ما وراء الخبر - مأساة اللاجئين الفلسطينيين في العراق - صورة عامة
ما وراء الخبر

الانتهاكات بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق

نتوقف في هذه الحلقة عند الانتهاكات التي ترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق والتي شملت عمليات قتل وتعذيب وخطف على يد مليشيات عراقية وفقا لتقرير لمنظمة العفو الدولية.

– دوافع ملاحقة اللاجئين الفلسطينيين في العراق
– الخيارات المتاحة لوقف المأساة


undefinedخديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم، نتوقف في حلقة اليوم عند الانتهاكات التي ترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق والتي شملت عمليات قتل وتعذيب وخطف على يد ميليشيات عراقية وفقا لتقرير جديد لمنظمة العفو الدولية ونطرح في حلقتنا تساؤلين رئيسيين: ما هي الدوافع التي تحرك هذه الميليشيات لملاحقة اللاجئين الفلسطينيين في العراق بالقتل والتعذيب والاختطاف؟ ومَن يتحمل مسؤولية هذه الانتهاكات وما الخيارات المتاحة لدى الأطراف المعنية لوقف مأساة هؤلاء اللاجئين؟

دوافع ملاحقة اللاجئين الفلسطينيين في العراق

خديجة بن قنة: المنظمة منظمة العفو الدولية وصفت الانتهاكات بالفاضحة ونسبتها إلى ميليشيات شيعية مسلحة مرتبطة بأحزاب سياسية وجماعات دينية وساءتها ما وصفتها المنظمة بالمعاملة التفضيلية التي لقيها هؤلاء اللاجئون في عهد صدام وسط اتهامات لهم بأنهم يساندون المقاومة العراقية وأكدت منظمة العفو الدولية أن تصريحات بعض المسؤولين العراقيين أثارت مشاعر العداء لهؤلاء اللاجئين موضحة أن مئات منهم لقوا حتفهم أو خطفوا أو عذبوا في معتقلات تابعة للميليشيات الشيعية أو قوات الأمن العراقية آخرون تركوا منازلهم ولاذوا بالفرار بحسب تقرير المنظمة فاختبئوا داخل العراق أو لجئوا إلى مخيمات قرب الحدود مع سوريا أو الأردن وقدر التقرير عدد الفلسطينيين في العراق قبل الغزو بثلاثين ألفا لم يتبقى منهم الآن سوى خمسة عشر ألفا وناشدت المنظمة حكومة بغداد والدول المجاورة والولايات المتحدة وبريطانيا التحرك لرفع معاناة هؤلاء اللاجئين.

[تقرير مسجل]

ميا بيضون: لاجئ ليوم لاجئ إلى الأبد يبدو أن المقولة هذه تنطبق بامتياز على اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية ومنها العراق فمنذ العام 2003 نزح نحو تسعة عشر ألف فلسطيني من أصل أربعة وثلاثين ألفا ليتوزع معظمهم على الحدود مع سوريا والأردن فالدول هذه رفضت استقبالهم لأسباب باتت معروفة أبرزها أنها لا تستطيع تحمل عبء مزيد من اللاجئين الفلسطينيين غير أن معاناة اللاجئين لا تعود فقط إلى القصف الأميركي على العراق فقد قامت فئة من العراقيين بأعمال عدائية لهؤلاء بسبب ما يعتقدونه أنها المعاملة التفضيلية التي حظوا بها في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فصدام الذي أراد تقديم نفسه كقائد عروبي أخذ على عاتقه توفير منازل لهؤلاء اللاجئين كما تولى بالرعاية كثيرا من جرحى الانتفاضة وأسر شهدائها وهو أمر أثار حفيظة بعض الفئات العراقية، النزوح لم يقتصر على المخيمات الحدودية فعدد منهم وجد نفسه في مخيمات داخل العراق بعدما طردوا من المنازل التي كانوا يقيمون فيها وسواء في مخيمات الداخل أو الخارج يفتقد هؤلاء اللاجئون إلى أبسط مقومات الحياة كالمأوى والتعليم المدرسي فضلا عن انعدام الرعاية الصحية اللائقة، بعض الدول الغربية ككندا والبرازيل عرضت استقبال بعض العائلات الفلسطينية وقد انتقل بعضها فعلا إلى هذه البلدان إنما الجزء الكبير منها لا زال يعاني الحرمان والتشرد داخل مخيمات البؤس هذه.

