ماوراء الخبر/ غوغل و خدمة Street View/ صورة عامة
ما وراء الخبر

الحريات الشخصية وزحف التكنولوجيا الرقمية

تناقش الحلقة الحد الفاصل بين الحريات الشخصية للأفراد على ضوء الخدمة الجديدة التي أطلقتها شركة (Google) والتي تتيح لمستخدميها مشاهدة صور مقربة للشوارع والأبنية والمارة.

– طبيعة الجدل حول أخلاقيات التكنولوجيا الرقمية
– أجهزة الأمن واستغلال الرقابة الإلكترونية


undefinedجمانة نمور: أهلا بكم نحاول في هذه الحلقة التعرف على الحد الفاصل بين الحريات الشخصية للأفراد وزحف التكنولوجيا الرقمية في حياتنا الحديثة وذلك على ضوء الخدمة الجديدة أطلقتها شركة (
Google) تتيح لمستخدميها مشاهدة صور مقربة للشوارع وللأبنية وللمارة من الناس الذين قد لا يدركون أنهم مراقبون، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين رئيسيين؛ هل تفتح الخدمة الجديدة الباب واسعا أمام جدل جديد حول أخلاقيات التكنولوجيا الرقمية والحريات الشخصية؟ وهل تهرول بعض الأنظمة لاستغلال هذه الخدمة لأغراضها الخاصة بحجة حماية الأمن القومي؟

طبيعة الجدل حول أخلاقيات التكنولوجيا الرقمية

إذاً وكما قلنا في المقدمة فقد أضافت شركة (Google) خدمة جديدة تدعى (Street view) وتسمح لمستعمليها بإلقاء نظرة عن كسب على شوارع بعض المدن الأميركية وهو ما أطلق منافسة محتدمة بين مختلف المواقع الإلكترونية للتسابق على رصد لقطات مثيرة للمارة في أوضاع محرجة عبر هذه الخدمة وقد اعتبر بعض المدافعين عن الحياة الخاصة أن ما قامت به (Google) غير مشروع وغير مسؤول.

 [تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: فوائد السفر السبعة أضحت بفضل الانترنت في قبضة يدك، كبسة على هذه الفأرة تقتطع لك تذكرة رحلة افتراضية على متن محرك البحث العالمي (Google)، المحرك الذي بدأ العمل على يد طالبين أميركيين سنة 1998 تطور وهو ربما يدعوك إلي السياحة في الكوكب الأخضر كما لم تفعل من قبل، اختر وجهتك وانقر وما على الكرة الأرضية سوا أن تنصاع لرغبتك وتدور على هواك لتأتيك من حيث تريد، انقر مرة أخرى واقترب بعد الخريطة الفضائية هي تفاصيل المدن كما لو كنت تحلق فوقها على علو منخفض، العالم بين يديك وطوع ناظريك، قرية صغيرة لا شيء يمنع التجوال في أرجائها، بنايات ثلاثية الأبعاد تكاد تتجسد حقيقية في شاشتك، أما الصرخة الأخيرة فبرنامج جديد طرحته (Google) وتشرحه هذه المادة الترويجية، بات متاح لنا اليوم أن نتمتع بصور الحياة العامة ليس في الغرب فقط ها نحن في زيارة لأحد الشوارع المصرية لم نستأذن فيها أحدا ولا حتى شرطي المرور هذا، تطور تقني واعد ورائع لكنه وكما عوّدنا دائما لا يخلو من وجه آخر، دعاة حماية الحق في الخصوصية أعلنوا الحرب على الوليد في مهده، حججهم صور روجها (Google Street view) اصطادت أناس في أوضاع أقل ما يقال فيها إنها خاصة جدا، تهمة دفعتها (Google) بأن الصور عادية التقطت من الحياة اليومية العامة في كنف الشرعية والقانون، جدل مرشح للتصاعد خاصة إذا علمنا بوجود نسخ واستعمالات غير مدنية ممكنة لمثل هذه البرامج بعضها تحتاجها الدول لدواع أمنية داخلية وخارجية وبعضها الآخر تستغله الجماعات المسلحة للتحضير جيدا لهجماتها المحتملة أما المنظمات الحقوقية فقد دخلت هي الأخرى على الخط مع لجوء منظمة العفو الدولية لصور الأقمار الصناعية لرصد الانتهاكات في دارفور ما المانع غدا في أن تطلب الشيء نفسه من صور (Google)، قصة مثيرة عنصر التشويق فيها أننا ربما لم نعد في مأمن من عناكب الشبكة الافتراضية التي قد تقتحم غرفتك ذات يوم لتضبطك متلبسا بأشد أوضاعك خصوصيا وتحول صورك إلى حطب يزيد جدل حقوق الخصوصية اشتعالا.

