الواقع العربي

طعمة يحذر من سقوط إدلب بيد تنظيم الدولة

رحب رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة بتحرير مدينة إدلب، وقال لحلقة “الواقع العربي” إن القوى المقاتلة على الأرض توافق على إقامة إدارة مدنية هناك حتى لا تتكرر مأساة الرقة.
أقر رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة بأن حكومته لم تكن في مستوى طموحات الشعب، ولم تستطع أن تكون بديلا لنظام الرئيس بشار الأسد في المناطق المحررة.
 
وشن طعمة هجوما على المجتمع الدولي، وعبر عن امتعاضه من عدم دعوة المعارضة السورية والحكومة المؤقتة إلى القمة العربية الأخيرة بمصر، وكذلك إلى المؤتمر الدولي للمانحين لدعم السوريين المنعقد في الكويت.

وردا على سؤال بشأن دور الحكومة المؤقتة بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة إدلب بشمال البلاد، قال طعمة -الذي حل ضيفا على حلقة برنامج  "الواقع العربي"- إن الحكومة وضعت نفسها تحت تصرف وخدمة الشعب السوري "ما معنى لحكومة تبقى خارج سوريا".

وأضاف أنهم في المعارضة يريدون التوافق مع القوى والفصائل المقاتلة على الأرض حتى تنتقل الحكومة في مرحلة لاحقة إلى إدلب من أجل إدارة المناطق المحررة. ودافع عن أداء حكومته، وقال "نحن نعيش ضائقة مالية شديدة ونتقاسم مع إخواننا لقمة العيش".

وقلل طعمة من مسألة وجود خلافات سياسية بين الحكومة والفصائل على الأرض، وقال إن هذه الأخيرة بما فيها جبهة النصرة ترحب بقيام إدارة مدنية في إدلب حتى لا تتكرر مأساة مدينة الرقة، وخاطب المجتمع الدولي متسائلا: هل تريدون منا ترك إدلب حتى تصبح مثل الرقة تسيطر عليها قوى متشددة؟

وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا على الرقة في مارس/آذار 2013، وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية لاحقا من طرد مقاتلي المعارضة منها لتصبح أبرز معقل للتنظيم في سوريا.

ورحب رئيس الحكومة السورية المؤقتة بتحرير إدلب، ووصف الخطة بالانتصار الباهر الذي قال إنه جاء بفعل التآزر بين المقاتلين والمواطنين الشرفاء.

وطالب الائتلاف السوري في وقت سابق دول التحالف الدولي بفرض حظر جوي فوري وعاجل على إدلب لحماية المدنيين من الهجمات الانتقامية لقوات نظام الأسد بعد هزيمته، في وقت يستمر فيه سكان مدينة إدلب بالنزوح بعد قصف النظام بعضها بالغازات السامة، مما أوقع عشرات القتلى على مدى اليومين الماضيين.

 

امتعاض
من جهة أخرى، هاجم طعمة المجتمع الدولي، وقال إنه "لم يقدم شيئا" يتناسب مع طموحات الشعب السوري ووصفه بالمتردد، وبأنه يقدم مجرد وعود لا يصل منها سوى الربع للسوريين، في إشارة منه إلى المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني. وتساءل عن سبب عدم دعوة المعارضة السورية والحكومة المؤقتة للمؤتمر رغم أنه يخص الشعب السوري.

وتشارك في المؤتمر الذي تستضيفه الكويت 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.

كما أعرب المسؤول السوري عن تأسفه لعدم توجيه الدعوة للمعارضة وللحكومة السورية المؤقتة للمشاركة في القمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ بمصر، وكشف عن اتصالات جرت على مستوى عال بين الأمانة العامة للجامعة العربية وقيادة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، ولكنه اكتفى بالقول إن "الأمور تظهر من الآثار".      

وشدد طعمة على أن الشعب السوري "لن يقبل ببقاء الأسد في المرحلة الانتقالية"، وهو البديل الذي يريد المجتمع الدولي طرحه على السوريين، وأعرب عن خشية السوريين من أن يقعوا ضحية مساومة في الملف النووي الإيراني الذي يجري التفاوض بشأنه.

وقال إن مشكلة سوريا أنها وقعت في ظل ظروف صعبة ومنطقة شائكة وملفات معقدة، وأشار إلى أن المجتمع الدولي يريد فرض حل على السوريين بعد ترتيب جميع الأوراق وبينها ورقة الإسلام السياسي، دون أن يقدم توضيحا أكثر.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة السورية المؤقتة تأسست في فبراير/شباط 2013 في القاهرة، ثم استقرت في مدينة غازي عنتاب التركية، ويتولاها حاليا أحمد طعمة.