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من رام الله عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي والمسؤول عن ملف الفلسطينيين في العراق ومعي أيضا من لندن الإعلامي والسياسي العراقي باسم العوادي لكن لنبدأ أولا مع محمد المحمدي الكاتب الصحفي الفلسطيني المقيم في العراق السيد محمد المحمدي لو تحدثنا عن هذه المأساة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في العراق كيف تصفها لنا وأنت اللاجئ الفلسطيني المقيم هناك في العراق؟

محمد المحمدي: السلام عليكم.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة الله.

"
منذ عام 2003 ولغاية الآن لم تصدر أي هوية لأي فلسطيني ولد بعد عام 2003 ومورست عمليات القتل وبشكل بشع جدا للاجئين الفلسطينيين في العراق
"
  محمد المحمدي

محمد المحمدي – كاتب صحفي فلسطيني مقيم في بغداد: حقيقة في البداية لابد أن نذكر كثيرا من الأمور في بدايتها إن نحن في العراق نعيش منذ عام 1948 ولغاية عام 2003 لم تكن لنا هناك أي مشاكل المشاكل كلها جاءت بعد عام 2003 وللأسف مارست الحكومة العراقية من خلال الإعلام العراقي الموجه كثير من هذه المشاكل التي جاء التحريض الإعلامي عليها وتحديدا في يوم 12-5 من عام 2006 بعد اتهام أربعة فلسطينيين بتفجير في بغداد الجديدة وخرجت في القناة العراقية اتهام مباشر للفلسطينيين ولابد من القول إن المتهمين هم برؤوا من هذه العملية وللأسف القنوات الفضائية ذكرت الاتهام ولم تذكر براءتهم أريد أن أضيف أن منذ عام 2003 ولغاية الآن لم تصدر أي هوية لأي فلسطيني ولد بعد عام 2003 لا أعلم ماذا يسمى هذا ناهيك عن عمليات القتل التي مورست وبشكل بشع جدا للاجئين الفلسطينيين في العراق نريد أن نركز على أمر مهم نحن لسنا جزء مما يجري في العراق ليس لنا حق التصويت ولا الانتخاب وليس لنا دخل فيما يجري في العراق في العملية السياسية نحن مع أي حكومة ينتخبها الشعب العراقي طيلة وجودنا في العراق لم نكن سببا في أي مشكلة داخلية في العراق عشنا مع الشعب العراقي طاهرناهم وعايشناهم وعشنا معهم أفراحهم وأطراحهم.

خديجة بن قنة: يعني سيد محمد المحمدي من الذي يمارس من هي التي تمارس العنف ضدكم كلاجئين فلسطينيين في العراق؟

محمد المحمدي: والله يا أخت خديجة أنا أقول لكِ إن مناطق معروفة في العراق والكل يعلمها أين تقع ولا نريد أن نذكر من يهاجمنا بشكل مباشر لأن هذا يمكن أن يعود علينا بالضرر ولكن كل من يعرف العراق وخارطة العراق يعرف أين تقع مجمعات اللاجئين الفلسطينيين وأريد أن أضيف أن مجمع البلديات تحديدا هناك فواعد أميركية تبعد عنه مسافة ثلاثمائة متر فقط ويجري الانتهاكات والمداهمات من قبل الميليشيات لهذا المجمع أمام أعين هذه القاعدة دون أن تتدخل وعندما تتدخل تتدخل دائما ضد اللاجئين الفلسطينيين.

خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك محمد المحمدي الكاتب الصحفي الفلسطيني المقيم في العراق على هذه الشهادة الحية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق أتحول إليك سيد عزام الأحمد في رام الله وأنت تتابع أحوال وأوضاع هؤلاء اللاجئين وحجم مأساتهم ومعاناتهم هناك برأيك من المسؤول عن هذا الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون في العراق؟

عزام الأحمد – مسؤول ملف الفلسطينيين في العراق: يعني المسؤول الأول هو الاحتلال الأميركي وبداية يعني الاحتلال الأميركي منذ اليوم الأول لوصوله لبغداد والأدوات التي كانت تعمل معه وأنا لا أتفق مع الأخ محمد أنه بدأت عام 2000 يعني بعد 12-5-2006 فقط.

خديجة بن قنة: الغزو الأميركي للعراق.

عزام الأحمد: لا بأقصد إنه الحملة بدأت حتى إعلاميا مع بداية الاحتلال هناك يعني شخصية معروفة مساعد لأحمد الشلبي قبل أن يدخل بغداد أجرى مقابلة مع هآرتس الإسرائيلية وقال بالحرف الواحد في 15-4-2003 أننا لن نبق فلسطينيين في العراق وسنقيم علاقات مع إسرائيل بمعزل عن الفلسطينيين بالنص الحرفي في 15-4-2003 في جريدة هآرتس الإسرائيلية وبدأ المسلسل الاعتقالات بدأت من قبل قوات الاحتلال مئات اعتقلوا على أيدي قوات الاحتلال الأميركي السفارة الفلسطينية قصفت السفارة الوحيدة التي قصفت من الجو هي السفارة الفلسطينية من قبل القوات الأميركية السفارة الوحيدة التي جرى مداهمتها ثلاث مرات من قبل القوات الأميركية السفارة الفلسطينية التجمعات الفلسطينية جرى وتحديدا البلديات بشكل خاص جرى محاصرتها من قبل القوات الأميركية قبل عام 2005 عدة مرات وسقط عدد من الشهداء على أيدي القوات الأميركية ولكن في مرحلة لاحقة بعد ظهور يعني التوترات والطائفية في العراق بدأت تنعكس على الفلسطينيين وكأن الفلسطينيين محسوبون وتحديدا على السنة ونحن معروفين كفلسطينيين حتى الطائفية لا نعرفها ولا يعرف أحيانا في فلسطين دين جاره لا يوجد عندنا مثل هذه التوزيعات إطلاقا بدؤوا يتعاملوا مع الفلسطينيين على هذا الأساس منطلقين من مقولات هم اخترعوها أولا البنايات في العراق بصراحة مشروع البناء بدأ في عهد عبد الكريم قاسم يعني وضع مشروع حتى بناء البلدية في عهد عبد الكريم قاسم ونفذ في عهد صدام صحيح ولكن أيضا بقي الفلسطينيون يعانون مثلهم مثل العراقيين وحتى الآن مازالت هناك تجمعات فلسطينية في العراق لا تصلح للسكن الآدمي في الزعفرانية أو في الحرية.

خديجة بن قنة: نعم لكن أستاذ عزام الأحمد يعني لا يمكن إنكار أن الفلسطينيين في عهد صدام حسين كانوا يتمتعون بمعاملة مميزة ويحظون بامتيازات في عهد نظامه ودعني أنتقل بهذا السؤال إلى السيد باسم العوادي من لندن الإعلامي والسياسي العراقي هل هم يدفعون اليوم اللاجئون الفلسطينيون يدفعون ثمن المعاملة المميزة فعلا كما يقول البعض التي كان يحظى بها الفلسطينيون أيام صدام حسين؟

باسم العوادي – إعلامي وسياسي عراقي: بسم الله الرحمن الرحيم تحية لكِ أختي خديجة ولضيفك الأستاذ عزام.

خديجة بن قنة: أهلا بك.