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن وين ماديسون الخبير في شؤون الرقابة الإلكترونية والموظف السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي ومن بيروت أحمد مغربي المحرر العلمي في صحيفة الحياة أهلا بكما، سيد أحمد إذاً مع تقنية جديدة من جديد يبدو أن العلم يختلط بالسياسة والاجتماع والقانون هذه النافذة الجديدة إلى أين ممكن أن تأخذنا برأيك؟

أحمد مغربي- محرر علمي في صحيفة الحياة: تأخذنا أو نأخذها يعني أريد أن أبدأ من المادة التي ظهرت قبل قليل والتي يعني تظهر.. ما قال عنه المادة الترويجية التي وضعها برنامج (Google)، قبل كل شيء أود أن أوضح بأن هذه الصور هي صور أقمار اصطناعية التي تعاقدت معها شركة (Google) منذ فترة والتي تمدها بما يلزم من صور لبرنامجها (Google earth) يعني أرض (Google) وطبعا يعني حصل يعني هناك تطوير جديد يتمثل في أن شركة (Google) نشرت مجموعة من الشاحنات والتقطت صور بانورامية لمجموعة من المدن الأميركية وضعتها لكي تطلق خدمة (Street view) إنما الأهم وبالعودة إلى المادة الترويجية المأخوذة من موقع (Google) هذه مأخودة من موقع (you to you) يعني بمعنى أن ما تراهن عليه (Google) وهو المادة التي تقدمها موقع (you to you) هو موقع يعني لتبادل الصور وأشرطة الفيديو التي يصنعها الجمهور نفسه وخصوصا بكاميرات الخليوي، إذاً الذي أمامنا ليس مسألة عين سحرية أو مثل هذا الكلام الذي أمامنا هو ظاهرة جديدة تتمثل في لقاء ما بين شيئين متباعدين هنالك؛ الأقمار الاصطناعية التي تملكها الدول القوية والتي يعني بشكل واضح (Google) يعني يقول بأنه يتعاقد مع مؤسسات الدولة الأميركية في الأقمار الاصطناعية لمده بهذه الصورة من ناحية ومن ناحية أخرى هناك شيء آخر مناقض تماما هو الصور التي يلتقطها الناس والجمهور وهم في الشارع يعني أفضل أن أقترب أن أناقش هذه الخطة الجديدة التي قدمها (Google) من هذا المنظور لأن موقع (you to you) هو من المواقع الإعلامية الصاعدة يعني لو سمحت جمانة وهذا الموقع يتميز بهذه الأفلام التي يلتقطها الخليوي والتي يعني بشكل واضح أصبحت تشكل نوع من الإعلام البديل المرتكز إلى تصوير يعني إلى تصوير الفرد وهو في الأماكن العامة وهناك جيل شاب يلجأ.. يعني أصبح يرى في موقع (you to you) وما يوازيه على الانترنت مثل (كلمة إنجليزية) وغيره نوع من الإعلام الجديد كما الجيل السابق رأى في التليفزيون نوع من الإعلام الجديد وهذا يعني بأن النقاش الذي أراه مجديا هو كيف تعاد صياغة مفاهيم أساسية مثل الحياة الخاصة، مثل حياة الفرد في الحيز العام، في ظل وجود هذه المعطيات وليس أن نضع المسألة في التناقض ما بين التكنولوجيا من جهة وبين الحياة الخاصة من جهة أخرى، فضلا عن ذلك بأن الحياة المعاصرة توصف بأنها تتجه نحو المزيد من الإعلامية، بمعنى أنها تقطع بشكل أكثر فأكثر إلى أن تتحول لحياة إعلامية ما يسمى بالإنجليزي (كلمة إنجليزية) وخدمة (Google) يعني توضح هذه أو تأتي في هذا السياق الذي ابتدأ مع التليفزيون هنالك يعني نوع من تحويل الحياة العامة وبما في ذلك الحياة الخاصة إلى التليفزيون، عالم التلفزيون قدم الكثير من البرامج العالمية..

