الواقع العربي

ما مآلات الأوضاع في مصر؟

ناقشت حلقة “الواقع العربي” مآلات الأوضاع في مصر، في ظل تصاعد مؤشرات العنف وتغييب القانون.

بعد عامين من الانقلاب، وبعد عام من وصول عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة، لم تتحسن الأوضاع الأمنية في مصر إلى الأفضل، ولم تتحقق وعود الاستقرار والأمن التي أطلقها قائد الانقلاب.

فقوات الجيش المصري خاضت مواجهات عنيفة مع مسلحين في محافظة شمال سيناء وصفت بأنها الأعنف منذ عقود، ولم تتمكن قوات الأمن من حماية النائب العام المصري من الاغتيال في القاهرة، وصعّد النظام من خطابه تجاه جماعة الإخوان، وأكد ذلك بتصفية عدد من قياداتها.

هذا المشهد المتأزم يدفع إلى التساؤل عن السيناريوهات المحتملة للأوضاع المصرية مع تصاعد مؤشرات العنف، وعن مدى قدرة القوانين التي أقرتها الحكومة المصرية أخيرا على فرض الاستقرار في البلاد، كما يبرز التساؤل حول خيارات معارضي الانقلاب في الفترة المقبلة.

حرب إبادة
رئيس حزب الأصالة المصري إيهاب شيحة رأى -خلال مشاركته في حلقة 2/7/2015 من برنامج "الواقع العربي"- أن نظام السيسي يمارس حرب إبادة ضد الشعب المصري.

ورفض الترويج لفكرة أن الصراع القائم في مصر هو بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن الصراع محتدم بين من سماه عميل الاحتلال بالوكالة من جهة وبين الشعب المصري ومقدراته من جهة ثانية.

وأكد أن إستراتيجية حزب الأصالة في إسقاط الانقلاب مستمرة كما هي، مع التشديد على ضرورة إخراج السيسي من المشهد درءا لعواقب وخيمة.

وذكر شيحة أن تلك الإستراتيجية تستند إلى مسار سلمي لن يتم الخروج عنه، لكنه لفت إلى الاختلاف بين السلمية والسلبية، من دون أن يقدم توضيحات إضافية.

عبث السيسي
ومن واشنطن، تحدث الباحث السياسي المصري إسماعيل الإسكندراني ووصف تصريحات السيسي الأخيرة بأنها ضرب من العبث، في إشارة إلى تصريحات الرجل التي دعا بها إلى اختصار إجراءات التقاضي، ورأى أن القوانين تغل يد العدالة في مصر.

ونبه إلى أن تصريحات من هذا القبيل من شأنها أن تذكي روح "القبلية الدولتية"، وفق تعبيره.

ورسم الإسكندراني مشهدا لما هو سائد اليوم في مصر، تثأر فيه "عشيرة" الشرطة -التي تتبع كما قال لـ"قبيلة" الدولة- من "قبيلة الإسلاميين" في منطق يتخطى المؤسساتية والقانون.

وتابع الإسكندراني القول "إن قبيلة الدولة وضعت نفسها في مقابل عدو لدود يتمثل في قبيلة الإسلاميين وأكبر عشيرة فيها عشيرة الإخوان".

وأوضح أن الأنظمة حينما تتعامل مع الشعوب بمنطق القبائل تكون الكارثة قد حلت منذرة بالخراب، مضيفا أن المصريين كانوا في 2011 يأملون بتجربة ديمقراطية فريدة ومتميزة، لكنهم اليوم مقبلون على تجربة فريدة في القمع والشمولية.