"
هناك مجموعة من المنتفعين الفلسطينيين من نظام صدام ممن كانوا يعملون بأجهزة الأمن والمخابرات أو  بحركات فلسطينية هؤلاء تعاطفوا بصورة واضحة مع الإرهاب في العراق
"
 باسم العوادي

باسم العوادي: حقيقة يعني كان المفروض أن أعلق على بعض الكلام الذي تحدث حوله الأخ المتحدث من الهاتف والأخ عزام الأحمد أنا لا أعتقد إنهم يعاملون أو يدفعون ثمن المعاملة الحسنة التي كان يعاملها بهم صدام حسين ولكن العراق كله يدفع ثمن يعني اليوم إحنا الآن عندما نتحدث عما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في العراق هل العراق بالأصل يعاني أفضل مما يعانيه الآن الفلسطيني هل يعاني الشيعي أفضل مما يعاني الفلسطيني هل السني مرتاح في العراق هل المسيحي لم يعاني مثلما يعاني الفلسطيني أم التركماني أم المسيحي وأعتقد إنكم في الجزيرة قد أظهرتم الكثير من هذه المعاناة في مختلف طوائف الشعب العراقي من الأميركان ومن الميليشيات المسلحة ومن القاعدة ومن الجماعات الإرهابية وبالتالي إذا كان هناك مليون عراقي مهجر عراقيين أصلاء داخل بلدهم مهجرون من محافظة إلى محافظة ومن مدينة إلى مدينة أخرى لأسباب طائفية وهناك أكثر من مليون تركوا العراق وهم الآن يتواجدون كما تعلمون في سوريا وفي الأردن وهناك مشاكل طائفية وهناك عدم استقرار سياسي وبالتالي هو وضع العراقي المستقر العراقي الأصيل ابن البلد هو غير مستقر فكيف يمكن أن تنعكس الظروف سلبيا على لاجئين فلسطينيين متواجدين في العراق؟ طبعا أنا أدين كل ممارسة وكل الأحرار في العراق يدينون كل ممارسة ظالمة يمكن أن تضطهد أي عربي مسلم فلسطيني لاجئ في العراق يتواجد في العراق يعمل في العراق ويعني أموره تسير بصورة جيدة لكن للأسف أنا أقول إن هناك بعض الأشخاص ومثلما حصل في نهر البارد إن ثلاثمائة مسلح من فتح الإسلام استطاعوا أن يدمروا مخيم فيه ثلاثين ألف عائلة وبالتالي هؤلاء الثلاثمائة شخص السيئين دمروا مائة ألف نسمة فلسطينية ما يحصل في العراق هو نفس ما حصل في نهر البارد إن هناك مجموعة من المنتفعين ليس كل الفلسطينيين وإنما مجموعة قليلة من المنتفعين من نظام صدام حسين من الفلسطينيين للأسف ممن كانوا يعملون بأجهزة الأمن أو المخابرات أو فدائي صدام أو يعملون بحركات فلسطينية كان يستخدمها نظام صدام حسين لضرب الأردن أو سوريا أو لبنان هؤلاء يعني تعاطفوا بصورة واضحة مع الإرهاب في العراق ومع الجماعات التكفيرية وانضموا إليها وعندما حصلت الأجهزة الأمنية على معلومات حاولت اعتقالهم للتقليل من خطرهم طبعا هذه شاعت بصورة عامة وطبقت الصورة على كل الفلسطينيين فإذا كان هناك.

خديجة بن قنة: نعم لكن سيد باسم العوادي هناك من يرى أن الحكومة العراقية هي أيضا بسكوتها شجعت على مثل هذه الممارسات ضد اللاجئين الفلسطينيين بل ليس بسكوتها فقط هناك تصريحات مثلا في أكتوبر 2005 وزيرة الهجرة والمهجرين دعت الحكومة إلى إبعاد جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى خارج العراق متهمة إياهم بالمشاركة في الأعمال الإرهابية؟

