ماوراء الخبر - الإرهاب الإلكتروني - صورة عامة
ما وراء الخبر

الإرهاب الإلكتروني وسبل مكافحته

تتوقف الحلقة اليوم عند ما أصبح يعرف باسم الإرهاب الإلكتروني وسبل مكافحته وذلك على ضوء اجتماع عربي في القاهرة يبحث مبادرة مصرية هدفها مكافحة ما سمته استخدام الإرهابيين للإنترنت.

– حجم الخطر القادم من الإنترنت
– حجم وجدوى الجهود الحكومية في مراقبة الإنترنت

علي الظفيري
علي الظفيري
 مروان جمعة
 مروان جمعة
جيمس لاف
جيمس لاف

علي الظفيري: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند ما أصبح يعرف باسم الإرهاب الإلكتروني وسبل مكافحته وذلك على ضوء اجتماع عربي في القاهرة يبحث مبادرة مصرية هدفها مكافحة ما سمته استخدام الإرهابيين للإنترنت. في الحلقة محوران، ما حجم الخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي والدولي بسبب المواقع المتهمة بالتحريض على الإرهاب؟ وأين وصلت الجهود الحكومية والدولية لفرض رقابة صارمة على هذه المواقع ومنع تزايدها على شبكة الإنترنت؟… يجري خبراء عرب في مجال مكافحة الإرهاب مباحثات في مقر الجامعة العربية بالقاهرة يناقشون فيها تفعيل مبادرة مصرية لمكافحة ما سمته استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت، وكانت القاهرة قد تقدمت بهذه المبادرة لاجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في آذار/ مارس عام 2007. وقد أشارت دراسة أعدها المركز الدولي لدراسة العنف السياسي بلندن أن الحكومات الغربية هولت من حجم دور الإنترنت في تجنيد المتشددين وأوضحت أن الإجراءات المتخذة لسد الطريق على المواد المنشورة على المواقع الإلكترونية هي إجراءات غير متقنة ومكلفة وتأتي بنتائج عكسية.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: لعل هذا الجهاز يحمل من القدرة على التأثير في الأحداث الدولية مثلما يحمل من معلومات، فالإنترنت اليوم لم يعد مجرد وسيلة للاطلاع فحسب بل بات وسيلة اتصال بين عناصر جماعات تتهم بالإرهاب عبر غرف الدردشة على الإنترنت يتم تبادل المعلومات والتنسيق لعمليات إرهابية كما يمكن لهذه الجماعات من خلاله أن تقوم بتجنيد عناصر جديدة أو جمع تبرعات، وهناك دراسات تفيد بأن عدد ما تصنف على أنها مواقع إلكترونية إرهابية تضاعف خلال العقد الأخير من مائة موقع إلى أربعة آلاف وثمانمائة، وكان محللون يعملون في وزارة الدفاع الأميركية قالوا أمام لجنة في الكونغرس إنهم يراقبون ما يقرب من خمسة آلاف موقع إلكتروني جهادي -حسب وصفهم- وهو ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى شن حملة لمراجعة السبل المتاحة في الولايات المتحدة لإحباط عمليات التجسس والقرصنة الإلكترونية ومراجعة كافة الخطط والبرامج والأنشطة الرسمية المتعلقة بالأمن الإلكتروني، وقد شبه أوباما خلال حملته الانتخابية خطر الإرهاب عبر الإنترنت بالخطر النووي أو البيولوجي بينما اعتبر مساعده لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي أن الأمن القومي والاقتصادي الأميركي يرتبط بأمن واستقرار وسلامة الشبكة المعلوماتية في الولايات المتحدة. أما المفوضية الأوروبية فاقترحت حجب مواقع على الإنترنت تحمل معلومات عن كيفية صنع القنابل، وقد أشارت دراسة للمركز الدولي لمحاربة الراديكالية ومقره في لندن أنه من الخطأ التركيز على مواقع المتشددين الإسلاميين فحسب إذ أن مواقع العنصريين في أوروبا المتعصبين للعرق الأبيض تلاقي رواجا كبيرا لا يقل عن رواج المواقع الراديكالية. وفي مصر تتجه الحكومة إلى حظر عدد من المواقع الإلكترونية واعتبار بثها جريمة مع فرض رقابة مشددة على مقاهي الإنترنت، في وقت يعتبر فيه وزير الداخلية المصري أن الإرهاب انتقل من مرحلة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية إلى الإنترنت.

