الواقع العربي

ما دلالة عودة إخوان الأردن للبرلمان؟

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على دلالات فوز الإخوان المسلمين في الأردن بـ15 مقعدا في الانتخابات البرلمانية بعد سنوات من المقاطعة، وعودتهم للمشهد السياسي كأكبر تكتل معارض في البرلمان.

حصل "التحالف الوطني للإصلاح" في الانتخابات النيابية الأردنية المشكل من الإخوان المسلمين، على 15 مقعدا، عشرة للإخوان وخمسة لحلفائهم، وجاءت مشاركة الإخوان بعد مقاطعة استمرت ثمانية أعوام.

هذه النسبة جرى وصفها بالخجولة في وسائل الإعلام، لكن الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية محمد أبو رمَان رأى أنها معقولة، وإن كان الإخوان طمحوا إلى أن تكون أكبر قليلا مما حصلوا عليه.

وفي حديثه لبرنامج "الواقع العربي" حلقة (2016/9/23) قال إن الأهم من نسبة الإسلاميين في البرلمان هو مشاركتهم بعد سنوات ذهبت فيها العلاقة مع الدولة إلى التأزيم، بل أكثر من ذلك إن الإسلاميين أنقذوا الانتخابات الأخيرة بعودتهم إلى اللعبة السياسية في البلاد، على حد رأيه.

الكاتب والمحلل السياسي راكان السعايدة رأى أن مشاركة الإخوان استهدفت أمرين: أولا التأكد من حضورها وشعبيتها، وهذا ما ثبت، إضافة إلى قدرتها على إقامة تحالفات سياسية. والأمر الثاني أنهم احتاجوا إلى منصة رسمية دستورية تمكنهم من التواصل مع كل مستويات القرار السياسي والأمني.

يذكر أن الجماعة شهدت خلال السنوات الأخيرة تصدعات داخلية وانقسامات، كما مرت بتوترات مع الدولة بلغت ذروتها العام الماضي بعد أن منحت الحكومة ترخيصا لشخصيات مفصولة من الجماعة الأم بتشكيل جمعية جديدة.

هذا من جانب الإخوان، أما الدولة فقد عبرت عن موقفها بوضوح خلال كلمة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة، إذ قال إن إجراء الانتخابات انتصار حقيقي للبلاد في ظل الاضطرابات الإقليمية.

أبو رمان علق قائلا إن الانتخابات جاءت وهناك حرائق إقليمية وانهيار دول في ظل تيار عربي رسمي كبير يرى عدم جدوى الديمقراطية، ويسم كل التيارات الإسلامية بالإرهاب، لافتا إلى أن فشل الانقلاب في تركيا أعطى دفعا للخيار الديمقراطي.

ثمة تجارب عربية يراها أبو رمان مسهمة في التحولات الأردنية، ومنها قرار حركة النهضة في تونس فصل الدعوي عن السياسي التي أثرت على الإخوان، بعد أن كانوا "مسلوبين" ومتأثرين عاطفيا وأيديولوجيا بما حدث مع الإخوان في مصر.

وعليه، فإن المرحلة المقبلة -في رأيه- هي جس النبض بعد تغير قواعد اللعبة السياسية والأزمة التي تبعت الربيع العربي وأدت إلى إنهاء الوجود القانوني لجماعة الإخوان في الأردن.

وبيّن أن كتلة الإخوان يمكن أن تقطع الطريق على "تيار عصابي" داخل الدولة يريد إقصاءها تماما، كما تقطعه على تيار ينمو داخل الجماعة يتساءل عن جدوى العملية الديمقراطية برمتها.

أما عن الجماعة التي رخصتها الدولة من منشقين عن الإخوان، فقد خرجت من الانتخابات بفشل كبير، كما عبر السعايدة، وأضاف أنه ثبت أنها ليست ذات عمق شعبي.

شعبية الإخوان
لكن العمق الشعبي من جانب أبو رمان يجب أن يوضع على المحك، فالإخوان أثبتوا وجودهم لكن هذا الوجود تضرر أيضا، فهم غابوا تقريبا في المحافظات الأردنية، كما أن مرشحيهم من الوجوه الجديدة وليسوا بالثقل السياسي للمرشحين السابقين.

في قراءة السعايدة فإن الجماعة خسرت حصتها في مراكز المدن الرئيسية بسبب غياب كتلة انتخابية لم تكن واثقة من نزاهة الانتخابات الحالية بعد تجارب تزوير سابقة، الأمر الذي ثبت عكسه وكانت نزيهة بعدة معايير.

أما دفع الإخوان بوجوه جديدة ففسره السعايدة برغبة الإخوان في طرح وجوه جديدة، قد يسهل عملية التواصل مع الدولة، على عكس الوجوه القديمة للإخوان التي قد تكون لدى الدولة صور نمطية عنها.

الجزيرة وفي صفحتها على موقع تويتر استطلعت آراء متابعيها في الموضوع وطرحت عليهم السؤال التالي: كيف ترى فوز الإسلاميين بـ15 مقعدا في انتخابات الأردن؟

المشاركات تجاوزت ثلاثة آلاف مشاركة خلال أربع ساعات فقط، وجاءت النتائج كالتالي:

– 48% قالوا إن النتائج تعبر عن ثقلهم الحقيقي
– 40%  قالوا إنها أقل من ثقلهم الحقيقي
– 12% قالوا إنها أكثر من ثقلهم الحقيقي