ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

جدل حول التعاون الأمني الأردني الأميركي

تتناول الحلقة مقتل ضابط المخابرات الأردني في الهجوم الذي استهدف قاعدة للاستخبارات الأميركية في ولاية خوست الأفغانية وأثار موجة انتقادات للتعاون الأمني بين الأردن والولايات المتحدة.

– دوافع التعاون الأمني ومبررات الاعتراض عليه
– الانعكاسات على أمن واستقرار الأردن

جمانة نمور
جمانة نمور
جميل النمري
جميل النمري
موفق محادين
موفق محادين

جمانة نمور: أثار مقتل ضابط المخابرات الأردني في الهجوم الذي استهدف قاعدة للاستخبارات الأميركية في ولاية خوست الأفغانية قبل نحو أسبوعين أثار موجة انتقادات للتعاون الأمني بين الأردن والولايات المتحدة، وأصدرت شخصيات مرموقة بيانا طالبت فيه بوقف التنسيق الأمني بين المملكة والولايات المتحدة وحذرت من جر البلاد إلى ما سمته بحروب الآخرين. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسين، ما الذي يثير حفيظة المنتقدين في ارتباطات الأردن الأمنية مع الولايات المتحدة؟ وكيف ستنعكس هذه الارتباطات والجدل المثار حولها على استقرار وأمن المملكة؟… لا يتردد الأردن الرسمي في الإقرار بأن له علاقات تعاون أمني مع الولايات المتحدة فيما يسميه الحرب على الإرهاب وقد لا يكون ذلك التعاون خافيا على بعض قوى المعارضة ولكن عملية خوست التي بدا أن للأردن فيها دورا بحسب تقارير إعلامية أميركية فجرت الجدل بشأن هذا التعاون التي تعتبره قوى معارضة ضارا بمصالح الأردن وتطالب بوقفه.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: عاد به انفجار خوست إلى الأردن جثة هامدة ليكون العربي الوحيد بين سبعة عملاء للمخابرات الأميركية قتلهم همام البلوي عندما فجر نفسه بينهم، إنه الشريف علي بن زيد ضابط المخابرات الأردنية الذي كشف بمقتله وجها سريا من وجه التعاون المخابراتي بين عمان وواشنطن أثار جدلا ساخنا مداره طبيعة ومسوغات الدور الأردني على هذا الصعيد، دفع الحدث الحكومة الأردنية وقد انكشف شيء من المستور إلى الخروج عن صمتها في تصريح لوزير الخارجية أقر بتعاون مخابراتي واسع بين البلدين، أثار الموقف الرسمي الأردني ردود أفعال داخلية انتقدته بشدة، جاء أهمها في بيان مشترك لـ 78 شخصية سياسية ونقابية وحقوقية رفضت التعاون الأردني الأميركي واعتبرته توريطا للأردن في حروب أميركية لا تخدم صالح المملكة ودعت إلى توجيه الحراب والخبرات المخابراتية نحو ما سمته العدو الصهيوني لأنه أولى بها. وكان الأميركيون أنفسهم قد أماطوا اللثام عن بعض من أسرار تعاونهم مع الأردن الذي وصل إلى بلاد الأفغان، فقد قالوا إن التعاون ما بين البلدين في مكافحة ما تسميه واشنطن الإرهاب مهم للغاية وإن عملاء المخابرات الأردنية يمتلكون براعة في استجواب المعتقلين العرب وتجنيد من يخترق صفوفهم ويتوفرون على معلومات بالجماعات المسلحة والشيعة والسنة تحتاجه المخابرات الأميركية، حاجة رسخها تحالف بين الجانبين في وجه القاعدة فأميركا اعتبرت العراق المجاور للأردن ساحة مواجهة رئيسية مع من تصفهم بالإرهابيين والأردن وجد نفسه في قلب المعركة خاصة بعد انفجارات عمان في 2005، تلك الانفجارات التي ربما أقنعته أكثر من ذي قبل بتقديم خدمات ثمينة لواشنطن بلغت ذروتها بحسب تقارير إعلامية غربية لتحديد مكان وجود أبو مصعب الزرقاوي مما مكن القوات الأميركية من قتله في غارة جوية سنة 2006. وإذا كان رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي قد اعترف بأن استمرار ما سماه الحرب على الإرهاب يقتضي التنسيق مع شركاء المعركة والذهاب في ذلك بعيدا فإنه يبقى من المستبعد أن يسكت اعترافه ذاك الأصوات التي تعتبر أنه من حق الشعب الأردني أن يعلم مثل هذا التعاون وأن يبدي فيه رأيه في كل الأحوال.

