الواقع العربي

بعد 12 عاما على الاحتلال.. كيف هو العراق؟

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على حصاد الاحتلال الأميركي للعراق في الذكرى الثانية عشرة لسقوط بغداد.

مثخنا بجراحه النازفة ومثقلا بمشاكله المتراكمة، استقبل العراق الذكرى الثانية عشرة لسقوط بغداد.

مسافة زمنية مفتوحة تفصل البلد الذي فتكت به الطائفية حتى شارف على الانهيار أمام تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، عن وعود أطلقها المحتل الأميركي بعيد سقوط عاصمة الرشيد.

وعود بعراق جديد، عراق الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون، غير أنّ الحصاد جاء مرّا تجرعه العراقيون محاصصات وتقتيلا طائفيا وفقرا مدقعا وغيابا لمؤسسات الدولة في ظل حكومات وصفت بالطائفية واتهمت بتحويل العراق من بوابة العرب الشرقية إلى ساحة للتدخلات الإقليمية والدولية بامتياز.

حلقة الخميس 9/4/2015 من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على حصاد الاحتلال الأميركي للعراق في الذكرى الثانية عشرة لسقوط بغداد.

واستضافت الحلقة من لندن موفق الربيعي القيادي في دولة القانون ومستشار الأمن القومي السابق، ومن عمّان مسؤول الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق مثنى حارث الضاري.

لا طائفية
وبالنسبة للربيعي فإن حال العراق والعراقيين الآن أفضل بكثير مما كان عليه قبل الغزو الأميركي عام 2003، متهما نظام الرئيس الراحل صدام حسين بتوريث العراقيين الطائفية والإرهاب التكفيري الذي ينهش الجسد العراقي.

وبحسب الربيعي، فإن العراق اليوم يملكه كل العراقيين الذين قال إنهم يتمتعون بكامل الحريات، كما أن العراق اليوم غدا دولة غير طائفية "بامتياز"، مبررا ذلك بوجود كافة الأطياف الدينية والعرقية والقومية في مجلس نواب الشعب.

وبين أن الثروة في السابق، إبان حكم صدام حسين، كانت توزع على نخبة النظام، بينما الآن فهي توزع على ملايين العراقيين.

وقال الربيعي "لا خيار لنا إلا أن نستمر في بناء البلد على أساس الدستور الوطني"، مقرا بارتكاب الطبقة السياسية التي تلت الاحتلال كثيرا من الأخطاء في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.

دولة فاشلة
في المقابل، وصف مثنى حارث الضاري العراق بالدولة الفاشلة "بامتياز" سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا، وعلى كل الأصعدة.

ورأى أن الطائفية والعنصرية تجذرت في العراق تجذرا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن الأمور تغيرت من السيئ إلى الأسوأ بكثير.

واتهم الضاري الفريق الحاكم في العراق بالسعي إلى جرّ الآخرين إلى حلول ترقيعية بدل إرساء مصالحة حقيقية.

وقال "إن مواقفنا بقيت ثابتة ومبدئية لأن الأمور على الأرض لم تتغير وبقيت على حالها".

وشدد في نهاية حديثه على ضرورة التوصل إلى حل كامل وشامل بضمانات دولية وبمنأى عن أي ضغوط إقليمية.