ما وراء الخبر / صورة عامة
ما وراء الخبر

دور المدونات والإنترنت في الحراك السياسي المصري

تناقش الحلقة دور المدونات ومواقع الإنترنت في التعبئة لإضراب الرابع من مايو/أيار في مصر والذي دعت إليه جماعات معارضة احتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية.

– أبعاد ظاهرة المدونات والإنترنت في العمل السياسي
– تأثير المدونات على النخب السياسية التقليدية في مصر

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
 حسين عبد الغني
 حسين عبد الغني
 وائل عباس
 وائل عباس

ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في حلقة اليوم عند دور المدونات ومواقع الإنترنت في التعبئة لإضراب الرابع من أيار/مايو في مصر والذي دعت إليه جماعات معارضة احتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية. نطرح في الحلقة تساؤلين، هل يمكن اعتبار المدونين ونشطاء الإنترنت قوى سياسية جديدة قادرة على تحريك الجماهير؟ وما هو حجم تأثير نشاطهم وأساليبهم الجديدة على النخب السياسية التقليدية؟… لم تمنع الاعتقالات التي شملت عشرين ناشطا إلكترونيا ممن دعوا إلى إضراب السادس من أبريل الجاري في مصر ناشطين آخرين في الدعوة للمشاركة في إضراب يوم الرابع من مايو المقبل، قدر موقع المؤيدين للإضراب عبر موقع الفايس بوك بأكثر 125 ألف شخص مقارنة بنحو 70 ألف شخص دعوا لإضراب السادس من أبريل الجاري.

[تقرير مسجل]

إيمان رمضان: لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، قانون علمي قد ينطبق أحيانا على السياسة. المصريون داخل مصر وخارجها يتفقون على أن الأوضاع الداخلية فاقت قدرة التحمل وهو ما يفسر تحركات شعبية وإن حذرة أو في نطاق ضيق تأخذ المصريين إلى تجربة سياسية غير مسبوقة مع الدولة، وبينما يغيب الدور الحزبي المنظم عن مسرح الأحداث في مصر سواء بسبب حسابات سياسية تحكمها المصالح أو بسبب قوة القبضة الأمنية يختزل ما يمكن وصفه بالحراك السياسي في مصر داخل المدونات أو مواقع الإنترنت أو في صورة رسائل قصيرة. حركة سياسية إلكترونية مجهولة البنية والمصدر أسفرت أوائل هذا الشهر عن ما عرف بإضراب السادس من أبريل، تحرك شعبي لا يزال الحكم عليه بالنجاح أو الفشل معلقا وكأنه انعكاس لضبابية تفاصيل الدعوة إليه، ولكن هل توازي دعوات مجهولة المصدر من هنا وهناك عبر موقع الإنترنت  لإضراب شعبي أو مقاطعة حدد لها الرابع من مايو موعدا ثقل أوضاع معيشية شديدة التعقيد من فساد وارتفاع أسعار وشح لم يستثن حتى رغيف الخبز؟ قد يكون من المبكر الإجابة على هذا السؤال غير أن قرار جماعة الأخوان المسلمين المحظورة المشاركة في المقاطعة المرتقبة قد يحمل بعض الإجابة عليه.

محمد البلتاجي/ أمين عام كتلة الأخوان المسلمين: نحن مع هذا الاحتجاج السلمي نؤيده لأن الدعوة إليه واضحة أنها قعود في البيت وعدم النزول للشارع بما يؤكد أننا بعيدون عن حالة الفوضى أو الصدام أو الشغب.

إيمان رمضان: لم يكن ذلك موقف الأخوان من تجربة السادس من أبريل ذلك اليوم الذي سبق بيومين انتخابات المجالس المحلية وإصدار المحكمة العسكرية أحكاما بحق عناصر في جماعة الأخوان فما الأسباب؟

محمد البلتاجي: إن كان هناك تخوف حيث لم تكن القوى الداعية لإضراب ستة أبريل يعني تتحدث عن وسائل وآليات محددة فكنا نخشى أن تجر الجماهير إلى حالة من الفوضى أو الفلتان أو الشغب.

إيمان رمضان: ولعل أداء الدولة وقت أزمة السادس من إبريل وما تبعها من أحداث عنف في مدينة المحلة الكبرى يعكس إلى حد ما تأثير تلك الدعوات الإلكترونية إذا جاز التعبير على كل أطراف الأزمة.