[نهاية التقرير المسجل]

دوافع التعاون الأمني ومبررات الاعتراض عليه


جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من عمان جميل النمري الكاتب في جريدة الغد ومن عمان أيضا موفق محادين الكاتب في جريدة العرب اليوم، أهلا بكما. سيد جميل إذاً هذه شخصيات أردنية مرموقة تعترض على هذا التعاون الأردني الأميركي، ما رأيك؟


جميل النمري: هذا شيء طبيعي أن يكون هناك وجهات نظر سياسية وأصلا هذه الشخصيات بالإجمال لها مواقف من قضايا أخرى تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة من أساسها تجاه قضايا متعددة ولكن هذا لا يعني أن الموقف الأردني خاطئ في مجال التعاون الدولي ضد الإرهاب.


جمانة نمور: ولكن هذا التعاون يهدد وجود الأردن ومستقبله والأولى بالمواجهة والمقاومة هو ما سماه التقرير بالإرهاب الصهيوني بحسب هذه الشخصيات.


جميل النمري: طيب خلينا نتاول أول شيء مخاطر هذا التعاون على الأردن، المخاطر على الأردن من الإرهاب ومن العناصر المتطرفة ليس جديدا، سابق كثيرا على أحداث حتى 11 أيلول، في مناسبات سابقة تم القبض على أشخاص حاولوا محاولات إرهابية في المملكة، أبو مصعب الزرقاوي قبل أن يجري احتلال العراق وقبل أن يصبح نجما دوليا كان في الأردن قد قام بعمل إرهابي وتم القبض على مجموعة من زملائه وهو كان خارج البلاد، وبالتالي الأردن لا يقوم بعمل تطوع لأطراف أخرى ليس ذي صلة به، ولكن إذا كان القول بأننا نريد أن نتقي شر القاعدة بألا نقوم بعمل ضدها فهذا خضوع للابتزاز ولا أعتقد أن أي دولة يمكن أن تقبل به، والخضوع لهذا الابتزاز اليوم يمكن أن يقود غدا إلى أن يكون للقاعدة قواعد عسكرية في الأردن ثم تبتزنا ماليا وهكذا، هذا مسلسل لا ينتهي ولا أعتقد أن أي دولة يمكن أن تقبل به بما في ذلك سوريا بما في ذلك أكثر الدول يعني راديكالية عندما يتعلق الأمر بأمنها ووجود قوات متطرفة وإرهابية تستهدف البلد، والقاعدة تستهدف أيضا الأردن، فأعتقد أن هذا المنطق خاطئ من أساسه.


جمانة نمور: لنسأل السيد موفق محادين، سيد موفق أنت ربما من المؤيدين لهذا البيان، الموقعين عليه، هل فعلا ما أردتم تفاديه هو اتقاء شر القاعدة كما كان يقول السيد جميل أم أن ما يثير حفيظتكم شيئا آخر؟


موفق محادين: مساء الخير. لا، المسألة تتجاوز ما حدث في خوست وتتجاوز ما حدث في مسألة الفنادق  إلى آخره، من المؤسف أن الأردن بعد أن فقد دوره على الجبهة الفلسطينية على جبهة التمثيل الفلسطيني للأسف بدأ ينزلق للبحث عن أدوار إقليمية أخرى وللأسف أيضا دخل في ما يمكن تسميته بالاستثمار في الإرهاب، هذه المسألة لا تتعلق بموقف ولا بحادثة محددة، لا نريد أن تصبح نهجا وقد أصبحت كذلك، نهجا تقوم عليه الآن كل السياسة الرسمية على الصعيد السياسي والاقتصادي إلى آخره، الاستثمار في الإرهاب لا يليق بدولة أية دولة بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، من حق دولة أن تواجه الإرهاب..


جمانة نمور (مقاطعة): هل لك أن تشرح لنا هذا المفهوم موضوع الاستثمار في الإرهاب ما الذي تقصدونه؟


موفق محادين: نعم، نحن نميز، أولا يحق لأية دولة أن تتخذ ما تشاء من الأساليب والأدوات وحتى التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة أي خطر إرهابي يواجهها، هذا حق طبيعي لا نعترض عليه ولا نواجهه أصلا، اعتراضنا بالأساس على تحول هذه المسألة إلى استثمار شامل، الجنرال دايتون الذي يشرف على تدريب الشرطة الفلسطينية المرتبطة بالاستحقاقات الإسرائيلية هو ضيف دائم على الأردن، أيضا يجري تدريب الشرطة الفلسطينية في الأردن، بمعنى من المعاني أن المسألة لا تتعلق بعمليات محددة لها علاقة بالقاعدة، المسألة أصبحت سياسة شاملة تنعكس على كل مناحي الحياة في الأردن. وأريد أن أؤكد كما أكد البيان لدينا العدو واحد لدينا خطر إرهابي واحد متمثل في إسرائيل، من المؤسف أن الدولة الأردنية تنسق مع هذا الخطر الذي يهدد الأردن ووصل درجة أن هناك إجماعا في الكنيست الإسرائيلي على تحويل الأردن إلى تصفية للقضية الفلسطينية ومع ذلك تواصل الدولة الأردنية التنسيق مع هذا الإرهاب وتبحث عن مجاميع صغيرة في أفغانستان أو في أماكن أخرى.


جمانة نمور: ما رأيك سيد جميل في هذا الكلام؟


جميل النمري: الحقيقة لم يكن هناك توضيح شافي للتعبير لسؤالك عن ما معنى الاستثمار في الإرهاب، لأن فيه إيحاءات في الواقع مخاتلة كثيرا وكأن الأردن يعني طرف ربما شريك في صنع الظاهرة الإرهابية ويستثمر فيها على غرار بتعرفي نظرية المؤامرة على سبيل المثال أن أحداث 11 أيلول هي من صنع الموساد والمخابرات الأميركية إلى آخره، الظاهرة الإرهابية ظاهرة وجدت موضوعيا، ليس هناك أي طرف مسؤول عن إنشائها، إذا كان هناك من أطراف مسؤولة فهي بالأساس الاستثمار العربي الأميركي الغربي في التطرف الإسلامي ضد المعسكر الشرقي وضد الاتحاد السوفياتي وضد اليسار في حقبات سابقة، الاستثمار في الإرهاب هو ينتمي إلى مرحلة الانقسام إلى معسكرين كان هناك استثمار في الإرهاب في أفغانستان استثمار في الإرهاب في الشيشان وفي مناطق أخرى في العالم..


جمانة نمور (مقاطعة): كي لا نضيع بين المفهومين، يعني سيد جميل سأعود إليك ولكن دعنا نعطي السيد موفق فرصة مرة ثانية لكي يوضح لنا ما الذي قصده بهذا الاستثمار الاقتصادي في الإرهاب إن كنا فهمنا جيدا، أي الكلام الذي تحدثت به، قلت بأن هذا الاستثمار وطريقة التعاون مع الجهات الأمنية في الولايات المتحدة هو ما يثير حفيظتكم، هل هذا يعني بأن الاقتصاد أو ما سميته أنت بالاستثمار الاقتصادي هو ما تعترضون عليه وليس على العلاقة مع هذه الجهات الأميركية؟ وماذا قصدتم تحديدا بالاستثمار الاقتصادي بالإرهاب؟


موفق محادين: طبعا لم أقصد ما ذهب إليه زميلي من أن الأردن يعني مطبخ للإرهاب إلى آخره، قصدت العكس تماما، قصدت أن هذه المسألة أصبحت جزء من السياسة العامة في الأردن كما هناك كما قلت هناك تدريب للشرطة الفلسطينية وربما هناك سجون سرية في الأردن امتدادا للعهد البوشي إلى آخره، نعم هناك استثمار بهذا المعنى بمعنى أن الدولة تحاول أن تبحث عن موارد خارجية إقليمية عبر التنسيق عبر بيع أرشيف عبر البحث أن أشكال مشتركة مع أطراف إقليمية ودولية بدلا من أن تبحث عن المصدر الحقيقي للأزمة الاقتصادية المصدر الحقيقي للأزمة الساسية، هذا ما قصدته بالضبط.


جمانة نمور: هذا اعتراضكم تحديدا أم أيضا هل..


موفق محادين (مقاطعا): لا، لا، هناك اعتراض على مجمل العلاقة مع الولايات المتحدة، هذه ليست علاقة شركاء وليست علاقة حلفاء، للأسف نحن مثل ربما بلدان..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكنها علاقة قديمة يعني سيد موفق.


موفق محادين: هي علاقة قديمة ليست قائمة على.. نعم علاقة قديمة ليست قائمة على باب الشراكة..


جمانة نمور (مقاطعة): اللوس أنجلس تايم في 15 نوفمبر عام 2005 قالت بأن الأردن هو الحليف الأهم للـ CIA  في المنطقة، هي قدمته حتى على الموساد بحسب كلام الصحيفة.


موفق محادين: لا أعتقد أن الأردن حليف للولايات المتحدة ولا أعتقد أن الأردن شريك، للأسف الأردن لم يتوصل إلى هذه المرحلة، الأردن يعمل ضمن استحقاقات أميركية سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو إلى آخره، المسألة هنا احتجاجنا بالأساس أن الأردن ليس شريكا وليس حليفا للأسف هو أسوأ من ذلك ونحن نحتج على هذه العلاقة وندعو إلى إقامة علاقة محترمة تحترم سيادة الدولة الأردنية وتحترم كونها دولة وليست ملحقا لا أمنيا ولا سياسيا ولا عسكريا للاستحقاقات والأجندة الأميركية.


جمانة نمور: على كل الدعوة أيضا أتت في البيان -سيد جميل- إلى إجراء مراجعة حقيقية لمجمل السياسات الأردنية وجزء منها ما تحدث به السيد موفق، ما قولك؟


جميل النمري: المراجعة للسياسات الأردنية دائما مطلوبة وأنا من الذين يدعون إلى مراجعة للسياسات الأردنية في عدة مجالات وخصوصا في المجال الداخلي في قضايا الإصلاح وخصوصا الإصلاح السياسي، ولكن إذا تحدثنا عن السياسة الخارجية فالأردن متموضع تاريخيا في هذا السياق وهذا كان أيام الحرب الباردة وانقسام العالم إلى معسكرين فما بالك الآن والعالم كله معسكر واحد ويرتبط بشبكات دولية لا فكاك منها والأردن لديه موقف متوازن في الواقع..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكنه يخوض حربا ليست حربه بحسب الموقعين على البيان.


جميل النمري: في هذه القضية بالذات يعني إذاً التموضع السياسي للأردن على الصعيد الخارجي لا غبار عليه هو جزء من معسكر الاعتدال العربي ولكنه حريص على مواقف متوازنة، الأردن أول دولة ذهبت إلى سوريا وحاولت أن تتجاوز منطق معسكري الممانعة والاعتدال وهكذا. ولكن لنبق هنا في الموضوع الذي أشرت إليه حضرتك، هل يخوض الأردن حرب الآخرين؟ أنا باعتقادي هذا نوع من التواطؤ السياسي الثقافي لا أريد أن أقول مع الإرهاب ولكنه يعني منطق يتجاهل ظاهرة التطرف الإرهابي تجذرت في مجتمعاتنا وأصبحت تزود الانتحاريين بنهر لا حدود له في العراق أول انتحاري هو كان أردنيا وكذلك في مناطق أخرى قيادات للإرهاب أردنية، هذه الظاهرة يعني تفاقمت في مختلف الدول وبالتالي نحن لا نخوض حرب الآخرين يعني على سبيل المثال تواجد الشهيد الشريف علي بن زيد لأن الشخص المعني بالأمر كان أردنيا ويبدو أنه كان هناك علاقة ما باعتباره عميلا مزدوجا وربما لولا ذلك لما كان..


جمانة نمور (مقاطعة): ولكن هما الاثنان كانا في أفغانستان، هذا ما أثار هذا الجدل الدائر الآن على الساحة الأردنية حول هذه العلاقة مع المخابرات الأميركية، سوف نتابع النقاش بعد هذا الفاصل كونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الانعكاسات على أمن واستقرار الأردن


جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تتناول الجدل المثار في الأردن حول التعاون الأمني مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية عملية خوست والتي قام بها أردني وقتل فيها أردني آخر. من هذا المنطلق سيد موفق محادين أنت قلتم في بيانكم الذي طالبتم فيه بوقف هذا التعاون الأمني مع أميركا طالبتم بضروة احترام إرادة المواطنين، كيف لنا أن نعرف ماذا يريد المواطنون الأردنيون ككل، إن كان من قام بالعملية أردني في اتجاه وقتل فيها أردني آخر في اتجاه آخر؟


موفق محادين: عزيزتي أولا الحكومة الأردنية كما كثير من الحكومات العربية هي التي دربت وهي التي أمنت وصول مئات بل آلاف الذين تسميهم الآن إرهابيين إلى أفغانستان أيام ما يسمى بالجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفياتي، قسم من هؤلاء هم نعم صناعة أردنية وصناعة عربية وصناعة دولية، كانوا يعني من المطارات من مطارات هذه العواصم العربية إلى المطارات الباكستانية إلى آخره، على أية حال هذه الظاهرة الأفغانية معروفة. ما أريد أن أؤكد عليه ابتداء أن الأساس الحقيقي أو المناخات الاجتماعية الحقيقية التي تنتج ما يسمى بهؤلاء الإرهابيين مناخات تتعلق بمصادرة الحريات السياسية مناخات تتعلق بتزييف الانتخابات النيابية تتعلق بتدجين الحياة الحزبية تتعلق بتحطيم الطبقة الوسطى تتعلق بإطلاق المافيات المالية تتعلق بالفساد تتعلق بالاستبداد، هذه هي المناخات الحقيقية التي تنتج ما يسمى بالظاهرة الإرهابية ويمكن أن نلاحظ أن كثيرا من هؤلاء الإرهابيين -بين قوسين وقسم منهم مجاهدون وليسوا إرهابيين- أن قسما من هؤلاء مصدرهم مدينة رئيسية واحدة هي مدينة الزرقاء وهي مدينة شمال العاصمة مدينة مهمشة فقيرة مدينة يعني..


جمانة نمور (مقاطعة): نعم، تعاني ما تعانيه، طيب لكن ما تعليقكم يعني السيد موفق محادين ما هو رد فعلكم على أن يكون هناك أشخاص إذاً يقومون بعمليات من هذا النوع في أفغانستان فيما أنتم تقولون بحسب رأيكم بأن العدو هو العدو الصهيوني حسبما ذكرتم في البيان وهو بجانبكم يعني تقولون الأولى بالحكومة الأردنية والمخابرات الأردنية أن تحارب هذا العدو، هل تشاطرون أيضا نفس الفكرة بالنسبة لمن هم على الجانب الآخر الأولى بهم أن يحاربوا العدو الصهيوني بحسب كلامكم؟