[نهاية التقرير المسجل]

حجم الخطر القادم من الإنترنت

علي الظفيري: معي في هذه الحلقة من عمان مروان جمعة رئيس جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات، ومن واشنطن جيمس لاف الخبير في الشؤون المعلوماتية ومدير برنامج المعرفة البيئية العالمية، مرحبا بكما. أبدأ معك أستاذ مروان من عمان، هؤلاء الخبراء في القاهرة يبحثون مكافحة ما سموه استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت، كل ما يروج عن هذه القضية يجعلنا نتساءل اليوم ما هو حجم الخطر الحقيقي الذي يأتينا من استخدام ما يسمى الإرهابيين للإنترنت؟

مروان جمعة: يا سيدي أولا مساء الخير وكل عام وأنتم بخير، بس حابب أوضح الموضوع صعب ننظر له من نظرة إقليمية فقط يعني لما نحكي عن الإنترنت عم نحكي على موضوع عالمي مش فقط إقليمي يخص الأردن أو يخص مصر..


علي الظفيري (مقاطعا): هو سؤالي عن الكل يعني أي خطر يأتينا من الإنترنت؟

مروان جمعة: طبعا هلق الإنترنت لها ميزات ولها فوائد ولها سلبيات زي أي منتج ولكن صعوبة الوصول إلى أصل هي المواقع وين بتكون موجودة مين بيكون وراء هي المواقع استخدام التكنولوجيا في تغيير المواقع ديناميكيا فورا صعب فهذا بيعمل بيصعب الموضوع بيعقده، ولكن برأيي أن النظرة أن إحنا نتطلع على الموضوع فقط من نظرة إقليمية هون الصعوبة لأن الإرهاب مش فقط موجود في الأردن أو في مصر أو في المنطقة موجود في جميع أنحاء العالم ممكن يستخدم أي موقع في أي منطقة، فحصر الموضوع مش سهل بيتطلب وجود كفاءات في القطاع العام في القطاع الخاص لتعالج الموضوع بيتطلب قوانين بيتطلب تشريعات، ولكن بالتأكيد الموضوع مو سهل الموضوع معقد جدا..


علي الظفيري (مقاطعا): قبل ذلك أستاذ مروان يعني ربما علينا أن نفهم قليلا ما هو الخطر الذي يأتينا من هذه المواقع أو من استخدام الإنترنت حتى على الأقل نبحث في كيفية مكافحته.

مروان جمعة: أنا برأيي الإنترنت فوائدها ومزايا الإنترنت كثير أكثر من خطر الإنترنت، طبعا هون في دور على الأهل في دور التربية في دور الوعي ولكن برأيي الخطر طبعا إذا المعلومة متوفرة للجميع ولكن كلما كان في وعي أكثر كلما كان في فهم أكثر وكلما في تعليم أحسن كلما في فرص أكثر في بلداننا ما راح نلجأ للتطرف، فنحن ما بيصير نتطلع فقط الخطر من الموقع أو من المعلومة على الموقع لازم نتطلع أن تكون في فرص في بلادنا يكون في تساوي يكون في يعني كلما ركزنا على هذه الأمور رح تبعد الأشخاص عن التطرف، فبرأيي الموضوع ليس فقط موضوع محتوى ولكن الموضوع أبعد من هيك برأيي.


علي الظفيري: سيد جيمس لاف في واشنطن، الرئيس أوباما يشبه خطر الإرهاب عبر الإنترنت بالأخطار النووية، هذا يدفعنا للتساؤل ما هو شكل هذا الخطر الذي يأتينا من استخدام ما يسمى بالإرهابيين للإنترنت؟

