ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

قرار ضم مواقع دينية للآثار اليهودية

تتناول الحلقة قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى لائحة المواقع الأثرية اليهودية، وإدانة السلطة الفلسطينية وحركة حماس للقرار الإسرائيلي.

– دلالات القرار وانعكاساته على مساعي السلام
– المساعي العربية والدولية الممكنة لمواجهة القرار

جمانة نمور
جمانة نمور
خالد القواسمي
خالد القواسمي
مصطفى أبو صوي
مصطفى أبو صوي

جمانة نمور: وقعت صدامات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في الخليل بالضفة الغربية بعد قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى لائحة المواقع الأثرية اليهودية، وأدانت كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس القرار الإسرائيلي كما صدرت دعوات للمجتمع الدولي للتدخل. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسين، ما هي دلالة القرار الإسرائيلي إدراج موقعين إسلاميين على لائحة المواقع الأثرية اليهودية؟ وما هي تداعيات هذا القرار في الداخل الفلسطيني وعلى المساعي الدولية الرامية لإحياء مفاوضات السلام؟.. أهلا بكم. في خطوة إسرائيلية أخرى لتهويد الأماكن الدينية الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية، قرار يهدد بتفجير الوضع وخلط الأوراق كاملة في محاولة واضحة لفرض حقائق على الأرض لا تنفع معها أي تسوية سياسية في المستقبل.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: مدينة الخليل هدفا لقرارات الحكومة الإسرائيلية من جديد، قرارات خلفت صدامات تذكر بالخليل كبؤرة للتوتر المستمر بين مئات من المستوطنين يعيشون بين ما يزيد عن أربعمائة ألف فلسطيني، اعتبرت السلطة الفلسطينية القرار دليلا على مساعي الحكومة اليمينية في تل أبيب لتقويض عملية السلام بفرض حقائق على الأرض ودعت المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته تجاه ذلك. هذه هي الخليل المدينة التي قسمها اتفاق 1997 إلى منطقتي H 1و H2 ليبقى الحرم الإبراهيمي وما يسمى بقبر رحيل الواقعين في بيت لحم عقدة المنشار في فك عرى التوتر بين المستوطنين والفلسطينيين، توتر بلغ ذروته بمجزرة ارتكبها المستوطن الإسرائيلي باورغ غولدشتاين قبل 16عاما أودت بحياة 29 مصليا داخل الحرم الإبراهيمي قيل يومها إنه فعل ذلك ليسقط ما لا يرضي أمثاله من المستوطنين في تسويات مفاوضات أوسلو، الشبهة نفسها تحوم اليوم حول القرار الإسرائيلي في ظل جمود كامل لعملية السلام. تل أبيب وفي سابقة من نوعها تضع اليد بالكامل على منطقة دينية متنازع عليها في رسالة مزدوجة تتشبث فيها بمواصلة الاستيطان وبيهودية الدولة، رد فيما يبدو على شروط سلطة رام الله المطالبة بوقف الاستيطان شرطا لاستئناف المفاوضات، مطلب لم تفلح الإدارة الأميركية في إلزام تل أبيب به فاستبدلته بدعوة لمفاوضات غير مباشرة مقابل وقف مؤقت للاستيطان، وافقت رام الله فجاء الرد سريعا في الخليل يثير مخاوف جدية حيال ما سيبقى على التسوية النهائية أن تنظر فيه إذا ما تكررت هذه السابقة الإسرائيلية مجددا.