أحمد نظيف/ رئيس الحكومة المصرية: النهاردة وافقنا على أن نخصص فوق الأربعمائة مليون جنيه علشان نحدث آلات شركة المحلة.

إيمان رمضان: واليوم يقرر الرئيس المصري رفع الأجور وتطويق جنون الأسعار قدر الإمكان.

حسيني مبارك/ الرئيس المصري: كان المفروض نزيد 15% على قدر ما قدرت الميزانية قلنا لا لازم أكثر، 20% لا زم تضغطوا أكثر شوفوا موارد 25% قلت لهم مش أقل من 30% وشوفوا موارد.

إيمان رمضان: قرار وإن لم يفد في الشفاء من حال احتقان سياسي مصري فلعله يسكن بعض الألم.

[نهاية التقرير المسجل]

أبعاد ظاهرة المدونات والإنترنت في العمل السياسي

ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من القاهرة أمينة خيري الكاتبة الصحفية المهتمة بناشطي الإنترنت، في الأستوديو معي حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة في القاهرة ومعنا في الدوحة الآن، أهلا بك وأيضا ولكن عبرالهاتف المدون والصحفي وائل عباس. نبدأ معك أمينة خيري، يعني ربما من المناسب أن نسأل في البداية عن حجم هذه الظاهرة المدونات والاهتمام بالإنترنت وأيضا هل الدعوة للإضراب العام هل هي حدث سياسي كبير يستحق كل هذه الضجة؟

أمينة خيري: أعتقد أن الدعوة لهذا الإضراب هو حدث اجتماعي في المقام الأول وليس الأخير ربما هو أخذ يمكن منحنى سياسي في الدعوة للإضراب يوم ستة أبريل الجاري ولكن هو في الأصل أعتقد سبب شعبية الدعوة لمثل هذا الإضراب كان أن هذه الدعوة دعوة جديدة على المجتمع المصري والطريقة التي دعي بها إلى هذا الإضراب كانت طريقة جديدة بحكم طبيعة العصر الذي نعيش فيه وهو عصر تقنية المعلومات والإنترنت. هي مجموعة من الشباب الذين اتصلوا ببعضهم البعض عن طريق تقنية الفايس بوك وهي الشبيهة أيضا بتقنيات أخرى مثل مدونات البلوغز على الشبكة العنكبوتية، اتفقوا بطريقة إلكترونية أيضا على الدعوة إلى مثل هذا الإضراب السلمي الذي اتخذ شعار "خليك في البيت"، وهذا يمكن سبب شعبية هذا الإضراب أنه كان جديد من نوعه في كل شيء طريقة الدعوة كانت جديدة، الدعوة ليست إلى احتجاج ليست إلى تظاهرة ولو حتى كانت سلمية ولكنها كانت دعوة إلى البقاء في البيت كنوع من التعبير السلمي على الاحتجاج على كل شيء وأي شيء على الحياة التي يعيشها المصريون على موجات الغلاء المتكررة على أزمة رغيف الخبز على البطالة على نوعية التعليم على كل شيء وأعتقد أن هذا كان السبب الرئيسي لشعبية هذه الدعوة خصوصا بين قطاعات عديدة من الشباب المصريين حتى أولئك الذين لا يستخدمون ربما الإنترنت بشكل يومي.

ليلى الشيخلي: الشعبية ربما، وائل عباس، وهناك من يعتبر أنه ليس لها أي تأثير وإذا كان من يتحدث عن هذا التأثير فهو غير منطقي، كلام غير منطقي على حد قول عبد الرحيم علي خبير الحركات الإسلامية وسأقتبس ما قاله قال يتحدث عنكم أنتم شباب المدونات والفايس بوك إن فكرتكم عن التغيير احتجاجية أكثر منها فاعلة في التغيير بل ذهب إلى وصفكم بالسذاجة. ما تعليقك.