جيمس لاف: أعتقد أن موضوع الأمن الإلكتروني أو الخطر المتأتي من شبكة الإنترنت واستخداماتها لأغراض غير قانونية بالطبع ينبغي أولا أن نشير إلى أهمية احترام خصوصية الأفراد وأن لا نخضعهم للمراقبة لأن الإنترنت كما تعلمون أمر إيجابي للمجتمعات، لكن لو أن الحكومات فرضت إجراءات باسم مكافحة الإرهاب إلى أي مدى يمكن أن نقول إن هذا لا يستخدم كذريعة من قبل الحكومات لتقويض حقوق الأفراد والمواطنين؟ فالإنترنت بعد كل هذا وذاك هو عبارة عن أمور كثيرة هناك نشاطات تنافي التقاليد والعادات والأعراف والقوانين باستخدام الهواتف مثلا وبإمكان الناس أن ينتقلوا ويتواصلوا ليس بالضرورة عبر الإنترنت ويقوموا بمثل هذه الأغراض، لكن قضية أن الإنترنت تشكل مصدر تهديد ينبغي أن يوازن مقابل حقوق الأفراد أيضا.


علي الظفيري: طيب السيد جيمس ما هو حجم فائدة الإنترنت أو الخدمات التي تقدمها شبكة الإنترنت في إدارة العمليات المسماة عمليات إرهابية، يعني لدينا وقائع في السنوات الأخيرة أعمال إرهابية فبالتالي نريد أن نبحث في مدى الخدمة التي وفرتها شبكة الإنترنت لهذه الجماعات في تنفيذ مثل هذه العمليات؟

جيمس لاف: أعتقد أنه صحيح أن الناس يستخدمون الإنترنت لمختلف الأغراض في مجالات إجرامية مثلا لتجارة المخدرات وإرتكاب جرائم شنيعة أو سرقة أموال الناس أو للترويج لأعمال عنف ضد أبرياء نعم هذا كله صحيح وأنا متأكد من ذلك، لأن الناس أيضا إلى جانب ذلك يقومون بأشياء أخرى فهي وسيلة تواصل واتصال فليس من الغرابة أن مثل هذه الأمور تقع ضمن نطاق استخدام الإنترنت وهو لا يختلف عن أي نشاط بشري آخر، ما هي القوانين التي ينبغي أن تتبعها الحكومات لتحترم حقوق الناس وتحقق بمثل هذه الجرائم أيضا؟


علي الظفيري: أستاذ مروان في عمان، يعني أحداث عنف كثيرة شهدتها دول المنطقة العربية العراق الأردن مصر السعودية الجزائر المغرب الكثير من الدول شهدت أحداث عنف، ما مدى مساهمة الإنترنت في هذه الأحداث في منطقتنا بشكل عام؟

مروان جمعة: سيدي هو موضوع نقل الخبر وتوفير المعلومة على الشبكة بحد ذاته، ولكن حابب أشير لنقطة أن اليوم الحل مش فقط أن نحصر مقاهي الإنترنت وهذا الكلام لأن الإنترنت عم نحكي على شبكة عالمية باستخدام الخليوي باستخدام أي أجهزة ربط فأنه أنا والله أحصر موقع مقهى إنترنت ما رح يحل المشكلة، وبرأيي الخوف مش موضوع ليس فقط من استخدام الإرهابيين للمواقع لكن الإرهاب الإلكتروني الخوف على المعلومة إذا هلق صار في بيدخلوا الـ Hackers المخربون على المواقع وبيسرقوا المعلومات وبيخربوا مواقع هون الخوف هون رح تكون خطورة المستقبل ومش كيف رح يستخدم الإرهابي الموقع، يعني لحد الآن نحن منشوف العمليات الإرهابية فورا بعد ما تصير العملية بينزل الخبر بعد عشر دقائق على شبكة الإنترنت ولحد الآن ما أحد قدر يضبط هذا الموضوع، فصعوبة الحصول الوصول للي بينزل المعلومة على الإنترنت وكيف بيتغير الموقع ديناميكيا بشكل فوري استمراري فالموضوع برأيي بيتطلب.. يعني له بعد أكثر من اللي تفضلتم فيه إلى حد الآن، موضوع مش فقط أن الإنترنت مربوط بجهاز الكمبيوتر صار الخليوي الآن يعتبر جهاز إنترنت، الموضوع مش فقط الحماية من الإرهابي اللي بيرسل المعلومة صار الموضوع من الإرهاب إرهاب سرقة المعلومات هناك الخوف برأيي في المستقبل.


