ظاهرة تسارع وتيرة الزلازل وضحاياه
ما وراء الخبر

الزلازل تجتاح العالم

نحاول في هذه الحلقة التعرف على ظاهرة تسارع وتيرة وقوع الزلازل وارتفاع معدلات ضحاياه كما وقع في الزلزال الأخير الذي يقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف في باكستان والهند ونطرح تساؤلين اثنين.

– زلازل تكتونية وأخرى بحركات أرضية
– دور القمر في حدوث الزلازل


undefined
محمد كريشان: أهلا بكم، نحاول في هذه الحلقة التعرف على ظاهرة تسارع وتيرة وقوع الزلازل وارتفاع معدلات ضحاياه كما وقع في الزلزال الأخير الذي يقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف في باكستان والهند ونطرح تساؤلين اثنين، لماذا تتعدد التفسيرات لحدوث الزلازل؟ ولماذا يعجز العالم حتى الآن عن التنبؤ الدقيق بها لتفادي دمارها؟ إنه وضع فظيع يفوق التصور، الحصيلة ترتفع ساعة بعد ساعة، هكذا وصف وزير الداخلية الباكستاني الوضع الذي أسفر عنه زلزال آسيا الذي ضرب أجزاء من باكستان والهند وأفغانستان وأسفر حتى الآن عن وقوع أكثر من عشرين ألف قتيل والخوف من أن تصل الحصيلة إلى أربعين ألف وفيما يحصي المنكوبون أعداد ضحاياهم ومقادير خسائرهم تحتفظ ظاهرة الزلازل بأسرار لا ينفرد علماء الجيولوجيا بمحاولات إماطة اللثام عنها.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: أضحت هذه المشاهد مألوفة في السنوات الأخيرة لا تكاد تمر شهور قليلة حتى تتململ الأرض وتدك ما فوقها من المباني وتزهق أرواح المئات والآلاف من الناس، زلازل إيران وتركيا والجزائر وكشمير من بعدها محطات دامية خلفت وراءها مآسٍ إنسانية وخسائر مادية فادحة غير أن الدول المتقدمة وعلى رأسها اليابان نجحت نظرا لخبرتها الطويلة مع الزلازل في التخفيف من كلفتيها المادية والبشرية، لم تسر الأمور كذلك في كشمير، عشرات الآلاف من القتلى حولوا الإقليم ولو إلى حين من بؤرة للصراع إلى مثار للتعاطف وعرض المساعدة بين الهند وباكستان الجارتين اللتين تتنازعان السيطرة على الإقليم المنكوب، رب ضارة لا تنهي الحروب لكنها توقفها برهة من الزمن ليتأمل البشر ما هو أفتك من قنابل المدافع والطائرات تأملا لم يفضِ بنا إلى النتائج نفسها فبعضنا يقف عند التفسير العلمي الباحث بين ثنايا أحشاء الأرض عن ما يثير غضبها بين الحين والحين وبعضنا الآخر يتطلع إلى القمر لا ليناجيه بل ليتهمه بالوقوف وراء كوارث الزلازل بسبب حركة المد والجذر بينما انبرى بعض رجال الدين إلى الحديث عن الزلازل باعتبارها عقابا إلهيا وعلامة أكيدة على اقتراب يوم القيامة، قد تكون الحيوانات وحدها الكائنات الحية التي لا تعنيها نتائج العلم أو غير ذلك من الحسابات يكفيها غريزة تستشعر الزلازل قبل وقوعها وتنقذها عندما تتقطع ببني البشر السُبل.

محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من عمَّان البروفيسور نجيب أبو كركي أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية ومن عمَّان أيضا عماد مجاهد وهو باحث في هذه القضايا ومن القاهرة الدكتور أحمد علي بدوي الباحث في الزلازل في المعهد القومي بحلوان، نبدأ من عمان مع البروفيسور نجيب أبو كركي، بروفيسور هل يوجد تفسير واحد ومتفق عليه حول أسباب الزلازل؟

زلازل تكتونية وأخرى بحركات أرضية

"
الزلازل الناتجة عن الحركات الأرضية وهي أكثر الزلازل تدميرا وأهمها في الواقع هناك تفسير واحد لذلك يتلخص بأن درجة حرارة الأرض تزيد كلما زادت الأعماق هذه الزيادة تؤدي إلى اختلاف مواصفات الصخور
"
          نجيب أبو كركي

نجيب أبو كركي- أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية: فيما يخص الزلازل التكتونية أو الزلازل الناتجة عن الحركات الأرضية وهي أكثر الزلازل تدميرا وأهمها في الواقع هنالك تفسير واحد لذلك هذا التفسير يتلخص بأن درجة حرارة الأرض تزيد كلما زادت الأعماق هذه الزيادة تؤدي إلى اختلاف مواصفات الصخور بهذه المناسبة بحيث تصبح الصخور الساخنة أقل كثافة تميل إلى أن تصعد إلى أعلى تغوص مكانها الصخور الباردة طبعا كلها هي في الواقع ساخنة ولكن هنالك سخونة نسبية يؤدي هذا إلى حركات نسميها تيارات الحمل هذه تضغط على الصخور الصلبة والهشة للغلاف الصخري في الأعلى وعندما يصل هذا الضغط حدا معينا تنكسر هذه الصخور وتطلق كميات هائلة من الطاقة ينتج عنها موجات زلزالية تسبب الخسائر والدمار أينما وصلت وأينما طالت أماكن مأهولة هذا هو التفسير العلمي في الوقت الحاضر لموضوع الزلازل، هنالك أنواع..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني.. عفوا هذا التفسير هو المعتمد أيا كان مكان الزلزال؟

نجيب أبو كركي [متابعاً]: بالطبع هذا هو التفسير أيا كان مكان الزلزال بحدود ما ذكرت من أنها الزلازل التكتونية المعني بها أي التي تنتج عن الحركات الأرضية لأن هنالك أنواع ثانوية من الزلازل نسميها مستحثة قد تنتج عن ما يفعله الإنسان على سطح الأرض أحيانا من بناء للسدود أو تفجيرات نووية أو ما شابه ذلك مناجم وهكذا ولكن الطاقة الناتجة عن هذا زلازل مستحثة أو بفعل الإنسان هي قليلة جدا نسبة إلى الطاقة التي تتحرر بمناسبة الزلازل التكتونية وهي الأهم الناتجة عن الحركات الأرضية.

محمد كريشان: نعم، الدكتور أحمد علي بدوي في القاهرة الزلزال الأخير فُسر بأنه نتيجة ارتفاع نشاط الصفائح الأرضية في المنطقة، هل هو ما كان يقوله الآن الدكتور أم ربما يمكن إعطاء تفسير أكثر خصوصية لموضوع الصفائح هذا؟

أحمد علي بدوي- باحث في الزلازل في المعهد القومي بحلوان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، بالنسبة للزلزال الأخير الذي حصل يوم السبت وضرب باكستان والهند هو ناتج أساسا من الحركة النسبية التصادمية بين شبه القارة الهندية والجناح الشرقي للصفيحة الآسيو أوروبية وهذه المنطقة منطقة تصادم ومنطقة نشاط زلزالي من النوع التصادمي وهو أعنف أنواع الزلازل وأنا بأسميه في محاضراتي للطلبة أنه هو ده.. لأن مثل هذه الحواف القارية التصادم اللي أعلنت عنها زلازل عنيفة جدا وزلازل كبيرة جدا بيكون دمرها كبير وبيكون القوة الناتجة عنها طاقة كبيرة جدا هذا النوع من الزلازل الذي يحدث على حواف القارات والمحيطات أو هو الحركة النسبية ما بين الألواح التكتونية المشكلة لسطح الكرة الأرضية بينتج عنه حوالي 85% من عدد الزلازل الذي يضرب الكرة الأرضية سنويا في حين أن الزلازل الداخلية التي تعزو إلى أسباب ثانوية أخرى ولكن المسبب الرئيسي هو الحركة النسبية لهذه الصفائح التكتونية بيمثل فقط 15% من نسبة الطاقات المنبعثة من حواف القارات والمحيطات فبالتالي ال 100% من الطاقات المنبعثة في الزلازل كلها على مستوى العالم 85% الزلازل التكتونية والتي تحدث على حواف القارات والمحيطات أو على أماكن التقاء القارات ببعضها والمحيطات ببعضها وال 15% المتبقية تحدث داخل القارات في الحقيقة أن الزلازل التي تحدث داخل القارات بتكون أقل في التكرارية ولكن الدمار الناجم عنها يكون كبيرا جدا لأنها بتكون في أماكن آهلة بالسكان بتكون في أماكن كثيرة بالرغم من تكرارها قليلا ولكن نظرا لأن هي بتكون داخل القارات وفي داخل أماكن السكان بيكون الناتج عنها من الدمار كبير جدا إذا ما قورن بالعدد الكبير اللي بيحصل على الحواف القارية..

