الواقع العربي

تنظيم الدولة في ليبيا.. النشأة وآفاق التوسع

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على ظروف تشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وآفاق توسعه في ظل الاقتتال بين فجر ليبيا وبرلمان طبرق المنحل والمؤتمر الوطني الليبي بطرابلس.

تزايد حضور تنظيم الدولة الإسلامية على الساحة الليبية بقتاله ضد تشكيلات مسلحة مختلفة من بينها مجلس شورى مجاهدي درنة، وبعمليات أثارت تنديدا دوليا مثل قتل عشرات من المصريين والإثيوبيين.
 
ورافقت هذا الحضور تساؤلات عن أسباب ظهور تنظيم الدولة في بلد مثل ليبيا متجانس دينيا ومذهبيا على عكس الحال في سوريا والعراق، وعن كيفية تكوين عناصر هذا التنظيم وتشكيلهم، وعن آفاق توسعه، ومدى تأثير حضوره في دفع الأطراف الليبية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي خلافاتها من أجل التفرغ لمواجهته.
 
دورة حياة
بشان ظروف نشأة وتكوين تنظيم الدولة بليبيا رأى عضو المؤتمر الوطني العام منصور الحصادي أن ما يحدث في درنة وسرت لا يخرج عن كونه دورة حياة "الإرهاب" الذي يتشكل وينتقل من منطقة إلى أخرى حسب رأيه، ويتميز بالقدرة على التدحرج والتحول إلى تنظيمات أخرى إذا تمت محاربته.
 
ووضع الحصادي في حلقة السبت 13/6/2015 من برنامج "الواقع العربي" تنظيمات أنصار الشريعة وتنظيم الجهاد والحوثيين كلها في سلة واحدة، وأوضح أنها تعكس معا صورا للتنظيم التكفيري الذي ينشط في المناطق ذات الضعف الأمني، وقال إن غياب سيطرة الدولة على بعض الأقاليم يغري العابرين للحدود بالانضمام إلى هذه التنظيمات، وأكد أن الفكر التكفيري يحتاج إلى معالجات جذرية.
 
وحذر مما وصفه بالتوظيف السياسي الخاطئ الذي يمارسه بعض الساسة بتصويرهم المؤتمر الوطني على أنه داعم "للإرهاب"، وأوضح أن حكومة رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان لم تكن جادة بما فيه الكفاية لمحاربة من يقومون بالأعمال الإرهابية، بينما تقوم حكومة المؤتمر الوطني الآن بكشف بؤر "الإرهاب" ومن يقفون وراءه.
 
ورغم تأكيده على متابعة حكومته لملفي الإرهاب والهجرة غير النظامية عبر اجتماعات يومية بهدف منع حدوث خروقات أمنية فإنه لم يستبعد أن تنجح بعض التنظيمات "الإرهابية" في التسلل إلى طرابلس كما نجحت في التوغل بباريس، وأكد على عدم وجود أي نشاط لتنظيم "إرهابي" في الغرب الليبي باستثناء سرت.
 
القفز على الثورة
وفي السياق، أرجع الخبير في شؤون الجماعات المسلحة شكري الحاسي ظهور التنظيم "التكفيري المغالي" في العراق إلى أسباب سياسية وقتالية، وحذر من محاولات بعض القوى السياسية استغلال الإسلاميين والثوار، مما قد يتيح الفرصة لتكرار المشهد العراقي في ليبيا.
 
وفي إشارة إلى محاولة بعض القوى استغلال من يوصفون بالإرهابيين استشهد الحاسي بحديث أحمد قذاف الدم -أحد رموز نظام القذافي- الذي قال فيه إن شباب تنظيم الدولة هم شباب "أتقياء أنقياء"، وعد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هذا الحديث محاولة للقفز على الثورة والانقلاب على الثوار.
 
وناشد التيارات التي تقاتل "الإرهاب" ألا تضع جميع الثوار والإسلاميين في سلة واحدة، موضحا أن بينهم متطرفين وغلاة وتكفيريين.
 
ولم يستطع الجزم بعدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة، وأوضح أن الأرقام المطروحة في هذا الجانب تعتبر غير دقيقة، كما أشار إلى تضارب الأنباء حول جنسية قائد التنظيم في ليبيا.