صورة عامة
ما وراء الخبر

تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس

نتعرف اليوم على ما وراء تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل بأنه لا نية لحركته في تجديد التهدئة مع إسرائيل.

– حماس ورفض تجديد التهدئة
– تداعيات تصريحات مشعل


undefined

جمانة نمور: أهلاً بكم نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل بأنه لا نية لحركته بتجديد التهدئة مع إسرائيل ونطرح فيها تساؤلين اثنين، ما هي الرسالة التي حملتها تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؟ وما هي التداعيات على الساحة الفلسطينية وردود الفعل إقليماً ودولياً؟ تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعدم تجديد الهدنة مع إسرائيل أثارت سجال فلسطيني.. فلسطيني تحت الأنظار الإسرائيلية المترصدة، سجال ربما أعطى صورة مسبقة لمعركة الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية الشهر المقبل.

حماس ورفض تجديد التهدئة

[تقرير مسجل]

عبد القادر دعميش: الخامس والعشرون من يناير 2006 الموعد المقرر للانتخابات التشريعية الفلسطينية يبدو كقاموس لتفسير التحركات السياسية والأمنية للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ومع تلك التطورات تبدو الانتخابات نفسها مجرد استمرار للصراع، تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بعدم التجديد للهدنة مع إسرائيل والتي تنتهي نهاية العام كما هو معروف سلفاً وصفتها السلطة بالتصريحات غير المسؤولة.

محمد دحلان- وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية: لا أحد يمتلك إنهاء هذه الهدنة لأنها محصلة إجماع وطني والسلطة ملزمة بتنفيذ الاتفاق الوطني ومَن يخرج عن هذا التوافق الوطني يكون خارج عن إطار الإجماع الوطني.

مشير المصري- المتحدث باسم حركة المقاومة حماس: الإجماع الوطني يقول إن التهدئة مؤقتة تنتهي بانتهاء هذا العام ومسألة تجديدها سيخضع إلى حوار فلسطيني قادم.

عبد القادر دعميش: وكان خالد مشعل قد برر تصريحاته بعد التزام إسرائيل بشروط تلك التهدئة خاصة عدم إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين واستمرار الغارات الإسرائيلية ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وكانت التهدئة نتيجة توافق في شرم الشيخ في فبراير الماضي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قام بعد ذلك بإقناع الفصائل في القاهرة ببنودها والواقع أن أرييل شارون وفي مطلع الشهر الجاري أعلن أن إسرائيل لن تسمح لحماس بحرية القيام بحملتها الانتخابية في الضفة الغربية وهذا بعد إعلان حماس استعدادها لخوض العملية السياسية الانتخابية وتحضير الأسماء والقوائم.

أرييل شارون: سوف نستمر في معارضتنا لمشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، لا يمكن لمنظمة إرهابية هدفها تدمير إسرائيل أن تكون شريكاً في المحادثات.

عبد القادر دعميش: بعض من المحللين فسر موقف شارون بمثابة تقديم النجدة للسلطة الفلسطينية للمواجهة الشعبية المتنامية لحركة حماس مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، الطاحونة السياسية الأمنية بين إسرائيل والفلسطينيين تدور كل يوم برياح متجددة والرسم السياسي على الورق طالما فقد المكان للتلوين المسلح بالغارات والعمليات على خارطة كثيرة التاريخ قليلة الجغرافية.

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من غزة نبيل عمرو عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ومن بيروت أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان أهلاً بكما، سيد أسامة حمدان ما هي الرسالة التي أرادها خالد مشعل وإلى مَن؟

أسامة حمدان- ممثل حركة حماس في لبنان: بسم الله الرحمن الرحيم هذه الرسالة واضحة وضوح الشمس تقول إن الشعب الفلسطيني وإن قوى المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقدم تهدئة إذا ظن الاحتلال أن هذه التهدئة معناها النيل من الشعب الفلسطيني واستمرار العدوان عليه واغتيال كوادره وقياداته الميدانية والمقاومِة وأن على الجميع أن يفهم أن هناك إجماع وطني على جملة شروط فلسطينية ينبغي أن تتحقق الإفراج عن المعتقلين وقف الاعتداءات الإسرائيلية وأننا كفلسطينيين قبل أن نخطو خطوة ثانية وهذه رسالة لمَن يعنيهم الأمر فلسطينياً علينا أن نقيّم هذه الخطوة السابقة التي تمت وأن نبحث عن مكامن الخلل وأن نحدد نقاط الإنجاز والإيجابيات إن كان هناك من إيجابيات وإنجازات ومن ثم نحدد الخطوة التالية ولا يمكن أن تكون هناك خطوة تفرض فرضاً من قبيل أن الأمر قائم وعلينا أن نواصل فيه هكذا.

جمانة نمور: إذا كان هذا هو موقف يعني حماس معروف واستمعنا إلى شيء يشبهه مع شروط مشابهة من محمود الزهار في الثالث من نوفمبر الماضي لم إذاً استغرب الشيخ سعيد صيام تصريحات مشعل وقال قد تكون محرفة وهدفها إرباك الساحة الفلسطينية وقد تكون كاذبة من الأساس وما سمعناه؟

أسامة حمدان: الحقيقة الشيخ سعيد صيام لم يكن يعلق على التصريحات بالوضوح الذي تفضلتم بالإشارة إليه بالتقرير بل كان يعقب على خبر أوردته أحد وكالات الأنباء تقول فيه إن الأخ خالد مشعل أعلن إنهاء التهدئة وهذا غير صحيح فنحن قد توافقنا مع القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة على أن التهدئة هي حتى نهاية هذا العام ونحن ملتزمون بذلك ومن هنا جاء استغراب الأخ الشيخ سعيد صيام حول هذه المسألة ولم يكن استغرابه حول مسألة أننا كفلسطينيين ينبغي أن نقوِّم التجربة السابقة وأن نضع شروط واضحة قبل أن نناقش تمديد التهدئة أو إطلاق تهدئة جديدة أو ما شابه من خطوة سياسية لاحقة.

جمانة نمور: لنرى السيد نبيل عمرو كيف فهم تصريحات خالد مشعل؟

"
موقف خالد مشعل الذي اتخذ بعدم تجديد الهدنة موقف مضر بحركة حماس التي تستعد لخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية
"
نبيل عمرو

نبيل عمرو- عضو المجلس التشريعي الفلسطيني: يعني نحن الآن في الواقع أمام موقفين موقف رأيناه من الأخ خالد مشعل وهو قاطع بأنه لن تتجدد التهدئة وموقف آخر يتحدث عن دراسة التجربة تجربة التهدئة والتشاور مع الآخرين واتخاذ قرار بشأنها، في واقع الأمر الموقف الأول الذي اتخذ /لن/ القطعية هو موقف مضر للغاية أولاً بحركة حماس التي تستعد معنا لخوض موسم الانتخابات المحلية والبرلمانية والكل يعلم أن موسم الانتخابات يحتاج إلى تهدئة وبالتالي التهدئة في مصلحة التوجه الديمقراطي الذي اخترناه جميعاً، الشيء الثاني الذي يجب أن يقال أن التهدئة ليست عملية تكتيكية لفصيل واحد عندما يعجبه موقف يتحدث بالتهدئة أو لا يعجبه يتحدث بالعكس هذا قرار أُخِذ في القاهرة أننا عندما نريد أن نأخذ موقف فيجب أن يكون هذا الموقف جماعياً هذا خروج عن الموقف الجماعي، أعتقد أن الوقت الحاضر الذي نعيش فيه حالة احتقان ومحاولات دولية قوية لتطويق ردود الفعل الإسرائيلية على عملية ناتانيا لا يجوز أن تصدر تصريحات من هذا النوع يجب أن تترك الأمور لجهود سياسية حثيثة لتجنيب غزة انتقاماً قاسياً تحت غطاء من التصريحات الخاطئة وأيضاً لتوفير إمكانيات جدية لتهدئة يستفيد منها الشعب الفلسطيني ووفق استطلاعات الرأي 70% من الفلسطينيين حقاً يريدون التهدئة ويسعون لأن تتكرس لفترة أطول لأنها في مصلحة الشعب الفلسطيني وبرامجه للمرحلة الحالية والقادمة.

جمانة نمور: ولكن يعني هل حدث ما يشجع حماس على مواصلة التهدئة برأيك في مرحلة سابقة؟

نبيل عمرو: لم أفهم السؤال.

جمانة نمور: يعني ما الذي يمكن أن يشجع حماس على مواصلة التهدئة مع كل الملاحظات التي لدى حماس عما يجري على الأرض؟

نبيل عمرو: نعم أحيانا كثيرة اختيار التوقيت للمبادرات هو أهم من المبادرة بذاتها، عندما تتجه حماس نحو العملية السياسية كما قلت في مقدمة هذا البرنامج فهذا يعني أن تتعاون مع الجميع لتوفير المناخ الذي يوفر للعملية السياسية النجاح والتقدم والتحقق، حماس يجب أن تشجع أولا من قبل الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي والعالم العربي باتجاه الانخراط بتوغل أكثر في العملية السياسية فهذا خيار العصر الذي نعيش وتشجع أيضا من خلال رغبة الأخ أبو مازن في حماية حماس ودعوني أوضح هذا الأمر قليلا، الأخ أبو مازن يتعرض لضغوط دولية هائلة لنزع السلاح ولمحاربة الفصائل وما إلى ذلك وأنتم تعرفون هذا ضغوط أميركية وضغوط إسرائيلية وحتى أوروبية، في الوقت الذي يقوم فيه الأخ أبو مازن بصد هذه الضغوط بقوة وبتصميم يجب أن يُساعَد لأنه بذلك يشجع حماس على حماية نفسها والمضي قدما باتجاه العملية السياسية، لا يجوز أن يواجه أبو مازن ويفاجأ بتصريحات من هذا النوع تضاعف الضغوط عليه وتقلل إمكانيات الدفاع عن موقفه اليوم على سبيل المثال جاءه الأميركيون وجاءه اتصالات عديدة من جميع أنحاء العالم، ما الذي يجري عندكم؟ لماذا القول إننا لا نريد تهدئة؟ لماذا التطوع بهذا الموقف الذي أدى إلى استجلاب المزيد من الضغوط؟ لذلك أقول نحن نشجع حماس على مواصلة التهدئة نشجعها على الالتزام بمنطوق ما قاله الأخ مشير وما يقوله الأخ أسامة أنه بعد أن تنتهي الفترة المحددة نجلس جميعا كفلسطنيين ونأخذ القرار الذي نراه مناسبا وفي تقديري سيكون القرار المناسب هو الاستمرار في التهدئة.

جمانة نمور: سيد أسامة حمدان يعني لم هذه التصريحات التي تحرج إن صح التعبير إذاً الرئيس الفلسطيني وكيف سيترك ذلك علاقتكم بالسلطة؟

أسامة حمدان: يعني الحقيقة أنا لابد لي من الإشارة بوضوح إلى أن موسم الانتخابات كما يقول الأخ نبيل يحتاج إلى تهدئة، طيب الإسرائيليين انسحبوا من قطاع غزة فلماذا تؤجل السلطة انتخابات البلديات في قطاع غزة الذي لا يتواجد فيه الإسرائيليون وتصر على إجرائها في الضفة الغربية في الخامس عشر من الشهر الجاري إذا كانت العقدة والمسألة هي مجرد عملية التهدئة أم أن هناك مسائل أخرى؟ فيما يتعلق بموقف الأخ أبو مازن أنا أعتقد أن مسؤوليته تحتم عليه أن يدافع عن الشعب الفلسطيني ويجب ألا يعيرنا أحد بأن رئيس السلطة الفلسطينية يدافع عن الشعب الفلسطيني أو عن مقاومة الشعب الفلسطيني أو عن فصيل فلسطيني لأن هذه مسؤوليته ونحن نقدر له ذلك ونعينه وقد ساعدناه كثيرا في ذلك، لكنني أتساءل الذين يبكون على التهدئة لماذا لم نسمع أصواتهم عندما كان الشهداء يسقطون اغتيالا؟ لماذا نسمع إدانة واضحة لجرائم إسرائيل؟ لماذا نسمع كلاما عن أن مثل هذه التصريحات مضرة وخروج عن الصف الوطني ولا أحد يملك أن يطلقها بعد اللقاءات مع الأميركيين واتصالات من الإسرائيليين؟

جمانة نمور: إذاً ولكن يعني السؤال نفسه عفواً سيد أسامة نستطيع أن نعيده إليكم لماذا تأخرت حماس إذاً بهذا النوع وبالحديث عن احتمال عدم التجديد للهدنة إذا كنتم ترون كل هذه المواقف وأن الالتزام الإسرائيلي لم يكن كافيا وما إلى ذلك؟

أسامة حمدان: نحن لم نتأخر نحن كنا نؤكد في كل مرة أننا نحترم التزامنا وأن ما يفعله الإسرائيلي هو مضر بهذه التهدئة وأن هذا الالتزام سنحفظه رغم ردنا على الاعتداءات في بعض الأحيان، لكن الآن المهلة أو الاتفاق ينتهي والبعض يتحدث عن التمديد فكان لابد لنا أن نوضح موقفنا وأنا أقول بوضوح الحوار ليس بالضرورة سيفضي إلى نتيجة محددة كما تحدث نبيل عمرو الأخ الوزير نبيل عمرو أشار إلى أن الحوار سيؤدي إلى تمديد التهدئة، أنا أقول إن الحوار أمامه خيارات مفتوحة وقد يؤدي إلى أي منها ليس بالضرورة خياراً بعينه لا مما أقوله أنا ولا مما يقوله هو لكننا بحاجة إلى تقويم جاد لنتائج هذه التهدئة ليس فقط.

جمانة نمور: ولكن مادمتم يعني عفواً سؤال أود منك إجابة باختصار عليه قبل أن نتوقف مع فاصل يعني ما دمتم تقولون إن الموضوع الموقف سيكون نتيجة حوار لم لا تجرون الحوار قبل إطلاق المواقف؟

أسامة حمدان: من حقنا أن نطلق موقفنا بوضوح قبل الحوار وأثناء الحوار وعندما يتم الاتفاق على موقف وطني فالتجربة أثبتت أن حركة حماس أكثر مَن يلتزم وأنا أعتقد أن التهدئة الحالية أكثر من التزم بها هي الحركة وهذا يؤكد مصداقيتنا الوطنية لكننا عندما نكون في معرض البحث في القضايا فلابد أن نشرح مواقفنا وأن نفسرها وأن نبررها ونحن نعتقد أننا لا يمكن أن نقول للشعب الفلسطيني إن هناك تمديدا للتهدئة على قاعدة إطلاق سراح الأسرى الذين كانوا في شهر فبراير/ شباط الماضي سبعة آلاف واليوم هم حسب إحصاء وزارة شؤون الأسرى تسعة الآلاف ومائتي معتقل أي أننا في خضم التهدئة زاد عدد المعتقلين أكثر من ألفين ومائة معتقل ما الذي يمكن أن نقوله لأباء وأمهات وأهالي الشهداء الذين سقطوا خلال التهدئة دون أن يكون هناك إجراء فعلي لحمايتهم وحماية غيرهم ممن يتعرضون إلى القتل بدم بارد على يد الإرهاب الصهيوني لذلك نحن نعتقد أن هذه المسائل بحاجة إلى إجابة واضحة قبل أن نقول إن هناك تمديدا تلقائيا للتهدئة وإلا فمن غير المنطقي أن نقبل بذلك.

جمانة نمور: على كل سيد أسامة هناك تحليلات كثيرة تابعناها وهي بحاجة إلى إجابات عليها سوف نعود لمحاولة استماع إلى هذه الإجابات بعد الفاصل فكونوا معنا.

[فاصل إعلاني]

تداعيات تصريحات مشعل

جمانة نمور: أهلاً بكم من جديد وحلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر تتناول تداعيات تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل بأنه لا نية لحركته بتجديد التهدئة مع إسرائيل إذاً سيد نبيل عمرو رغم أن السيد مشعل قال لا نية وقالها بحسب تعبيره بالفم الملآن يعني لا نية لتجديد التهدئة الآن السيد أسامة حمدان يقول هذا موضوع خاضع لحوار فلسطيني داخلي، إذاً ما فرص استمرار هذه التهدئة؟

نبيل عمرو: يعني مازال المواقف غامضة ومتباينة في حماس ذاتها يعني حتى الآن أنا لم آخذ الموقف الحقيقي لحركة حماس بين الـ /لن/ القاطعة والدراسة ومع ذلك لننتظر إلى أن يجري الحوار الذي التزمنا جميعا بضرورة أن يكون هو أساس العلاقات فيما بيننا، فيما يتعلق بموضوع التهدئة نحن نراها كمواطنين فلسطينيين عندما أقول 70% فأنا أنحاز للـ 70% إذا الـ 30% ينحاز لها الأخ أسامة أو كذا هو حر هذا موقفه أنا أنحاز للـ70% التي ترى في التهدئة مصلحة فلسطينية هذا تحليلنا وهذا ما يثبت على الأرض وإذا لم تكن التهدئة أصلا مصلحة فلسطينية لماذا توافق عليها حماس؟ لماذا تقول الآن هي أكثر وأفضل من التزم بها وعندما يقولون لا يصبحوا أفضل من يلتزم بالله؟ أنا أود أن أقول شيء يكفي العمل بالشعارات والمواقف دون حساب المردود لما يقال مردود ما يقال هنا على الأرض مردود قاسي للغاية هذه هي السياسة لا تستطيع أن تقول تصريح اليوم لا تدفع ثمنه أو لا تُدفِّع غيرك ثمنه وبالتالي أنا أقول من مصلحة الشعب الفلسطيني أن يتخذ موقف التهدئة كخيار سياسي وليس كخيار يوقف حقه في المقاومة مادام هنالك احتلال هنالك مقاومة ولكن كيف تؤدى هذه المقاومة؟ هنالك تهدئة هنالك تكتيكات سياسية هنالك انتخابات يعني فيه أكثر من موضوع يمكن أن نمارس فيه وجودنا ونحقق فيه ذاتنا ونتقدم فيه حتى على الإسرائيليين في مجالات متعددة.

جمانة نمور: نعم يعني استخدمت تعبير التكتيك السياسي يعني هذه للمرة الثانية عفواً سيد نبيل استخدمت موضوع أو مفهوم التكتيك السياسي ولكن أليس من حق طرف له قوة على الأرض أن يحاول أن تكون له مكاسب من وراء تقديم تنازلات مع موضوع الأسرى الذي أشار إليه السيد أسامة حمدان مثلاً؟

نبيل عمرو: لا بالتأكيد يعني موضوع الأسرى هو ليس موضوع يخص حماس يعني حتى لو حسبناها عددا وأنا لا أحب هذه الطريقة في المجادلة نجد أن على سبيل المثال من فتح والفصائل الأخرى الأسرى أكثر من حماس ومع ذلك هل يعتقد هو إذا راحت التهدئة وتصاعد الموقف ستفتح أبواب السجون ويخرج الأسرى؟ إذا لديه الاعتقاد بذلك يكون حين واقف على التهدئة قد خذل الأسرى لكن نحن نقول إن التهدئة سوف تفتح المجال ربما ولو ضيقاً لطرح موضوع الأسرى وتجنيد ضغط من أجل أن يتم الإفراج عنهم ولا وفق جداول زمنية قد لا ترضينا ولكنها على الأقل لا تترك السجن مغلقاً إلى ما لا نهاية، نعم من حق أي فصيل أن يستفيد من مواقفه ولكن دون أن يضر بالموقف العام يستفيد من مواقفه داخل الحوار يستفيد بانسجامه مع الفصائل الأخرى ولكن لا يستفيد فقط من خطوات فردية يتخذها هو ضمن حسابات خاصة وخاصة ونحن قد اتفقنا في القاهرة على أن لا يتخذ أي فصيل أي موقف دون التشاور مع الآخرين، الذي لاحظناه أن الكل يضع أجندته هي الأساس وبالتالي يصبح هنالك حالة من الفوضى السياسية التي لا نستطيع أن نحصد فيها حتى ثمن صمودنا وثمن عملنا السياسي والكفاحي.

جمانة نمور: سيد أسامة يعني هل هي فعلا مواقف لحسابات خاصة أو ممكن أن تكون مواقف لحسابات ربما أعم حتى من الساحة الفلسطينية، مثلا قرأنا اليوم في صحيفة النهار هناك مصادر فلسطينية رأت أن ما قاله مشعل جزء من لعبة العلاقات العامة التي تفرضها دول عربية على الفلسطينيين ضريبة وجودهم خارج فلسطين، يعني هل كان الكلام سيتغير لو لم يصدر من خالد مشعل من دمشق؟

"
مواقف حماس ليست مرتبطة بحسابات تخدم الآخرين بقدر ما تخدم القضية الوطنية الفلسطينية
"
أسامة حمدان

أسامة حمدان: يعني أنا أعتقد أن هذا أسخف تفسير سمعته لحديث الأخ خالد مشعل ولا يمكن أن يكون مقبولا بحال من الأحوال والكل يعلم أن حركة حماس مواقفها ليست مرتبطة بحسابات تخدم الآخرين بقدر ما تخدم القضية الوطنية الفلسطينية والكل يعرف ذلك ولم يعد هناك يعني جدل حول هذه المسألة، أنا ما أريد أن أشير إليه أننا يعني حتى لا نلعب لعبة التضليل في الأرقام استطلاعات الرأي متناقضة وهناك استطلاع رأي يشير إليه الأخ نبيل ولا أعرف مصدره وأمامي استطلاع رأي آخر نشره مركز دراسات مقرب من السلطة يقول إن 68% يرون أن التهدئة لم تحقق أهدافها وإن 81.5% يؤيدون الرد على الاعتداءات الصهيونية لذلك..

جمانة نمور [مقاطعةً]: هل يمكن عفواً يعني دعني أتوقف عند هذا الرقم تحديدا هل يمكن أن تكون مثلا حماس وضعته في حساباتها رأت أن هناك تعاطف شعبي ما يمكن أن تكسبه في الانتخابات إذا تركت التهدئة؟

أسامة حمدان: لا أنا لا أتحدث الآن عن أن المسألة مرتبطة بالانتخابات هناك معادلة في المواجهة مع الاحتلال وهناك صراع مع المحتل ونحن عندما بحثنا موضوع التهدئة كفلسطينيين وضعنا في اعتبارنا جملة من القضايا وليست مسألة واحدة والبعض منا كان لا يريد التهدئة لمدة عام البعض كان يريدها لمدة أقل من ذلك وأقصر من ذلك ولست بصدد الخوض في تفاصيل المواقف المختلفة لكنني أعتقد أننا توافقنا في النهاية على أن هذه التهدئة حتى نهاية العام ومن حقنا ومن فخرنا أن نقول إننا نلتزم بما نتفق عليه سواء كان هذا الأمر مواجهة أم تهدئة لكنني أريد أن أوضح مسألة..

جمانة نمور: إذاً هو ليس تخوف على شعبية يعني ليس التخوف على شعبية في ظل استهداف مثلا إسرائيل الجهاد الإسلامي ويصبح التعاطف الآن مع الجهاد الإسلامي بدلا من حماس؟

أسامة حمدان: أنا أعتقد أن التعاطف مع الجهاد الإسلامي في النهاية تعاطف معنا لأن التعاطف هو مع خيار المقاومة والتعاطف مع شهداء الأقصى هو تعاطف معنا نحن لا نفرق في موضوع المقاومة بين فصيل وآخر لكنني هنا أشير إلى موضوع الانتقائية الذي تصدى لها الأخ الوزير نبيل عمرو بالإشارة إليه يعني أنا أسأل إذا كان يتحدث عن الانتقائية مَن الذي انتقى مثلا تأجيل الانتخابات؟ نحن اتفقنا في القاهرة أن تكون الانتخابات في يوليو وأجلت إلى كانون أول وهناك كلام كثير يدور الآن أنها قد تؤجل ستة شهور أخرى لحسابات فئوية وأرجو ألا يقول لي إن السبب هو تعديل القانون لأنه كان من الممكن أن تجري قبل ذلك التاريخ، مَن الذي يعرقل حتى الآن التفاهم على إعادة بناء منظمة التحرير؟ ليس بالضرورة أن يجيبني لأن الكل يعلم أن هناك طرفا واحدا لا يريد إعادة البناء لحسابات معينة، إذا أردنا أن نتبادل الاتهامات فهناك كلام كثير يمكن أن يقال عن الطرف الذي يحاول بمناسبة وغير مناسبة أن يحشر المصلحة الوطنية الفلسطينية في الحسابات الإسرائيلية، يجب أن تكون المصلحة الوطنية الفلسطينية خاضعة لقرارنا كفلسطينيين ومَن يريد أن يكون هناك إجماع وطني عليه أن يؤمن بالشراكة والبحث الجاد في القضايا وتنفيذ ما يتفق عليه لا أعني يلتزم بقضية تخدمه لسبب معين ويترك غيرها نحن مستعدون لتنفيذ ما تنفق عليه وهذا ما أكدناه في حديثنا فيما سوى ذلك من حقنا أن نعلن مواقفنا وأن نأخذ بها حتى يتم التفاهم على غيرها.

جمانة نمور: إذا تساؤلات كثيرة طرحها السيد أسامة لا أدرى إن كان لديك إجابات عليها سيد نبيل عمرو خاصة فيما يتعلق بموضوع تأجيل الانتخابات فيما يتعلق بموضوع منظمة التحرير يعني حتى السيد ماهر الطاهر من الجبهة الشعبية أيضا رأى بأنه لابد من إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وليس هناك مبرر لعدم فعل ذلك إلا إذا كان هناك هدف سياسي يهدف إلى تصفية حق العودة؟

نبيل عمرو: لا يعني أنا لدى إجابات على كل التساؤلات التي هي أصلا ليست موضوعنا الآن الأخ أسامة يقيم منطقه على فرضية غير موجودة على الإطلاق وهي الرغبة لدينا في تأجيل الانتخابات التشريعية وما قيل عن ذلك لا، صدرت مواقف حاسمة بهذا الشأن الانتخابات التشريعية سنعمل بقوة وبالتزام لإجرائها في موعدها واتصالاتنا مع الأخوة في حماس وسائر الفصائل تؤكد على هذا الموضوع، الموضوع الثاني فيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية نحن بيننا داخل الساحة الفلسطينية قضايا كثيرة بيننا تفعيل منظمة التحرير وبيننا الانتخابات المحلية أن تتم أو أن تؤجل كلها قضايا فلسطينية أنا ليش أجيب التهدئة وأتعامل معها كرهينة إما أن تفعل كذا وإلا مفيش تهدئة؟ التهدئة تخص العلاقة مع الجانب الإسرائيلي وبالتالي لا يجوز عندما نأخذ خيار التهدئة أن نُنَظّر لهذه التهدئة بقوة وعندما تختلف المصالح نأخذ خيار آخر أن نُنَظِّر بذات القوة للخيار الآخر مع أننا نعيش في فترة زمنية واحدة فيها نفس الظروف وفيها نفس الخلفيات وفيها نفس الواقع، فيما يتعلق بموضوع منظمة التحرير الفلسطينية واللاجئين موضوع منظمة التحرير الفلسطينية هو موضوع وطني عام واللاجئين قضية وطنية عامة هي ليست ملك الجبهة الشعبية ولا ملك حماس قضية اللاجئين ملك الشعب الفلسطيني ولم يصدر لا عن مؤسسات فتح ولا عن مؤسسات السلطة ولا عن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ما ينفي هذه القضية أو يشكك فيها وبالتالي لا لزوم لإقحام مواضيع على مواضيع أخرى نحن نقول وأنا أوافق على ما قال الأخ أسامة حمدان وأنا مش راضي عن تأجيل أيضا الانتخابات البلدية بس هذه قضية جزئية يعني يمكن أن تحدث كما قال الأخ أسامة حمدان وأنا أصر على أن هنالك منطقين أمامنا في حماس ندرس نتشاور نلتزم، لو قال الأخ خالد مشعل هذا الكلام في خطابه لما احتجنا إلى هذه الحلقة أساسا موضوع دمشق والمكان الذي يصدر منه التصريح لا أعتقد أن الأخ خالد مشعل قصد بذلك خدمة الأخوة في سوريا في هذه المرحلة بالذات أنا أقول يكفي أخوانا في سوريا الهموم التي تحيط بهم وأعتقد أن هذا الموضوع وأنا مستعد أن أتحدث طويلا بهذا الشأن مع أن الوقت لا يسمح بذلك أن الأخ خالد مشعل لم يقصد أن يخدم لا مصلحة هذا النظام ولا أن يحرج ذاك النظام وإنما كان الأجدى من الأخ أسامة حمدان أن يعتذر عن زلة اللسان لو قال ذلك أيضاً لكان الوضع مقبول كلمة لن أريد جواباً عنها لن هي قطعية ولم أحب أن تحدث عن خالد إن شاء الله..

جمانة نمور [مقاطعةً]: يعني عفواً سيد نبيل عمرو دعني أقاطعك هنا لأنه لا وقت لدي لأعود للسيد أسامة ليرد عليك فأنا إذاً مضطرة لمقاطعتك هنا شكراً لك السيد نبيل عمرو وشكراً للسيد أسامة حمدان وشكراً لكم مشاهدينا على المتابعة إلى اللقاء.