الواقع العربي

الطائفية السياسية تطل بوجهها في اليمن

ألقت حلقة “الواقع العربي” الضوء على ملف الطائفية السياسية في اليمن الذي طفى على السطح مجددا منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.

يرى مراقبون أن تمدد الحوثيين في المحافظات اليمنية وتعيينهم أنصارهم في غالبية المناصب الإدارية والعسكرية العليا وما أعقب ذلك من تطورات أعاد فكرة الطائفية السياسية إلى واجهة المشهد اليمني بعد اختفائها لعقود.

الزيدية السياسية
رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أوضح لدى مشاركته في حلقة 6/8/2015 من برنامج "الواقع العربي" أن الطائفية الحالية التي يؤسس لها الحوثيون تعتمد على إحياء المذهب الزيدي وتحديدا الفرقة الجارودية التي تقترب من المذهب الاثني عشري.

وتابع القول إن أطرافا داخل الزيدية السياسية حاولت إعادة تنظيم نفسها حتى تتمكن من فرض سيطرتها على الحكم.

وذكر غلاب أنه نتيجة للتناقضات في بنية الجمهورية ولتمكن الحوثيين من اختراق الحركة الثورية في العام 2011، وصل اليمنيون إلى الوضع الحالي وتمكن الحوثيون من بسط سيطرتهم.

ورأى أن عصبية القبيلة اليمنية ثابتة، لكن الأفكار التي تطرأ عليها متحولة، وأكد أن الحوثيين لن يقدروا على إعادة تشكيل طبيعة القبيلة وجعل عباءتها طائفية.

وقال إن الحرب اليوم أخذت مسارا وطنيا واضحا، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية تتحرك من أجل إنهاء الصراع الطائفي وكسر شوكة التمرد كي يتمكن اليمنيون من بناء دولة العدالة والمساواة، وفق رأيه.

المذهب الهادوي
من جانبه، أوضح الباحث في الفكر الإسلامي زايد جابر أن اليمن كان معفى من الطائفية منذ ثورة سبتمبر 1962 الذي وضعت حدا لنظام الإمامة.

واعتبر أن فترة السبعينيات من القرن الماضي شهدت أولى محاولات إحياء المذهب الهادوي بشكله السياسي.

وأضاف أنه تحت غطاء إحياء المذهب الزيدي تم السعي إلى إحياء فكرة الإمامة التي ظلت تنمو مع تمدد الحركة الحوثية.

وذكر جابر أن اعتماد الحوثيين على تراث الاصطفاء الإلهي واحتقارهم للتراث اليمني جعلهم يظهرون بوجه "عنصري وقبيح"، الأمر الذي دفع اليمنيين إلى البحث عن الهوية اليمنية الجامعة.

وأكد أن المقاومة التي تبلورت في أكثر من منطقة هي مقاومة وطنية تسعى إلى استعادة الدولة والمشروع الوطني الجامع، لافتا إلى أن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا بمشروع الإمامة الطائفي.