علي الظفيري: سيد جيمس ثمة – يعني في واشنطن- ثمة دراسات وتقارير تشير إلى تهويل في حجم إرهاب الإنترنت، هل تعتقد أنه فعلا تم التهويل من قضية الإرهاب عبر الإنترنت أو استخدام الإنترنت في عمليات الإرهاب؟

جيمس لاف: أعتقد أنه من الأمور المهمة التي ينبغي أن ننتبه إليها في دور الإنترنت أن الإنترنت يوفر للناس صوتا يرفعون به نداءاتهم ويدافعون عن قضاياهم أمام حكومات وشركات قد لا تتيح لهم ذلك وتساعد على مساءلتهم وهذا قد لا يريح الجميع، ربما الناس يستخدمون تهديد الإرهاب أو التهديد من استخدام عمل إجرامي لتقليل أو تقييد تدفق المعلومات والتقليل من استخدامها في مجالات مشروعة مثل تبادل المعلومات والتواصل بين الناس الذين لهم كل الحق في رفع مظالمهم والإعراب عن مشاعرهم ووجهات نظرهم ومواقفهم، أحيانا أنا أخاف عندما أسمع من أن الخوف من أعمال الإرهاب أو الإساءة الجنسية للأطفال أو ما إلى ذلك بسبب الإنترنت، فأنا أتساءل إلى أي مدى ينبغي أن نتعامل مع هذا؟ ومتى نقول إن هناك حدا قانونيا لمراقبة بريد الناس أو تصرفاتهم للحيلولة دون ذلك؟


علي الظفيري: الآن نتوقف مع فاصل قصير بعده نبحث في إلى أين وصلت الجهود الحكومية في كل العالم في قضية مكافحة ومراقبة أيضا المواقع التي تساهم في خدمة ما يسمى بالإرهاب الإلكتروني، فتفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

حجم وجدوى الجهود الحكومية في مراقبة الإنترنت

علي الظفيري: أهلا بكم من جديد في حلقتنا الليلة التي نناقش فيها مفهوم الإرهاب الإلكتروني وإجراءات مراقبة المواقع المتهمة بالتحريض على الإرهاب، مرحبا بضيفي مجددا. أستاذ مروان جمعة في عمان برأيك يعني ما هو حجم الجهود الحكومية المبذولة لفرض رقابة على المواقع المتهمة بتصدير الإرهاب أو الترويج للإرهاب أو تقديم خدمات ما تساعد على تنفيذ أعمال إرهابية؟

مروان جمعة: يا سيدي في حاليا نحن كقطاع خاص وقطاع عام في تواصل مستمر على تحديث التشريعات الملائمة لنعالج هذا الموضوع الـ Cybercrimes أو الإرهاب الإلكتروني في جميع جوانبه، طبعا بيلزم أن يكون متوفرا في القطاع العام والقطاع الخاص الكفاءات والقدرات الكافية لتعالج هذا الموضوع سواء من ناحية نظرية أم ناحية تطبيقية في تعاون مستمر ما بين مزودي الخدمات سواء مزودي شبكات الخلوي أو شبكات الإنترنت مع الجهات الأمنية إذا كان في داعي. لكن بس حابب تسمح لي يا سيدي أشير لنقطة، الإنترنت ما بتسبب الإرهاب الإنترنت هي وسيلة، إذا إحنا أحسنا استخدام الإنترنت كوسيلة هي أداة بالآخر بتفيد في التعليم في التثقيف في الحصول على المعلومة، إعطاء فرص للأقل حظا، فنحن لازم نركز على الجانب الإيجابي..


علي الظفيري (مقاطعا): يعني إحنا مركزين على الجانب الإيجابي..

مروان جمعة (متابعا): وما يتحول الموضوع إلى..


علي الظفيري (مقاطعا): المشكلة أن المجتمعين اليوم والمبادرات والحديث الدولي وأوباما كل الدول هي التي تتكلم عن أن الإنترنت يعني استخدمت.. طبعا جزء من الإنترنت يعني نعرف أنه في جوانب إيجابية هذا أمر منته ومحسوم، القضية أن ما يستخدم من هذه التقنية المتاحة للجميع في دعم الإرهاب هذه القضية الرئيسية التي نتحدث عنها.