جمانة نمور [مقاطعةً]: إذاً عالم ميديا هو الذي يمكن أن نعيش به عالم الميديا هذا السيد وين إلى أي حد يمكن أن تكون التكنولوجيا قد أتت لتلبية حاجات الناس أو هم أرادوا أن يصبحوا في هذا العالم عالم الميديا، أم أن الميديا هي التي تدفعهم بهذا الاتجاه وهذا السياق والذي لا يريد أن يبقى فيه سيكون خارجه وبالتالي يتخطاه الزمان وتتخطاه التكنولوجيا؟

"
الأمر يشبه أي تكنولوجيا أخرى جديدة وحديثة ستواجه الانتقادات والهجوم من قبل الآخرين، وكل تكنولوجيا لها الجانب السيئ والجانب الحسن
"
           وين ماديسون

وين ماديسون – خبير في شؤون الرقابة الإلكترونية: الأمر يشبه أي تكنولوجيا أخرى جديدة وحديثة ومع تكنولوجيات كثيرة واجهنا هذه القضية قضية الجانب السيئ والجانب الحسن، بالتأكيد عندما تم اختراع الكاميرات لأول مرة كان أمرا رائعا أن نلتقط صورا للعائلة وأفرادها ولكن رأينا ما يقوم به صحفيو الصحافة.. صحافة الإثارة وهم يلتقطون الصور للشخصيات في وضعيات لا تليق بهم، إذاً القضية كانت خصوصية الأفراد مقابل حسنات الكاميرا، ثم جاء التليفزيون ثم جاءت شاشات أجهزة فيديو التي تستخدم للأغراض الأمنية والمراقبة الأمنية ومن ثم يمكن استخدامها في التحري عن جرائم لكن في الوقت نفسه يمكن أن تستخدم في انتهاك خصوصية وحرمة الأفراد، إذاً في الولايات المتحدة المحاكم قضت في عدة حالات بأن الإنسان أو الفرد عندما يكون ماشيا في مكان عام يجب أن لا يتعرض لمثل هذه الأمور ونحن سنرى نفس الجدل أين علينا أن ننظر هل إن مسألة وقوف إنسان ما على الرصيف وأن هذه المعلومات قد أضيف إليها معلومات أخرى بحيث يمكن أن نقرر إضافة إلى وجود شخص على الشارع وهو أمر عادي السبب لماذا يكون هو واقفا في تلك النقطة على ذلك الرصيف عند ذلك يكون هناك ربما انتهاك لخصوصيته وطبعا هناك كاميرات الأشعة فوق الحمراء التي يمكن أن تستخدم في هذا المجال ونأمل من (Google) ألا تصل إلى هذا الحد.

جمانة نمور: هناك من المعروف إذا ما عدنا إلى هي ربما أكثر ما تم الحديث عنها في معاهدة روما بعد مؤتمر حقوق الإنسان بعد عام 1950 المادة الثامنة من الفقرة الأولى سيد أحمد هي أقرت الحق في الخصوصية والحياة العائلية والمنزل والمراسلات وبالتالي لها حرمتها، رأينا في هذه الصور الجديدة للسيارات التي كانت تنقل الكاميرات صور أشخاص داخل منازلهم يمكن النظر إليهم من عبر النافذة لهذا المنزل أو أشخاص أيضا يعني في بيوتهم، إذاً اقتحام البيوت برأيك إذا ما أعيدت صياغة هذه المفاهيم الجديدة التي أشرت إليها هل تصل إلى درجة أن نضع معاهدة روما كلها ورائنا وهذه الخصوصية كلها ورائنا؟

أحمد مغربي: يعني أنا أوافق يعني على ما قاله محدثي بأن التكنولوجيات تطرح دائما تحديات أمام المفاهيم ولكن ما أردت أن أقوله بأنه إلى أي مدى يمكن أن نصيغ النقاش بطريقة مجدية معاصرة، ما قصدت قوله بأن أولا يعني البعض يتصور وكأن خدمة (Google) بإمكانها أن توجه القمر الاصطناعي لكي يسلط كاميرته على منزلي ويتلصص على منزلي، في الواقع هذه..

