صورة عامة - ماوراء الخبر
ما وراء الخبر

التنصير في أفغانستان

تتناول الحلقة محاولات التنصير في أفغانستان وهذه المرة على يد جنود أميركيين كما ظهر في صور حصلت عليها الجزيرة.

– دور الجنود الأميركيين في الحملات التنصيرية
– دور المنظمات الدينية وتوجهات الحكومة الأميركية

لونه الشبل
لونه الشبل
جيمس بيز
جيمس بيز
محمد قسيم
محمد قسيم
أسامة أبو ارشيد
أسامة أبو ارشيد

لونه الشبل: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند محاولات التنصير في أفغانستان وهذه المرة على يد جنود أميركيين كما ظهر في صور حصلت عليها الجزيرة. وفي حلقتنا محوران، ما هي حقيقة الدور الذي قام به جنود أميركيون للسعي نحو تحويل الأفغان عن دينهم؟ وهل كان تصرف هؤلاء عملا فرديا أم بتنسيق مع منظمات تبشيرية ناشطة في أفغانستان؟… ليست المرة الأولى التي يثار فيها موضوع التنصير في أفغانستان فقبل الغزو الأميركي لهذا البلد وأثناءه عثر على مطبوعات ذات طابع تبشيري من بينها الإنجيل وشرائط فيديو

يشار فيها إلى دور لجنود أميركيين في نشاط ديني خارج عن إطار مهامهم الرسمية.

[تقرير مسجل]

جيمس بيز: جنود يفترض أنهم في مهمة عسكرية ولكن مهماتهم الأصلية تختلف عن ذلك. في قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان جماعة من الجنود الأميركيين توحدت هذه المرة في صلواتها. جماعة من المسيحيين الإنجيليين العازمين على نشر المسيحية بطريقة أثارت حفيظة قادتهم السياسيين، هنا في هذه القاعة مجموعتان من الأناجيل، تلك الزرقاء أناجيل بلغة البشتون والخضراء بلغة الداري وهما اللغتان الرئيسيتان في أفغانستان، لقد قامت تلك الجماعة بطباعتها وإرسالها خصيصا إلى هناك.


جندي أميركي: أشكر الرب لأن كنيستي جمعت الأموال لإيصال تلك الأناجيل إلى أفغانستان.


جيمس بيز: قد تكون تصرفات هؤلاء الجنود مخالفة لأحكام الدستور الأميركي كما أنها تشكل انتهاكا للميثاق العسكري واللوائح المطبقة على جميع القوات العسكرية المنتشرة في أفغانستان فالأمر العام رقم واحد الصادر عن القيادة المركزية الأميركية واضح وصريح فهو يسرد قائمة بالأنشطة المحظورة ومنها التبشير والدعوة لاعتناق أي ديانة أو عقيدة أو ممارسة أي طقس عقائدي، ومن المؤكد أن أولئك الجنود على علم تام بتلك اللوائح. هذه الصور التقطها منتج الأفلام الوثائقية بريان هيوز قبل عام حيث قضى عدة أيام في قاعدة باغرام، وبوصفه رجلا عسكريا سابقا لم يصدق ما رآه بأم عينيه.


بريان هيوز/ منتج الفيلم الوثائقي: ليس من بين هؤلاء الجنود من يتحدث لغة الأفغان كما أنهم لم يثيروا مسألة تعلم لغة البشتون أو الداري من خلال الإنجيل المطبوع بهذه اللغات وبالتالي فإن السبب الوحيد وراء حصولهم على الأناجيل مطبوعة بتلك اللغات هو توزيعها على الأفغان وأنا أعلم تماما أن هذا أمر غير سليم ولهذا حرصت على تصويره وتوثيقه.


جيمس بيز: النقيب أميد فيرنر يسافر ويتنقل دوما بين الجنود بوصفه قسيسا كما أنه يلتقي بعامة الأفغان وهنا نراه يواسي والدة طفل تعرض لإصابة مؤخرا.


أميد فيرنر/ قسيس وجندي أميركي: نسعى لأن نفهمها بأننا منبهرون بصلابتها وأننا ندعو لها.