وائل عباس: لا، هي مش سذاجة خالص لأن هو الشباب المصري ظل لفترة طويلة مهمشا ومهاجما من قبل الدولة ومن قبل الإعلام لكن هو أكثر فئة بتمثل الشعب المصري هو الفئة اللي مش لاقية تتجوز اللي مش لاقية تسكن هي اللي مش لاقية وظائف علشان تكفل نفسها هي اللي تهاجم في نوعية الموسيقى اللي بتسمعها نوعية الكتب اللي بتقرأها توجهاتها الدينية، هم أكثر ناس مظلومين وهم أكثر ناس لهم مصلحة في حدوث تغيير في البلد في ارتفاع مستوى الحريات وحرية التعبير، بالعكس ما يقوم به نشطاء الإنترنت والمدونون والشباب المستقل الذي يتهم بالسذاجة والذي يتهم بأنه غير مسيس وأنه ليست له أجندة هو بيساعد جميع الفصائل الأخرى على ممارسة الدور السياسي بما فيهم الأخوان الملسمين بما فيهم اليسار بما فيها الصحافة المستقلة والحزبية يعني وأنا أزعم أن نحن قطعنا شوط كبير في أننا نكون عاملا حساسا لاكتساب هذه الفئات حريتها في التعبير وحريتها في الممارسة السياسية.

ليلى الشيخلي(مقاطعة): هل فعلا حسين عبد الغني يعني أريد أن أسمع من حسين عبد الغني، هل تعتقد أن هناك شوطا كبيرا قد قطع وأن المؤسسة السياسية تستمع للمدونين كما يحدث في الغرب، هل بدأ يعني المشوار في مصر؟

حسين عبد الغني: أنا أعتقد أن، وأنا أتفق كثيرا ما قالته زميلتي الأستاذة أمينة وأيضا ما قاله المدون والصحفي وائل عباس، أولا يعني دعونا نحتفي بهذه الظاهرة من يتفقون معها ومن يختلفون معها، هذه ظاهرة تعكس أن الشباب في مصر مهتم بالحياة العامة وكما قال وائل منذ قليل هذا الشباب ليس كما يقال شباب تافه شباب عاجز، هم أصحاب المصلحة في المستقبل وبالتالي دعونا نحتفي بهذه الظاهرة أعتقد أنها ظاهرة مهمة وظاهرة جميلة أيضا بغض النظر عن من يتفق ومن يختلف..

ليلى الشيخلي(مقاطعة): تعتبرها ظاهرة صحية؟

المدونون ظاهرة صحية لأنها تعبر عن شباب المستقبل وعن طموحاتهم ومطالبهم وهم عبارة عن تيار سياسي له مطالب واقعية يتحدث عن غلاء الأسعار وعن ربط الأجور بالأسعار
 

حسين عبد الغني: ظاهرة صحية أولا لأنها من أصحاب المستقبل كما قلت، ثانيا هؤلاء الشباب زي ما قالت الست أمينة ليسوا هم تعبير عن تيار سياسي معين هم لا يطالبون بإسقاط نظام الحكم هم لا يطالبون بالهجوم على الرئيس أو على أشخاص معينين في الحكومة، هم كما تلاحظين هم مرتبطون بالقضية الاجتماعية زي ما قالت أمينة خيري، هم سر كبير نجاحهم أنهم كانوا يتحدثون عن مطالب واقعية يتحدثون عن غلاء الأسعار عن ربط الأجور بالأسعار وبالتالي اكتسبوا لمطالبهم شعبية كبيرة، هم لم يفعلوا كالقوة السياسية يطرحون مطالب كبرى ويعجزون تماما عن تحقيقها. لا بد أن تعرفي ليلى أن هؤلاء الشباب هم نتاج الحراك السياسي الذي عرفته مصر في الأعوام 2004 و 2005 وجزء من عام 2006 وهم شاركوا بدرجات مختلفة مع حركات كفاية، وشباب من أجل التغيير، وأدباء وفنانيين من أجل التغيير، وعندما سدت طرق التعبير السياسي في الشارع وحدث نوع من أنواع التراجع لهذه الحركات بسبب إجراءات من الدولة وبسبب ضعف في هذه الحركات هؤلاء الشباب أثبتوا أنه ما زال لديهم القدرة على اتباع أشكال جديدة، يتحدثون عن طريق مواقع الإنترنت عن طريق التدوين عن طريق الفايس بوك عن طريق الموبايل والرسائل القصيرة هم يتبعون وسائل جديدة وهم لا يمكن أن يدعي أحد أنهم محسوبون على الأخوان أو على الناصريين أو على الشيوعيين أو على الحزب الوطني أو على كفاية حتى، هم نتاج ظروف المجتمع المصري ومشاكله ولا يمكن تصنيفهم، بعضهم من الحزب الوطني بعضهم من الأخوان وأنا أعتقد أن هذا الجيل يقدم لنا أملا كبيرا في أنهم يستطيعون ابتداع وسائل الاهتمام بحياة وطنهم وبحياة مجتمعهم وبقضاياهم هم.

