الواقع العربي

هل ترتكب المليشيات العراقية الجرائم وتحقق فيها؟

ناقش برنامج “الواقع العربي” دعوة منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة العراقية إلى التحقيق في الإعدامات والانتهاكات ضد المدنيين في الفلوجة على أيدي القوات النظامية ومليشيا الحشد الشعبي.
الإعدام والتمثيل بالجثث.. التعذيب والتنكيل والسحل بربط الضحايا بالسيارات، والإخفاء القسري.. كل ذلك تضمنته تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش واعتمدت عليها في مطالبتها الحكومة العراقية بإجراء تحقيقات شفافة ومحايدة لتحديد المسؤولين عن تلك الانتهاكات ومحاسبتهم.

تبدي المنظمة استعدادها للذهاب مباشرة إلى العراق والتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب ومليشياتِ الحشد الشعبي، لكن الأهم من ذلك انتظار لجنة التحقيق الرسمية التي كلفها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وعود العبادي
المتحدث باسم منظمة هيومن رايتس ووتش أحمد بن شمسي في حديث لحلقة الخميس (9/6/2016) من برنامج "الواقع العربي"، قال إن المنظمة تسجل الوعود التي أطلقها العبادي للتحقيق والمحاسبة.

لكنه أضاف "نريد مزيدا من معلومات حول تشكيل اللجنة"، مفيدا أنها إذا تشكلت من الجهة التي ارتكبت أو جهة قريبة منها فإن ذلك سيضرب مصداقيتها. هذه المعلومات التي طلبتها المنظمة، غير أنها إما لم تتلق أجوبة عليها أو تلقت أجوبة فضفاضة في بعض الأحيان، وفق بن شمسي.

من جانبه قال الأكاديمي والباحث العراقي عبد القادر محمد إن اللجنة التحقيقية أكذوبة لطمس الحقائق لا لكشفها، لافتا إلى أن مثل هذه اللجنة انعقدت سابقا بعد جرائم مماثلة، ولم تكن إلا امتدادا للتغطية على سياسة القتل الممنهجة.

وذكر محمد -المقيم في أربيل وأحد أبناء الفلوجة– أن قصصا مروعة يرويها الناجون من المذابح، ومنها دفن الناس أحياء وإجبار بعضهم على شرب دماء الضحايا.

وحمل المتحدث رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس هيئة الحشد الشعبي هادي العامري وزعيم مليشيا أبو الفضل العباس أوس الخفاجي مسؤولية الفظائع المرتكبة. أما إيران والولايات المتحدة فقال إنهما تنسقان وتوفران الغطاء الجوي والسياسي لذبح الفلوجة.

 

عكس الوعود
مع تواصل الانتهاكات وتكرارها يقر بن شمسي بعدم جني ثمار الوعود التي قطعتها الحكومة العراقية للتصدي لهذه الانتهاكات، بل أكد أن الواقع كان دائما يفيد بعكس الوعود، متحدثا عن شهادة واحدة لعضو مليشيا حزب الله قال فيها إنه شخصيا قتل تسعين فردا في سامراء في مارس/آذار الماضي.

أما النسخة الأخيرة من متوالية الذبح في العراق فأوردها بن شمسي على لسان الفارين من الفلوجة، إذ سئلوا هل كانوا يُعذبون لانتزاع معلومات، فيأتي الرد بالنفي "لم يطلبوا معلومات.. فقط كانوا يقولون نحن جئنا ثأرا لسبايكر"، المعسكر الذي قتل فيه تنظيم الدولة الإسلامية 1700 من المتدربين الشيعة.