صورة عامة من برنامج ماوراء الخبر موضوع الحلقة مطالبة عباس بقوة دولية في غزة
ما وراء الخبر

نشر قوات دولية في قطاع غزة

تناقش الحلقة مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنشر قوة دولية في قطاع غزة تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ورفض حماس مثل هذه القوات والتهديد بمهاجمتها إن نشرت.

– التداعيات المحتملة لنشر قوات دولية في غزة
– فرص تنظيم انتخابات فلسطينية مبكرة


undefinedخديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم نتوقف في حلقة اليوم عند مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنشر قوة دولية في قطاع غزة تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ورفض حماس مثل هذه القوات والتهديد بمهاجمتها إن نشرت فعلا ونطرح في حلقتنا تساؤلين: هل تشكل خطوة كهذه مخرجا من الأزمة الراهنة وأي أثر ستتركه على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها؟ وما هي الأسس القانونية التي سيتم الاستناد إليها في تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة؟

التداعيات المحتملة لنشر قوات دولية في غزة

خديجة بن قنة: خيار القوة الدولية يعود ثانية إلى الواجهة بعدما راج عقب سيطرة حماس على قطاع غزة وإن بدا أول الأمر فكرة عابرة سرعان ما انزوت في زحمة الأحداث، اليوم يعود هذا الخيار من جديد وربما بزخم أقوى إذ اختار عباس إحياؤه من باريس مع تشديده رفض التحاور مع حماس، عباس قال إنه نقل مطلبه هذا إلى كل من الرئيسين نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إذاً الفلسطينيون والمعنيون بأزمتهم أمام خيارين، خيار الحوار الذي تشكل في المحيط الإقليمي عندما دعت إليه مصر وساندته السعودية ودول أخرى وقبلته حركة حماس أو خيار التدويل الآخذ في التبلور على الجبهة الدولية، فرنسا التي انطلقت منها دعوة عباس قالت على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير أنها قد تبحث الاقتراح لكنها أوضحت أن هذه القوات لا يمكن أن تكون بديلا عن عملية السلام، إسرائيل والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أبدوا سابقا استعدادا لدراسة المقترح، مصر التي لم يصدر عنها رد فعل بشأن دعوة عباس كانت قالت سابقا إنها سترد على الفكرة عندما يتم التقدم بها، أما حركة حماس فقد رفضت الاقتراح جملة وتفصيلا بل هدد جناحها العسكري بضرب هذه القوات إذا ما نشرت.

[تقرير مسجل]

هبة عكيلة: غزة تعيش على وقع دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من فرنسا بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة وقدوم قوات دولية إلى القطاع، رؤية الرئيس الفلسطيني هذه للخروج من الأزمة القائمة على الساحة الفلسطينية أثارت موجة متباينة من ردود الأفعال كان أولها موقف مؤيد من حركة فتح بقطاع غزة.

حازم أبو شنب – حركة فتح: دعوة الرئيس محمود عباس مشروطة بأن يكون هنالك انتخابات، إذا ما انعقدت انتخابات نحتاج إلى تأمين وبالتالي فكرته تتخلص في أن في حال حدوث انتخابات تشريعية وهو ما يرتبط بالدستور والقانون الأساس هذا يحتاج إلى تأمين حماية في هذه الحالة يتم الاستعانة بقوات خارجية نظرا لعدم وجود قوات داخلية فلسطينية.

هبة عكيلة: أما حركة حماس التي تؤكد دائما أنها ترى الحل بإعادة التباحث بين الأطراف الفلسطينية فقد اعتبرت الانتخابات المبكرة في ظل الظروف الراهنة ليست مجدية للخروج من المأزق الحالي.

غازي حمد – المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة: موضوع الانتخابات المكبرة لن يكون هو الحل للأزمة السياسية القائمة كما قلنا إنه قضية التوافق الوطني والحوار الوطني والعلاقة الوطنية المتماسك بالإمكان أن تشكل مخرجا من الأزمة القائمة في النظام السياسي الفلسطيني، نحن مع إجراء انتخابات في موعدها أو إذا تم التوافق عليه بين القوى والفصائل أما بشأن إدخال قوات دولية أعتقد هذه مسألة ليست سهلة لها أبعادها السياسية ولها انعكاساتها السياسية.

