الواقع العربي

أسباب تنامي ظاهرة الهجرة السرية عبر المتوسط

سلطت حلقة برنامج الواقع العربي الضوء على أسباب تنامي ظاهرة الهجرة السرية عبر البحر المتوسط والخيارات المطروحة لمواجهتها.

صار البحر الأبيض المتوسط الطريق الأخطر في العالم، كما وصفته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والسبب موجات الهجرة السرية عبر مياهه.

وقد غرق أكثر من 3400 مهاجر غير شرعي في مياه هذا البحر في العام الماضي، وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاع عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر المتوسط، وكذلك أعداد أولئك الذين يقعون منهم ضحايا للغرق منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضح المرصد في تقرير له أن شخصا يغرق كل أربع ساعات في مياه البحر المتوسط أثناء الهجرة السرية.

حلقة الأربعاء 18/03/2015 من برنامج "الواقع العربي" بحثت أسباب تنامي ظاهرة الهجرة السرية عبر المتوسط والخيارات المطروحة لمواجهتها.

واستضافت الحلقة من عمان المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إحسان عادل، ومن فيينا مسؤول الجالية السورية في جزيرة صقلية الإيطالية خالد حلاق. 
 
شهادة
وعرضت الحلقة في بدايتها شهادة أحد الناجين من غرق سفينة في المياه الدولية نهاية سبتمر/أيلول الماضي، وهو شكري العسولي فلسطيني من سكان غزة.

وذكر العسولي أنه توجه مع عائلته إلى مصر، ومن شواطئ دمياط انطلقوا ضمن مجموعة تتكون من أكثر من 450 شخصا على متن سفينة في طريقهم إلى سواحل إيطاليا، وفي عرض البحر تعرضت السفية لاعتداء.

وأضاف أنه فقد على أثر ذلك في عرض البحر زوجته وابنه الذي لم يتجاوز عمره تسعة أشهر وابنته صاحبة الأربع سنوات الذين كانوا معه ضمن نفس السفينة.

وبعد صراع في مياه المتوسط لبضعة أيام مرت سفينة يابانية وأنقذت المتبقين على قيد الحياة وهم 11 ناجيا كان هو منهم.

ظروف قاهرة
من جانبه عزا المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إحسان عادل أسباب تفاقم ظاهرة الهجرة السرية إلى الواقع البائس في البلاد العربية وفي غرب أفريقيا.

ورأى أن دول الاتحاد الأوروبي تتخذ من قانون شرع في ظروف مختلفة عن الوضع الراهن مطية من أجل التهرب من مسؤوليتها تجاه اللاجئين، واتهم هذه الدول بإبراز الجانب الأمني كي تبرر تنصلها من المسؤولية المنوطة على عاتقها حيال اللاجئين.

وطالب عادل حكومات الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع إيطاليا فيما يتعلق بإنقاذ اللاجئين وبتعديل اتفاقية دبلن، ودعا منظمات المجتمع المدني الأوروبية إلى إقناع شعوبها بأن مشكلة اللاجئين هي مشكلة حياتية إنسانية أكثر مما هي مشكلة أمنية.

بدوره لفت مسؤول الجالية السورية في جزيرة صقلية الإيطالية خالد حلاق إلى أنه سجل أكثر من 4000 مفقود في العام 2014.

وقال إن الحكومة الإيطالية قدمت الكثير للاجئين في الفترة الأخيرة، ورأى أن الأوروبيين بحاجة للاجئين لإعادة نشاط المجتمع الأوروبي المتهرم.