محمد كريشان: نعم، على ذكر تحرك القارات يعني هناك تقارير تشير إلى أن شبه القارة الهندية تتحرك سنتيمترين في السنة وأن الزلزال الأخير هو كانت نتيجة ارتطام صفيحتين الأوراسية كما تسمى والهندية واللتين شكلتا سلسلة جبال الهمالايا، نسأل الباحث الأردني عماد مجاهد، سيد عماد على عكس ما تفضل به ضيفانا من القاهرة ومن عمَّان أيضاً نُقل عنك بأن لك تفسير مختلف عن ظاهرة الزلازل وتربط الأمر بالقمر، هل من تفسير وهل يمكن أن يستقيم هذا التفسير علمياً؟

عماد مجاهد – باحث في قضايا الزلازل – الأردن: شكرا إليك أستاذي الكريم، طبعا لا أحد يستطيع أن يخالف الأخصائيين في مجال الجيولوجيا وهم أعرف بطبيعة حدوث الزلازل وأماكن حدوثها لكن حقيقة أنه على ما نرى في العلم الحديث أنه يجب أن تتداخل العلوم مع بعضها البعض بحيث يتداخل الفيزياء في الجيولوجيا والكيمياء في الجيولوجيا وأيضا علما الفلك بالجيولوجيا، الآن أنا بالصدفة وجدت في الزلزال الذي حدث في مدينة العقبة في 22/11/1995 ميلادي أن القمر كان في أعلى تأثير مدِّي له على منطقة الشرق الأوسط وبالتالي وجدت أن هذا المد الذي يحصل في التربة كما يحصل في البحار يؤدي إلى تحفيز المناطق المتصدعة في باطن الأرض والتي يحددها علماء الجيولوجيا بأنها منطقة حدود الزلازل يؤدي إلى المساعدة وتحفيز هذه المناطق على حدوث الزلازل، الآن أنا درست الزلازل..

محمد كريشان: يعني.. عفوا حتى نفهم إذا هو عنصر فلز وليس العنصر الرئيس..

عماد مجاهد: خليني أكمل إذا سمحت..

محمد كريشان: تفضل.

عماد مجاهد: لأهمية الموضوع الآن أنا درست الزلازل المسجلة في العالم منذ عام 1991 وحتى نهاية عام 2004 وجدت أن ما حدث في زلزال العقبة هو نفسه يتكرر في كل زلازل العالم بحيث إن جاذبية القمر لا تؤثر على مناطق معينة على سطح الأرض قريبة من المناطق التي لديها القابلية لحدوث الزلازل والتي حددها علماء الجيولوجيا تحدث الزلازل في هذه المناطق وعلى هذا الأساس تمكنت من وضع صورة لعلاقة جاذبية القمر بالزلازل وتمكنت من توقع بعض الزلازل التي حدثت منذ عام 2004 وحتى العام الحالي..

محمد كريشان: لنسمع.. عفوا نسمع تعليق من البروفيسور نجيب أبو كركي عن هذا التفسير.