[نهاية التقرير المسجل]

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من الخليل خالد القواسمي وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية ومن القدس مصطفى أبو صوي مدير مركز الأبحاث الإسلامية في جامعة القدس أهلا بكما، سوف نبدأ النقاش معكما ولكن بعد الفاصل فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دلالات القرار وانعكاساته على مساعي السلام


جمانة نمور: أهلا بكم إذاً في هذه الحلقة التي نناقش فيها قرار إسرائيل إدراج الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال على لائحة المواقع الأثرية اليهودية، نناقش دلالات هذا القرار وتداعياته المحتملة. سيد خالد القواسمي ماذا يعني إدراج هذه المقدسات على لائحة المواقع الأثرية الإسرائيلية؟


خالد القواسمي: يعني القرار الإسرائيلي الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بالأمس يعني فيما يعنيه أن إسرائيل سوف تبدأ قريبا بأعمال الصيانة والترميم في هذه المواقع على اعتبارها مواقع تراثية يهودية، هذا يؤدي إلى المزيد من السيطرة الإسرائيلية على هذه المواقع وسحب البساط من تحت أرجل الأوقاف الإسلامية وتحويلها بالكامل إلى أماكن عبادة يهودية، هذا يعني أيضا إدخال رموز يهودية جديدة إلى هذه المواقع مع أنها على مر العصور كانت مواقع إسلامية خالصة، الحرم الإبراهيمي الشريف على مر العصور ومنذ ألفي سنة منذ أن بني كان مسجدا إسلاميا خالصا في الفترة الصليبية تحول إلى كنيسة ولكنه لم يكن في يوم من الأيام كنيس يهودي، إسرائيل تحاول بهذا الإجراء تغيير هذا الواقع وفرض حقائق جديدة على الأرض من خلال تزوير الرموز الدينية داخل هذا المكان هو إذعان للمستوطنين وتأكيد على أن الحكومة هي حكومة مستوطنين وحكومة مغالاة ولا تسعى إلى أي سلام، هو تصعيد للصراع الديني في المنطقة وتحويل الصراع بين شعب تحت الاحتلال ضد قوات الاحتلال إلى صراع ديني يهودي إسلامي.


جمانة نمور: على ذكر الصراع الديني سيد مصطفى، قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي قال بأن نتياهو يريد أن يشعل المنطقة بحرب دينية بقراره هذا، هل توافقه الرأي؟


مصطفى أبو صوي: بسم الله الرحمن الرحيم، حقيقة السياق السياسي هو أن حزب شاس الديني اليميني هو الذي أقنع نتنياهو بإضافة هذين الموقعين إلى لائحة يعني الأماكن الدينية والأثرية الإسرائيلية ولا بد أن هنالك ثمنا لمثل هذا الطلب كما هو معروف تماما في مثل هذه الحكومات الإسرائيلية لا يمكن لرئيس الحكومة أن يبقي الحكومة كما هي عليه إلا بإرضاء الأحزاب الصغيرة ومنها حزب شاس، أما بالنسبة لمعاني مثل هذا القرار فهي عدم الاعتراف بأن هذه الأماكن هي تحت سيطرة فلسطينية وأيضا النية بعدم الاعتراف بأنها ستكون في المستقبل ضمن دولة فلسطينية بغض النظر عن حدود الدولة الفلسطينية والتي من المفروض على الأقل بحسابات أوسلو وبحسب الاتفاقيات أن تكون ضمن مناطق الضفة الغربية.


جمانة نمور: يعني قلت بأن هذا القرار أتى بناء لضغط شاس ولكن إذا ما نظرنا أيضا إلى ما يجري بجانب هذا القرار، سرعت إسرائيل إقامة أول جامعة في مستوطنة آرييل، مجلس الوزراء الإسرائيلي عقد جلسة خاصة في كرياتشمونة لإحياء ذكرى يهود قاتلوا العرب عام 1920 في نفس الوقت يتواصل بناء المستوطنات يتواصل تهويد القدس تتواصل مصادرة الأراضي، كل هذا ألا يفرض حقائق على الأرض فيصعب أو يستحيل تغييرها في أي مفاوضات مقبلة؟