جمانة نمور: القمر الاصطناعي لا يتمكن من ذلك ولكن الكاميرا التي تستطيع عبر ثلاثمائة وستين درجة يعني تمكنت من ذلك وهذا ما شاهدناه عبر فقط أكثر من كليك على (Street view) وهذا ما تدافعت بعض المواقع الإلكترونية لكي ترينا إياه يعني ما شاهدناه هي صور حرجة وربما لهذا لم نعرضها في تقريرنا.

أحمد مغربي: صحيح ولكن الصور الحرجة كانت دائما موجودة ويعني أول ما قلت الصور الحرجة تبادر لذهني ظاهرة في الصحافة الذين مثلا يعني لا نزال نذكر دورهم في مأساة الليدي ديانا وأنا أبتدأت من لسان ربما قوي لكي أشير يعني إلى أي مدى ممكن أن نصيغ الموضوع، قلت بأن هذه الظاهرة هي تلاقي ما بين قوة الدولة من جهة وبين الأفراد وكاميراتهم التي يعني لو.. التكنولوجيا الرقمية من جهة ثانية، كما قال محدثي بأن هناك كاميرات في الشارع هذه الكاميرات كاميرات الأخ الأكبر يعني وضعها الدولة خاصة الدولة المتقدمة في بريطانيا مثلا هناك أربعة ملايين كاميرا تراقب الناس، السؤال إذا كان هذا الكلام ينتهك الخصوصية أم لا هو سؤال أولا موجه إلى الدولة وأنا من الناس الذين مع تشديد يعني النبرة على حماية حقوق الأفراد والناس في مواجهة هذه المؤسسات القمعية ولكن في هذا المعنى وبهذا السياق من ناحية أخرى أردت أن الفت النظر إلى ظاهرتين أولا أن الحياة المعاصرة أصبحت حياة توصف بأنها حياة فيدلوجية، حياة إعلامية، حياة يلعب فيها الشريط البصري المرئي المصور دورا متصاعدا لقد شاهدنا جدلا كثيرا مثلا في أبو غريب وفى تسونامي وإلى آخره وأعود يعني وأذكر أيضا محاوري الأميركي بظاهرة (you to you) الذي يستضيف يوميا سبعين ألف شريط هذه الأشرطة إذا طالعتيها معظمها يصنعها الناس يعني داخل بيوت أو في الأماكن العامة ويبثوها فورا إلى الشبكة لكي تصل..

جمانة نمور: يعني أصبح الخوف الأخ الأكبر تعود الناس عليه خوفهم الآن من الأخ الأصغر إن صح التعبير الذي يرسل هذه الأشرطة إلى (you to you) وغيره ولكن يبقى التساؤل حول التوازن ما بين الحقوق إذا كان هناك..

أحمد مغربي: ما أريد أن..

جمانة نمور: عفوا أحمد نريد أن نتوقف مع فاصل الآن بعده نتابع الناقش خاصة في مسألة التوازن ما بين الحقوق إذا كان هناك حق الخصوصية أيضا حق في الأمن وهل الأمن بحاجة أحيانا إلى يخرق القانون الأول لكي نصل إلى الثاني، نقاش طويل نتابعه بعد الوقفة القصيرة فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أجهزة الأمن واستغلال الرقابة الإلكترونية

جمانة نمور: أهلا بكم من جديد لعل نبوءة الروائي البريطاني جورج أونول كما جاءت في روايته الشهير 1984 قد تحققت فعالمنا اليوم هو عالم الرقابة بامتياز حيث عيون الكاميرات تراقب كل شيء ولا تكاد تخفى عليها خافية، التقرير التالي يلقي مزيدا من الأضواء على ظاهرة الرقابة الإلكترونية المثيرة في حياتنا المعاصرة.

[تقرير مسجل]

عبد السلام أبو مالك: احترس جيدا فحيثما التفت ثمة عيون ترقبك، ليست عيونا آدمية يمكن أن تجد فيها دفء الحياة وفي لاحظها سحرا وفتنة بل إنها عيون بلورية ترصد كل حركة في المتاجر والأسواق والطرقات وسائر الأماكن العامة وربما الخاصة أيضا، الشرطة تبصر بتلك العيون وتتابع من خلالها حركة المجرمين وشرطة الطرقات تراقب حركة السيارات والمرور ومديرو الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة قد يراقبون من خلالها أداء موظفيهم وحيثما التفت فثمة عيون تحاصرك أو تراقبك، لم تعد الأمور تقتصر على الكاميرات الأرضية فثمة كاميرات أخرى تراقبك من الفضاء تتابع حركاتك وسكناتك وتحصي أنفاسك ولم يعد ثمة فرق بين أن تكون معارضا سياسيا لحكم استبدادي أو أن تكون مواطنا عاديا لا يهتم بالسياسة، فعيون كثيرة تراقبك واليوم مع تراجع الشعور بالأمن عالميا مع ما يسمى الإرهاب والحروب عليه التي جعلت العالم بأسره مسرحا لها فالجميع مشتبه فيهم والإرهابي المفترض يمكن أن يكون في كل مكان ولم يعد بوسع أحد بعد ذلك أن يشعر بالخصوصية أو بالأمن أو الراحة في عالم فقد الأمن وقلت فيه الراحة وتكاد التقنية تصير فيه إلى أن يعبد أو غولا يوشك أن يأكل صانعه.

جمانة نمور: سيد وين إذاً عالمنا هذا ومع ما يسمى بالحرب على الإرهاب هل فعلا تأتي الآن الخصوصية في الدرجة الثانية والأمن القومي والسلامة في الدرجة الأولى؟

"
إدارة بوش انتهكت الكثير من المبادرات التي قد قامت بها إدارة كلينتون السابقة فيما يخص حقوق الأفراد
"
وين ماديسون

وين ماديسون: نعم بشكل خاص في أعقاب ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر نرى في أنحاء العالم المختلفة أن خصوصية الفرد أصبحت قضية أقل أهمية، مثلا إدارة بوش انتهكت الكثير من المبادرات التي قد قامت بها إدارة كلينتون السابقة فيما يخص حقوق الأفراد ونرى أنواعا مختلفة تطبيقات مختلفة من التكنولوجيا توظف لذلك والذريعة دائما هي إلقاء القبض على الإرهابيين وكانت هناك مباراة نهائية لكرة القدم الأميركية وشاهد الجميع أنهم يصورون الأفراد وفجأة شاهد أنه بدلا من التقاط صور لمشتبه بهم أو مجرمين وجدوا صورا لنشالين معروفين ولم يستطع أحد باستخدام هذه الكاميرات القبض على أي إرهابيين لا في الولايات المتحدة ولا في بريطانيا وفى حالات نادرة جدا رأينا أن هذه الكاميرات استخدمت لإيقاف إرهابي أو القبض عليهم رغم أننا نعلم أن الكاميرات كانت ناجحة إلى حد كبير في اعتقال عدد من المشردين في لندن الذين التقطت الكاميرا وهم يتبولون في أماكن عامة فبإمكان الفرد أن يتساءل هل أن هذه التكنولوجيا تنجز وتحقق أي شيء في مكافحة الإرهاب أم هي مجرد أداة أخرى لانتهاك خصوصية الأفراد ولا تستحق المال الذي ينفق عليها.

جمانة نمور: من ناحية أخرى هناك أيضا يتخوف بأن يكون الاستخدام من الطرف الآخر بمعنى أن تستخدم هذه التقنيات الحديثة للتجسس أو أمور تمس بالأمن؟

وين ماديسون: حسنا أعتقد أن هاتان قضيتان منفصلتان، الإرهابيون بإمكانهم أن يستخدموا أي شيء، يستخدمون الانترنت لإرسال رسائلهم، بإمكانهم أن يستخدموا الخرائط التي يشترون.. خرائط المدن هل نعلن الآن أن الخرائط باتت أمرا ممنوعا لأن الإرهابيين سيستخدمونها، تطبيقات الأمن القومي مثيرة للاهتمام هنا لأن وكالات الاستخبارات الأميركية والفرنسية والروسية والصينية والإسرائيلية وبلدان أخرى لديها قدرات من شأنها تصوير الناس بدقة عجيبة جدا في أماكن مختلفة على الأرض من خلال الأقمار الاصطناعية وهذه قضية موجودة منذ زمن طويل لكن علينا أن نتذكر أيضا أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن أن يستخدم للتعرف هل أن هناك بلدان تنتهك حقوق الإنسان، مثلا صور الأقمار الصناعية يمكن أن تعطينا أدلة على ما يحدث في دارفور وفي الأوضاع هناك، من هو المسؤول وأيضا حالات الإبادة الأخرى التي تشهدها بلدان أخرى، إذاً لها آثار إيجابية بإمكان أن نقول ذلك، لديها قدرة كبيرة على انتهاك الخصوصيات لكن لديها أيضا القدرة على تحسين أوضاع حقوق الإنسان، إذاً نعود إلى مسألة الموازنة هذه التكنولوجيا لديها أغراض جيدة يمكن أن تستخدم من أجلها ويمكن أيضا أن تستخدم لانتهاك ولأغراض سيئة أخرى أيضا.