نجيب أبو كركي: هنالك في الواقع جملة من الإشكالات، من يبتكر فرضية أو نظرية عليه أن يجيب عن بعض الأسئلة على سبيل المثال تأثير القمر الجاذبي لو حسبناه بواسطة نظرية نيوتن أو إلى آخره سنجد بأنه ضعيف جدا ومن الضعف بحيث إنه لا يمكن أن يفسر ما يذهب إليه السيد عماد يعني أن تأثير شاحنة على سطح الأرض أكبر من تأثير القمر في بعض المناطق نظراً لقرب هذه الشاحنة وبعد القمر الكبير جدا عن الأرض ثم أن القمر في حالاته عندما يكون جاذبيته أكبر ما يمكن فوق بعض المناطق هذه تحصل بشكل دوري وباستمرار فلماذا في بعض الأحيان يحصل زلازل وبعضها لا؟ هذا أيضا لا يفسر لماذا تتكرر الزلازل بشكل كبير جدا على سبيل المثال في إيران في تركيا في اليابان ولا تتكرر في إفريقيا على سبيل المثال؟ هل إفريقيا ليس لها نصيب من القمر على سبيل المثال وهل لا يمر فوقها هذا القمر أو لا يؤثر عليها؟ هذه بعض التساؤلات السريعة عملياً على هذه الفرضية وإن كان يثلج صدرنا أن يكون هنالك من يبحث في هذا المجال ولكن أنا أطلب أيضا التروي والتأني وعملياً إثبات ما نذهب إليه قبل أن ينشر بشكل واسع.

محمد كريشان: نعم، دكتور بدوي هل من تعليق فيما يتعلق بالقمر؟

أحمد علي بدوي: الأخ محمد يا ريتنا نجزم في هذه الحلقة على أنه ليست هناك ثمة علاقة ما بين الزلازل والشهور العربية على الإطلاق لأن الزلازل تحدث عادة في كافة أيام الشهور القمرية في هلالها وفي بدرها وفي محاقها وبالتالي ليست هناك علاقة تربط ما بين هذا وذاك وناهيك عن هذا أن الزلازل تحدث على أعماق أقلها بيصل إلى عشرة كيلو مترات تحت سطح الأرض وهذا عمق كبير جداً لا يستطيع القمر وقوى الجذب بين الأرض والقمر أن تمثل شيئا سوى حركات مد وجذر في مياه البحار والمحيطات علاوة على هذا أماكن الزلازل محددة ومعروفة بأنها أحزمة الزلازل التي تقع على التقاء حواف القارات والمحيطات أو الصفائح الأوراسية كما سلف ذكرها في هذا الموضوع وبالتالي مثل هذه العلاقة وهو هذا هو قدر علم الزلازل لأنها تحدث عادة بعيدة عن كاميرات التصوير وبعيدة عن كافة الكاميرات المراقبة تحدث على أعماق سحيقة قد تصل إلى سبعمائة كيلو متر فهناك علوم كثيرة تحاول الربط بينها وبين هذه الظاهرة ولكن الحقيقة الدامغة أن الزلازل ليس لها أية علاقة بالشهور العربية لا ببدرها ولا بمحاقها ولا بهلالها.

محمد كريشان: على كلٍ مهما تعددت التفسيرات فهل من الممكن أن نتحدث على الأقل عن إمكانية مسبقة للحد من خسائر الزلازل؟ نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دور القمر في حدوث الزلازل

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وهذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر تبحث في ظاهرة تسارع وتيرة وقوع الزلازل وارتفاع معدلات ضحاياها كما وقع في الزلزال الأخير الذي يقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف في باكستان والهند، سيد مجاهد تعقيب بسيط وسريع عن أراء الأخوة حتى نتقدم في محاور أخرى؟

عماد مجاهد: شكرا جزيلا سيدي الكريم، أولا يجب أن نعترف في علم الفلك أن القمر يسحب المحيطات أثناء المد ارتفاع تقريبا 15 مترا أما التربة فيسحبها القمر إلى ارتفاع 30 سنتيمترا وهذه يجب ألا نستهين بها وهذا ما تعترف به الدراسات الأميركية فإذاً القمر يؤثر على سطح الأرض وهذا التأثير عندما نرفع قارة أو جزء من قارة بمقدار 30 سنتيمترا يؤدي إلى تقوس في سطح القارة وبالتالي يؤدي إلى تحريك المناطق الضعيفة الجيولوجية وهذا يحفز على حدوث الزلازل الجواب..