هبة عكيلة: أما غزة والتي يدور الحديث عن حلول لما آل الوضع إليه فيها فتبدو في ترقب لأفعال تتبع كل هذه الأقوال فمعظم الفصائل الأخرى على الساحة الفلسطينية لا تحبذ دخول قوات دولية وترى أن الحل يجب أن يكون فلسطينيا سواء بالانتخابات أو بدونها.

جميل مزهر- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحن من حيث المبدأ لسنا ضد الانتخابات المبكرة ولكن ذلك يحتاج إلى توافق وطني أما بالنسبة لاستقدام قوات دولية نحن ضد استقدام هذه القوات لأنها تفتح الوصاية تفتح الأمر أمام الوصاية الخارجية وهذا بحد ذاته غير مقبول بالنسبة لنا.

داوود شهاب- المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي: فكرة استقدام قوات دولية إلى غزة مرفوضة تماما بالنسبة لنا، نحن نرى ضرورة حوصلة كل الأفكار المطروحة من الجانبين وطرحها على طاولة الحوار ليكون هناك توافق على هذه الأفكار المطروحة من الجانبين الخروج بتوافق نحن نرى أننا بأمس الحاجة إلى وجود توافق ووجود وحدة فلسطينية داخلية.

هبة عكيلة: قد تتباين الآراء والتوجهات وقد تكثر الطروحات للخروج من الوضع المتأزم لكن الأهم للمواطنين في قطاع غزة هو عودة اللحمة الفلسطينية سياسيا وجغرافيا وتجنيبهم المزيد من المعاناة والبعد، هبة عكيلة الجزيرة غزة فلسطين.

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من رام الله حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ومعنا من باريس الكاتب والمحلل السياسي بلال الحسن أهلا بكما ضيفين على هذه الحلقة، أستاذ حافظ البرغوثي ربما لم يختلف الفلسطينيون من قبل حول مسألة القوات الدولية كما اختلفوا عليها اليوم، هذه الدعوة دعوة الرئيس محمود عباس إلى نشر قوات دولية في غزة تمهيدا لإجراء انتخابات هل هي طريق أو خطوة أولى نحو الحل أما أنها بالعكس خطوة إضافية نحو التعقيد؟

"
نشر القوات في الوضع الحالي خطوة مستحيلة وتساهم في تعقيد الوضع باعتباره أنه كان من الأجدر أن تدعى قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية
"
  حافظ البرغوثي

حافظ البرغوثي- رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة: أعتقد أنها بالوضع الحالي خطوة مستحيلة وتساهم في تعقيد الوضع باعتباره أنه كان من الأجدر أن تدعى قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية حيث أنني أرى أن الشعب الفلسطيني أصبح نهبا للاحتلال من جهة وللفصائل من جهة أخرى وهو بالتالي بحاجة إلى حماية دولية لأن السلطة لا تستطيع حمايته ولا تستطيع حماية نفسها السلطة أيضا بحاجة إلى حماية دولية والشعب بحاجة إلى حماية دولية من الاحتلال ومن فصائله أيضا لأن الفصائل لم تعد أمينة على الشعب الفلسطيني.