باسم العوادي: أنتِ قلتِ اتهمتهم بالمشاركة وأنا متأكد إن هذه الأخت الوزيرة لم تتحدث ما لم تكن مطلعة على معلومات أمنية وهي كثيرة متوافرة وأنا لا أريد أن أتهم كل لأخوة الطيبون الفلسطينيون المتواجدين في العراق ولكني قلت كما حصل في نهر البارد إن هناك قلة قليلة أدت إلى تدمير ثلاثين ألف عائلة في نهر البارد وحطمت المخيم ومثلما حصل يحصل في سوريا ومثلما يحصل في لبنان إن هناك بعض الإفراد الذين يسيئون للوجودات الفلسطينية المحترمة أنا أقول إن الحكومة العراقية لم تحرض عليهم أصدرت الحكومة العراقية عدة بيانات تطالب فيها باحترام الوجود الفلسطيني في العراق سماحة السيد السيستاني قبل أكثر من سنة طالبته بعض الجهات والأحزاب الفلسطينية بأن يتدخل تدخل سماحة السيد السيستاني وأصدر توجيها وبيانا شديد اللهجة يطالب فيه باحترامهم وتوفير كافة سبل الاحترام والتقدير والعمل لهم وحتى الأجهزة الأمنية نعم من الممكن أن نقول إن هناك أخطاء أنا لا أريد أن أنزه الأجهزة الأمنية العراقية لأنهم ليسوا ملائكة ولا أريد أن أنزه أفراد الميليشيات لأنهم بالتالي أفراد ميليشيات ويعملون خارج القانون لكن هذه بصورة عامة يعني ما يحصل للفلسطينيين في العراق هو نفس ما حصل في نهر البارد مجموعة صغيرة أساءت لهم.

خديجة بن قنة: نعم يعني هم.

باسم العوادي: وأنا أعتقد يعني إن الأمور الآن أفضل من العام الماضي.

خديجة بن قنة: نعم هم جزء من وضع عام سنعود للنقاش نعم أستاذ باسم سنعود للنقاش ونتحدث في الخيارات المتاحة لدى الأطراف المعنية لوضع حد لهذه المأساة لكن بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

الخيارات المتاحة لوقف المأساة

خديجة بن قنة: أهلا بكم من جديد حلقتنا تبحث اليوم في الانتهاكات المرتكبة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق أعود إلى السيد عزام الأحمد في رام الله استمعت إلى الأستاذ باسم العوادي هل توافق على أن ما يعيشه اللاجئون الفلسطينيون هو في النهاية يعني يأكلون من المرارة التي يعيشها جميع الشعب كل الشرائح الشعب العراقي وليسوا لوحدهم في هذا المأزق؟

عزام الأحمد: نعم أتفق مع الأخ باسم أن الشعب العراقي كله يعاني كل العرب الذين يعيشوا في العراق يعانون بسبب الاحتلال الأميركي وأيضا بروز النفس الطائفي والتنظيمات الطائفية وكما قال الأخ باسم مقولة أن الفلسطينيين يدفعوا ثمن امتيازات وهمية غير صحيح إطلاقا كان باستمرار من أول ما وصل الفلسطينيين في كل أنظمة الحكم في العراق كانوا يعاملوا مثلهم مثل العراقيين بالعكس بالسنوات الأخيرة بسبب الحروب حرموا من بعض الامتيازات كمهنة السائق كمهنة الحلاق كمهنة التاجر إلى آخره بالتالي هذه تبريرات كانت القوى الطائفية هي التي الغير عروبية هي التي تبث مثل هذه الإشاعات حتى يعني تبعد الفلسطينيين من العراق تحت يعني حجج واهية ولكن بالتأكيد السوريين تعرضوا أيضا ولكن غادروا إلى بلدهم لاجئين سوريين بالآلاف كانوا يعيشوا في العراق وغادروا إلى سوريا وسوريا فتحت أعادت جزء كبير منهم من لم يتمكن أما الفلسطينيين لا يجد حل ولكن المعاناة في العراق كل من في العراق يعاني ونحن قلوبنا مع الشعب العراقي ونتمنى أن يعني تنتهي هذه الغمة عن الشعب العراقي ونأمل من القوى المتنورة الواعية في العراق والقوى السياسية والشخصية العراقية أن تنفض من بين صفوفها القوى الطائفية التي ارتبط برنامجها ببرنامج غير عربي وهذه أخطر ما يجابه العراق ومستقبل العراق وسينعكس ليس فقط على الفلسطينيين وإنما على المنطقة عموما حتى وحدة الأقطار العربية المجاورة إذا ما حل لا سمح الله كما يجري الحديث الآن عن تقسيم للعراق ستصل النار إلى الجيران وبالتالي العراق يواجه أزمة كبيرة الفلسطينيين ولكن نظرا لقلة عددهم وخصوصيتهم كلاجئين برزت يعني مشكلة إنهم أكثر من غيرهم من الجاليات الأخرى..

