ماوراء الخبر
ما وراء الخبر

الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة

نتعرف في هذه الحلقة على ما وراء نتائج بحث علمي يجد العذر للرجال الذين يتهمون عادة بعدم الاستماع لما تقوله زوجاتهم، ويضع الكرة في ملعب النساء لأن السبب يكمن في أصواتهن.

– طبيعة وحجم الفروق الفسيولوجية بين الجنسين
– انعكاسات الفروق الفسيولوجية على الجنسين


undefinedجمانه نمور: أهلا بكم في برنامج ما وراء الخبر، نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء نتائج بحث علمي يجد العذر للرجال الذين يتهمون عادة بعدم الاستماع لما تقوله زوجاتهم ويضع الكرة في ملعب النساء لأن السبب يكمن في أصواتهن، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين ما طبيعة وحجم الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة؟ وهل لهذه الفروق انعكاسات على حياة كل واحد من الجنسين؟ خلصت دراسة علمية أنجزها باحثون في جامعة شيفيلد ببريطانيا إلى وجود فوارق كبيرة بين طريقة تلقي دماغ الرجل لصوت المرأة وتلقيه لصوت الرجل وأوضحت الدراسة أن هذه الفوارق ناجمة عن اختلاف بين الجنسين في الحبال الصوتية والحنجرة والذبذبات الصوتية، لكن ما لم تتطرق له الدراسة هو هل تترتب أم لا على هذه الفروق الفسيولوجية فروق وظيفية في حياة كل من الجنسين؟

[تقرير مسجل]

آمال وناس الزين: صدق أو لا تصدق جمهور هاذين العملاقين من الرجال والنساء لن يتلقى بالطريقة ذاتها صوت لوتشانو بافاروتي أو كارول فانيس رغم أن العرض واحد والسبب ما كشفته دراسة أنجزها باحثون في جامعة شيفيلد بشأن وجود فوارق كبيرة في طريقة تلقي الدماغ لصوت المرأة أو لصوت الرجل. وجاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة الديلي ميل أن الرجال يفكون شفرة الأصوات النسائية باستخدام الجزء السمعي من دماغهم بينما لا يتطلب تلقي الأصوات الرجالية سوى آلية دماغية بسيطة، كما اعتبرت الدراسة التي أجريت على اثني عشر شخصا أن صوت المرأة هو أكثر تعقيدا من صوت الرجل بسبب الفوارق على مستوى حجم الحبال الصوتية والحنجرة وبسبب امتلاك النساء لميلوديا طبيعية في أصواتهن. وخلصت الدراسة إلى القول أن طبقة الذبذبات الصوتية النسائية هي أكثر تعقيدا من تلك التي يمتلكها الرجل، قد تجد العديد من النساء عزاء في هذه الدراسة ويقنعن أنفسهن بأن سبب عدم استماع الرجال إليهن فسيولوجية بحتة لا دخل فيها مثلا لتنشئةً اجتماعية قائمة على التميز بين المرأة والرجل أو لقلة المؤسسات التي تستطيع فيها المرأة أن تصدح بصوتها.

طبيعة وحجم الفروق الفسيولوجية بين الجنسين

جمانه نمور: ومعنا في هذه الحلقة من بيروت الدكتورة إلهام كلاب البساط الباحثة في قضايا المرأة والتربية والمديرة المساعدة في المركز الدولي لعلوم الإنسان في اليونسكو ومعنا من الرباط الدكتور أحمد الحمداوي الأخصائي في علم النفس، دكتورة إلهام بناءً على تجاربك واحتكاكك بالعديد من النسوة هل فعلا هناك مشكلة عامة لدى النساء بعدم استماع الرجال بشكل عام إليهن؟

إلهام كلاب البساط– باحثة في قضايا والتربية: نعم أعتقد أن هناك مشكلة ولكن المشكلة ليست على مستوى اللغة أو على مستوى النبرات الصوتية، هي على مستوى الوظيفة أو على مستوى الخطاب النسائي الذي لا يود الرجل أن يستمع إليه، أعتقد بأن الجميع يستمعون إليكِ كمذيعة ناجحة، أعتقد أنهم يستمعون إلى المغنيات إلى الممثلات وينصتون جيدا ولكن أن يستمع الرجل إلى صوت زوجته وهي تطلب أشياء للمنزل، أن يستمع إليها وهي تعاتبه أو في موقع آخر، أعتقد بأن الخطاب النسائي أعتاد الرجل أن لا يقبل هذا الخطاب وبالتالي أن يحذفه من إمكانية استماع إليه.

