الواقع العربي

كيف غدت تعز بعد عام ونصف من الحصار؟

تناول برنامج “الواقع العربي” الوضع العسكري والإنساني في تعز بمناسبة مرور عام ونصف على حصار المدينة من قبل مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح.

قال المسؤول الإعلامي في ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز محمد المقرمي إن "مليشيات الحوثيينوالمخلوع صالح راهنت كثيرا على الوضع الإنساني للمدنيين في تعز، فمنذ انكسرت أمام أبطال المقاومة في مختلف الجبهات أطبق الحصار على المدينة من جميع المنافذ، في محاولة منهم لإخضاع أهاليها وتركيعهم، لكنهم فوجئوا بصمود الجميع الأسطوري".

وخلال مشاركته في حلقة (5/9/2016) من برنامج "الواقع العربي" التي تناولت -الوضع العسكري والإنساني في تعز بعد مرور عام ونصف من الحصار- أكد المقرمي أن الحوثيين منعوا دخول الماء والدواء والطعام إلى داخل المدينة، واستهدفوا من خلال القصف المتواصل يوميا البنية التحتية خاصة شبكات الكهرباء والمياه، كما انعدم وجود المشتقات البترولية بالكامل، ولم تكتف المليشيات بذلك، بل تعمدت قصف المستشفيات حتى لم يتبق إلا خمسة منها تعمل بأقل من 10% من طواقمها.

وأكد أن ما مارسته المليشيات من حصار وحرب على المدينة لم تشهده تعز على مر التاريخ، فقد كان الحصار مطبقا، وكان المستهدف من هذه العمليات هم المدنيين بالدرجة الأولى.

وأشار إلى أن المدينة بدأت تتنفس الصعداء وبدأت الخدمات تعود إليها بشكل أساسي، بعد كسر الحصار جزئيا منذ أسبوعين عبر المنفذ الغربي، ومع ذلك لا تزال المنافذ الرئيسية للمدينة مغلقة.

الوضع العسكري
من جانبه أكد القائد في الجبهة الغربية للمقاومة الشعبية بتعز عبده حمود الصغير، أن الواقع الميداني لمدينة تعز مرير من حيث المعارك المستمرة يوميا في جميع جبهات القتال، والتي تمتد على رقعة كبيرة من المدينة وأريافها، حيث تحاول المليشيات دخول المدينة يوميا من الجهات الشرقية والغربية والشمالية، كما تسعى لإعادة إغلاق طريق الضباط المنفذ الرئيسي للمدينة والذي فتح في الأيام الماضية.

وأضاف أن المقاومة تقدمت بدعم من قوات التحالف العربي وباتت تسيطر على معظم أحياء المدينة، ولم يتبق سوى بعض الأحياء داخلها تحت سيطرة الحوثيين، أما على مستوى الجبهات الخارجية فهناك معارك عنيفة في مديريات صبر والصلو وحيفان حيث تحاول المليشيات قطع طريق تعز التربة عدن لإحكام حصار المدينة. 

وعن أسباب عدم تمكن القوات الحكومية من حسم معركة تعز حتى الآن أوضح الصغير أن الانقلابيين يعتبرونها معركة رئيسية، ولذلك ضخوا كثيرا من الآليات العسكرية والدبابات والأفراد لها ولريفها، وهذه الكثافة البشرية تؤثر بلا شك على سير المعارك، في المقابل يفتقر الجيش الوطني والمقاومة داخل المدينة لكثير من الأسلحة المتطورة والنوعية التي تستطيع بها "ضرب عمق العدو وآلياته وتعزيزاته العسكرية".

واعتبر السير في خط المفاوضات عبثا، "لأن ما تقوم به المليشيات اليوم من قصف للأحياء السكنية وتدمير للمنازل والمدارس والمساجد والمباني الحكومية يؤكد عدم رغبتهم في السلام، وأن الحل الوحيد للأزمة في اليمن هو الحسم العسكري".