الواقع العربي

دور منظمة بدر في العراق وعلاقتها بإيران

ناقشت حلقة “الواقع العربي” الدور الذي تقوم به منظمة بدر التي عادت إلى واجهة الأحداث في العراق، في ضوء مشاركة مقاتليها في مليشيات الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تساؤلات تطرح على الساحة العراقية عن دور منظمة بدر في ظل مشاركة أعضائها ضمن مليشيات الحشد الشعبي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى ما تواجهه من اتهامات بارتكاب جرائم حرب وأعمال تطهير مذهبي ضد المكون العراقي السني، وتنامي نفوذ قادة هذا التنظيم في دوائر السلطة والأجهزة الأمنية في العراق.

حلقة الثلاثاء (17/3/2015) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت الدور الذي تقوم به هذه المنظمة التي عادت إلى واجهة الأحداث في العراق.

ويرى الباحث في الشؤون السياسية في جامعة هارفارد حارث حسن أنها بحكم تركيبتها العقائدية هي أقرب المليشيات الشيعية إلى إيران، بخلاف المجلس الإسلامي الأعلى على سبيل المثال الذي وضع منذ عودته إلى العراق مسافة بينه وبين الإيرانيين.

وقال إن منظمة بدر تجمعها علاقات متعددة مع طهران، بل إن مصيرها مرتبط بهذه الدولة، وقد اكتسبت "شرعية" في الأوساط الشيعية في ظل المعركة الجارية مع تنظيم الدولة.

وأشار حسن إلى أن المليشيات الشيعية ترى في الاستقطاب الحاصل فرصتها لإعادة تشكيل دورها السياسي في تحديد مصير العراق الذي تتصوره -أي المليشيات- مرتبطا بطهران.

وبحسب الباحث في جامعة هارفارد، فإن منظمة بدر ظلت دوما متأثرة بازدواجية كون معظم مقاتليها من العراق وتركيبتها الأيديولوجية والعقائدية مرتبطة بإيران، حيث كان قائدها يعين من طرف المرشد الأعلى.

وردا على سؤال بشأن تسلل منظمة بدر إلى مفاصل الدولة العراقية، أوضح حسن أن بدر نجحت في التسلل مع بداية انسحاب القوات الأميركية من العراق في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأيضا مع صدور قانون دمج المليشيات في وزارتي الداخلية والدفاع بعد انهيار نظام الرئيس الراحل صدام حسين وإعادة تشكيل القوات الأمنية.

تهميش السنة
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث في الشأن العراقي جاسم الشمري أن كافة المليشيات الموجودة اليوم -بما فيها بدر- غير دستورية وغير قانونية، وقال إن المليشيات الشيعية المدعومة من الحكومة بدأت تنشط كقوة سياسية بعد نهاية 2011، في الوقت الذي فيه تم تهميش السنة، ولم توقف القوة السياسية في تلك الفترة الاعتقالات والاغتيالات التي كانت تطال المكون السني.

وأضاف أن الوزير السني هو أضعف الوزراء في الحكومة الحالية، وأنه حتى لم يعرف بالهجوم على تكريت، في إشارة منه إلى عملية استعادة المدينة من تنظيم الدولة والتي انطلقت في الثاني من الشهر الجاري بمشاركة نحو ثلاثين ألف عنصر من الجيش والشرطة والفصائل الشيعية ومسلحين من بعض العشائر السنية.

وقال الشمري "إن وزير الدفاع الحقيقي هو رئيس منظمة بدر هادي العامري، وليس خالد العبيدي" .  

واتهم الشمري إيران بـ"اللعب على المكشوف" بشأن الملف العراقي، وبأنها تنسق مع الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق، كما أكد أن أربع دول عربية بيد طهران، وهي: العراق، اليمن، سوريا، ولبنان.