جمانه نمور: يعني تقولين أنهم ينصتون جيدا ربما لمذيعة ربما لفنانة وإلى ما هنالك ولكن إذا كان هذا الاستماع يتطلب مجهود، على الأقل هم أليسوا بحاجة للراحة في البيت؟

إلهام كلاب البساط: حسب تلقيه، يعني أعتقد أن المتلقي هام جدا بنسبة أهمية من يعطي الصوت أو من يتكلم ولنا في تاريخنا العربي راويات هامات، لنا شهرزاد كان شهريار يستمع جيدا إلى شهرزاد أو إذا أردنا أن نتصور ماذا كان يسمع منها هذا رأي آخر ولكن اعتبرت المرأة دوما راوية ومتهم نحن النساء دائما بثرثرة وبأن المرأة تتكلم أكثر من الرجل ولكن المرأة تتكلم أحيانا بمجانية عطاء ولكن الرجل يتكلم عندما يقصد شيء.

جمانه نمور: على كلٍ يعني نتأمل أن نستمع إلى رأي الرجل لدى وجود الدكتور أحمد معنا لكن نتابع معكِ الآن، الدكتورة إلهام يعني أشرتِ إلى نقطة ربما مهمة قلتِ أن الرجل قد يكون أعتاد على عدم سماع ما يريد سماعه، برأيك هل فعلا يمكن أن تؤدي هذه العادة على مدى زمن أو أجيال محددة إلى يعني فسيولوجية معينة أم أن الفسيولوجية هي التي تفرض نفسها وتؤدي بالتالي إلى وظائف متغيرة لدى الجنسين؟

"
هناك ثقافة اجتماعية جعلت كلام المرأة يعتبر ثانويا وكلام الرجل أساسيا، وهذا ما نراه ماثلا أمامنا في صالونات البيوت العربية
"
إلهام كلاب البساط

إلهام كلاب البساط: يعني أعتقد بأن العلاقة هي التي تحدد نوعية استماعنا أو إصغائنا إلى الناس الآخرين وهذه الدراسة اعتمدت على تبرير موقف الرجل من المرأة ولم تعتمد على تبرير موقفنا نحن من الرجال إذا لم نستمع إلى أصواتهم، هناك ثقافة اجتماعية جعلت كلام المرأة يعتبر ثانوي وكلام الرجل أساسي وهذا ما نراه مثلا في صالونات البيوت العربية، عندما تجتمع النساء والرجال في صالون واحد ينقسموا فتتكلم النساء بقضاياها والرجال بقضايا العالم والسياسة وما نعتقد بأنه أهم من حديث النساء، إذاً هناك ثقافة اجتماعية، هناك تراث متراكم جعل من أن كلام المرأة هو ثانوي، يعني أنا أعود أقول ليست الحبال الصوتية إنما الخطاب النسائي الذي اعتدنا أن نستمع إليه ولماذا لا تُسأل النساء إذا كانت تستمع جيدا إلى نساء أخريات أيضا؟ هذا يعود إلى نوعية ما نقول.

جمانه نمور: نعم ربما يعني إذا ما عدنا إلى الدراسة فقط للتوضيح يعني أشرتِ إلى أن اعتمدت على تبرير موقف الرجل، يعني موضوع التبرير ربما كان مقدمة لجذب الانتباه إلى الدراسة العلمية ولكن الدراسة بحد ذاتها هي بحثت في موضوع الحبال الصوتية ربما والحنجرة وما إلى هنالك وطريقة التلقي لدى دماغ الرجل يعني، هناك ميلوديا في صوت المرأة على دماغ الرجل أن يعتمد ميكانيكية أكثر تعقيدا وهو يستمع إليها مما هو الحال لدى المرأة ولكن ليست هذه هي الفروق الوحيدة الفسيولوجية بين المرأة والرجل، برأيك هذه الفروق هل تؤكد بأن هناك وظائف مختلفة لكلا من الجنسين؟