موفق محادين: الإرهاب الرئيسي المركزي في الشرق الأوسط هو الإرهاب الإسرائيلي هو إرهاب العدو الصهيوني وهذا الإرهاب يهدد الأردن حقيقة يعني التصريحات الإسرائيلية لا تتردد في الحديث عن تصفية القضية الفلسطينية في الأردن ومع ذلك وبدلا من أن يستعد الأردن أن يحشد قوى على الصعيد الشعبي على الصعيد الإقليمي على الصعيد العربي لمواجهة هذا الخطر الدائم هو عمليا ينسق يعني أنت تنسق مع الإرهاب الصهيوني أنت تدرب الشرطة الفلسطينية التابعة لدايتون أنت تدرب الشرطة العراقية التي تخدم المليشيات العميلة والاحتلال الأميركي في العراق وتذهب لملاحقة مجموعة إرهابيين في أفغانستان، هذا كلام يعني ليس منطقيا على الإطلاق. على الأجهزة الأردنية على الدولة الأردنية إذا أرادت أن تواجه الإرهاب الحقيقي أن تقوم بمراجعة شاملة وأن تتخذ من الإجراءات ما يردع الخطر الإسرائيلي وعليها أيضا أن تقوم بانفتاح سياسي بانفتاح ديمقراطي بمواجهة الفساد بمواجهة الاستبداد بوقف تغول المافيات المالية وحيتان السوق ورجال البنوك الدولية حيث ينبت التطرف والعنف وحيث يعني تزدهر كل أشكال الكراهية سواء كانت الكراهية الطبقية أو الأيديولوجية أو الجهوية، نحن في هذا البيان نريد أن نقول إن عملية خوست التي ذهب فيها ضابط أردني واستشهد فيها همام البلوي أن هذه العملية لتكن جرس إنذار نحو مراجعة مجمل السياسات الأردنية التي اتخذت منذ عقدين من الزمان على الأقل.


جمانة نمور: على كل أيضا البيان رفض توريط المؤسسات الوطنية الأردنية في أعمال ومهمات خارجة عن الدستور الأردني، هل سيد جميل ترى إذاً في هذا التعاون الأمني إن كان مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل -كما يقول السيد موفق- خروجا على الدستور الأردني؟


جميل النمري: لا أعرف، يجب أن يعطى لي تفسير محدد أين الخرق للدستور الأردني؟ النشاط الأمني ضد قوى يمكن أن تتهدد المملكة عمل مشروع، العمل الوقائي خارج الحدود، العمل الاستخباراتي تقوم فيه كل الدول إذا كان هذا غير دستوري فعلى الأرجح سيكون لا دستوريا في جميع الدول على الإطلاق، ولذلك أنا لا أرى، ربما استخدام الجيش خارج حدود المملكة في مهمات حربية هو شيء آخر ولكن يعني القوات الأردنية تتواجد فقط كجزء من قوات حفظ السلام الدولية في مناطق عدة أما النشاط الاستخباراتي على سبيل المثال عندما قتل سائق أردني ورغم يعني كان هو يتحدث على الهاتف عدة مرات مع عائلته يستصرخون القاتل ألا يقدم على هذه الجريمة ومع ذلك وعلى مرأى من عائلته قام بقتله وتمكنت المخابرات الأردنية من العمل في العراق واستدراجه وإحضاره إلى الأردن إلى العدالة ومحاكمته، هذا لا أعتقد أنه عمل مخالف للدستور، النشاط الاستخباري خارج البلاد كعمل وقائي ضد الإرهاب أنا لا أعتقد بأنه عمل غير دستوري، أما القضايا الأخرى التي تتعلق بالشأن الداخلي والسياسات الداخلية والاقتصادية إلى آخره، حتى ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي فأعتقد أنه في محاولات لخلط المواضيع بطريقة غير نزيهة إذا أردت يعني أن أستخدم تعبيرا قاسيا بعض الشيء.


جمانة نمور: شكرا لك من عمان السيد جميل النمري الكاتب في جريدة الغد، ومن عمان أيضا نشكر السيد موفق محادين الكاتب في جريدة العرب اليوم، ونشكركم مشاهدينا على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر، تعليقاتكم ننتظرها على موقعنا الإلكتروني،

indepth@aljazeera

نشكر متابعتكم وإلى اللقاء.