خديجة بن قنة: حماية أم وصاية أستاذ بلال الحسن كيف تراها أنت؟

بلال الحسن – كاتب ومحلل سياسي: لا تهمني هذه التسميات يهمني أن يكون أي إجراء فلسطيني هو لمصلحة الشعب الفلسطيني يساعد في التهدئة ويساعد في فتح أفق سياسي أمام الشعب الفلسطيني وأفق نضالي لمستقبله، خطوة الدعوة لاستقدام قوات دولية في هذه الظروف خطوة غير موفقة واقتراح غير موقف لا يمكن في مراحل التوتر والصدام والمواجهات اتخاذ قرارات من هذا النوع، لا يمكن في ظل المواجهات استقدام قوى أجنبية مسلحة فوق أرض البلد، الخطوات من هذا النوع تقليديا وفي المنطقة العربية وبناء على تجارب عديدة تحتاج أولا إلى توافق شعبي داخلي سواء في فلسطين أو في لبنان أم في مصر أو في الأردن إلى آخره، اثنين تحتاج إلى توافق عربي لأن كل بلد عربي له حدود على البلد العربي الآخر فلا يمكن أن يتصرف بلد عربي بمعزل عن استشارة الأطراف العربية الأخرى، مثلا إذا استقدمنا قوات دولية وسنريد أن نضعها على الحدود المصرية يوجد قوات على الحدود المصرية هل نطرد هذه القوات لتحل محلها القوات الدولية؟ هذه مسائل يجب أن تبحث بتروي شديد وللأسف ما نلاحظه هو التسرع في اتخاذ القرارات خلال شهر واحد أعلنت حالة الطوارئ تم إلغاء الدستور تم استبدال شريعة المجلس التشريعي الفلسطيني بشرعية منظمة التحرير وهذا غير جائز لأن منظمة التحرير مرجعية وليست أداة تنفيذية لسلطة الحكم الذاتي ويتم الآن التفكير بانتخابات مبكرة ويتم التفكير بدعوة قوات دولية وكل هذا في أقل من شهر كيف يمكن يعني الاستعجال في كل هذه القرارات التي تؤثر على المصير الفلسطيني والعربي بهذا الشهر وبدون أن تلتئم أي هيئة قيادية فلسطينية لتبحث الوضع الفلسطيني وتضع خطة للمستقبل.

خديجة بن قنة: طيب أستاذ الحسن أشرت إلى نقطة مهمة جدا وهي نقطة التوافق الداخلي الفلسطيني والسؤال للأستاذ البرغوثي إذا كان هذا التوافق الفلسطيني غير موجود لا حول مسألة القوات الدولية ولا حتى حول مسألة الانتخابات التي استدعيت من أجلها أو استدعى من أجلها محمود عباس هذه القوات الدولية فكيف يمكن لها أن تتم بدون وجود هذا التوافق؟

حافظ البرغوثي: طبعا أستبعد أن يكون هناك توافق فلسطيني داخلي حول القضايا الخلافية التي من أجلها اندلعت الأحداث وهناك أيضا اختلاف في وجهات النظر حول القوات الدولية هي فكرة إيطالية طرحت أول ما طرحت من قبلها ثم تبنتها إسرائيل لاحقا على لسان وزيرة الخارجية لكن الحماية الدولية كانت مطلب من الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما كان الشعب الفلسطيني والسلطة تتعرض للعدوان الإسرائيلي ولم يستجب لها، ربما تقوم الدول التي كانت تعارض الحماية الدولية والمطالب الدولية الآن بدعمها الغربية وهذا موقف عجيب عندما نطالب بشيء في وقت الأزمة لا يلبونه وعندما تكون هناك حاجة دولية للإملاء على الشعب الفلسطيني تصبح الفكرة جيدة أنا كما قلت في البداية القوات الدولية والمراقبين الدوليين كانوا مطلوبين سابقا وربما تقوم اللجنة الرباعية حاليا بتبني هذا الموقف إرسال قوات دولية وتعرضها على مجلس الأمن لأنه هذا يحتاج إلى قرارات دولية لكنه يبقى قاصرا إذا لم يكن هناك توافق داخلي.