إلهام كلاب البساط: نعم نحن بالتأكيد نختلف، نحن نساء ورجال نختلف فسيولوجيا، نختلف في أصواتنا في أشكالنا في وظائفنا الطبيعية ولكن نحن لا نولد نساء أو رجال، نولد حسب انتماءنا الجنسي ولكن نتحول إلى نساء ورجال حسب ما يريد المجتمع الذي نكون فيه، فتكوين النوع الاجتماعي ما يسمى الآن الجندر باللغة الأجنبية هو أن كل هذه الوظائف التي أعطيت للنساء لأنها نساء ولأنها تنتمي إلى هذا الجنس تُبَّخس لأن النساء التي تقوم بها وهذا ما يجعل الترابط كبير بين الوظيفي والطبيعي والثقافي الذي يهيمن على كل المجتمع ويفرض ثقافات مختلفة من مجتمع إلى آخر.

جمانه نمور: على كلٍ أرجو أن تبقي معنا الدكتور إلهام كلاب البساط، سوف نتابع النقاش بعد هذا الفاصل فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

جمانه نمور: أهلا بكم من جديد وحلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر تبحث في نتائج بحث علمي يقول إن الدماغ يقرأ صوت الرجل بطريقة أسهل من تلك التي يقرأ بها صوت المرأة ومعنا الدكتورة إلهام كلاب البساط، كنا نتحدث عن ربما وظائف دكتورة أختلف.. يقال باختلاف الطبيعة الفسيولوجية يعني أنتي شخصيا هل أنتي مع هذا التمييز بين هلالين؟

إلهام كلاب البساط: التمييز نعم، التمييز البيولوجي صحيح وثابت ولكن نرتكز عليه في كل مجتمع لكي نؤسس لثقافة أحيانا تمزج أدوار المرأة وأدوار الرجل، يعني دائما هناك صفات تعطي للمرأة تختلف عن الصفات التي تعطى للرجل، هناك وظائف تعطى للمرأة تختلف عن الوظائف التي تحسب أو تعطى للرجل وهذا التقسيم يحدد.. يؤكد التقسيم البيولوجي ويجعلنا كأننا طرفين، كأن المرأة طرف والرجل طرف آخر يختلفان تماما وهنا أعتقد بأن أيضا هناك دراسات أثبتت بأن كل منا يحتوي على جزء من الأنوثة وعلى جزء من الرجولة، نحن في ذات الوقت رجال ونساء معا ولكن تطفوا على سطح تصرفاتنا وتربيتنا والاعتبارات الاجتماعية ما نعتبره صفات أنثوية أو صفات رجولية أو نتشبه بها أحيانا لكي لا نُنكر من الصنف.. الجنس الذي ننتمي إليه.

جمانه نمور: على كلٍ يعني إذا كانت فعلا الدراسة وهي علمية أتمنى على المشاهدين من الرجال اليوم أن يضعوا مجهود أكثر ربما بالاستماع إلي وإليكِ نظرا لأن ضيفنا في الرباط هناك مشاكل تقنية من المصدر لا تتيح لنا حتى الساعة الاتصال به أو أن يكون معنا في الحلقة، على كلٍ دكتورة إلهام إذا ما تابعنا هذا النقاش هناك نظريات في التربية تقول ربما بفصل الجنسين على الأقل بمراحل معينة، يعني أبحاث من هذا النوع برأيك هل تعزز هذا الاتجاه؟

"
المدارس التي جمعت –بطريقة تربوية- الفتيان والفتيات هي المدارس التي حضرت لهذا النوع من الاختلاط الصحي، وبالتالي ستكوّن مجتمعا يكون فيه اختلاط الذكور بالإناث أمرا اعتياديا وطبيعيا
"
إلهام

إلهام كلاب البساط: لقد.. يعني راقبت مدارس عديدة فُصل فيها الصبيان عن البنات ومدارس أخرى كان الصبيان والبنات معاً، من التجربة التي أعرفها أعتقد بأن التعامل أصبح طبيعيا أكثر بين الصبيان والبنات وبأن هذه النمزجة التي جعلت صفات رجالية وصفات أنثوية كادت أن تنفي أو تتمازج معا. وبالتالي إذا عدنا إلى الدراسة التي تكلمتِ عنها كان الاستماع أفضل لأنهم تعودوا على سماع صوت المرأة وتعودت هي على سماع صوت الرجل ولكن أعتقد بأن المدارس التي جمعت الأولاد.. بطريقة تربوية الصبيان والبنات هي المدارس التي حضرت لهذا النوع من الاختلاط المضبوط والاختلاط الصحي بين الصبيان والبنات لكي نكوّن مجتمع عندما تبدأ المرأة والرجل بالاختلاط فيه تكون قد اعتادته وأصبح طبيعيا.