ليلى الشيخلي: وسائل جديدة تسمح لهم بهامش التغيير من المناورة والتخفي يعني فرق كبير، أمينة خيري، بين ما كان يحدث في السابق، استخدام المنشورات وما إلى ذلك هذه كانت أمور يسهل بنوع ما فرض الرقابة عليها، الآن نتحدث عن رسائل إلكترونية نتحدث عن مدونات الكل يمكن يستخدمها، الملاحقة صعبة. برأيك عندما يكون جهاد عودة عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني يقول إن دعوات الإضراب على الإنترنت لا تشكل أي خطورة على أمن مصر أو على نظامها مصر بلد كبير لا تتأثر بمعارضة على هذا الفضاء إذا كانت مصر الدولة الوحيدة كما قال التي اقتلعت إرهابا استمر 20 سنة من جذوره في كل أنحاء مصر فهل تهتز من مواقع إلكترونية. ولكن هذا الفارق اللي تحدثنا عنه فرق كبير بين مثلا استخدام المنشورات وبين استخدام رسائل إلكترونية، هل هناك وجه للمقارنة؟

أمينة خيري: يعني الملاحقة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.

ليلى الشيخلي: ماذا يعني؟ هل يعني أنه سيتم ربما إغلاق مواقع الفايس بوك؟ هل هذه الخطوة القادمة التي ستقدم عليها مصر؟

أمينة خيري: لا أعتقد أنه حيتم إغلاق مواقع مثل الفايس البوك لأنها ستكون فضيحة كبرى ولكن مثلما حدث في إضراب الدعوة لإضراب ستة أبريل أنه هو تم إلقاء القبض على عدد من الشباب وعلى رأسهم يمكن إسراء عبد الفتاح التي قيل إنها الداعية الرئيسية إلى القيام بهذا الإضراب وكلنا يمكن عرفنا وقرأنا ورأينا على شاشات التلفزيون أن إسراء تمثل يمكن نموذجا تمثله ملايين الفتيات الشابات المصريات، تنتمي إلى طبقة متوسطة متعلمة تعمل في وظيفة لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالإنترنت ربما لها علاقة بشركات الكمبيوتر وما شابه ولكن تم القبض عليها. أعتقد أن هي ربما نوع زي ما بنقول قرصة ودن يعني ربما أنها تبقى عبرة لمن تسول له نفسه الدعوة إلى مثل هذه الإضرابات أو مثل هذه الاحتجاجات، ده أعتقد أنه ممكن يؤثر كمان على الدعوة إلى إضراب الرابع من مايو ليس من حيث الشعبية والانتشار ولكن من حيث المشاركة في هذا الإضراب ولو حتى بالتعبير عن الرأي كتابة، وزي ما شفنا يمكن في إضراب السادس من أبريل في عدد كبير من المصريين مش من الشباب فقط ولكن من المصريين ربما في الأربعينات والخمسينات من العمر كانوا على الأقل متضامنين نفسيا وذهنيا مع فترة الإضراب، دي أعتقد ببساطة فكرة الملاحقة لا أعتقد أنها واردة ولكن مش إغلاق منافذ الإنترنت تماما لأنه يصعب جدا إغلاق مثل هذه المنافذ لأن الإنترنت أنا في رأيي أشبه بالأرض الخصبة المكتشفة حديثا يعني نحن ممكن نستخدمها في آلاف المشاريع وآلاف الأفكار والآراء واستخدامها من قبل بعض الشباب مثل الفايس بوك للدعوة لمثل هذا الإضراب أو للتعبير عن الرأي أو لنشر بعض الأفكار أو بعض الأغاني وبعض الموسيقى التي ألفها الشباب خصيصا للتعبير عن آرائهم الاجتماعية والسياسية أيضا التي كان من الصعب جدا التعبير عنها من قبل، أعتقد أن هذه الفكرة أكثر من ممتازة وتماما زي ما قال الأستاذ حسين فكرة صحية جدا وبتعطي الأمل فعلا في أن هؤلاء الشباب عندهم القدرة عندهم الرغبة إن لم يكن في التغيير فعلى الأقل في التعبير عن وجهة نظرهم والتعبير ربما نوع من الاحتجاج على الأوضاع الراهنة.

ليلى الشيخلي: ويبقى السؤال، ما هو تأثير هذه المدونات على النخب السياسية التقليدية في مصر. أرجو أن تبقوا معنا، نأخذ فاصلا قصيرا.