مروان جمعة: تسمح لي يا سيدي ليش الموضوع معقد جدا لأنه أصبح الآن الاتصال المعروف بالـ Voice Over IP أو الاتصال عن طريق الإنترنت صار الاتصال العادي سواء محلي أو عالمي يستخدم الإنترنت، الـ Video Conferencing الاتصال عن طريق الفيديو عن طريق الإنترنت، المحتوى كله على الإنترنت، الهاتف على الإنترنت، فصفى الإنترنت هي عبارة عن الشبكة اللي بتربط العالم ككل، فعشان هيك الموضوع معقد معقد جدا وإذا ما كان في كفاءات ملائمة مناسبة سواء في القطاع الخاص والقطاع العام لتعالج هذا الموضوع برأيي لأنه كمان الإنترنت تتغير يوما بعد يوم فهون صعوبة الموضوع برأيي يا سيدي فما نركز فقط على الإنترنت كإنترنت لحالها، الإنترنت هي وسيلة اتصال تربط جميع أنحاء العالم.


علي الظفيري: جميل، سيد جيمس لاف برأيك هل خلاصة الرؤية لإرهاب إنترنت أو استخدامات الإنترنت في الأعمال الإرهابية هي مسألة تتلخص في الرقابة ومنع المواقع التي تقدم مثل هذه الخدمات؟ هل هذه الخلاصة التي توصلت لها الجهود العالمية في مكافحة إرهاب الإنترنت؟

جيمس لاف: أعتقد أن الكثير من النقاشات التي تدور حول الإرهاب وعلاقته بالإنترنت لها علاقة بجهود الحكومات لجعل الإنترنت أقل خصوصية وخاضعا أكثر لقدرات الحكومة في التنصت والمراقبة وما إلى ذلك وبالطبع لو أن الحكومات في مثل هذه القضايا وفي التعامل مع الإنترنت وما قد يشكله من خطورة ومن مشكلات من الإرهاب في بعض الحالات وأيضا حقوق الملكية الفكرية هذا نراه كثيرا لكن ما لا نراه كنشاطات حكومية أن الحكومات لا تتحدث عن المشكلات التي يواجهها المستهلكون مثلا عندما تنتهك حقوقهم من قبل المنتجين والشركات وما إلى ذلك، في أعين الكثيرين من الناس يبدو أن هذه أجندة خاصة تدفع من قبل الشركات الكبرى أو الحكومات أو من لهم مصلحة تهتم بجانب من دون أن تهتم بما فيه الكفاية بحقوق الإنسان العادي والمواطن العادي فإذا ما أردنا حماية الناس من قبل ناس آخرين يخترقون خصوصياتهم وينتهكون حرماتهم في الإنترنت ربما يعني هذا في نظر البعض هو إخضاعهم لمزيد من المراقبة لكن الآن الشفافية في الإنترنت هي أكثر من خطوط الهواتف ومن البريد العادي لذلك هذه بالنسبة للحكومات ومن هم في السلطة أول رغبة لديهم هي في السيطرة على الناس والتحكم بهم وبالرأي العام لذلك من المهم للرأي العام أن يكون لهم مناصرون يدافعون عنهم ويرفعون أصواتهم لكي يسمع الحكومات بأنهم لا يريدون أن تسيطر عليهم هذه الحكومات لأن هذا يعني انتهاكا أيا كان من يقوم به في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة أو في القاهرة أو في بروكسل أو على يد شركة كبيرة مثل مايكروسوفت أو غوغل أو من قبل منظمة إرهابية، أعتقد أن القوة والسلطة نفسها تشكل مصدر خطورة للناس لذلك ينبغي أن نفكر من أسفل القاعدة أسفل الهرم إلى الأعلى لنرى أن حقوق الناس ينبغي أن تحترم وكرامتهم تصان وحقهم في التواصل يصان ولا نفكر بتحويل أي مشكلة لكي تكون سببا للهجوم على هذه الحقوق وانتهاكها.


علي الظفيري: سيد مروان إذا كان هذا الأمر في الغرب المتقدم والذي تحمى فيه الحريات بشكل عام، عمليات الرقابة العربية على مواقع الإنترنت بحجة مكافحة الإرهاب إلى أي درجة تنتهك خصوصية المستخدم العربي لشبكة الإنترنت؟

مروان جمعة: يا سيدي هي 100% تنتهك الخصوصية ولكن اسمح لي مثلا في الأردن من زمن المغفور له الملك حسين من أول ما أدخل لنا الإنترنت في عام 1994 الأردن ما في عليها أي رقابة أبدا، برأيي الرقابة الدور الرقابي هو دور الأهل في التربية الوعي عند الأهل، وبأؤكد لك زي ما المثل بيحكي..