خديجة بن قنة: نعم إذا كان هذا المطلب كما تقول مطلبا فلسطينيا وعربيا سابقا لتهيئة الظروف أمام حل سلمي يقوم أساسا على تطبيق قرارات الشرعية الدولية كان هذا هو الهدف اليوم هل هذا الهدف هو نفسه لماذا تستهجن الفكرة من قبل أطراف فلسطينية كثيرة هل الهدف هو الحماية للشعب الفلسطيني أم الهدف هو إنهاء سيطرة حماس على غزة الأستاذ بلال الحسن؟

بلال الحسن: الواضع أن هناك رغبة من طرف سياسي فلسطيني حركة فتح متنفذة في رام الله لتنظيم انتخابات مبكرة وهي تظن وبدون أي توافق سياسي أو اجتماعي وهي تظن أنها ستفوز في هذه الانتخابات، بدون توافق لا يمكن إجراء انتخابات بدون توافق سيكون هناك جو متوتر أي جو متوتر من الممكن أن يؤدي إلى تعطيل الانتخابات إلا إذا كان من يجري الانتخابات يخطط سلفا إلى السيطرة الأمنية على الشارع من أجل تزويرها اثنين استقدام قوات دولية يحتاج إلى توافق وإذا لم يكن هناك توافق سياسي واجتماعي على قدوم القوات الدولية وأيضا توافق فلسطيني عربي فإن هذه القوات معنى ذلك ستأتي لتقمع الشعب الفلسطيني وأنا أربأ بأي مسؤول فلسطيني أن يستند بقوات أجنبية لتحقيق الأجندة الداخلية أو لضرب فلسطيني لصالح طرف آخر، نحن في هذه المرحلة الصعبة نحتاج إلى التفاهم إلى التوافق إلى التلاقي وللأسف السلطة المقيمة في رام الله ترفض كل دعوات الحوار والتلاقي وللأسف ترفض حتى الدعوات من القوى العربية الحليفة لها من مصر ومن السعودية وقبل ساعات قليلة قبل يوم أو يومين عندما تعطل الاجتماع بين جلالة الملك عبد الله وبين الرئيس عباس كان السبب الأساسي هو أن الرئيس عباس يرفض فكرة الحوار يرفض فكرة العودة إلى اتفاق مكة التي دعا إليها وشجعتها السعودية والملك عبد الله بالذات.

خديجة بن قنة: إذاً هل ستكون القوات الدولية بديلا للحوار وما هي المصوغات القانونية التي ستبرر أي انتخابات مبكرة فضلا عن الظروف السياسية الراهنة؟ نناقش ذلك بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

فرص تنظيم انتخابات فلسطينية مبكرة

خديجة بن قنة: أهلا بكم من جديد أستاذ حافظ البرغوثي كان الأستاذ بلال الحسن قبل الفاصل يتحدث عن رفض محمود عباس للحوار هل تشكل دعوة محمود عباس للقوات الدولية إلى غزة بديلا للحوار طالما أنه يرفض الحوار مع حماس؟

حافظ البرغوثي: لا أعتقد يعني الحوار أولا أنا استغرب يعني دعوات الحوار لأنه لا توجد أي ظروف مهيأة لدى حماس أو فتح لفتح هذا الحوار، التجربة السابقة أثبتت أن الحوار هو حوار طرشان وأن كل يغني على ليلاه فيما بعد والاتفاقات لا تحترم وبالتالي إذا كان ثمة حوار يجب أن يحدث يجب أن يكون هناك قادة في كلا الطرفين، قادة تاريخيين قادرين على إلزام أنفسهم وتنظيماتهم بما يتفق عليه، أنا لا أرى قادة مع احترامي الشخصي للجميع لا أرى قادة لا في فتح ولا حماس، هناك فقر في الرجال وفى القيادات في كلا الطرفين وبالتالي إذا أردنا يجب إزالة التيار الظلامي في حماس إلى جهة والتيار الظالمي في فتح إلى جهة ونبدأ حوار ولكن مَن هو القادر على إزالة هذين التيارين من الفصيلين، الشعب الفلسطيني عاجز ومستقطب وتم تحييده وتحول إلى شعب خائف يعيش الرعب سواء هنا أو في الضفة، إذاً هؤلاء قتلوا روح المقاومة وقتلوا أي رغبة في التغيير لدي الشعب الفلسطيني الدعوة لقوات دولية مجزأة، إذا أردنا قوات دولية يجب أن نعممها على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذا أردنا اختبار المجتمع الدولي ونواياه يجب أن نقول للجنة الرباعية آتونا بقوات دولية في الضفة وغزة معا لأن شعبنا ليس محميا هنا ومكشوفا هناك هو تحت الإرهاب هنا وهناك بغض النظر عن مَن، القضية إذاً تحتاج إلى قرار دولي أنا أعرف أنني سألت هذا السؤال لتوني بلير قبل عام ألفين وثلاث عندما كان يدعو الدول العربية وغيرها إلى إيفاد قوات إلى العراق ومراقبين فسألته السؤال ثلاث مرات في جلسة واحدة في دوونج استريت لماذا تدعوا إلى إرسال قوات ومراقبين دوليين إلى العراق ولا ترسل مراقبين لمراقبة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية وكان يتلف على السؤال ولا يجيب عليه الآن أصبح بلير مبعوثا للجنة الرباعية قد يوافق على المطلب الإسرائيلي بإرسال قوات دولية من أجل غزة وليس لإجراء انتخابات أو لغيرة..