جمانة نمور: العلاقة بين الرجل والمرأة برأيك هل يمكن أن تساعدها أبحاث من هذا النوع؟ يعني أن لا تصل.. المجتمع ربما يفرض على المرأة الآن وعلى الرجل التحديات نفسها، يخضعون ربما لظروف عمل شبيهة نفس الضغوطات هل دراسات من هذا النوع يمكن أن تذكر المرأة وتذكر الرجل بعدم التماهي إلى درجة أن يتفهم أحدهم الآخر باختلافه؟

إلهام كلاب البساط: أنا لا آخذ دوما باعتبار كبير دراسة واحدة عن موضوع واحد، يعني أنتظر عدة دراسات لكي ترفضها ولكي تعطي المجال الصحيح وأنا أعتقد بأن أي دراسة تثبت أن المرأة والرجل عندهما اختلاف بيولوجي هذا شيء طبيعي وصحيح ولكن التداعيات التي تأتي منه هي التي تجعل من المرأة تطلب مبررات أو تطلب أعذار وتجعل من الرجل هارب ومتهرب من هذه الأعذار، يعني في شيء بيولوجي نعترف به ولكن هناك شيء ثقافي لم يعطي المرأة كل حقها في تطوير صورتها وتطوير وجودها في المجتمع.

جمانة نمور: بأي اتجاه يعني تريد بعد أن تطور هذه الصورة يعني ألا يمكن أن تكون تطلب الكثير؟

إلهام كلاب البساط: لا شوفي ما يبدو الآن بأن المرأة العربية عامة أقول تواجه الآن تحديات اجتماعية وثقافية مشابهة لما يواجهه الرجل، تعمل في ذات الوظائف، تتلقى ذات العلم ولكن هناك محرمات عليها وهناك ممنوعات تجعلها تحس في كل وقت وفي كل دقيقة بأنها أعيدت إلى وضعها البيولوجي وأن هذا مُحرّم عليها لأنها امرأة بينما مسموح به للآخر لأنه رجل.

جمانة نمور: دكتورة إلهام يعني دعينا نستمع الآن إلى صوت الرجل في هذه الحلقة من خلال الدكتور أحمد الحمداوي.

إلهام كلاب البساط: سأستمع جيدا.

انعكاسات الفروق الفسيولوجية على الجنسين

جمانة نمور: الاختصاصي في علم النفس ولو عبر الهاتف الآن من الرباط، دكتور أحمد لا أدري أن كنت قد استطعت متابعتنا حتى الساعة ولكن مجرد هذه الدراسة وما آلت أليه من نتائج علمية، برأيك هل تترتب عليها فروقات وظيفية في حياة كل من الجنسين وكيف تقرأ هذه النتائج؟

أحمد الحمداوي- اختصاصي في علم النفس: مساء الخير الأخت نمور وتحية لضيفتك الكريمة من بيروت.

جمانة نمور: أهلا وسهلا.

إلهام كلاب البساط: مساء الخير.

أحمد الحمداوي: طبعا هناك دراسات سبقت لهذه الدراسة بينت أن هناك فرضية فروق بين الجنسين وهذه الفروق هي التي تبيِّن ما يسمى بالهوية الشخصية للجنس فإما أن يكون ذكرا أو أنثى ومن هنا تتحدد جملة الخصوصيات التي يترتب عليها فيما بعد طبيعة الشخصية. والشخصية فيها مجموعة من المكونات الطبائع، المزاج، طبيعة الشكل العلائقي إلى غير ذلك، لكن لابد من أن نحدد مسألة أساسية هي تعريف الاستماع الرجل يستمع إلى المرأة أو العكس، لذلك فهذه الدراسة بينت أن هناك فروقا فسيولوجية تنبني على ما يسمى بالجنس وهذه الفروق هي التي تحدد طبيعة بعض السلوكيات والمعاملات، لذلك فطبعا يبقى طبيعة العلاقة وطبيعة النموذج العلائقي الذي يبيَّن ما يسمى بالتفاعل بين الجنسين.

