الواقع العربي

الفلوجة.. معركة تحرير أم انتقام مليشيات؟

بحث برنامج “الواقع العربي” المخاطر المحدقة بأهالي مدينة الفلوجة في حرب القوات الحكومية العراقية والمليشيات ضد تنظيم الدولة، والخشية من أعمال انتقامية طائفية كما جرى بمحافظتي ديالى وصلاح الدين.

ست ساعات فصلت بين إعلان الحكومة العراقية عن ممرات آمنة لأهالي الفلوجة (خمسون كيلومترا غرب بغداد) وبين اندلاع نيران المدافع والصواريخ والطائرات الحربية على المدينة في معركة "تحرير الفلوجة" من تنظيم الدولة الإسلامية.

تدور توقعات المراقبين حول جحيم ينتظر المدنيين (نحو مئة ألف نسمة) الذين أطبقت عليهم نيران معركة لم يختاروا زمانها ولا مكانها، فضلا عن الأطراف التي تتقاتل ضمنها.

المدنيون هم الطرف الغائب عن المشهد كما يذهب عضو هيئة علماء المسلمين في العراق عبد الحميد العاني في حديثه لبرنامج "الواقع العربي" في حلقة (23/5/2016)، مضيفا أن الأغلبية تتحدث عن خندقين في المعركة دون ذكر المدنيين.

مدينة المقاومة
وعرج العاني على الأهمية الرمزية التي تكتسيها الفلوجة، فقال إن المدينة عرفت في العالم بأنها مرغت أنف الاحتلال الأميركي عام 2004، وأنها أول المدن التي أطلقت الرصاص ضد المحتل، الذي دخلها في المعركة الثانية بعد ضربها بالفوسفور الأبيض.

غير أن تاريخ 2004 الذي افتتحت فيه الفلوجة مقاومتها الشهيرة ضد الاحتلال هو تاريخ آخر لزعيم مليشيا "أبو الفضل العباس" التابعة للحشد الشعبي، فقد وصفها في فيديو بأنها من منذ ذلك التاريخ "الورم" الذي "ينبغي استئصاله" و"بؤرة الإرهاب".

ويخشى متابعون من تكرار جرائم ضد المدنيين وثقت سابقا في محافظتي ديالى وصلاح الدين بعد دخول مليشيات الحشد الشعبي والانتقام من المدنيين.

وهنا يمضي العاني قائلا إن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت على يد الحشد الشعبي ليست تسريبات لصور أو مقاطع فيديو، بل إن الحشد "بكل تبجح" يعلنها في وسائل إعلامه ويتبناها.

جرائم حرب
من ناحيته، قال الناشط الحقوقي العراقي ومدير المركز العربي للعدالة محمد الشيخلي إن تقارير موثقة تؤكد ارتكاب جرائم حرب في الفلوجة بالقصف العشوائي للأحياء، التي لا تتوافر فيها مستلزمات طبية كافية.

ووصف بدء المعركة بعد ساعات من الإعلان عن ممرات آمنة "بالأسلوب الدنيء" الذي يعكس الرغبة في الإبادة المنهجية التي بدأت من عامين عبر منع الفلوجة من الغذاء والدواء.

وقال عن المليشيات التي تنظر للفلوجة بوصفها بؤرة إرهاب إنها "أدوات رخيصة"، وتخوض حربا طائفية انتقامية.

أما العبادي فإنه -وفقا للشيخلي- يحاول التغطية على فشله السياسي وانهيار هيبة الدولة ودخول المتظاهرين البرلمان، بل مكتب العبادي نفسه "والبصق فيه"، كما أضاف.