جيمس بيز: الجالية الإنجيلية في باغرام في نمو مستمر وقداس هذا الأحد مكتظ بالمصلين. المقدم غاري هينزلي كبير القساوسة في أفغانستان يلقي موعظته ويقول لجماعة المصلين إنهم جميعا مبشرون رجالا ونساء وعليهم شن حملة متواصلة للدعوة إلى المسيحية.


المقدم غاري هنزلي/ كبير القساوسة في أفغانستان: مهمة رجال القوات الخاصة في المقام الأول هي الاقتناص وهنا نقوم بنفس المهمة بوصفنا مسيحيين، إننا نلاحقهم ونقتنصهم، نسلط عليهم سهام الهداية كي يقعوا في شباك مملكة المسيحية.


جيمس بيز: نمت الحركة الإنجيلية داخل الجيش الأميركي بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 60% من جميع الكنائس العسكرية تعتبر نفسها من المحافظين حتى أن الحد الفاصل الذي تنتهي عنده الحركة الإنجيلية وتبدأ حركة التنصير بات موضع جدل محتدم، ولكن ما لا يختلف عليه اثنان هو أن ترجمة وطباعة وتوزيع الأناجيل بلغة محلية في المجتمع الأفغاني هو تجاوز خطير لهذا الحد.

[نهاية التقرير المسجل]

لونه الشبل: وقد نفى المتحدث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان قيام الجنود الأميركيين بأي عمل تبشيري.

[شريط مسجل]


العقيد غريغ جوليان/ متحدث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان: هذه الكتب تم حجزها ولم توزع، لم تكن هناك حملات تبشيرية للأفغانيين ولن يسمح قادتنا بذلك.

[نهاية الشريط المسجل]

دور الجنود الأميركيين في الحملات التنصيرية


لونه الشبل: ومعنا في هذه الحلقة من كابل الدكتور محمد قسيم الأستاذ بجامعة كابل، ومن واشنطن أسامة أبو ارشيد رئيس تحرير صحيفة الميزان، ومن واشنطن أيضا جيمس بيز مراسل شبكة الجزيرة. وسأبدأ معك جيمس، جيمس أنت من أعددت هذا التقرير الذي شاهدناه الآن على قناة الجزيرة وأنت من قابلت أولا بريان هيوز وهو منتج الفيلم الوثائقي عن التبشير في أفغانستان، لو تحكي لنا الحكاية من بدايتها.


جيمس بيز: بالتأكيد سأفعل ذلك، بريان هيوز هو منتج فيلم تسجيلي مستقل وقال لي إنه ذهب إلى أفغانستان من خلال زيارة مع الجيش الأميركي لقضاء بعض الوقت في قاعدة (باغستان) لينظر هناك في عمل الكهنة وأوضح لي بأنه لم يذهب إلى هناك لمحاولة القبض على أي شخص فهو شخصيا كان يعمل في السابق في الجيش ولديه تجربة مهمة في الجيش من خلال عمل الكهنة والخدمات التي يقدمونها، قال إن 1%.. من تجربته العسكرية كان يشعر بإحباط وكان يذهب إلى الكاهن وأنه رفع معنوياته، إذاً أراد أن يقوم بفيلم يوثق لتجربته وقضى وقتا في باغرام وأصيب بالصدمة لما رآه بالأخص عندما دخل إلى غرفة وهناك في القاعدة فيما كان يبدو أنه غرفة لدراسة الإنجيل وهناك في القاعة الغرفة رأى نسخا من الإنجيل بلغة الداري ونسخا أخرى بلغة البشتون، لقد شعر بالصدمة لأنه قال إن كل المتواجدين في الغرفة كانوا يخدمون في الجيش الأميركي لا أحد منهم يتحدث بالبشتون أو الداري أو أحدهم قال إنه يحاول أن يدرس اللغات المحلية في أفغانستان وذلك من خلال قراءة الإنجيل وعندما نرى الصور التي صورها فإننا سنكتشف أنه في تلك الغرفة كانوا يتحدثون عن كيف سيوزعون هذه النسخ على الأفغانيين العاديين.