خديجة بن قنة: طيب أستاذ بلال الحسن..

حافظ البرغوثي: لكن السؤال هو أن الفكرة تبقى تعقد لأنها ستحتاج إلى وقت وقرارات دولية ومفاوضات تتحول غزة إلى دارفور جديدة ومفاوضات وإلى أخره وتبقى الجرح الفلسطيني ينزف دون حل.

خديجة بن قنة: طبعا تجربة القوات الدولية صارت شائعة في العالم العربي، قوات دولية في لبنان وفى دارفور واحتلال في العراق وقوات دولية ربما بغزة، أستاذ بلال الحسن بالعودة إلى ما أشار إليه الآن الأستاذ حافظ البرغوثي من أن المسألة لا تحتاج أصلا إلى حوار هل تعتقد أن مسالة الانتخابات يمكن إجراءها في غياب الحوار وفى غياب أيضا مسوغات القانون التي سيتم الاستناد إليها في العملية الانتخابية؟

"
الانتخابات الحرة الديمقراطية التي تنتج قيادات يرضى عنها الشعب لا يمكن إجراؤها إلا ضمن توافق سياسي بين الأطراف المعنية
"
  بلال الحسن

بلال الحسن: الانتخابات الحرة الديمقراطية التي تنتج قيادات يرضى عنها الشعب لا يمكن إجراءها إلا ضمن توافق سياسي بين الأطراف المعنية وتوافق اجتماعي أيضا وأن يكون هناك حالة هدوء تسمح بإجراء الانتخابات أما الانتخابات التي تجري في مثل هذا الجو فهي انتخابات مبيت سلفا إما أن تتم في ظل القمع أو مخطط لتزويرها، إذا أردنا انتخابات تعبر عن الشعب الفلسطيني فنحن نحتاج إلى التوافق السياسي والاجتماعي قبل إجرائها ولا يمكن استقدام قوات أجنبية لكي تحفظ الأمن من أجل إجراء انتخابات محلية لصالح طرف يدخل في حالة صراع مع طرف آخر في الساحة الفلسطينية، ثانيا أنا لا أوافق على أن الشعب الفلسطيني يوجد فيه فقر في الرجال ولا فقر في القيادات هناك قيادات كفئة ومجربة وذات خبرة سياسية وموجودة لدى كافة الفصائل الفدائية وكافة التجمعات الاجتماعية الفلسطينية المسألة هي في القرار السياسي هناك قوى فلسطينية قائدة..

خديجة بن قنة: ولكن هناك عفوا..

بلال الحسن: تعتبر أن قرارها هو إطاعة الأجنبي يجب أن نبدأ بالتخلص من هذه العقلية التي تعتبر أن أميركا هي التي تقرر كل شيء وأن شعوب المنطقة لا صوت لها.

