهناك أيضا التسريب بإمكانية اللجوء لاستخدام القوة العسكرية بما فيها القوة النووية رغم حديث أوباما على أنه يرغب في عالم خال من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي إلا أنه تحدث بطريقة غير مباشرة على إمكانية أن تستخدم الولايات المتحدة السلاح النووي ضد دولة غير نووية، إذاً أعتقد أن التوقيت مرتبط باستعادة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة بدل أن يكون الخلاف الإسرائيلي الأميركي أو قضايا أخرى موضوع الضغط على الحلفاء… ليس الحلفاء، شركاء الولايات المتحدة على المستوى الدولي أو الدول التي تدخل في نطاق الخسمة زائد واحد بأن هناك ضرورة لكي توافقوا على عقوبات مشددة أكثر وفاعلة وإلا أن الخيار العسكري يتم تداوله في الولايات المتحدة، ولكن أنا أعتقد في نهاية الأمر مفتاح ما سيجري في معالجة هذا الأمر هو ما سيجري في الساحة العراقية في الأشهر القادمة أو الأسابيع القادمة، إذا استطاعوا التوصل إلى موضوعة حكومة وحدة وطنية يقال عنها أو تفاهم لأن صيغة حصلت الانتخابات العراقية الداخلية -أو شبه انتخابات لنقل لأنها تحت الاحتلال- والآن يتم انتخابات إقليمية ودولية في العراق بمعنى كيف يمكن استخراج صيغة حكم مستقر قادر على ضبط يكون تابعا للولايات المتحدة ويكون هناك رضا إقليمي من قبل القوى الفاعلة بما فيها إيران وبالتالي المفتاح هو…


محمد كريشان (مقاطعا): في هذه الحالة الإشارات التي ذكرتها عفوا دكتور منذر، لنر سيد ليولا ما يراه فيما يتعلق بدلالات هذه الإشارات حول التوقيت كما ذكرها الدكتور منذر سليمان؟


ماريو ليولا: أعتقد أنه عندما وصلت الإدارة الجديدة قدمت لإيران فرصة سنة لتقدم جوابا إيجابيا على عرض الانفتاح إزاء إيران والحوار معها، مضت السنة ولم يبد الإيرانيون اهتماما بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة لذلك طلب أوباما من الوزارات والمنظمات المخابراتية المختلفة أن يقدموا له التوصيات حول ماذا يكون الخيار. أما في ما يتعلق بتسريب هذه المذكرة هل كان شيئا صحفيا أم مقصودا من قبل الإدارة لكي تكون مصدر ضغط على الحلفاء؟ لا أحد يعرف ذلك لكن ما أستطيع قوله إن سياسة أوباما وبوش هي نفسها فيما يتعلق بالعراق وإيران ألا وهي تعزيز مؤسسات الديمقراطية البرلماينة لمواجهة المتطرفين وقوى التطرف، هناك قوات أميركية في العراق هناك سفارة قوية في العراق وبالتالي نحن لدينا مشاركة في تلك العملية أما في إيران فإننا لا يمكن أن نكون مؤثرين إلا من بعيد وعندما يتحدث وزير الدفاع ليس عن حكومة إيران… عفوا وزيرة الخارجية أنها تميز بين بعض عناصر الحكومة الإيرانية والنظام الإيراني بالقول إن هناك مؤسسات وأطراف في الحكومة الإيرانية معقولة ويمكن التعامل معها يمكن أن يكونوا جزء من الحل في المستقبل، ولكن أعتقد أن إستراتيجية الولايات المتحدة ستكون ليس تغيير النظام عن طريق القوة أو أي شيء من هذا القبيل بل تعزيز أيدي و يقووا موقف المؤسسات والأشخاص المعتدلين في النظام الإيراني في مواجهة المتطرفين وهي نفسها السياسة التي يتبعونها إزاء الفلسطينيين وفي لبنان أيضا.


محمد كريشان: على كل النيويورك تايمز أشارت استنادا إلى مسؤول كبير بأن هذه الوثيقة عبارة عن نداء تنبيه أو إنذار أو شيء من هذا القبيل. دكتور منذر سليمان هل يمكن أن تحدث الهزة التي يفترض أن يحدثها أي إنذار في الطبقة السياسية والأمنية في الولايات المتحدة؟


منذر سليمان: في تقديري هناك جزء من هذا الأمر يتعلق في الصراع والتنافس الداخلي بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وهناك قوى داخل الجسم الأمني والعسكري في إدارة أوباما من الذين من تركة بوش الابن والذين يتحركون أيضا في الساحة الأميركية في محاولة الضغط على أوباما وإظهار عجزه إظهار عدم خطة له إظهار عدم إستراتيجية، ولكن كما ذكرت لم يجب ضيفك الكريم على أن ماذا كانت إستراتيجية الرئيس بوش الابن ولماذا إذا كانت سياسة بوش هي سياسة أوباما هي امتداد لسياسة بوش فلماذا لا يكون هناك نفس الإستراتيجية التي وضعها بوش الابن ووضعها وزير الدفاع؟ إذاً هناك عجز حقيقي، هذه الإدارة الأميركية لا تملك عصا سحرية لحل كل مشكلات العالم وتورطها في العراق وأفغانستان وسياستها العامة في منطقة الوطن العربي وفي العالم الإسلامي هي سياسة فاشلة وسياسة متعثرة، وفي تقديري الملف النووي الإيراني يذكرنا دائما بأنها إحدى الدلائل على ذلك، علينا أن نتذكر أيضا أن السفير الأميركي الموجود الآن في العراق ليس صدفة أنه كان السفير الموكل بمعالجة الملف النووي الكوري الشمالي، وأنا أعتقد أنه في السابق جرت محاولات بين الولايات المتحدة وجولات تفاوض في الساحة العراقية بالسفير الأميركي، أنا أعتقد رغم كل هذه الضجة الواسعة طبيعة ما سيجري في المسرح العراقي وربما مؤشرات عليه بإمكانية أن يكون في المستقبل ليس مغلقا إمكانية أن يتم حوار بين السفير الأميركي أو ترعاه السفارة الأميركية هناك حول هذا الأمر.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك دكتور منذر سليمان الخبير في شؤون الأمن القومي الأميركي ومدير وحدة دعم صنع القرار في مركز دراسات الوحدة العربية ومقره بيروت، شكرا أيضا لضيفنا من واشنطن ماريو ليولا المحلل الأميركي للشؤون الإيرانية، وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، كالعادة نذكركم بإمكانية إرسال المقترحات على هذا العنوان الإلكتروني الظاهر  الآن على الشاشة indepth@aljazeera.net

غداً بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.