جمانة نمور: يعني بحث من هذا النوع دكتور برأيك هل سيستخدم مثلا حجة من الرجال للذهاب بعيدا أكثر وأكثر في مسألة عدم الاستماع هذه لأنها يبدو تشكل صفة عامة؟ برأيك هل هو فعلا حجة.. يعني لماذا يستمع الرجل بسهول أكثر من النساء عندما لا يكون أختا له أو أما..

أحمد الحمداوي: أو زوجة..

جمانة نمور: أو زوجة يعني؟

"
هناك دراسة أجريت في أميركا بينت أن المرأة تستخدم ربع ذكائها في حين يستخدم الرجل ضعف ذكائه، بمعنى أن المرأة أذكى من الرجل
"
أحمد الحمداوي

أحمد الحمداوي: طبعا أنا أقول أن في دراسة أجريت في الولايات المتحدة ثبت أن المرأة تستخدم فقط ربع ذكائها والرجل يستعمل تقريبا ضعف ذكائه، بمعنى أن المرأة أذكى من الرجل وطبيعة الاستماع هذه التي يجب أن نعرّفه أو نحدده طبيعة الاستماع، أنا أظن أن هذا الاختلاف هو تكامل، المرأة والرجل لا يسمعان.. طبعا ثنائي فيه الاختلاف وفيه التضاد، الحقيقة أن هذا الاختلاف هو تكامل دنيوي وظيفي لابد منه لكي تكتمل الصورة الحقيقية أو الصورة الوظيفية فيما يسمى بالعمل العام سواء الزوجة تشتغل داخل البيت أو خارج البيت أو في العمل المهني بشكل عام، لذلك لا يجب نفهم الخلاف هو صراع، ليست حربا بين حرب أنثوي.. أنثوية ذكرية لذلك فهذا الاختلاف الفسيولوجي هو واقع قار أنساني بيولوجي فسيولوجي لابد أن يكون وهذه الطبيعة الإنسانية، لذلك فأما أن نكون أنثى أو نكون ذكر وفي الأنثى ما يسمى كما قالت الأستاذة إلهام من بيروت الرجل يحتوي على ميولات ذكورية وأنثوية في نفس الوقت وهذه بيَّنته الدراسة النفسية منذ قرنين كذلك بالنسبة للرجل، لكن هناك طغيان لجانب الأنثوي عند الأنثى وطغيان للجانب الذكوري عند الرجل لكن الأساسي في هذا الاختلاف هو هذه القدرة، هذه الطاقة، هذا الذكاء الذي يصنعه الخصوصيات التي تتميز بها المرأة ويتميز به الرجل، لذلك فهذه الدراسة ليست جديدة في تقديري الخاص سبقت هناك دراسات أن بينت هذا وأنا يمكن فقط أن أعطي مثلا أن حاليا هناك ميولات.. ميول أنثوي للاستيلاء على الميدان الطبي في تخصصات كثيرة مثل مثلا طب الأطفال ما هو أمومة ما هو..

جمانة نمور: نعم لكي لا نذهب بعيدا دكتورة إلهام ربما سؤال أخير موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة، بالتحديد موضوع التكامل الذي أشار إليه الدكتور أحمد يعني دراسات من هذا النوع ألا تذكر أو تعزز أن الهدف والمطلوب هو التكامل بين الجنسين وليس التماثل الذي تُتهم بالمطالبة به العديد من الحركات النسوية؟

إلهام كلاب البساط: نعم ولكن أريد قبل أن أذكر بأن ما قاله الأستاذ عن الذكاء الذي تستخدمه المرأة هو ربع ما يستخدمه الرجل ليس هذا فسيولوجي ولكن بسبب الظروف التي عانتها المرأة من قمع طويل طوال الأجيال اضطرت لأن تستخدم هذا النوع من الذكاء، هناك أنواع من الذكاء ليس هناك مقدار..

جمانة نمور [مقاطعةً]: على كلٍ دكتورة لو سمحت لي فقط بمقاطعة في هذا الإطار، حتى أن أبحاث علمية عديدة تقول حتى المرأة والرجل أيضا الرجل لا يستخدم أكثر من 5 إلى 10% من إمكاناياته الفكرية، تفضلي.