لونه الشبل: إذاً جيمس هو عندما بدأ بتصوير هذا الفيلم لم يكن يقصد المهمة التبشيرية وهو أصلا عندما كان جنديا لم يلحظ مثل هذه المهمات التبشيرية، هل هذا صحيح؟


جيمس بيز: هذا حقيقي تماما فهو لم يكن يسعى إلى توثيق عملية التنصير وإنما يوثق عمل الكهنة الذين يخدمون في الجيش في أفغانستان والعمل الذي يقومون به في أفغانستان لكن وقتها شاهد هناك في تلك الغرفة في غرفة تدريس الإنجيل وقال لي إنه صدم لما رآه هناك فلم يتوقع أن الكهنة وكذلك الجنود أن يكونوا جزءا من هذه العملية فقد كان يعرف من خلال خدمته في الجيش أنه لا يفترض بك أن تقوم بتغيير دين الأفغان أو غيرهم من السكان المحليين إضافة إلى ذلك فليس يتوقع منك أن تغير دين الذين يعملون معك وأنت كاهن فعليك أن تقدم النصيحة الدينية المحايدة وأن تقدم النصيحة للجنود من الجو أو من المجالات الأخرى بشأن دينهم، هناك البعض يخدمون في الجيش الأميركي الذين هم من الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين وهذا الكاهن كان يفترض أن يقدم النصيحة الدينية المستقلة لذلك فقد شعر هيوز بالصدمة أن يرى الإنجيل باللغات المحلية، إننا لا نعرف بأن هذه النسخ تم تقسيمها وتوزيعها والآن نسمع من مصادر عسكرية أميركية أن النسخ تمت مصادرتها مباشرة بعد هذا التصوير.


لونه الشبل: جيمس، الجيش الأميركي نفى أن يكون جنوده يقومون بالتبشير وكان هناك تشكيك بأنه إذا كانت هذه القضية موجودة لماذا صمت بريان هيوز عاما كاملا؟


جيمس بيز: إنه يقوم بالكثير من النشاطات وهذا مشروع قام بتصويره وأعتقد أنه كان ينتظر المكان المناسب لإظهار الفيلم والمواد التي قام بتصويرها وأخيرا أتى إلى قناة الجزيرة وقد قمنا بالنظر إلى هذه الوثائق بعناية لإظهار القصة. أحد القضايا التي يقولها الجيش الأميركي الآن أننا قمنا بأخذ هذه المواد خارج السياق لكنني أؤكد لك أننا قدمنا هذه المواد للجيش الأميركي قبل أن نعرضها على شاشتنا وبعد أن قمنا برؤية كل هذه المواد التي تم تصويرها فلا أقول أبدا أنها أخذت خارج السياق وهي رسالة حول تقديم الإنجيل، كان هناك نقاش كبير حول القواعد التي يتبناها الجيش الأميركي بشأن تغيير أديان الناس والطريق هذه الأدوات وكانوا يتحدثون عن إعطاء الإنجيل كهدية، البعض كان يتحدث أن يقوم بما قام به في أفغانستان بما قام به في العراق وكان يتحدث أنه اشترى سجادا في العراق ودفع المال لصاحب المتجر وبعدها قال له شكرا وأعطاه إنجيلا، ويحكي قصة أخرى عندما كان في معسكر الحرية في العراق وقتها قال بأن هناك البعض يقومون بعمل في المكان الذي يتواجد به وعندما أنهوا ذلك العمل قدم لهم كهدية إنجيلا.


لونه الشبل: دكتور أسامة أبو ارشيد من واشنطن، عندما بدأت فلنسمها حملة الحرب على الإرهاب فهم في حينها وقال جورج بوش أكثر من مرة بأنها حملة صليبية على الإرهاب وذلك بعيد أحداث 11 سبتمبر، هل ما نراه اليوم هو تفسير أو ترجمة لهذه الأجواء التي بدأت منذ عام 2002 إن شئت بعد أحداث سبتمبر مباشرة؟


