الواقع العربي

نقل سيادة تيران وصنافير..تنازل أم إعادة حق؟

سلطت حلقة (13/4/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على الجدل الدائر في مصر بشأن جزيرتي تيران وصنافير، ووضعهما ضمن اتفاق الحدود البحرية المصرية السعودية.

منذ توقيع الجانبين المصري والسعودي اتفاقا بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية قبل نحو أسبوع والجدل محتدم في الأوساط الإعلامية والسياسية والاجتماعية المصرية.

فهناك من اتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنازل عن الجزيرتين الواقعتين عند مدخل العقبة في البحر الأحمر، بينما يقول الرجل إنه لم يقم بأكثر من رد الحق لأصحابه، وإن المسألة -في كل الأحوال- مرهونة بتصويت البرلمان المصري بشأنها.

حلقة (13/4/2016) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على الجدل الدائرة في مصر بشأن جزيرتي تيران وصنافير، وفيما إذا كان السيسي قد تنازل عن الجزيرتين للسعودية، أم أنه بالفعل أعاد الحق لأصحابه.

في البداية قال محمود إبراهيم نائب مدير مركز الاتحادية للدراسات إن السرية التي صاحبت عملية نقل سيادة الجزيرتين تعود لمسائل تتعلق بالأمن القومي كما أوضح السيسي، مشيرا إلى أنه لم يكن يرغب في إثارة جدل قد يعيق إتمام المفاوضات بين الجانبين المصري والسعودي.

وأضاف إبراهيم أن السيسي قام فقط بالتوقيع على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود، لكن الأمر يعود إلى البرلمان والشعب من بعده لإقرار ما جاء بالاتفاقية أو رفضها.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل إن إعطاء مصر سيادة الجزيرتين للسعودية يمثل جزءا من الأمن القومي العربي، ولا يعد انتقاصا من السيادة المصرية على التراب المصري، بل ربما يشكل تطويرا للأمن الجماعي.

وبحسب ميخائيل، فإن تزايد القوة العسكرية السعودية سبب إضافي لعودة الجزيرتين إليها، وذلك انتفاء للحاجة لحمايتهما من قبل مصر.

وعن رد فعل إسرائيل، قال ميخائيل إن ذلك يعتمد على ما ستفعله السعودية في الجزيرتين، لكنه عاد ليؤكد أن الأهداف الإستراتيجية الحالية للسعودية تركز على إيران واليمن، ولذلك استبعد حدوث تغيير في هاتين الجزيرتين قبل سنوات.

إقناع المصريين
وفي ما يتعلق برد الفعل الشعبي المصري، قال إبراهيم إن الرأي العام المصري يثق في جيشه ورئيسه الذي أشار إلى لجنة تابعة للقوات المسلحة وأخرى تابعة للمخابرات العامة أكدتا سعودية الجزيرتين، لكن بحسب إبراهيم فإن المشكلة الآن سياسية وتتمثل في كيفية إقناع الرأي العام بذلك.

وفي ما يتعلق بموقف المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق والذي وجه عدة تساؤلات للنظام بشأن الجزيرتين، رأى إبراهيم إن شفيق طرح تساؤلا مشروعا، وأنه -أي شفيق- عاد وأكد موافقته على قرار السيسي بعد "أن تبينت له الحقائق".

ويرى إبراهيم أن حديث السيسي اليوم عن الجزيرتين "يحسب له، باعتباره يتحدث بقلب مفتوح ومعلومات واضحة".

وفي حين أقر ميخائيل بأن نقل سيادة الجزيرتين قد فاجأ الشعب المصري إلا أنه أكد أن "السرية هي طبيعة الأمور التي تتعلق بالأمن القومي".

وتوقع ميخائيل تراجع الانشغال الشعبي بهذه القضية، مرجعا ذلك للأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الناس، كما أن هناك قضايا أخطر تمس الأمن القومي العربي كسوريا والاتفاق النووي مع إيران، متوقعا أيضا أن يصوت البرلمان المصري بالموافقة على نقل سيادة الجزيرتين.

يذكر أن جزيرة تيران -وهي الكبرى- تقع عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد ستة كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها ثمانين كيلومترا مربعا، أما جزيرة صنافير فتقع شرق جزيرة تيران، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا.

وتكتسي الجزيرتان أهمية إستراتيجية لأنهما تتحكمان في حركة الملاحة بخليج العقبة، وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة كامب ديفد للسلام بين مصر وإسرائيل.

وكانت جزيرتا تيران وصنافير خاضعتين للسيادة المصرية منذ عام 1950.