الواقع العربي

تظاهرات العراق ولبنان.. توحد يتخطى الطائفية

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على استمرار الاحتجاجات ضد الفساد في العراق ولبنان ونجاحها في توحيد المطالب وتخطي الحواجز الطائفية والحزبية.
في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين، بدأت واستمرت حتى الآن احتجاجات ضد الفساد في كل من لبنان والعراق، تشابهت في الشعارات التي رفعتها في أنها غير حزبية وغير طائفية.

كما تشابهت هذه المظاهرات في أن معظم المشاركين فيها من فئة الشباب خاصة من التيار المدني.

رفع المشاركون في هذه المظاهرات شعارات تندد بالطائفية والانحيازات الحزبية والدينية، ونجحوا في التوحد على شعارات تناهض الفساد وتطالب بالإصلاح اتفق عليها الجميع.

حلقة الجمعة (11/9/2015) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على استمرار الاحتجاجات ضد الفساد في العراق ولبنان ونجاحها في توحيد المطالب وتخطي الحواجز الطائفية والحزبية.

شعبية بامتياز
عن هذا الموضوع يقول الأكاديمي والناشط السياسي العراقي الدكتور هاني عاشور إن التظاهرات التي شهدها ويشهدها العراق لا يمكن وصفها إلا بأنها تظاهرات شعبية صرفة.

وأضاف أن المجتمع العراقي "من أقصاه لأقصاه" أصبح موحدا، وأثبت أن الشعب أصبح أكثر إحساسا بالمسؤولية من الحكومة التي أثقلت كاهل العراقيين بفسادها وطائفيتها، وفق قوله.

وأكد عاشور أن التظاهرات لم تعد مقتصرة على ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بل انتشرت في عموم العراق، مشددا على أن الدولة ليس أمامها إلا الخضوع لإرادة الشعب الذي أصبح أكثر إدراكا للأزمة الاقتصادية من الحكومة، بل ويطرح حلولا لها.

واعتبر الناشط السياسي أن العراق الآن أسقط التضليل، وكشف محاولة خلق "ديمقراطية القطيع"، وحوَّل هو السياسيين إلى قطيع ينبغي أن يطارد، حسب وصفه.

قواسم مشتركة
من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي اللبناني الدكتور حارث سليمان إنه في لبنان كانت النفايات القشة التي قصمت ظهر البعير، الذي حمِّل بفشل سياسي كبير، مثلما كانت الكهرباء والخدمات هي سبب اندلاع التظاهرات المنددة بتدني الخدمات في العراق.

واعتبر أن القواسم المشتركة بين تظاهرات كل من العراق ولبنان هي المحاصصة الطائفية المفتوحة على الفساد والانقسام المجتمعي ومحاولة دخول السياسة من خلال الغرائز الطائفية، والفشل في بناء دولة حديثة عابرة للطوائف وقادرة على تسيير الدولة بمرافقها العامة والوفاء بالاستحقاقات الدستورية.

وتوقع سليمان أن يتجه الحراك إلى التجذر والاستمرار والانتقال من قضية إلى أخرى، لكنه قال إن هذا الرهان ليس مضمونا 100%، فالحراك ما زال جنينا وبحاجة إلى تطوير وتوحيد رؤى، لأنه جاء من مشارب مختلفة ومن شباب تجربتهم السياسية في طور البناء.