جمانة نمور: السيد أحمد العالم إذاً من حولنا يتغير بسرعة كبيرة أنت أكثر الراصدين لهذا التغير لأن ربما أحد أبرز أسبابه تكنولوجية وعلمية هل لك أن يعني أن تطلعنا مثلا على ما يمكن أن تكون عليه الأمور أن نتخيل معك كيف ستكون عليه الأمور بعد تقنية من هذا النوع وبعد سنوات ولو قليلة من الآن؟

أحمد مغربي: جمانة لابد أن قصدت بأني من الراصدين ولست من الرافضين..

جمانة نمور: الراصدين طبعا.

أحمد مغربي: أرصد التغيير ولا أرفض..

جمانة نمور: نتابعها معك عبر الجريدة دائما.

أحمد مغربي:نعم أوافق يعني السيد ماديسون وين على ما تفضل به وأريد أن أشدد على أنه يعني ما قاله يؤكد على وجود يعني فارق يعني ما بين نوعين من الكاميرات كاميرات الأقمار الصناعية وكاميرات الشوارع التي تملكها الدولة والتي تهدد حريات الأشخاص وتنتهك حرياتهم وحقوقهم وإلى آخره وهنالك ظاهرة جديدة متمثلة في كاميرات الجمهور أو كاميرات الخلوي والتي أود أن أقول بأن ما نراه على الإنترنت في مواقع (you to you) وإلى آخره يؤكد بأن هنالك الجيل الشاب يعيد صياغة الحياة الفردية ومعنى الخصوصية ومعنى الحياة الحميمية عندما ينشر كل هذا الكم من الأشرطة على الشبكة العالمية، ما أود أن أقوله طالما نتحدث عن التغيير بأن التغيير ليس في التكنولوجيا وإنما هذا التغيير يعني بأن هنالك إعادة صياغة مفهوم ما هو الحميمي، ما هو الخاص، ما هي الحياة الشخصية، ما هي حقوق الأفراد، ما معنى تواجد الفرد في الحيز العام في ظل تواجد مجموعة كبيرة من الأفراد الذين بإمكانهم في أي لحظة أن يلتقطوا له يعني..

أحمد مغربي: أشرطة ويبثوها على الشبكة ما أريد أن أذكّر محدثي الأميركي بأن القانون الأميركي لا يمنع التصوير في الأماكن العامة وهذا العمل يعتبر مشروع ولكن حتى على حد تعبير مؤسسة الحدود الإلكترونية قالت بأنه حتى لو كان مشروعا فإنه لا يعتبر تصرفا مسؤول، إذاً هنالك نقاش كبير في هذا المجال، أؤكد أيضا على أن النقطة التي أثرتها وباختصار بخصوص الأمن أتحدث عنها من منظور عالم ثالثي، في العالم الثالث يعني أنا أوافق عل ما قاله مستر ماديسون وإنما أود أن أقول بأن هنالك مسألة الحرية وحق المواطن في المعرفة في العالم الثالث تصبح مهمة لأن الدولة..

جمانة نمور: إذاً نركز على ضرورة استقلالية مرور المعلومات شكرا..

أحمد مغربي: ومواقع مثل (Google) وغيرها تقدم لنا ما تحاول الدولة أن تأخذه من حق في المعرفة والمعلومة.

جمانة نمور: شكراً لضيفنا أحمد مغربي ووين ماديسون وشكرا لكم على متابعة حلقتنا بإشراف نزار ضو النعيم إلى اللقاء.