الواقع العربي

المسيحيون العرب في القمة الأرثوذكسية الكاثوليكية

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على القمة الأرثوذكسية الكاثوليكية التي دعت من العاصمة الكوبية هافانا المجتمع الدولي للقيام “بإجراءات عاجلة” لوقف تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه.

بعيدا عن العالم العربي جغرافيا استضافت العاصمة الكوبية هافانا حدثا غير مسبوق. بابا الفاتيكان فرانشيسكو وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل يعقدان لقاء تاريخيا هو الأول منذ الانقسام بين الكنيستين الشرقية والغربية قبل نحو ألف عام.

لكن شؤون وشجون العالم العربي حضرت أمام الشخصيتين المسيحيتين البارزتين، فقررا معا دعوة المجتمع الدولي للقيام "بإجراءات عاجلة" لوقف تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه.

دعم الاستبداد
رئيس القسم السياسي في صحيفة "العربي الجديد" أرنست خوري قال إن ما يعنيه هو الشق السياسي فيما يصدر عن شخصيتين دينيتين. فهما يتحملان من موقعيهما مسؤولية كبيرة فيما وصل إليه مسيحيو الشرق، وهما يعلمان أن تثبيت المسيحيين لا يكون بدعم الأنظمة المستبدة.

ومضى يقول لبرنامج "الواقع العربي" حلقة (13/2/2016) إن روسيا ضالعة في نظرية تحالف الأقليات التي تدعمها البطريركية الروسية، وهي ركن أساسي في حكم الرئيس فلاديمير بوتين.

واستعاد خوري قول وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن روسيا تهيئ لإقامة دويلة علوية في سوريا، لافتا إلى أن تحالف الأقليات يعتقد بإمكانية التغلب على الأغلبية السنية، مبديا تحفظه أصلا في الحديث عن أغلبيات وأقليات أمام واقع استبدادي معروف.

وبالعودة إلى لقاء هافانا تساءل "لماذا لا يعقد المسيحيون الشرقيون العروبيون قمتهم"، وأن يكون أمرهم بيدهم انطلاقا من عروبتهم لا التفاخر بأنهم يتلقون الأوامر من الفاتيكان والكنيسة الروسية، وأضاف "لماذا إذن نعتب على فريق يدين بالولاء إلى إيران وآخر إلى السعودية".

ضنك شديد
من ناحيته قال عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس الأب مانويل مسلم إن المسيحيين في الشرق يعيشون في ضنك شديد منذ الحروب الصليبية حتى الاحتلال الإسرائيلي.

وواصل القول إن الأحداث الجارية الآن في بلدان عربية جعلت المسيحي يتقوقع، فهو واقع بين نارين إن ساند النظام الحاكم وإن ساند المعارضة.

أما حال مسيحيي فلسطين فقال إن "مشكلتنا وطنية سياسية" مع الاحتلال، منها حق العودة والمستوطنات والجدار الفاصل.

وعن مناقشة وضع مسيحيي الشرق في هافانا في القمة الأرثوذكسية الكاثوليكية قال "ليس خطأ أن يجري هذا بينهم، لعل ذلك يفتح الطريق ليستمعوا إلينا هنا".

ولكن قبل ذلك دعا الأب مانويل مسلم إلى أن يعطي "إخوتنا المسلمون" الأمان للمسيحيين كي يبقوا في ديارهم، لافتا إلى أن أوروبا هي من يفتح باب الهجرة للمسيحيين وتقدم لهم الإغراءات، فهم (الأوروبيون) "يساعدون أعداءنا من جانب ويساعدوننا على الهجرة من جانب آخر".