الواقع العربي

الطائفي والسياسي في خندق كربلاء-الأنبار

بحثت حلقة “الواقع العربي” الخندق الذي باشرت محافظة كربلاء حفره بينها وبين محافظة الأنبار. يرى مؤيدوه أنه يهدف لحماية مزارات الشيعة. أما المعارضون فيرونه تغييرا وفصلا طائفيا.

كثيرة هي الملفات العراقية التي يختلط فيها الطائفي بالسياسي. ومع المعارك الدائرة حول المحافظات السنية وفيها تتصدر الشعارات الطائفية المدافع والقذائف والصواريخ، ولكن البارود ليس كل الأمر، فهناك خرائط على الأرض ترسم حدودا داخل البلاد وتثير لغطا بين مؤيد ورافض.

ففي وسط العراق تتملك السنّة مخاوف من نوع آخر تضاف إلى المخاوف من التطهير الطائفي مع بدء السلطات المحلية في حفر خندق وبناء ساتر رملي يفصل بين محافظة كربلاء ذات الأغلبية الشيعية ومحافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية.

حلقة 7/3/2015 من "الواقع العربي" سلطت الضوء على هذا الخندق البالغ طوله 45 كيلومترا الذي يرى مؤيدوه إنه يهدف لحماية مزارات مُقدسة لدى الشيعة من تنظيم الدولة الإسلامية. أما المعارضون فيرون هذه الخطط فصلا جديدا من فصول إعادة رسم خريطة وتغيير التركيبة السكانية في العراق.

مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي نفى أن يكون هناك خندق أصلا، بل حواجز إلكترونية وكاميرات وإنذارات مبكرة، وأضاف أن هذا ليس بجديد، فقد أقيم في العامين 2006 و2007 سور بغداد الإلكتروني وسبقته إقامة حواجز مائية وإسمنتية، معتبرا أساس المشروع أمنيا ضد تنظيم الدولة وليس سياسيا وطائفيا، كما قال.

ومضى الربيعي يقول إن "الحفاظ على المراقد المقدسة" هو الهدف "بعد أن رأينا كيف تمكنت القاعدة في فبراير/شباط 2006 من تفجير مقام الإمامين العسكريين في سامراء، وهو الحادث الذي فجر الحرب بين الشيعة والسنة".

من جانبه رفض الأمين العام لمجلس العشائر العراقية يحيى السنبل أن يكون الخندق إلا فصلا طائفيا، يستهدف أراضي العشائر السنية وليس ثمة ما يبرره أمنيا، على حد قوله.

فصل طائفي
وإذا كان أي وضع أمني سيوصل إلى حفر الخنادق فإن السنبل يضيف "يجب أن يكون هناك حاجز بين ديالى وواسط وبين صلاح الدين وبغداد وبين العاصمة وبابل"، لافتا إلى أن الخندق الأمني يستهدف زيادة مساحة كربلاء على حساب محافظة الأنبار مما يعطي دفعة قوية للفصل الطائفي.

وأضاف أن الخنادق التي حفرت بين سوريا والعراق وفي ساعات اقتحمت وهرب الجنود، متسائلا هل نحفر خندقا بين جماعة الصرخي والمناوئين له في كربلاء؟ ومشيرا إلى الاشتباكات التي وقعت بين قوات عراقية وعناصر تابعة للمرجع الشيعي محمود الصرخي.

وردا على الربيعي الذي طالب "أي سياسي عراقي" بأن يكون واضحا "إما مع العراق" وإما مع تنظيم الدولة، قال السنبل "إن الربيعي يريد العشائر مرتزقة"، وإن السنة مع العراق أما الذين ليسوا معه "فهم الطائفيون الذين مزقوا البلاد خدمة للأجندة الصهيونية والأميركية وإيران"، أما تنظيم الدولة فهو عابر للحدود ويتخذه الطائفيون شماعة.