مصطفى أبو صوي: بالطبع يعني ما ذكرته هو صحيح 100% لكن لننظر إلى الأشخاص الذين يقفون وراء مثل هذه القرارات بالنسبة للجامعة أو الجامعة في مستعمرة آرييل الذي وافق عليها وأعطاها تلك الصفة هو إيهود باراك، إذاً كل شخصية سياسية إسرائيلية تحاول إرضاء المستوطنين تحاول إرضاء اليمين الإسرائيلي تحاول إرضاء جهة ما حتى تضمن لنفسها مكانة معينة ضمن جمهور الناخبين الإسرائيليين. إذاً هي للأسف الشديد طبعا بالنسبة لنا كفلسطينيين وكعرب وكمسلمين هذا يؤثر سلبا علينا لأنه حقيقة لا يستطيع المسلمون الوصول إلى مثل هذه الأماكن لا يستطيعون حقا منذ سنوات طويلة الوصول إلى مسجد بلال ولا يستطيعون الوصول للمسجد الإبراهيمي إلا بحسب الترتيبات الإسرائيلية وهي منذ عام 1994 أي منذ المجزرة في الحرم الإيراهيمي، إذاً هنالك حسابات سياسية داخلية ونحن يعني لسنا إلا مهمشين في مثل هذه المعادلة.


جمانة نمور: لنر رأي السيد خالد في هذا الموضوع، ما هي حسابات إذاً إسرائيل الداخلية وراء هذا القرار؟ وما هو الانعكاس على الداخل ليس فقط على الساحة الإسرائيلية بل الساحة الفلسطينية أيضا؟


خالد القواسمي: يعني واضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك أي برنامج سلام وهي تحاول من خلال إجراءاتها الأخيرة تصعيد الاستيطان وتصعيد أعمال القتل والعنف في الأراضي الفلسطينية، وأشير هنا إلى أنه منذ حوالي أسبوع قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد مواطنا فلسطينيا في مدينة الخليل، هي تغض النظر عن تصرفات المستوطنين، بالأمس كان اقتحام للمستوطنين لمدينة أريحا لمحاولة الصلاة في أحد الكنس هناك، هناك اعتداءات متواصلة كان هناك إطلاق النار على ثلاثة مواطنين في منطقة طولكرم وأصيبوا بجراح بدعوة أنه كان إطلاق النار من داخل السيارة  والتبرير أنه لا يوجد أي سلاح أو إطلاق النار عليهم من داخل السيارة، هذه سياسة إسرائيلية تحاول دفع المنطقة إلى مزيد من العنف ومزيد من التوتر وبالتالي يخرج إسرائيل من مأزقها الذي هي موجودة فيه من الضغوط الدولية عليها بضرورة وقف الاستيطان والتعامل بجدية في العملية السلمية، إسرائيل تحاول أن تجر المنطقة من جديد إلى دوامة عنف تظهر فيها الفلسطينيين وكأنهم لا يرغبون بالسلام وتلومهم على عدم عملية السلام مع أن الحكومة الإسرائيلية بالفعل هي حكومة لا تريد السلام هي حكومة مستوطنين ترى الأمور من زاوية ضيقة فقط من زاوية تخدم المستوطنين ولا تخدم إي أهداف للسلام ولا تدفع إلى المزيد من التقدم في العملية السلمية.


جمانة نمور: تقول إن قرارات من هذا النوع تضغط إذاً الجهود الدولية لإحياء عملية السلام هناك مساعي أميركية لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في مفاوضات ولو غير مباشرة، هذا الإجراء كيف سينعكس على هذه المساعي الأميركية؟


خالد القواسمي: يعني لا شك أنه هذا الإجراء سيكون له ظلاله الصعبة على العملية السلمية وعلى عملية السلام في المفاوضات حتى بطريق غير مباشر من خلال وسيط أميركي هذا سيلقي مزيدا من ظلال الشك حول النوايا الإسرائيلية، الحقيقة القيادة الفلسطينية تدارست هذا الموضوع الحكومة الفلسطينية اليوم في جلستها بحثت هذا الموضوع بإسهاب وكان هناك توجه بضرورة نشر أو إعلام العالم على كافة الصعد بالإجراءات الإسرائيلية وخطورتها وعلى أهداف هذا التحرك الإسرائيلي وعلى دوافعه الحقيقية، هذا كما أشرت يلقي بظلال من الشك على النوايا الإسرائيلية وسيزيد من تعقيد الأمور التي هي أصلا معقدة.