أسامة أبو ارشيد: هو من باب الموضوعية أن بوش قالها مرة واحدة ثم تراجع عن التصريح وقال إنه فُهم باتجاه خاطئ يعني لم يقصدها بسياق وحمولة دينية لكن على كل الأحوال ما تفضلت به هو صحيح، المحصلة العامة الإطار العام صحيح أن هناك كان دفع داخل المجتمع الأميركي وحتى داخل المؤسسات الأميركية باتجاه جعل الحرب في سياق ديني بمعنى كان وزير العدل في ذلك الوقت جان أشكروفت وكان كثيرا ما نقل عنه تصريحات تتحدث أو تعطي حمولة دينية لمفهومه للصراع أيضا كان مساعد وزير الدفاع في ذلك الوقت دونالد رامسفيلد الجنرال وليم كامبوي الذي كان مساعده لشؤون الاستخبارات ظهرت أشرطة فيديو وهو يصرح فيها ببزته الرسمية ببزته العسكرية الرسمية وهو يهين الدين الإسلامي ويهين الله عز وجل في الدين الإسلامي ويقول بأن ربي أحسن من رب المسلمين ربهم صنم ربي كبير، أيضا نقل عنه بأنه يقول إن الولايات المتحدة ينبغي أن تتوحد تحت راية المسيح في حربها على المسلمين وإن جورج بوش كان مختار العناية الربانية لمحاربة الإرهاب في هذا الزمان، في ذلك الوقت وزارة الدفاع وجدت أنه قد فشل في أن يفصل رؤاه الشخصية عن المواقف التي يمثلها كمسؤول ولكن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد دافع عنه، بمعنى آخر هناك من يدفع داخل المؤسسة العسكرية الأميركية وداخل المؤسسات السياسية الأميركية وحتى داخل الكونغرس الآن هناك العديد من التصريحات من داخل الكونغرس من الذين يتأثرون بأمثال الراحل جيري فالول وبأمثال بات رابنسون الإنجيليون الذين يريدون أن تكون هذه حربا دينية. ملاحظة أخيرة، لعله من المفارقات أن تقرير الجزيرة يأتي بعد أيام من استطلاع رأي لمركز استطلاع الآراء بوي ريسر سنتر في أميركا الذي وجد أن ستة من أصل عشرة من المسيحيين البيض من الإيفنجليكان بروتستانت في أميركا يرون أن التعذيب مبرر في كثير من الأحيان في حين أن بقية الطوائف المسيحية أو المسيحيون غير البيض من الإيفنجليكان البروتستانت يرون أنه غير مبرر فهذا إذاً يتناسق مع تقريركم.


لونه الشبل: أنتقل إلى كابل والقضية كلها أصلا في أفغانستان والمحاولات حسبما يقول التقرير هي محاولات تبشيرية وتنصيرية في أفغانستان. وإليك دكتور قسيم، هل فعلا شعرتم وتشعرون على مدى سنوات بأن هناك حملات تنصيرية من الجيش تحديدا؟


محمد قسيم: أكيدا أننا حينما ننظر إلى أبعد من ذلك إلى بداية الحرب هذه لوجدنا هناك مشاهد كثيرة وشواهد كثيرة تقنعنا بأن هذه الحملة أصلا كانت حملة تنصيرية بداية وليست هذه المرة التطورات الأخيرة التي حدثت هي تطورات أولى أو حملة أولى تنصيرية والأخيرة وإنما هي حملة هي آخر ما تواجد هناك، فهناك عديد من الشواهد تدل على أن الكنيسة تريد أن أو تعمل على الأقل على الساحة الأفغانية لتغيير الديانة هناك مهما كانت فإذاً عندنا قبل سنوات هناك قبضت طالبان أو حركة المخالفين على..


لونه الشبل (مقاطعة): نعم ولكن دكتور وباختصار يعني تشعرون بذلك لكن النتيجة ماذا؟ هو يعني أفغاني واحد ارتد عن الإسلام وحوكم وهذا يعني ليس دليلا على أن الجيش قام بتنصيره، بالأرقام هل هناك من تنصر هل هناك من دخل الدين المسيحي؟


محمد قسيم: على الأقل أن الجيش كان هو السبب في ذلك تجرأ بعض الأفغان على إبراز ارتدادهم عن الدين الإسلامي وكان الجيش هو الذي يوفر له هذا الشيء وأن المجتمع الدولي والذي تدخل في شأن هذا عبد الرحمن المرتد الذي أعلن ارتداده علنا وخلصه من المحاكمة، فهذا يدل على أن هناك وراء هذا الأمر ليس هناك جندي واحد أو هناك شخص غير مسؤول فعل هذا بل هناك يظن أن هناك منظمات مستقلة منظمات هي تعمل لهذا الأمر.


لونه الشبل: وهذا بالضبط ما سنتساءل عنه بعد الفاصل، هل ما حصل هو عمل فردي أم جزء من حملة تبشيرية منظمة؟ ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دور المنظمات الدينية وتوجهات الحكومة الأميركية


لونه الشبل: أهلا بكم من جديد. رغم النفي الذي جاء على لسان المتحدث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان عن سعي الجنود الأميركيين لنشر المسيحية في أفغانستان إلا أنه لم ينف وصول نسخ من الإنجيل من منظمات دينية إلى قاعدة باغرام الجوية في ضواحي كابل، نتابع.

[شريط مسجل]


غريغ جوليان: الجيش الأميركي ليس فيه منظمات تبشيرية فهذا ممنوع في الجيش ولكنها أتت من منظمات دينية في الولايات المتحدة بعثوها بالبريد إلى باغرام وعندما حصل عليها الجنود أعطوها للقيادة وتمت مصادرتها ولم توزع أبدا في أفغانستان.

[نهاية الشريط المسجل]

لونه الشبل: جيمس، من منتج الفيلم وهو بريان هيوز هل فهمت بأن ما شاهدناه في هذه الصور هو عمل فردي مستقل أم هو ممنهج وضمن منظمات تدعم هذا العمل؟


جيمس بيز: يبدو لي من خلال الصور -وقد نظرت إليها بعناية ولمرات عديدة- يبدو لي أن هذه الأناجيل تم طلبها من طرف أشخاص من مجموعات الدراسة التي رأيتموها في التقرير فقد قام هؤلاء بمبادرتهم وطلبوا من كنائسهم في الولايات المتحدة بأن يرسلوا لهم الأناجيل إلى أفغانستان، ليست لدينا أي دلة بأن هذه سياسة يتبناها الجيش الأميركي فالجيش الأميركي بوضوح لديه سياسة بهذا الشأن ولديه قوانين قائمة بشأن كافة العاملين في مناطق القيادة الوسطى بما فيها أفغانستان والعراق وتلك القوانين تقول بأنه يجب ألا يكون هناك أي تنصير لأي دين وألا نقوم بتغيير أديان الناس وذلك يشمل ليس فقط السكان المحليين الأفغان ولكن أيضا العاملين الآخرين من الجنود..


لونه الشبل (مقاطعة): هذا ما يقولونه جيمس. أعود إلى السيد أسامة أبو ارشيد، وكالة America in Arabic قالت بأن البنتاغون دشن رسميا عملية تسمى عملية الاستقامة لنشر التنصير في العراق، وهذا الكلام قبل مدة ليست بالقريبة، هل هناك ما يشبه ذلك فيما يتعلق بأفغانستان من واشنطن؟


أسامة أبو ارشيد: يعني إلى الآن لا يوجد طبعا أي معلومات مؤكدة، هناك كثير من التقارير التي تشير إلى أن الجنود الأميركيين حتى كانوا يخضعون إلى عمليات غسل دماغ، بمعنى أن الذين يذهبون لأفغانستان والعراق يعطون دروسا خاصة أو تصورات خاصة عن طبيعة العدو الذي يواجهونه والإسلام حاضر في هذه المسألة والمسيحية حاضرة في هذه المسألة فلا أحد يستطيع أن ينفي هذه التقارير، ولكن أيضا لا يستطيع أحد أن يتحدث عن سياسة محددة. ينبغي أن نفهم قضيتين، الدستور الأميركي ينص على أن الولايات المتحدة الدولة لا تدعم دينا على حساب دين، ليست دولة مسيحية، الأمر الآخر ينبغي أن ندرك أيضا أن المجتمع الأميركي بطبيعته مجتمع متدين ومفهوم التدين ليس كمفهومنا نحن في الشرق مفهوم المسلمين بمعنى أنه ينعكس في التصرفات الفردية إنما مفهوم التدين ينعكس في صياغة رؤى حول العالم، سمعنا مثلا جورج بوش كما نقل عنه الصحفي البارز في أميركا الصحفي الذي في الواشنطن بوست عندما قال بأنه عندما ذهب إلى العراق فإنه كان ينفذ مهمة ربانية أن المسيح أمره ثم قال إن ما قصده أنه استخار وشعر بالراحة النفسية -بوب إدوارد الصحفي الأميركي- الآن نحن نرى انعكاسات هذه العقلية في الولايات المتحدة في هذه التصرفات، ليس بالضرورة أن البنتاغون هو الذي يقف وراء هذه التصرفات لكنها تعكس نوعية التدين في المجتمع الأميركي ونوعية الضخ الإعلامي الذي مورس في الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر ليظهر المسلمين والعالم الإسلامي على أنهم أعداء للديانة المسيحية وأعداء لأميركا وأعداء للرب المسيح كما يفهمون هذه المسألة خاصة الإيفنجليكان البروتستانت في أميركا.