علي الظفيري (مقاطعا): من يضمن عدم وجود رقابة؟ يعني هل تؤكد أن الجهات الحكومية -أنا أقصد أتحدث عن العالم العربي بشكل عام- لا تراقب كيفية استخدام الإنترنت؟

مروان جمعة: طبعا في رقابة ولكن للأسف التجارب فشلت، بتحاول تسكر موقع رح تلاقي عشرة زيه طلعوا من IP Address ثاني فورا، موضوع تسيطر على الإنترنت أي أحد بيحاول يتحكم في الإنترنت هو مشروع فاشل، بتحاول تعمل رقابة، أنا بأؤكد لك الشباب اللي أصغر مني بثلاثين سنة بيعرفوا يلفوا على المواقع ويدخلوا لحالهم ويخترقوا كثير من الحواجز، فكل للأسف الرقابة محاولة رقابة الإنترنت وضبط الإنترنت موضوع شبه مستحيل، هذا ما بيعني أن نحن نتحول للفوضى، طبعا في تنسيق بين الجهات الأمنية وبين المزودين وبين الشركات وفي قوانين وفي تشريعات وفي نتأكد أنه في عندنا كوادر مناسبة ولكن محاولة مراقبة المواقع وتسكير المواقع وفلترة المواقع أولا شبه مستحيل وثانيا برأيي مش هناك المشكلة لازم نحن برأيي زي ما حكيت بالأول نركز على التربية في المنزل ونركز على التعليم وهذا برأيي الهدف الأسمى.


علي الظفيري: السيد جيمس لاف يعني نلاحظ أن كثيرا من الجهود الحكومية تتوجه نحو المستخدم، لم نلاحظ منذ انطلاق الحرب العالمية على الإرهاب بقيادة الإدارة السابقة أن هناك نتيجة ملموسة لمحاربة مصادر الإرهاب كما طبعا تدعي هذه الجهات التي تهاجم، لم يتم القبض على جهات معينة تستخدم الإنترنت أو منعها من استخدام الإنترنت في تنفيذ عملياتها.

جيمس لاف: نعم أعتقد أن هذا صحيح كلمة الإرهاب بحدها مصطلح سياسي كبير وقوي الحكومات تخفي وراءه كثيرا من الأفعال التي لا علاقة لها بمعنى المصطلح فهي تعطي الحكومة قوى وسلطات لم تكن تملكها من قبل وربما قدرة لانتهاك حقوق الأفراد أكثر من ذي قبل، فأحيانا مثلا كثيرا ما نسمع الحكومات أنها عندما تسمع شخصا ما يقول كلاما لا يعجبهم يحاولون قمعه وأيضا بدلا من القول بأن السماح بذلك الصوت وإتاحة المزيد من الحرية لتنطلق أصوات أخرى ترتفع ربما تفند هذه الأصوات وهو الأفضل، فهم يحاولون عادة إزالة هذا الصوت المرفوع ضدهم بدلا من إتاحة الفرصة للناس ليبحثوا القضية في أصلها وأن تتعزز الثقة وأن يشعر الإنسان بأن كرامته وحقوقه مصانة وحريته في الكلام مصانة أما إذا أزلت كل القدرات لدى الناس على التواصل والحديث فأنت تدفع الناس إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا، بعضهم يقول إن الإرهاب يأتي نتيجة لاختلال موازين القوى بشكل كبير، عليك أن تبحث في سبب هذا الخلل لتفهم ما الذي يدفع الناس لارتكاب مثل هذه الأعمال اليائسة.


علي الظفيري: نعم سيد جيمس، جيمس لاف الخبير في شؤون المعلوماتية ومدير برنامج المعرفة البيئية العالمية من واشنطن، مروان جمعة رئيس جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات من عمان شكرا جزيلا لكما، انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم ودائما بانتظار مساهماتكم عبر عنواننا الإلكتروني
indepth@aljazeera.net
غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، شكرا لكم وإلى اللقاء.