محمد كريشان: على كلٍ شكرا لك حتى نغلق قوس القمر ونعود مرة أخرى إلى الأرض، سيدي أبو كركي فيما يتعلق بالخسائر سؤال ربما يطرحه أي إنسان لماذا تقع هزات أرضية في بعض الدول مثل اليابان ولا تُحدث مثل هذا الدمار في حين مناطق فقيرة تُحدث كل هذا الخراب؟ البعض يرجع ذلك إلى نوعية المباني، هل هذا فقط هو ما يمكن أن يُفسَّر؟

نجيب أبو كركي: في الواقع ليس فقط نوعية المباني.. نوعية المباني هي أحد العوامل وهي مهمة جدا لدينا أمثلة واضحة في هذا المجال في شيلي حصل أكبر زلزال تقريبا سُجل في هذا القرن في سنة 1960 تلقنوا الدرس بشكل جيد، في سنة 1995 يحصل لديهم زلزال قوته 8.2 على بعد اثنين كيلو متر من إحدى المدن يقتل اثنان طبعا هذا نتيجة اعتماد كود للبناء بشكل ممتاز بناءً مدروسا جيدا بحيث إذا انهارت لا تنهار المباني بشكل كامل ألا يحصل دمار على رؤوس الناس عملياً تنتقى المواد بشكل ممتاز كل شيء محسوب بشكل جيد، إذاً هذا أحد العوامل، من العوامل الأخرى جاهزية الناس عملياً ومعرفتهم كيف يتم التصرف في هذا حالات في اليابان هنالك تجارب وتمارين على مستوى المدارس على سبيل المثال بشكل شهري تقريبا في تلك المنطقة هنالك أيضا استعداد الجهات الرسمية هنالك استعداد للمستشفيات هنالك عمليا محاولات إحاطة متكاملة بكل العوامل التي تؤدي إلى تقزيم أو تقليل الخسائر طبعا كل هذا يؤثر بينما عندما تفاجأ بعض الدول بهذه الزلازل نلاحظ ارتباك.. ارتباك في تأخير الإنقاذ الساعات الأولى بعد الزلزال مهمة جداً القتلى يزيد عددهم بشكل كبير جداً بعد عدد من الساعات نحن نسمع في الوقت الحاضر الأخبار تقول بأن هنالك استغاثات تأتي من طلاب مدارس ثم نسمع خبرا آخر بأن المدارس ذاتها دمرت بشكل كبير لماذا تدمر المدارس؟ المدرسة مكان يجب أن يكون مبنيا بشكل يقاوم الزلازل عمليا لأنه مؤهل لأن يكون به آلاف الطلبة أحيانا طبعا كل هذه عبارة عن نقاط إذا ما تم تلافيها فيمكن تخفيف أخطار الزلازل بشكل كبير.

محمد كريشان: دكتور بدوي هل هناك عناصر أخرى لابد من أخذها في الحسبان للحد من الخسائر؟

"
أول درجات التعايش مع الزلزال هو تحديد أماكن حدوث الزلازل بآخر القارات خاصة وتحديد الصدوع لأن الزلازل عادة ما توصل إلى الصدوع أو أماكن ضعف القشرة الأرضية وتحديد هذه الصدوع وتحديد النشط منها
"
           أحمد علي بدوي