المساعي العربية والدولية الممكنة لمواجهة القرار


جمانة نمور: سيد مصطفى على كل ما يجري يجري تحت أعين العالم كله، برأيك ما الممكن فعله؟ تابعنا ردود فعل مستنكرة تابعنا ردود فعل غاضبة ومطالبة، عمليا على الأرض كيف يمكن مواجهة قرارات من هذا النوع؟


مصطفى أبو صوي: أولا لا بد من توعية الناس بأصل يعني المسجد الإبراهيمي، في التوراة هنالك نص يذكر أن إبراهيم عليه السلام حين توفيت سارة قام بشراء المغارة بأربعمائة شيكل من الفضة وعمليا لم يقل إن الله عز وجل أعطاه هذه الأرض إنما تصرف كمواطن محترم ولم يدع أي ملكية لكل الأرض ولم يدع الملكية للخليل المبنى الموجود فوق المغارة هو مسجد بكل الاعتبارات هنالك مآذن، إذاً المسألة هي فيها نوع من التزوير حقيقة حينما يعطى من المسجد للمستوطنين وكان الأحرى بعد المجزرة الإبراهيمية أن يخرج المستوطنون من هذه المدينة، ممكن أيضا أن نعود..


جمانة نمور (مقاطعة): على كل هو أعطي له بالقوة يعني بالقوة بعد مجزرة عام 1994 وهناك من يتخوف بأنه بالقوة أيضا يتم تكرار هذا الأمر في مقدسات أخرى، أليس كذلك؟


مصطفى أبو صوي: هو حقيقة هنالك بالحاخامات من ذكر المسجد الأقصى وأراد أن يكون فيه ما كان في المسجد الإبراهيمي في الخليل وللأسف الشديد هذا يعني يشكل خطورة على الوضع القائم إذا نتحدث عن احتلال لا يأبه لقضية الشجب والاستنكار وحتى لو ذهب الناس إلى الأمم المتحدة واستخرجوا قرارات الاحتلال للأسف الشديد ماض في ما هو ماض فيه.


جمانة نمور: إذاً ما الممكن لمواجهة ذلك سيد خالد، إذا كان حتى لو مجلس الأمن وقف بوجه هذا الموضوع إسرائيل ماضية في فرض وقائعها على الأرض؟


خالد القواسمي: يعني إسرائيل كما أشرت ماضية في فرض الواقع على الأرض لكن الشعب الفلسطيني يتصدى يعزيمة وإرادة لهذه المخططات الإسرائيلية بقيادة سلطته الوطنية الفلسطينية، ما حدث اليوم في الخليل هو ردة الفعل على الأحداث التي واكبت التصعيد الإسرائيلي وكلها تؤكد على جاهزية الشعب الفلسطيني للدفاع عن مقدساته وعن حقوقه ضد الغطرسة الإسرائيلية، المسجد الإبراهيمي في الخليل مسجد بلال في بيت لحم هي مساجد إسلامية خالصة وستبقى كذلك وستعلم إسرائيل أنها تجر المنطقة إلى أتون من الحرب والعنف لن تحصد منه شيئا سوى القتل والدمار، هذا لا يخدم لا الشعب الفلسطيني ولا الشعب الإسرائيلي، على الحكومة الإسرائيلية أن تكون متعقلة وأن تعي جيدا خطورة الأمور التي تحركها، المجزرة الرهيبة التي حدثت في الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994 جاءت في أجواء مماثلة للأجواء التي نعيشها اليوم في ظل محاولة إسرائيلية لتخطي الواقع الذي موجود على الأرض وفرض مزيد من السيطرة أوصلتنا إلى مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 30 مصليا في ذلك اليوم والأجواء اليوم هي مشابهة لتلك الأجواء، إسرائيل تجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف لن تحصد منها سوى القتل والدماء وأبعدنا الله عن هذا الشيء، على الحكومة الإسرائيلية أن تكون متعقلة وأن تعي أن ما تلعب به هو أمور مقدسة ومهمة لدى المسلمين، هي تهز مشاعر جميع المسلمين…