[فاصل إعلاني]

تأثير المدونات على النخب السياسية التقليدية في مصر

ليلى الشيخلي: أهلا من جديد في هذه الحلقة التي تناقش دور المدونات ومواقع الإنترنت في الدعوة لإضراب الرابع من أيار/ مايو في مصر. حسين عبد الغني سواء اتفقنا أو اختفلنا مع من يقول أن هذه الظاهرة فعلا لها تأثير حقيقي على القوى السياسية في مصر، هناك قرارات اتخذت هناك حركة تحدث اليوم في مصر آخرها قرار الرئيس بزيادة الرواتب، إلى أي حد هذا القرار ربما يحتوي هذا الغضب الشعبي يقلل من تأثير هذه المدونات وربما يعتبر من قبل البعض ردا على ما جاء فيها؟

حسين عبد الغني: ليلى، أنا أصدق في الحقيقة أنني أتحدث عن هذه الظاهرة باعتبارها تجديد دماء الحياة العامة المصرية، وأنا أفضل تعبير الحياة العامة على الحياة السياسية، إنها تدخل هواء جديدا في هذه الحياة اللي حصل فيها قدر كبير من الركود خاصة بعد ما يمكن وصفه بتوقف الحراك السياسي أو انتهاء ما يمكن وصفه بربيع براغ القصير في مصر، ولكن هذه الظاهرة من الناحية العامة أثرت على القوى السياسية المصرية، أثرت على الحكومة المصرية وعلى الحزب الحاكم كما أنها أثرت على قوى المعارضة الأخرى. فيما يتعلق بالتأثير على الحكومة يعني بالتأكيد يعني دائما تجدين أن دعوة شباب لا يهتمون معظمهم بالسياسة، الفايس بوك موقع اجتماعي وليس موقعا سياسيا بالدرجة الأولى، لا ينتمون بالضرورة إلى أحزاب سياسية ولا حتى إلى قوى سياسية سواء كانت غير شرعية أو شرعية حسب التعبيرات القانونية المصرية لكن في النهاية هؤلاء الناس وجدوا حماسا كبيرا لدعوتهم إلى إضراب ستة أبريل، في الدعوة إلى إضراب أربعة مايو على الأقل من الناحية النظرية على الموقع نفسه وجد تجاوبا كبيرا، وأنت ذكرت أعدادا بالآلاف أو بمئات الألوف ولكن ما أريد أن أقوله إن هذا التأثير أولا كان نتاج أن هؤلاء الشباب لا يحسبون على تيار، دعوة صادقة ومخلصة وليست لها أهداف سياسية محدودة أو ضيقة أو قصيرة النظر، ثانيا هم تحدثوا كما قلت لك عن قضايا اجتماعية وليس عن إسقاط نظام أو كلام لكن الأهم أن الناس في مصر يعانون ولأنهم يعانون تجاوبوا كثيرا مع دعوة ربما من أناس لا يعرفونهم مثلما يعرفون مثلا القوى السياسية التي أشرت إليها في البداية وبالتالي أثروا نعم وسيؤثرون لكن في إطار لا بد من فهمه، لا يمكن أن نعطي الظاهرة أقل من حجمها كما أنا أستطيع أقول لك هناك يستطيع طرف الحرب أن يقصف بلدا معينا من الجو كما يريد لكن من غير أن يضع قواته البرية على الأرض هو لن يستطع أن ينتصر في المعركة، بنفس الطريقة يستطيع هؤلاء الشباب المتحمس أن يتكلم على مواقع الإنترنت ولكن بدون حدث في الشارع لا يمكن أن نتحدث عن تغيير حقيقي.

ليلى الشيخلي: طيب إذاً هذا سؤال مناسب لوائل عباس، يعني أنتم في النهاية وائل أسرى عالم افتراضي، ما لم تخرجوا إلى الشارع فتأثيركم سيبقى محدودا بدليل أن الأحزاب حتى السياسية حتى من يؤيدكم يبقي على مسافة يعني هناك من يقول نعم حتى حركة كفاية تقول نحن نعم مع الإضراب ولكن نرفض أن نتبناه، كيف تفسر هذا؟

وائل عباس: عفوا يعني أنا بس يعني متحفظ على ما قلته من أننا أسرى العالم الافتراضي لأن في الواقع وفي الحقيقة تجربة التدوين المصرية تحديدا بتتميز عن باقي تجارب التدوين في العالم في إيران أو في السعودية أو في الدول الأخرى فإن المدونين كان لهم زي ما أحد المدونين أصدقائي قال رجل على الإنترنت ورجل ثانية في الشارع. نحن كنا بننزل بنفسنا ومنغطي الفعاليات والمظاهرات ونشارك فيها وندعو إليها وننشر صور الفعاليات ولقطات فيديو للفعاليات على المواقع بتاعتنا وكنا على صلة بكل التيارات السياسية يتم تعاوننا ونتصل بهم لطلب المعلومات، نحن موجودون لنا تواجد في الشارع، نقول إن نحن محدودون بالتواجد على الإنترنت، لا هذا قول غير صحيح بالمرة.