إلهام كلاب البساط: نعم ولكن أخاف أنا من كلمة تكامل عندما تقال عامة لأنه يعتبرنا الجزء الثانوي أو الجزء الثاني، التكامل يعني هناك الندية، أن نكون متساويان في العطاء ولكن نتكامل مع بعضنا، التكامل أيضا يجب أن ينفي قضية السيطرة قضية من هو أول من هو ثان من هو مسؤول عن الآخر، المرأة الآن تعاني من كثرة المفردات التي استخدمتها هي بطريقة خطأ وتستخدم الآن بطريقة يجب أن تحدد معانيها كالمساواة والعدالة والتكامل، كل هذه المفردات التي عانت منها الحركة النسائية.

جمانة نمور: شكرا دكتورة.

إلهام كلاب البساط: والتي تعاني منها المرأة الآن.

جمانة نمور: الحمد لله نجحنا الآن في أن يتابع مشاهدينا الدكتور أحمد الحمداوي معنا صوتا وصورة أيضا، نرحب بك مرة جديدة دكتور أحمد هل لديك تعليق على ما تفضلت به الدكتورة للتو؟

أحمد الحمداوي: فقط أنا أريد أن أذكر الأخت إلهام والسادة النظارة الكرام أن عندما تكلمت عن الذكاء أنا قلت الربع، إذا استخدمت المرأة جزء من ذكاءها فهو قد يكون أعلى مما يستخدمه الرجل، جملة الدراسات في السنوات الأخيرة تبيِّن هشاشة رهفة الرجل وطبعا رغبته إلى الحماية أكثر من المرأة لذلك فسوف فقط أراجع ما قلته، هذه الدراسة التي تبيِّن هذه الفروق تبيِّن إلى حدٍ أن المرأة في قدراتها وفي استعمالها لهذا المخزون طبعا الهوياتي كالجنس يختلف عن الرجل في مجموعة من المواصفات تتأكد فعليا في ممارستها لمجموعة من الوظائف والمهارات لا يمكن للرجل طبعا أن يقوم بها، لا يجب أن نفهم هذا الاختلاف طبعا صراع هو تكامل..

جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم ولكن..

أحمد الحمداوي [متابعاً]: هو تكامل وجودي، تكامل هويات وتكامل..

جمانة نمور [مقاطعةً]: برأيك دكتور اتضحت هذه الفكرة، هناك مجتمعات ربما ولو وصفت بين هلالين بالبدائية كان يلجأ ضمن الجماعات المجموعات إلى فصل الإناث عن الذكور توضع الإناث في برامج قد لا يصح تسميتها بإعادة التأهيل مع النسوة في القبيلة في حين يوضع الذكور مع الرجال في مرحلة تأهيل معينة لسن معين حينها يتم الاختلاط، برأيك في مجتمعات من هذا النوع هل كانت الأمور أكثر بساطة؟ هل تساهم في خلق علاقة مختلفة بين الرجل والمرأة مما نلاحظه ونعيشه اليوم في مجتمعاتنا الحديثة؟

إلهام كلاب البساط: بالعكس أنا أعتقد أن مجتمعاتنا..

جمانة نمور: تعليق بسيط من دكتور أحمد ثم نستمع إليك دكتورة تفضل.

أحمد الحمداوي: أنا أريد فقط أن أذكِر أن في مجتمعات سابقة كانت المرأة هي الأصل كما تقول نوال السعداوي، طبعا المرأة هي سيدة البيت هي سيدة القرار هي سيدة التوجيه لذلك ففي مجتمعات سابقة كانت المرأة هي التي تدير ما يسمى بالشؤون الخارجية للبيت والرجل كان طبعا يقوم مقام المرأة في مجموعة من القضايا الأسرية والتربوية لذلك، فطبعا طبيعة استمرارية وصيرورة وتغيرات العلاقات الاجتماعية والنفسية طبعا أدت إلى ما يسمى بوضع المرأة في موقع أصبح فيه الرجل أقوى تاريخيا، لذلك فأنا أقول..

جمانة نمور: شكرا لك، يعني ربما تتفق مع الدكتورة في هذه النقطة موضوع الممارسة والثقافة الاجتماعية هي تراكمات أدت بنا إلى الحياة التي نعيشها الآن، شكرا لك دكتور أحمد الحمداوي من الرباط وأشكر الدكتورة إلهام كلاب البساط من بيروت ونشكركم مشاهدينا على المتابعة ونذكركم أن بإمكانكم المساهمة باختيار مواضيع الحلقات المقبلة ومقترحاتكم أرسلوها على عنواننا indepth@aljazeera.net إلى اللقاء.