جمانة نمور (مقاطعة): سيد خالد هل تراهنون على تعقل إسرائيلي وحكومة إسرائيل تتحدث عن استعداد للسلام وتقوم بإجراءات على الأرض تقوض السلام؟


خالد القواسمي: يعني واضح أن الحكومة الإسرائيلية ماضية بخطتها لكن على العالم أن يتدخل للجم هذه الحكومة وإعلامها بأن ما يحدث هو شيء خطير لا يمكن السكوت عليه، مسألة الأمن في هذه المنطقة واستتباب الهدوء هي ليست مسؤولية الفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم وإنما مسؤولية العالم جميعا أن يتدخل لوقف هذه السياسة الحمقاء التي لن تقود إلى أي شيء سوى مزيد من العنف في المنطقة.


جمانة نمور: سيد مصطفى بوصفك مديرا لمركز أبحاث ومن وجهة نظر ولو أكاديمية، من هي الأطراف التي بإمكانها فعلا التدخل بهذا الموضوع وأن يكون لها قوة مؤثرة إذا ما انتهجت أساليب أو مناهج معينة؟


مصطفى أبو صوي: أنا أقول إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشئت أصلا على خلفية حريق المسجد الأقصى يجب أن تضطلع بدور رئيس في هذه المسألة يجب أن تتحرك عالميا وعلى الدكتور أكبر الدين إحسان أوغلو أن يذهب من دولة إلى دولة لتوعية العالم كله بمثل هذه، بخطورة الإجراءات الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي الشريف وفي مسجد بلال وبإمكانهم أيضا أن يلجؤوا إلى الكثير من الوسائل الدبلوماسية التي يعيها يعني الزعماء في الدول العربية والتي لم يتخذوا حقيقة يعني قرارات ذات شأن في مثل هذه المواضيع في السنوات الأخيرة.


جمانة نمور: هل من تحرك دولي برأيك يمكن أن يكون ملموسا ويلزم إسرائيل بسلوك ما؟


مصطفى أبو صوي: هنالك بعض التغير في أوروبا كان المشروع الذي قدمته السويد وزير خارجية السويد للاتحاد الأوروبي مؤشرا على بدأ هذا التغير حديث موراتينوس ووزير خارجية فرنسا بالتحرك من ضمن الاتحاد الأوروبي في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بغض النظر عما يعنون بمثل هذا الكلام لأنه يشير إلا نوع من التغير أيضا على الساحة الأوروبية، إذاً يمكن للكثير من الدول الأوروبية أن توافق على اتخاذ قرارات من شأنها ثني الحكومة الإسرائيلية عن مواقفها المتطرفة هذه.


جمانة نمور: سيد خالد في هذا الإطار اليوم صحيفة هاآريتس قالت بأن إسرائيل رفضت هذا المقترح الفرنسي الإسباني الذي تحدث عنه قبل قليل السيد مصطفى، هذا الاقتراح يقضي باعتراف أوروبي بدولة فلسطينية في غضون عام ونصف العام بغض النظر عن مفاوضات الحل النهائي أو على حل دائم، إسرائيل إذاً رفضت، السلطة رحبت، على ما يبدو كوشنير متفائل بأن اعلان دولة فلسطينية يؤدي إلى اعتراف فوري بها وهذا ما قاله في المقابلة مع لو جرانل دي مونش، هل فعلا هذا مسلك يمكن أن يكون فيه نافذة أمل؟


