الواقع العربي

دور صالح فيما وصلت إليه الأوضاع باليمن

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على عهد الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ودوره فيما وصلت إليه بلاده التي مزقها وهو يزهو بوصف نفسه بالثعلب الراقص على رؤوس الأفاعي.

على مدار 34 عاما كان الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح كلمة السر في رحلة البحث عن أسباب أزمات اليمن السياسية والاقتصادية.

وحتى في مرحلة ما بعد خلعه، كان صالح حاضرا في تحالفات سياسية متغيرة ومتناقضة أحيانا تركت خريطة سياسة معقدة ومتشابكة في هذا البلد العربي.

أما في المجال الاقتصادي فقد ترك الرئيس المخلوع غالبية اليمنيين تحت خط الفقر، بينما تقدر ثروته بستين مليار دولار، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

عسكريا، ترك علي عبد الله صالح جيشا متعدد الولاءات يصعب وصفه بالجيش الوطني.

حلقة الاثنين (30/3/2015) من برنامج (الواقع العربي) ناقشت دور علي عبد الله صالح فيما آلت إليه الأمور في اليمن، وكيف مزق بلاده وهو يزهو بوصف نفسه بالثعلب اليمني الراقص على رؤوس الأفاعي.

حول هذا الموضوع يقول عضو ائتلاف شباب الثورة اليمنية الناشط الحقوقي خالد الآنسي، إن صالح وصل إلى الحكم في اليمن في فترة معينة بعد اغتيال رئيسين، وكان له دور في اغتيال أحدهما فعليا ومعنويا.

وقارن الآنسي بين صالح والرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، مؤكدا أن صالح دمر الجيش الوطني اليمني الذي أنشأه الحمدي، واستخدم الحوثيين لاقتحام المعسكرات الخاصة بالجيش التي كان ولاؤها لليمن وليس لشخص صالح.

وعن وصف صالح لنفسه بالثعلب اليمني الراقص على رؤوس الأفاعي، قال الناشط الحقوقي إن الرئيس المخلوع تعامل مع اليمنيين باحتقار، وكثيرا ما نعتهم بأوصاف مسيئة وسخر منهم في تصريحات كثيرة.

وأضاف أن كل ذلك كان السبب الرئيسي في أن الثورة عندما قامت كان يحركها الشعور بالإهانة، لذلك أطلق عليها اسم "ثورة الكرامة".

وأوضح الآنسي أن صالح صنع الظروف التي تجعل من بقائه ضرورة ومن ذهابه مشكلة، ومن يتتبع علاقة صالح بالحوثيين يجد أن الحركة نشأت لتحقيق عدة وظائف سياسيا داخليا وخارجيا.

وتابع أن من تلك الوظائف ضرب حركة الإصلاح، وتقسيم حزب الحق، ومواجهة السلفيين، وابتزاز المملكة العربية السعودية بذريعة وجود مشروع إيراني في اليمن، ونهب الخزينة العامة مع استمرار دعم حروبه ضد الحوثيين.

ويرى الناشط اليمني أن صالح حاول في الفترة الأخيرة أن يتاجر ويكسب من الورقة الحوثية حتى آخر لحظة، وعندما شعر أن دول الخليج والسعودية تحديدا التي وقفت معه حتى آخر لحظة كشفت ذلك بدأ ينقلب عليها.

وردا على سؤال عما إذا كانت المعركة الحالية هي نهاية صالح أم يستطيع استخدام ذكائه ومكره لينجو بنفسه، قال الآنسي إنه يحاول أن ينجو بنفسه مجددا، وأرسل نجله للسعودية حليفا في مواجهة الحوثيين ثم وسيطا، ويريد أن يكرر نفس اللعبة التي قام بها في العام 2011، لكن المشكلة اليوم فيمن سيصدقه ومن سينقذه مجددا ليعود ويغدر بهم، وفق رأيه.