ليلى الشيخلي: طيب يعني الآن هناك نوع من الحملة المضادة، أنتم تقودون حملة من جهتكم الشباب ولكن هناك دعوة أيضا للأحزاب السياسية الفاعلة أن تخرج وأن تغزو أيضا إذا صح التعبير بين قوسين أن تغزو الإنترنت، ما هو استعدادكم لمواجهة هذه الحملة المضادة؟

نحن نرحب بالأحزاب السياسية الفعالة لمساندتنا في مطالبنا لأن وجود حزب سياسي على الإنترنت أقوى من أي وجود آخر سواء للحكومة أو للتيارات السياسية

وائل عباس: هي لو حملة مضادة ولو حملة حتساعدنا وحتقوم بنفس الدور اللي نحن عايزين نقوم به فيا أهلا بها يعني حيكون هذا الدور مرحبا به وهذا الدور اللي نحن منطالب به النهاردة أصل نحن اضطلعنا بالقيام به لعدم قيام هذه التيارات به يعني لعدم قيام المجتمع المدني بدوره وعدم قيام الأحزاب بدورها، لكن لو هي الحملة مضادة من دافع الغيرة أو من دافع أن نحن مثلا.. الأمور أكثر مما هم بيفسروا، أعتقد أن وجودنا على الإنترنت أقوى من أي وجود آخر سواء للحكومة أو للتيارات السياسية أتمنى أن يكون في تعاون، أنهم…

ليلى الشيخلي(مقاطعة): عفوا وائل ولكن الصوت غير واضح معك تماما آسفة لمقاطعتك، أمينة خيري، هل ترين فعلا هذا الموقف؟ أريد أن أسمع وجهة نظرك من موقف الأحزاب السياسية في مصر؟ هل هي أسيرة الخوف هل تشعر أيضا بالخوف من هذا النمط الجديد اللي يغزوها وبالتالي أيضا تعاني إلى حد ما من البيروقراطية التي تتهم بها المؤسسة السياسية الحاكمة؟

أمينة خيري: أنا أحب بس أضيف كمان شيئا آخر، أن عدم وجود أهداف واضحة أو محددة يمكن لجموع الشباب الناشطة على الإنترنت سواء من خلال المدونات أو من خلال الفايس بوك ربما ده أو كان يفترض أن يبقى شيئا مطمئنا بالنسبة للحكومة أو بالنسبة للدولة ولكن ما حدث هو العكس تماما إذ أن الدولة ربما شعرت بنوع من التهديد هي وكذلك الأحزاب أحزاب المعارضة وأنا يمكن أفسر قرار جماعة الأخوان بالانضمام إلى الدعوة إلى الإضراب أو الانضمام إلى يوم الإضراب يوم أربعة مايو هو نوع فعلا يمكن زي ما ذكر صديقي وائل أنه هو نوع ربما من الغيرة من الحالة الشعبية الكبيرة التي حظي بها الدعوة إلى الإضراب فقررت ربما يمكن الجماعة وغيرها من القوى السياسية التي لا يشعر بها أحد في الفترة الأخيرة الانضمام إلى هذا الإضراب على أساس أنهم ربما يعلنون أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب المصري وجزء لا يتجزأ من نبض الشارع المصري كما نحب أن نقول دائما.

ليلى الشيخلي: على العموم الكل يعني طبعا ينتظر الرابع من أيار/ مايو ليتابع ما سيحدث في هذا اليوم. شكرا جزيلا لك أمينة خيري الكاتبة الصحفية المهتمة بناشطي الإنترنت، وشكرا للمدون والصحفي وائل عباس الذي كان معنا على الهاتف، وشكرا جزيلا لحسين عبد الغني مدير مكتبنا في القاهرة الموجود حاليا في الدوحة، وشكرا لكم على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم. شكرا، في أمان الله.