خديجة بن قنة: ربما تبرز مشكلتهم أكثر أستاذ باسم العوادي كونهم ليسوا كالعراقيين ليس لديهم مرجعية تحميهم ليسوا في وطنهم ليس لهم العشيرة ليس لهم قبيلة ليس لهم حكومة ليس لهم قوات أمن ليس لهم ميليشيات مسلحة تحميهم هذا هو الاختلاف بين وضع العراقي والفلسطيني في العراق؟

باسم العوادي: يعني ما هذه قضية أكيدة قد يكونون مظلومين من هذا الجانب وبقية الأطراف العراقية أو الطوائف أو القوميات هنا من يتكئون عليه فيخفف عنهم لكن دعيني أضيف نقطة أخرى أختي خديجة هي أن أحد أسباب ظلم الفلسطينيين كذلك في العراق إذا كان هناك ظلم واقعي هو الخطاب الفلسطيني العام بصورة يعني عامة وموقف الفلسطينيين بصورة عامة يعني من التغيير الذي حصل في العراق حقيقة الخطاب السياسي الفلسطيني في حماس أو في منظمة التحرير الخطاب الذي تحدث به الآن الأستاذ عزام الأحمد من القوى الطائفية والغير عروبية وإشاراتها إلى الشيعة وإلى إيران وما شابه ذلك ما تكتبه الصحافة الفلسطينية ما يردده قادة حماس كل هذا طبعا ينعكس سلبا عليهم عندما يقف الفلسطينيون صفا واحدا وهم عرب ومسلمون وتربطهم بالشعب العراقي روابط أكبر من صدام حسين هم مع العراق ومع الشعب العراقي الشعب العراقي مع شعب فلسطين نحن العلاقة بيننا وبين الفلسطينيين علاقة شعوب وعلاقة عقيدة ويعني علاقة دين ليس علاقة حاكم قد يكون صدام حسين قدم زيادة بعضها من المال لكن هذا لا يعني إن من يأتي خلف صدام حسين سوف لن يقدم المال أو أن يقف كل الفلسطينيون مع صدام حسين لأنه ضرب صاروخ على إسرائيل ويحمل الـ27 مليون عراقي لأنهم لا يوجد فيهم رجل آخر غير صدام حسين مواقف الشعب الفلسطيني مواقف الصحافة الفلسطينية الكلام غير المتزن للكثير من السياسيين الفلسطينيين رفعهم صور صدام حسين إقامتهم مجالس الفاتحة على أرواح المقبور عدي وقصي وروح المقبور صدام حسين الكثير من المواقف تدخلهم في الشأن الطائفي العراقي الكثير من مواقع الإنترنت الفلسطينية التي نشاهدها تتدخل بفجاجة بالوضع الطائفي العراقي كل هذه الأمور طبعا ستنسحب سلبا على الموجودين عندما يتابع المشاهد العراقي والمثقف العراقي وغير ذلك عندما يتابع كل هذه الأمور سيكون في قلبه هناك نقطة سوداء تجاه هذا التواجد الفلسطيني وسيحاول أن ينفس عنها بطريقة أو بأخرى لذلك أنا أنصح الأخوة الفلسطينيين بصورة عامة الرسميين وغير الرسميين الصحافة والإعلام ورجال الدين أن يكونوا دقيقين في التعامل مع الوضع العراقي ومع الشأن العراقي كي يرحموا على أقل التقدير الفلسطينيين الموجودين في العراق وإلا فإن كل شيء سينعكس عليهم سلبا وهذا ما لا نقبله لنا لأنفسنا ولهم..