لونه الشبل: دكتور قسيم كنت تتحدث قبل الفاصل بأن ما يجري ممنهج وليس حالات فردية، لماذا؟ ما الذي يجعلكم في كابل ترون الموضوع من هذه الزاوية؟


محمد قسيم: هناك عديد من الشواهد والأدلة بين أيدينا بأن هؤلاء القوات حينما دخلت أفغانستان الوضع تغير من الناحية الأخلاقية تماما، نحن الآن نحن نرى الشارع الأفغاني نراه متغيرا تماما وهذا كان بدعم هؤلاء الجنود الذين وصلوا إلى هناك ورفعوا القيم الأخلاقية المتواجدة هناك التي كان يؤمن بها الشعب الأفغاني، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى..


لونه الشبل (مقاطعة): متغيرا بأي معنى دكتور؟


محمد قسيم: يعني التغيير من ناحية أن الشارع الأفغاني كان شارعا متدنيا أخلاقيا تمام الأخلاق لكن الآن نحن نرى هناك نوعا من التمزق والتفرق من الأخلاق وتمرق من المستوى الأخلاقي، الشباب الآن على مستوى يعني على أقصى مستوى من ناحية تدني المستوى الأخلاقي هنا في أفغانستان وهذا كان بسبب هذه القوات التي جاءت هناك ودعمت اللا أخلاقية هنا أصلا، ثانيا أن هناك عديد من الجاليات والإرساليات التبشيرية جاءت هناك وتعمل هنا بالفعل يعني منذ زمن ففي عام 2006 تمكنت الكنيسة الكورية أن ترسل حوالي ألفي إنجيل إلى أفغانستان وكذلك هناك ألف أو أكثر من ألف هيئة منظمة أوروبية وأميركية تعمل في أفغانستان بأسماء مختلفة ولكن هناك ليس من الحكومة أو من جهة أخرى تراقب هذه المنظمات وتراقب أعمالها وتسيطر عليها..


لونه الشبل (مقاطعة): دكتور محمد فقط وباختصار كي نبقى في سياق الحلقة، نحن نتحدث عن جهود الجيش يعني مثلا الجيش الأميركي في العراق أعلن منذ فترة أنه أعفى جنديا من مشاة البحرية لأنه قام بالتنصير، في أفغانستان هل هناك ما يؤكد أو ما هو ملموس على الأرض بأن الجيش يقوم بهذه الحملات وليست منظمات أخرى، الجيش مدعوما من منظمات أخرى؟


محمد قسيم: نعم يمكن ليس بين أيدينا هذا النوع من الشواهد لكننا نحن نرى أن الجيش الأميركي هذا يهجم على المساجد وعلى أئمة المساجد فإذاً دائما نحن نرى أنه ليلا في ظلام الليل الجيش يقتحم بيوت أئمتنا أي بيوت رجال الدين الذين نحن نقتدي بهم يوميا خمس مرات في اليوم، فهذا يدل على أن هذه حملة بالفعل على الديانة أو على مستوى الديانة في أفغانستان.


لونه الشبل: شكرا لك الدكتور محمد قسيم الأستاذ بجامعة كابل، وبالطبع أشكر من واشنطن أسامة أبو ارشيد رئيس تحرير صحيفة الميزان، وبالطبع نشكر جيمس بيز مراسل شبكة الجزيرة أيضا كان معنا من واشنطن. نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.