خديجة بن قنة: طيب أستاذ بلال الحسن يعني لا نتحدث اليوم عن قرار سياسي يخص الجانب الفلسطيني لوحده ولكن المحيط الإقليمي دول الجوار، نتحدث عن مصر التي لها أيضا حدود مع قطاع غزة يعني كيف سيكون الموقف بالنسبة لمصر هل سيكون هناك تنسيق مع مصر حول هذه المسألة طالما أن الحدود تجمع بين الطرفين؟

بلال الحسن: مَن يتصدى لطرح فكرة القوات الدولية يجب أن يكون قد كلف نفسه قبل ذلك أن يتشاور مع دولة مثل مصر ذات أهمية خاصة في المنطقة العربية ذات أهمية أكثر خاصة بالنسبة للوضع الفلسطيني وللتجاور الجغرافي وذات تأثير في القرار الدولي، عندما يقول القرار الدولي نعم للقوات أم لا أما إذا يتصرف منفردا وبدون أن يتشاور مع الأردن حدوده يعني ومع مصر حدوده ومع الدول العربية الفاعلة فأنا أجد أن هذا قرار سياسي متخبط يخرج من الإطار الفلسطيني ومن الإطار العربي إلى الإطار الأجنبي يستعين به على قوى فلسطينية وعربية.

خديجة بن قنة: طيب أستاذ برغوثي هناك مَن يرى في استقدام قوات دولية تحقيقا لحلم إسرائيلي مفاده استدعاء قوات دولية لتحكم غزة بدلا عن الفلسطينيين الذين عجزوا عن حكم أنفسهم بأنفسهم، ما رأيك بهذا الكلام؟

حافظ البرغوثي: بالطبع يعني هذا الإسرائيليون يلعبون على هذا الوتر ومع الأسف نحن نسقط فيه، كان يجب منذ البداية قبل الانسحاب الإسرائيلي أن نطالب بالتنسيق للانسحاب وبقوات دولية في غزة لكن مع الأسف الكثير من السياسيين العرب والفلسطينيين سقطوا في الفخ الأميركي الإسرائيلي في ذلك الوقت واعتبروا أن الانسحاب هو جزء من خارطة الطريق بينما كان في الأساس الانسحاب الإسرائيلي خطة لضرب خارطة الطريق وأمل تنفيذها وهذا ما حدث لاحقا وحذرنا من ذلك، الآن نحن عمليا لم نثبت مشروع فتح في إقامة دولة فلسطينية فشل ومشروع حماس أيضا في المقاومة فشل لأنها الآن لا تقاوم ولا تستطيع المقاومة والسلطة بوضعها الحالي لا تستطيع التفاوض فالفاشلان لا ينتجان نصرا سواء في غزة أو في الضفة ونحن الآن أمام في مهب الريح بمعنى آخر قوات دولية لن تستطيع الدخول إلى غزة دون موافقة حماس التي تسيطر عليها ودون موافقة إقليمية من الدول العربية المجاورة ودون قرارات دولية وبالتالي إذا جاءت فإنها تأتي لخدمة أغراض غير فلسطينية إذا كان فيها غرض فلسطيني فلا تأتي للانتخابات لأن الانتخابات عمليا إعادة الانتخابات تجربة مريرة ولا أساس قانوني لها مثل الانتخابات التي أفرزت حماس لا أساس قانوني لها لأنها تستند إلى أوسلو وحماس لا تعترف بأسلو وأسلو تدعو إلى انتخابات لمرة واحدة هذه انتخابات ثانية ستكون ثالثة إذا لا أساس قانوني فإما أن ندعو قوات دولية إلى الضفة وغزة لإعادة ترتيب الوضع الفلسطيني وتطبيق الشرعية الدولية كما هي دون التفاصيل الإسرائيلية الأميركية وغيرها حسب القراءة الدولية أو وإما أن نحل السلطة ونجلس نقول نحن تحت احتلال ونريد حماية دولية.

خديجة بن قنة: شكراً جزيلا لك حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة كنت معنا من رام الله وشكراً أيضا للأستاذ بلال الحسن الكتاب والمحلل السياسي من باريس وبهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غداً بحول الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد أطيب المنى وإلى اللقاء.