أحمد علي بدوي: نعم كما سبق وقلنا إن الزلازل ظاهرة طبيعية لن يستطيع أحد أن يمنعها ولكن واجب على الجنس البشري أن يتعايش مع هذه الظاهرة وأول درجات التعايش مع هذه الظاهرة هو تحديد أماكن حدوث الزلازل بآخر القارات خاصة وتحديد الصدوع لأن الزلازل عادة ما توصل إلى الصدوع أو أماكن ضعف القشرة الأرضية وتحديد هذه الصدوع وتحديد النشط منها يمكن ببساطة جدا وهذه الطريقة طبقت في أميركا بنوع من أنواع حقن المادة اللصيقة تخفف من الحركة على أسطح هذه الصدوع والفوالق وبالتالي الحركات الناتجة عن هذه الحركة لما تكون سرعتها بنقلل أو نوقف معدل السرعة وبالتالي معدل الخسائر بيقل، الأمر الآخر حدود أو معرفة حدود الطبيعة ومخاطرها وبالتالي احترام هذه المخاطر لكل طبيعة وبناء المباني والمنشآت مقاومة لهذه الزلازل فهناك مناطق تتميز بحركات أفقية يجب أن يكون التوسع فيها رأسيا وهناك العكس أماكن تتميز بحركة رأسية وبالتالي التواصل بيكون مطلوب يبقى هناك ثلاثة أطراف أو ثلاثة جوانب في هذا الموضوع جانب هندسي جانب بيئي وجانب جيولوجي، بالنسبة للجانب الجيولوجي تحديدا أماكن الصدوع تحديد أنواع التربة وطرق الاستجابة للحركات الموجية المختلفة عن أنواع الزلازل، بالنسبة للطرق الهندسية تحديد أشكال التصميم المعماري وكيفية التوسع.. التوسع الرأسي المناسب، الجانب أو الشق التثقيفي أو البيئي هو.. أو تعليم الشباب أو الطلاب بالمدارس والتلاميذ على كيفية التصرف أثناء وقبل وبعد الزلزال بكل هذه الاستراتيجيات يمكن التقليل والتبسيط من مخاطر الزلازل ونظرة إلى التاريخ مصر القديم فالمصري القديم عايش وتعايش مع الزلازل وأكبر دليل على هذا الاختيار هضبة الهرم كحجر أو مكون لحجر جيري لإنشاء هذا الصرح العظيم وهذه الأعجوبة من عجائب الدنيا الهرم بشكل هرمي بحيث يكون ارتفاع الهرم بيساوي 95% من طول ضلع القاعدة المربع بيقاوم الزلازل حتى شدة تسعة وهذه ما يحدث حتى الآن في التاريخ وبالتالي المصري القديم كما عايش وتعايش مع الظاهرة على المصري الحديث والعالم العربي النهاردة أن نتعلم من تاريخنا ونتعلم من جذورنا كيف تعايش القدماء مع هذه الظاهرة وعلنا نتعلم ونعي الدرس جيدا.

محمد كريشان: نعم، في السنوات الخمس عشر الماضية حدث أربعة وعشرين زلزالا وعام 1999 كان هو صاحب الرقم القياسي حدثت فيه أربعة زلازل مثلما أشار السيد مجاهد قبل قليل وأنا أريد أن أسأله وقعت هزة أرضية في الأردن بالطبع الكل يتذكر الزلزال الكبير الذي عرفته الجزائر في قبل سنوات عديدة، هل تعتقد بأن هناك مناطق معينة أو دول معينة في المنطقة العربية ربما تكون مؤهلة أكثر من غيرها لحدوث مثل هذه المآسي لا قدر الله؟

عماد مجاهد: يا سيدي هذا السؤال يوجه للجيولوجية ليس لي لكن أنا تنبأت بالهزة التي وقعت في عمَّان في الأردن يعني تحديدا في غور الأردن صباح يوم 3/10 الحالي وحدثت الهزة بالفعل وأخبرت الجهات المسؤولة في الأردن قبل حدوثها بشهر وقلت إنه أتوقع هذه الهزة يوم 3/10 وحصلت ضدي حملة شنيعة ولكن الهزة حدثت بالفعل.

محمد كريشان: يعني عفوا أنت نبهت قبل شهر ولكن مثلا إندونيسيا أنشأت محطات للاستشعار عن بعد، العديد من المحطات.. هذه المحطات تقول بأنه لا يمكن الاستشعار بهزة إلا قبل خمس عشرة دقائق يعني أنت ما شاء الله قبل شهر يعني..

عماد مجاهد: سيدي الكريم يجب أن نعلم أن القمر ومن خلال دراساتي التي كانت منذ عام 1995 تأكد لي أن القمر هو المسؤول..

محمد كريشان: لا.. يعني موضوع القمر انتهينا منه بارك الله فيك حتى لا..

عماد مجاهد: أيوه أقصد التنبؤ..