خديجة بن قنة: هو انعكس وانتهى ليس سينعكس في المستقبل لأنه الأوضاع انعكست عليهم سلبا بالتأكيد لكن أستاذ عزام الأحمد الآن يعني أين المفر الحدود مع سوريا مغلقة الحدود مع الأردن مغلقة اللاجئون مشردون على الحدود لا يجدون مأوى الدول العربية كلها ترفضهم يعني ربما تشيلي والبرازيل أبديتا حسن نية أكثر من الدول العربية باستقبال بضعة عشرات أو مائة لاجئ ماذا قدمت ماذا ترون في الأفق هل هناك حل لمشكلة هؤلاء؟

عزام الأحمد: يعني إن سمحتِ لي بس ملاحظة للأخ باسم أنا لا ألمح إلى الشيعة وإن كان هناك قوى شيعية نعم مرتبطة بأنظمة غير عربية من حقنا أن نرفضها وسنبقى نرفضها وهذا ليس ضد الشعب العراقي والشعب العراقي يرفضها أيضا والأزمة الموجودة الآن في العراق تؤكد هذه الحقيقة وبنفس الوقت إذا كان هناك شخص يريد أن يرفع صورة صدام حسين من حقه وإذا كان شخص لدينا يريد أن يرفع صورة سياسي عراقي آخر أيضا من حقه نحن لا نتعامل أسود وأبيض في هذه المسألة حن نحترم خيار الشعب العراقي مهما كان نحن مع وحدة الشعب العراقي ووحدة أراضيه وسنقف ضد أي قوة حتى عراقية تريد أن تقسم العراق لتكن هذه النقطة واضحة ولا نجامل أحد بها نحن اتصلنا بالحكومة العراقية بشكل مبكر وأرسل لرئيس أبو مازن عدة رسائل وحتى الرئيس عرفات أرسل رسائل بما فيها لعبد العزيز الحكيم أول رسالة خرجت لتعزيته بوفاة شقيقه بوفاة شقيقه عندما جرى اغتياله بالتالي حاولنا أن نكون على جانب الأحداث الداخلية في العراق ولكن هناك قوى عراقية تصر على زجنا فيها واتصالاتنا مع الحكومة العراقية مازالت مستمرة ومتواصلة من أجل أن تتحمل الحكومة..

خديجة بن قنة: هل أثمرت شيئا حتى الآن؟

عزام الأحمد: جاي لكِ يعني وأخذنا وعود كثير سواء من الرئيس الطالباني من وزير الخارجية أو من مختلف الوزراء في العراق ولكن على الأرض حقيقة لم نلمس شيئا إطلاقا لم نلمس شيء إطلاقا وربما أنا أتفق مع الأخ باسم ربما تكون الحكومة العراقية نفسها غير قادرة على بسط المن في داخل العراق نحن نبحث عن حلول لهؤلاء الأخوة الآن السودان بالنسبة للعالقين على الحدود السورية تم الاتفاق مع السودان على استضافتهم وفعلا نقوم حاليا بالإجراءات العملية بالتنسيق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسودان الحكومة السودانية ومنظمة اللاجئين الدولية من أجل نقل العالقين على الحدود يقدروا ما بين ألف وستمائة إلى ألفين شخص إلى السودان والسودان رحبت بهم وأبدت استعدادها وأيضا هناك اتصالات مع الأخوة في اليمن الذين طلبوا أن يكون استضافتهم في اليمن من خلال قرار في الجامعة العربية وهذا الموضوع أيضا يتم بحثه في إطار الجامعة العربية ولكن تعرفون آلية العمل في الجامعة العربية كم هي بطيئة..

خديجة بن قنة: نعم انتهى وقت البرنامج نعم عفوا على المقاطعة انتهى وقت البرنامج شكراً جزيلا لك عزام الأحمد رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي ومسؤول عن الساحة الفلسطينية في العراق كان معنا أيضا من لندن الإعلامي والسياسي العراقي باسم العوادي شكرا لكما على مشاركتكما وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم كالعادة المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا بحول الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد إلى اللقاء.