خالد القواسمي: يعني هناك كان تحرك فلسطيني وعربي من أجل التوجه لمجلس الأمن للإعلان عن دولة فلسطينية لكن القيادة الفلسطينية فضلت ترك هذا الموضوع لدى القيادات العربية للتوجه إلى مجلس الأمن، الحكومة الفلسطينية اليوم رحبت بالموقف الذي صدر عن وزير الخارجية الفرنسي وعن وزير الخارجية الإسباني هي ترى الحكومة ترى فيه خطوة إلى الأمام يجب أن تليها خطوات متعددة من أجل إعطاء الفلسطينيين الأمل باعتراف دولي بدولتهم الفلسطينية القادمة، إسرائيل تحاول من خلال رفضها لهذا المقترح أن تضع الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل وما تفرض عليها إملاءاتهم التي نعرف عنها جميعا برفض موضوع اللاجئين وموضوع القدس والمستوطنات وهي ترى، وإسرائيل ترى في هذا التحرك خطوة لا تخدم مصالحها لكن الحكومة الفلسطينية كما أشرت رحبت بهذه الخطوة ورأت فيها خطوة بالاتجاه الصحيح.


جمانة نمور: سيد مصطفى، رئيسا وزراء فرنسا والأردن تحدثا أيضا بالأمس عن إمكانية عقد مؤتمر دولي لتحريك عملية السلام في المنطقة في الوقت في الظروف وفي الظرف والوقت المناسبين، برأيك القرار الإسرائيلي هذا هل من شأنه أن يعجل أكثر أن يضغط باتجاه مؤتمر من هذا النوع أم على العكس من ذلك أن يبرد الأجواء ليقول بأن الأجواء الآن غير مناسبة لمؤتمر من هذا النوع؟


مصطفى أبو صوي: يبدو أن إسرائيل لديها فيتو خاص بها خارج دائرة منظمة الأمم المتحدة وإسرائيل يبدو أنها هي تقرر متى الوقت المناسب لمثل هذه المؤتمرات وحتى يمكن الأجندة لمثل هذه المؤتمرات، لقد حصلت مؤتمرات كثيرة جدا في السابق ولم تزحزح الاحتلال بل رأينا أن الوقائع على الأرض التي تقيمها إسرائيل تزداد يوما بعد يوم، إذاً المطلوب يعني خطوات غير قضية المؤتمرات أنا أتحدث عن مسؤولية زعماء العرب والزعماء المسلمين.


جمانة نمور: هذه المسؤولية كيف تترجم برأيك سيد خالد؟


خالد القواسمي: كيف، مسؤولية للدول العربية والإسلامية؟


جمانة نمور: نعم، سيد خالد يقول السيد مصطفى بأن الموضوع كله سوف يعني أيضا يتحمل مسؤوليته القادة والمسؤولون، باختصار شديد برأيك كيف لهم أن يتحملوا هذه المسؤولية؟


خالد القواسمي: يعني مسؤولية القضية الفلسطينية هي أمانة في أعناق الأمة العربية والإسلامية، القدس هي مدينة مقدسة لكافة الشعوب الإسلامية المسجد الإبراهيمي الشريف وكافة المساجد في فلسطين هي مساجد للمسلمين، على الأمة الإسلامية جميعها أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع، طبعا إخوتنا القادة العرب والشعوب العربية قدموا الكثير للقضية الفلسطينية ولدعم نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق حقوقه وأنا واثق أن الشعوب العربية والإسلامية وقياداتها سوف تتخذ الخطوات اللازمة من أجل ضمان تعزيز الحماية للمساجد والمقدسات الإسلامية في فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله للحفاظ عليها.


جمانة نمور: شكرا لك سيد خالد القواسمي وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية وكان معنا من الخليل، ومن القدس نشكر مدير مركز الأبحاث الإسلامية في جامعة القدس مصطفى أبو صوي، ونشكركم على متابعة حلقة اليوم من ما وراء الخبر، تعليقاتكم ننتظرها على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

نشكر متابعتكم وإلى اللقاء.