محمد كريشان: حتى يعني فهمنا وجهة نظرك وعقب عليه الإخوان وعقبت عليه أنت..

عماد مجاهد: بس دقيقة أتحدث عن التنبؤ..

محمد كريشان: تفضل، باختصار شديد.

عماد مجاهد: نعم، أنا ذكرت أن هناك هزة ستحدث في مكة أو جدة يعني غرب شبه الجزيرة العربية يوم 14/9 وحدثت الهزة في مكة وتحدث عنها الخبراء هناك كما أيضا توقعت زلزال باكستان الذي وقع قبل يوم أول أمس لأنه يقع على نفس خط العرض.

محمد كريشان: شكرا لك، لنسأل في نهاية الحلقة السيد بدوي باختصار عن موضوع التنبؤ بين قوسين بمثل هذا الأمر ثم نأخذ رأي السيد أبو كركي.

أحمد علي بدوي: أخي العزيز محمد لن يستطيع أحد ولا أي قوى عظمى على مستوى المعمورة بالكامل أن تتنبأ بالزلازل لأن الحق تبارك وتعالى أدمج هذه الظاهرة في قول الحق تبارك وتعالى {إذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} ومن هنا فإن الآخرة مرتبطة بقيام زلزال كبير ومن باب أولى إذا تنبأ الإنسان بالزلازل الدنيوية فمن باب أولى أن يتنبأ بالآخرة وهذا من ضرب المستحيل أما ممكن للإنسان أن يتوقع بدراسات معينة ومحددة دراسات تقع على القشرة الأرضية وعلى أعماق تقل عن خمسة كيلو مترات حتى يستطيع أن يتوقع وهذا التوقع قابل يصيبه الفشل أو النجاح أما تنبؤ كهذا هو مستحيل..

محمد كريشان: نعم شكرا لك، سيد أو كركي باختصار في هذه المسألة تحديدا؟

نجيب أبو كركي: في الواقع هناك خوض شديد أريد أن أعقب قليلا على ما قاله السيد عماد بالنسبة لزلازل الأردن هنالك خوض شديد جدا بالفعل هو قبل شهر وزع على وكالات الأنباء بأنه سيحدث زلزال في منطقة الشرق الأوسط أو الخليج العربي قوته ما بين ستة إلى سبعة باحتمالية 60%، نحن في علم الزلازل لا نسمي هذا تنبؤا، حتى يسمى تنبؤا يجب أن يحدد الموقع بشكل دقيق نسبيا لأقرب خمسين كيلو مترا على سبيل المثال القوة بشكل أيضا دقيق إلى أقرب نصف درجة ووقت الزلزال بشكل أيضا دقيق إلى أقرب أيام إنما هنالك أيضا زلازل تحصل بشكل دائم على.. خاصة الأرض لا يمكن أن أنكر في الهواء بشكل عام بأنه سيحصل زلزال في آسيا على سبيل المثال من هنا وحتى شهرين وأنا أعلم بأن كل شهرين بيحصل فيه عشر زلازل فبالتأكيد أنا سيصيب هذا التنبؤ، التنبؤ بالزلازل عملية في الوقت الحاضر هناك اقتناع تام بأنها مستحيلة لتعدد أسباب.. لتعدد العوامل المؤدية عمليا إلى حصول هذه الزلازل والعوامل التي لها دور في هذا المجال، كل زلزال يبدو وكأنه له شخصية خاصة ما يحصل قبل أحد الزلازل لا يتكرر قبل زلزال آخر وبالتالي أعتقد بأنه مسألة التنبؤ بالزلازل في الوقت الحاضر محسومة وستبقى محسومة إلى فترة طويلة للأسف الشديد.

محمد كريشان: شكرا لك بروفيسور نجيب أبو كركي أستاذ علم الزلازل في الجامع الأردنية، شكرا أيضا لضيفنا من القاهرة الدكتور أحمد علي بدوي الباحث في الزلازل في المعهد القومي بحلوان وشكرا أيضا للباحث الفلكي من الأرض عماد مجاهد، كالعادة نذكِّر بأنه بإمكانكم المساهمة بمقترحاتكم من خلال عنوان البرنامج الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد.